**إبراهيم**
......
"ح ـبيب القلب
و ق ــرة العين
و أنيس الدرب
و ف ــلذة الكبد
من ترك وح ـشة في قلوبنا، و ألمًا و ج ـرحًا لن ينكوي "
هكذا كتبها أخي الأكبر، الذي لم تستطع قدماه أن تحمله فجر ذلك اليوم
بعد أن كُشِف الغطاء الذي كان يخفي تحته الوجه الأنور...
المكان يضج بالدعاء، و الدعاء،
ليس سوى الدعاء
و الدموع
و العِــــبَر
.................
لم أشعر بأنه ميت،كأنه نائم فقد كان "يبتسم"
(ولدتك أمك يا ابن آدم باكيا و الناس حولك يضحكون سرورا....
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكًا مسرورا)
ها هو قد عمل أن يكون ضاحكًا مستبشرًا في ذلك اليوم......
..................
و لا عجب من ذلك
فقد فاضت روحه إلى بارئها و هو ساجد؟!
على تلك السجادة -توفي-
على تلك السجادة التي أصر على أخواتي أن تكون أول ما يدخل في حقيبة سفره
...........
لله درك يا أخي!
لله درك!
...........
كم من صحيح مات من غير علةٍ.. و كم من سقيم عاش حيناً من الدهرِ
و كم من فتىً أمسى وأصبح ضاحكاً.. و قد نُسجت أكفانه و هو لا يدري
................
شهيدٌ بإذن الله
شهيدٌ في طلب العلم
شهيدٌ،
رحل عنا فجأة،
في أرض غربة،
و بلا سبب!
...........
تغمدك الله بواسع رحمته يا أخي
و أسكنك الفردوس الأعلى من الجنة
و كان الله بعون والدته المسكينة،
قلبها كان يتقطع لبعده عنها فكيف به يُحمل إليها على طارقة؟!!
............
يوم الجمعة في إحدى بقاع الولايات المتحدة الأمريكية
يجتمع مئات و مئات الناس
مسلمون من مختلف الجنسيات
صغار و كبار
جمعٌ غفير لم يستطع الجامع -على كبر مساحته- أن يظلهم تحت سقفه
كلهم صلوا الجمعة
و بعدها،...........
من بعيد يُقبل شاب أمريكي
ليعلن أنه يشهد {أن لا إله إلا الله، و أن محمدًا رسول الله}
و تبدأ الصلاة على الفقيد
صلاة بلا ركوع و لا سجود
فيبكيه الجميع
صغارًا و كبارا
يقال بأنه كان أكبر تشييع لجنازة بأمريكا
......................
اللهم ارحمه و اغفر له و اعف عنه
اللهم كن له بعد الحبيب حبيبا
و لدعاء من دعا له سامعًا و مجيبا
و اجعل له من فضلك و رحمتك و جنتك حظًا و نصيبًا
و أدخله الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب
آمين
......................
.................................
دعواتكم الصادقة لأخي الغالي الذي توفي قبل شهرين تقريبًا بعيدًا عنا، و هو في التاسعة عشر من عمره
أربعة أشهر لم نرَه فيها إلا في الصُور.... يرحل بعدها عن الدنيا الفانية........ و يترك مواعظ و عِبَر لا تنتهي
كانت آخر رسالة لأبي منه يقول فيها: "كل دقيقة من عمرنا أنفاس لا تعود فلتكن لأنفاسك "حلاوة الذكر")
الروابط المفضلة