السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
< < < < < < < < < بسم الله الرحمن الرحيم > > > > > > > > >
نعم، أمسك عليك هذه الجارحة الخطيرة، ألا وهي جارحة اللسان، حيث يقول الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد). سورة ق: الآية 18.
إن للسان خطورة عظمى، إذ به يسلم الإنسان في الدنيا والآخرة وبه يعطب، وبه يقدم وبه يؤخر، ولا نبالغ إذا قلنا أن غالبية قواعد التعامل مع الآخرين متعلقة باللسان.
لذا ينبغي للمسلم أن يدرك أهمية اللسان، وأن يزن الكلمة قبل النطق بها، وأن يسخر هذا العضو لكسب قلوب الآخرين والتأثير عليهم، وقبل هذا وذلك ينبغي أن يعي أنه محاسب على ما يتفوه به لسانه ومؤاخذ على ذلك عند الله تعالى.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: "تقوى الله وحسن الخلق"، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: "الفـم والفرج"، رواه الترمذي
وقال عبدالله بن سفيان الثقفي: قلت يارسول الله حدثني بأمر أعتصم به فقال: " قل ربي الله ثم استقم"، قلت : يا رسول الله ماأخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسانه وقال:"هذا" رواه النسائي والترمذي وصححه إبن ماجه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، تزل بها قدمه في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب"، رواه البخاري ومسلم وأحمد.
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال : "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، يأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار"، رواه مسلم.
وقال الحسن، رضى الله عنه: " من كثر كلامه كثر كذبه، ومن كثر ماله كثرت ذنوبه، ومن ساء خلقه عذب نفسه". المصدر، سعيد حوى، المستخلص من تزكية الأنفس، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع القاهرة، 1985، ص 384.
ورأى أبو الدرداء امرأة سليطة اللسان فقال: " لو كانت هذه خرساء كان خيراً لها" المصدر السابق ص 389.
وروي مالك بن أنس: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى أبا بكر رضي الله عنه وهو يمد لسانه بيده فقال له: ماتصنع يا خليفة رسول الله؟ قال: " هذا أوردني الموارد".
وروي كذلك أن امرأة نظرت إلى فرج امرأة ميتة فقذفتها في عرضها، فلصقت يدها في فرج تلك الميتة، فما إستطاعوا أن ينتزعوها، فأرسلوا في طلب الإمام مالك، فجاء فقال للمرأة: ما قلت؟، فأنكرت في أول الأمر أنها قالت شيئاً ثم إعترفت بما قالت، فأمر بإقامة الحد عليها، وحد القذف ثمانين جلدة، فلما جلدت إنتزعت يدها من جسد المرأة.
< < < < < < < ويقول الإمام الشافعي > > > > > > >
إذا شئت أن تحيـا سليمـاً من الأذى ........... وحظك موفور وعرضك صين
لسانك لا تذكـر به عورة امــرئ ........... فكلك عورات وللناس ألســن
وعينك إن أبدت إليك مساويــــا ........... فصنها وقل ياعين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ........... وفارق ولكن بالتي هي أحسـن
ومما يروى في أثر الكلمة وخطورتها أن هناك قبيلة تسمى قبيلة "أنف الناقة"، وكان أصحابها يخجلون من هذه التسمية ومن الإنتساب إلى هذه القبيلة، فذهب أحدهم إلى الحطيئة فأخبره بالأمر، فقال الحطيئة بيتاً واحداً من الشعر جعلت هذه القبيلة ترفع رأسها بين العرب، حيث قال:
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ............. فمن يسوي بأنف الناقة الذنبا
منقول من إصدار مركز التفكير الإبداعي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الروابط المفضلة