بسم الله الرحمن الرحيم..
مع غروب شمس أول أيام شهر الخير والبركات
شهر العتق من النيران وتنزل الرحمات..
وبعد أن تحلقنا حول مائدة الإفطار العربية .. والتي كانت تحوي مالذ وطاب من الأصناف الرمضانية المشهورة..
أخذنا في التسبيح والأستغفار ..
كان الجميع في جو إيماني لا يوصف ... فأبنائي الكبار .. يقتدون بوالدهم في الدعاء..
وقد ظهرت عليهم مظاهر الأجهاد والأعياء من الصيام ... ويترقبون الآذان..
أما الصغار ... فكانوا يحاولون تقليد تصرفاتنا وهم يكتمون ضحكات بريئة .. ويستفسرون لماذا لا نأكل ... ولماذا ننتظر المؤذن ... ولماذا ... ولماذا...؟!؟!؟
وبينما نحن على هذا الحال...
إذ بصوت يتناهى إلى أسماعنا ...!!!!!
تشتش .. تشتش .. تشتش
قمت مسرعةً نحو المطبخ فلعلي ... نسيت شيئاً على النار ... !!!
ولكن لا شئ..!!
نظرتُ هنا وهناك ... ولم أعرف مصدر الصوت ..
عدت إلى مكاني ... وماهي إلا لحظات حتى سمعت الصوت مرةً أخرى ..
وهذه المرة قلت لابد أن الصوت صادرمن الكشاف الموجود في حديقة المنزل فقد ركبناه جديداً وقد يكون هناك خلل ما في تركيبه... وماهذا الصوت إلا صوت ماس كهربائي..!!
قام أبني ونظر في الخارج ولكن لاشئ..!!
والعجيب في الأمر أننا كل ما قمنا للبحث يتوقف الصوت....!!!!
عدنا إلى أماكننا والدهشة قد بدت علينا ....
وماهي إلا لحظات حتى أذن المؤذن لصلاة المغرب...
بسم الله الرحمن الرحيم ..
اللهم لك صمت وعلى نعمتك أفطرت ..
وفجأة....
وزززززززززززززززززززززززززززززز........طع..!!
نظرنا إلى بعضنا ...
إنها هي ... فهذه كان صوتها مألوفاً لنا...
إنها ...
طراطــــــــيع....
وما كانت الأصوات في المرتين الأولى والثانية .. إلا أصوات نوع يسمى (الفحم)
لا حول ولا قوة إلا بالله...
الناس يفطرون ويذكرون ويسبحون وهؤلاء ..يطرطعون..
المشكلة أنه رغم الجهود المبذولة لتوعية الناس إلا أن هذه الظاهرة في أزدياد ..
قبل فترة سمعنا في أحد الصحف المحلية عن فتاة تبلغ من العمر أربعة أعوام .. كانت ترقد في المستشفى بعد أن فقدت أحد عينيها وهي تتفرج في أخوانها وهم يلعبون بالمفرقعات فانطلق أحد الصواريخ إلى عينها وكانت المأساة..
أيها الوالدين الفاضلين..
إلى متى ونحن نترك أبناءنا بلا توعية من خطرها ..؟!؟
وإلى متى ونحن نصرف أموال سنُسأل عنها يوم القيامة في أمور تضيع أوقات أبناءنا ، بل وقد تضرهم..؟!؟
ألا نخاف على ابناءنا من دعوةِ صائمٍ أو قائم ٍ أزعجته أصواتها؟!؟
الموضوع يحتاج إلى حملة قوية ... وعزيمة صادقة ... فدعونا نتكاتف .. ونتعاهد على محاربتها قدر إمكاننا ..
أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال... وأن يعيننا وأياكم على صيام هذا الشهر وقيامه على الوجه الذي يرضيه عنا ... وأن يهدي الجميع لما يحبه ويرضاه.
الروابط المفضلة