إنه شهر رمضان شهر الصيام والقيام ،
الشهر الذي يزورنا مرةً كل عام ،
قال تعالى :
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)
سورة البقرة
وكان ذاك وصف تشبيهي لحال بعض أُسرنا عند استقبالهم له !!
فهم بين فوضى وإستهتار، وسهرُ بالليل ونومُ بالنهار ،
أوقات ثمينة قد تكون سبباً في العتق من النار ،
تذهب من بين أيدينا دون ذكرٍ أواستغفار ،
نقضي العشر الأولى في إنبهار وفرحة،
والثانية في تبضُع وغفلة ،
والثالثة في محاولات مُتخبطة من أجل اللحاق بركب البررة ،
فنجد من يسأل في العشر الأواخر عن حُكم شرب الماء خلال آذان الفجر ؟!
ومن تسأل أيام عيد الفطر عن حُكم قضاء النساء ليالي رمضان في الأسواق ؟!
ومن يسأل عن أفضل الأعمال في رمضان في أخر أيام الشهر الفضيل ؟!
يسألون عن أمور قد تؤثر في صيامهم تأثيراً مُباشراً
فأين كانوا منها قبل ذلك؟!
ومالذي أشغلهم عن تعلم مايُمكنٌهم من صيام شهرهم على أكمل وجه ؟!
ولما لا تبدأ الأسرة بالإستعداد الحقيقي لإستقبال رمضان
قبل حلوله بوقت مناسب ؟!
أحبتي ..
إن لرمضان حلاوة ليست بتجهيز الفيمتو للفطور !
أو إعداد الكريم كرميل للسحور!
بل نتذوقها فيما نستشعره من روحانية عند الصيام أوالقيام،
ولرمضان فرحة لايشترط لها أطباقاً فاخرة ،أوبرامج ساخرة !
بل هي ستجد طريقها لقلوبنا دون تكلف أو عناء ،
قال صلى الله عليه وسلم :
(للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه)
صحيح البخاري
وحتى نذوق تلك الحلاوة ونشعر بتلك الفرحة لابُد أن نُعد قائمة خاصة للشهر الفضيل ،
بعيداً عن القوائم الزاخرة بالمشتروات، والبرامج والمسلسلات،
تشمل تلك القائمة ما ينبغي علينا عمله لنستفيد من أيام رمضان ولياليه ،
حتى نكون ممن شملتهم المغفرة والعتق من النيران
عند تمام الصيام والقيام نسأل الله أن نكون وإياكم منهم ..
فلما لانجعل ذلك الهدف أمام أعيننا ونخطط جيداً لتحقيقه من الآن ؟!
حتى نكون ممن يدخلون للجنان من باب الريان .
قال صلى الله عليه وسلم :
(إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة،
لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال أين الصائمون، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم،
فإذا دخلوا أغلق،)صحيح البخاري
ومما سيُساعدنا على وضع خطة جيدة
وقائمة لاتعود علينا بالخسارة إن شاء الله :
ـ عقد النية الصادقة لصيام رمضان وقيامه هذا العام
على الوجه الذي يرضي ربنا عنا .
ـ حصر أخطأنا وتقصيرنا خلال رمضان الماضي وماسبقه ،
لنتعلم منها ونحرص على عدم الوقوع فيها لهذا الرمضان .
ـ الحرص على معرفة كل مايتعلق برمضان من أحكام ،
مثل أركان الصوم وسننه ومايُستحب فيه ومايُكره
ومايبطل الصوم ومايباح للصائم فعله، فلم يعُد هناك مجال للجهل هذه الأيام ،
فالجميع تقريباً يقرأ ،
ومن لايستطيع القراءة يُمكنه مشاهدة البرامج الخاصة برمضان ،
ومن عُدم هذه وتلك فلن يُعدم السؤال ...,
فهناك العديد من العُلماء وطلبة العلم ممن يحرصون على نشر الوعي،
وتعليم الجاهل من المسلمين بأحكام دينه .
ـ الإجتماع بالأسرة لتبادل الخبرات والمعلومات قبل رمضان بمُدة كافية،
وشحذ همم أفرادها للتنافس على إستغلال رمضان بصالح الأعمال،
من قراءة للقرآن وصلة أرحام وعيادة مرضى ،
وتعليمهم كيف يكون صيامهم عبادة وليس عادة .
وهناك المزيد مما يمكننا إضافته لتلك القائمة لتعيننا على الربح لا الخسارة ،
وتًساعدنا على صيانة قلوبنا وأجسادنا خلال الشهر الفضيل ،
والتكفير عن عامٍ كامل من الآثام والخطايا ،
لنخرج من رمضان بذنبٍ مغفور وراحةً وسرور وعتقاً من النار ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه).
صحيح البخاري
أسأل الله أن يبلغنا وإياكم رمضان وأن يرزقنا صيامه وقيامه
وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ..
ـــــــــــــــــــــ
*ملاحظة *
قال تعالى (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا )أرجو ممن ينقل أحد مواضيعي أن لاينسبه لنفسه
واسأل الله أن يجعل أعمالنا وأعمالكم خالصةً لوجهه الكريم
الروابط المفضلة