ليس عبثا أن يختم النبي صلى الله عليه وسلم حياته بعبارة:، أوصيكم بالنساء خيرا"، حيث سبقت هذه العبارة الوصية بعمود هذا الدين وهي الصلاة، وما ذلك إلا لما تحمله وصيته بالنساء من الأهمية، حيث يعلم الرسول صلى الله عليه وسلم طبيعة الرجال، ويعلم أن من الرجال من يستغل "قوامته " فيظلم النساء، ويستخدم قوامته الاستخدام الخطأ الذي لم يأمر به الله- تعالى-، وينسى أو يتناسى أن هذا من الظلم الذي سيحاسب عليه أشد الحساب يوم القيامة، وربما رفعت تلك الزوجة المظلومة طرفها إلى السماء مقهورة، لا حيلة لها، دامعة العين، تقول: "يا رب إني مغلوبة فانتصر لي " كما دعا نوح عليه السلام فقلب الله الأرض وأغرقها استجابة لدعائه، فهل تأمن أيها الزوج الظالم من استجابة لدعاء زوجتك المظلومة؟ وهل يكون ذلك رادعا لك لإيقاف ظلمك بالتهديد الدائم بالطلاق والطرد من البيت، والتحايل لأخذ حقها ونصيبها من البيت، وامتناعك عن دفع النفقة لها ولعيالها، وظلمك لها بعدم إعطائها حقها في الفراش عندما تتزوج الأخرى؟
إنها تملك سلاح الدعاء، وأنت لا تملك سوى غضب الرب عليك، وإن كانت مخطئة بحقك، فلا يكون علاج الخطأ بالخطأ والظلم، فالله- تعالى- يقول في كتابه الكريم: ((فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)) (البقرة: 229)، فإذا كرهتها، وأصبحت الحياة مستحيلة لانعدام التفاهم، فلا يحل أن تعذبها، وتجلدها ليل نهار بالتهديد والتلاعب بأعصابها، فإن ذلك من الإثم الذي ستحاسب عليه، والإصرار عليه جريمة تحتاج إلى ندم وإقلاع، وعزم على عدم العودة لهذا الذنب، طلبا للمغفرة من الله-- تعالى-- حتى يغفرها الله.
منتديات خواطر
الروابط المفضلة