أم مهند: تعال يا مهند لأقص لك أظافرك.
لم يرد مهند فكررت امه نداءها اكثر من مرة ثم رفعت صوتها مهددة متوعدة فجاء مهند ووضع يديه وراء ظهره قائلا: لا أريد أن أقص أظافري.
أم مهند: ولماذا يا مهند فأنا كل اسبوع اقص لك ولا تتمرد فما الذي حصل؟
مهند: لا اريد لأن الاولاد يضربوني في المدرسة، وانا اريد ان اطيل اظافري لاخمش وجوههم.
أم مهند: وقد نظرت اليه بذهول قائلة: ماذا؟ تريد ان تؤذي زملاءك في الفصل والمدرسة واذا فقأت عين احدهم ماذا سيفعل اهله بك؟ والمدرس هل سيتركك دون عقاب ستأخذك الشرطة ايضا، وتعاقبك، واهلهم سيؤذونك كما فعلت بإنهم الا تستطيع ان تدافع عن نفسك بغير الاظافر؟
وماذا تفعل لهم حتى يؤذوك؟
مهند: والله لا افعل لهم شيئا ولا اعرفهم ولكنهم اكبر مني سنا يضربوني ويستهزئون بي ويأخذون ما معي.
أم مهند: اذا ضربوك اسألهم عن السبب، وهددهم بأنك ستشكوهم إلى الاستاذ وقل لهم: ان الله لا يحب من يضرب غيره ويؤذيه فلن يدخل الجنة ولن يحبه احد.
مهند: لا يفهم الاولاد ما اقول لهم ولا ينتظروني حتى اقول لهم فهم يضربون ويهربون.
أم مهند: حتى ولو ضربوك يجب ان لا تستعمل اظافرك لان الاظافر اذا اطلتها تجمعت الاوساخ تحتها ثم هذه الاوساخ تعيش بينها الجراثيم فتدخل الى جسمك مع طعامك وشرابك فتمرض ثم اذا خمشت بها وجه احد فقد تجرح وجهه وتدخل هذه الجراثيم من الجرح الى جسمه وتؤذيه فيتورم وجهه وقد يتسمم جسمه.
مهند: لكني يا أمي ارى نساء كثيرات لا تقص اظافرها، ورجالا كثيرين ايضا ومع ذلك لا يمرضون ولا يموتون.
أم مهند: سيأتي وقت يمرضون فيه، ثم ما ادراك انهم لا يمرضون هل تعيش معهم؟ الم اخبرك بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ امرنا ان نقص اظافرنا كل اسبوع حتى لا نمرض، ولا نؤذي انفسنا؟ حتى انت عندما تغسل وجهك اذا كانت أظافرك طويلة قد تجرحه ويخرج الدم منه مُدّ يدك لاقص اظافرك.
ان الحيوانات المفترسة التي تأكل اللحوم تستعين بأظافرها وانيابها في تقطيع لحم الحيوانات التي تمسك بها، وكذلك الطيور الكبيرة التي تأكل لحوم الحيوانات، كالصقور والنسور لها اظافر طويلة تساعدها على امساك الطيور الصغيرة وقتلها واكلها اما الانسان فهو يعتني بأظافره فينظفها، ويغسل يديه قبل الطعام وبعده ويقص اظافره.
مهند: ولكن يا أمي أظافري بيضاء، وليست سوداء كما رأيت بعض زملائي فأين الجراثيم؟!
ام مهند: ومن اخبرك ان الجراثيم سوداء؟ ان الجراثيم لا لون لها ولا نستطيع ان نراها بأعيننا فهي صغيرة جدا جدا اصغر من رأس الدبوس. بل ان رأس الدبوس يحمل ملايين من الجراثيم فهل رأيتها؟ مد يدك لاقص اظافرك.
مد مهند يده فقلمت اظافره ثم طلبت منه ان يجلس ويمد قدميه لتقلم له اظافره. صرخ مهند قائلا: وهل سآكل بأظافر قدمي ايضا وستدخل إلى بطني فتمرضني؟ قالت امه ضاحكة: لا لن تأكل به ولكن اظافر قدميك اذا طالت ستتجمع الجراثيم تحتها واذا لمست قدميك تنتقل الى فمك فتمرض. ثم ان اظافرك اذا طالت ستخرق الجورب وستؤلمك عند لبس الحذاء عندما تمشي ستضغط الاظافر على الجورب والجورب على الحذاء وسيؤلمك ذلك.
مدّ مهند اصابع قدميه وقد ثقب الجورب.
الأم: أرأيت؟ كيف تخرق الجورب. فسكت على مضض ورفع الراية البيضاء.
ومن يومها اصبح واعيا لقص الاظافر فكلما رأى احدى قريباته او معارفه او احد اقربائه وقد طالت اظافرهم يصرخ قائلا: قصوا اظافركم حتى لا تتجمع الجراثيم تحتها فتمرضون كما انها تدل على القذارة والكسل فيقولون بخجل: سنقصها عندما نذهب الى البيت فيسرع مهند ويأتي بالمقص ويضعهم تحت الامر الواقع فيرحبون بذلك على مضض.
الروابط المفضلة