( كانوا قليل من الليل ما يهجعون )
مشروعية صلاة التطوع :
شرع الله ـ عز وجل ـ صلاة التطوع لعباده المؤمنين وذلك لزيادة أعمالهم وجبر ما فيها من تقصير ونقص ، كما أمر بها في كتابه الكريم ، فقال تعالى :
(وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) [ هود ــ 114 ] .
يقول ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ " إذا فرغت من الفرائض ، فانصب في قيام الليل " [ تفسير ابن كثير ( 8 / 433 ) ] .
فضل قيام الليل والترغيب فيه :
لقد بيّن الله نعالى في كتابه الكريم في آيات عدة ، والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في احاديث كثيرة ما لقيام الليل من الأجر العظيم والثواب الجزيل .
أولا : فضل قيام الليل في القرآن الكريم :
يقول الله تعالى : ( ومن الليل فتهجّد به ) [ الإسراء ــ 79 ] .
وكذلك قول الله تعالى ( كانوا قليلاًً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون ) [ الذاريات ــ 17 ، 18 ] .
ثانيا : فضل قيام الليل في السنّة :
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أفضل الصلاة بعد الصلاة المفروضة صلاة الليل ) " رواه مسلم " .
وعن عائشة ــ رضي الله عنها ــ قالت : ( كان رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ) " رواه الشيخان " .
حكم صلاة الليل :
قال جمع من أهل العلم : هي سنة مؤكدة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة .
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ ( أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صّى ذات ليلة في المسجد فصلي بصلاته تاس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ، ثم اجنمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله ، فلما أصبح قال : رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلاّ أني خشيت أن تفرض عليكم ، وذلك في رمضان ) " اخرجه البخاري " .
من آداب قيام الليل :
نية القيام للصلاة عندالنوم :
وذلك ليكتب له أجر القيام إن فاته ، فقد روى النسائي أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبه النوم حتى يصبح ، كُتب له ما نوى ، وكان نومه صدقة من ربه ـ عز وجل ـ .
ذكر الله تعالى عند القيام :
فإذا اسيقظ الرجل من نومه لصلاة الليل والتهجّد استحب له أن يذكر الله تعالى . فعن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال : كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا قام من الليل يتهجّد قال : ( اللهم لك الحمد أنت قيّم السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ، ولم الحمد أنت االحق ، ووعدك حق، ولقاؤك حق ، وقولك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والنبيون حق ، ومحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حق ، والساعة حق ، اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ـ أو ـ لا إله غيرك ) " أخرجه البخاري " .
يقول النووي : " يسن لكل من استيقظ لقيام الليل ان يمسح النوم عن وجهه وأن يتسوك ، وأن يقرأ الآيات التي في آخر سورة آل عمران ( إن في خلق السماوات والأرض ...) ، ثبت كل ذلك في الصحيحين عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
التسوك عند القيام للتهجّد :
لما جاء عن حذيفة أن النبي ـ صلى الله ععليه وسلم : ( كان إذا قام للتهجد من الليل يشوص فاه بالسواك ) " أخرجه البخاري " .
استفتاح القيام بركعتين خفيفتين :
فقد جاء عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا قام من الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين ) " أخرجه مسلم " .
الدعاء في قيام الليل :
فقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه ، وذلك في كل ليلة ) " أخرجه مسلم " .
من فاته حزبه من الليل :
عن عمر بن الخطاب رضي اللع عنه قال : قال : رسزل الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر ، كُنب له كأنما قرأه من الليل ) " اخرجه مسلم " .
الأسباب الميسّرة لقيام الليل :
أولا : الأسباب الظاهرة :
الابتعاد عن الذنوب والمعاصي : فقد قال الثوري حُرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته ، قيل : وما ذلك الذنب ؟ قال :كك رأيت رجلا يبكي فقلت في نفسي هذا مراء .
عدم ترك قيلولة النهار .
عدم الإكثار من الطعام . لأن من أكثر الطعام ، أكثر الشراب ، فغلبه النوم وثقل عليه القيام .
ثانيا : الأسباب الباطنة :
سلامة القلب من الحقد على المسلمين وعن البدع وعن فضول هموم الدنيا .
معرفة فضل قيام الليل ، بسماع الآيات والأحاديث الكثيرة في فضل قيام الليل .
حب الله وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكام بحرف إلا وهو مناجِ به ربه ومطذلع عليه ، وهذا أشرف البواعث على قيام الليل .
الروابط المفضلة