كنا ملتفين حول مائدة العشاء حين بادرنا أبي بقوله ...هذه الأيام في غاية الأهمية بالنسبة للتجار ...فهم الآن منهمكون بجرد أرباحهم وبضائعهم ...
في رأس السنة من كل عام يحتاجون لتفقد منظماتهم ومنشئاتهم ...إنها أيام الجرد يا أبنائي ...فاجردوا أعمالكم انتم أيضا
تبينوا ربحكم من خسارتكم في هذه السنة ...هي والله محطات في رحلة حياتكم ...تتزودوا فيها بالزاد الذي يعينكم في مسيرتكم ...فإن فاتتكم محطة فأخرى ... والكيس من دان نفسه وعمل لمل بعد الموت .
بعدها قعدت مع نفسي قليلا ..وفكرت مليا ...تأملت حالي في السنة الآزفة على الرحيل ...وجدت انه لايمكن استرجاع أي يوم مضى فرطت فيه ...ومن المستحيل أن أصحح أعمالي السيئة التي سطرت عليً في صحيفة اعمالي التي قد ان لها أن تنطوي ...إلا بممحاة التوبة التي هي محطتنا الميسرة لنا طوال رحلتنا هذه ...ووجدت انه كم كنت حمقى حين أضعت كل تلك الأوقات التي مضت دون أن أضيف إلى الدنيا شئ ...دون أن انفع البشرية بشئ ...دون اخدم الإسلام بشئ ... والاهم دون ا ناطور نفسي بشئ يفيدها .... تألمت كثيرا لما وجدت كل تلك الإعمال السيئة التي جنيتها على نفسي.. كم أنا حقيرة عندما اكسب كهذه الذنوب في لحظة شهوانية شيطانية ...تألمت لشباب وقوته وطاقة أضعتها هدرا ...شبابي الذي استطيع عمل المعجزات فيه ...قوتي التي هي مستمدة من قوة خالق هذا الكون سبحانه ...طاقتي التي تفوق التصور... والتي استطيع من خلالها تحقيق ما أريد ...وعند ذالك تيقنت أن ما أُلنا أليه وامتنا من ذل وهوان ...لم يأتي من فراغ ...
بل هو ناتج عن تخاذلنا مع أنفسنا ..ناتج عن سوء نياتنا وشر أعمالنا ...صادر من حالنا ...نابع من تخلينا عن ما أمرنا الله به ...تخلينا عن الخطة التي وضعها خالقنا ومبرمجنا سبحانه وتعالى ...تخاذلنا عن السلوك الذي أرشدنا إليه حبيبنا عليه أفضل الصلاة والسلام ...ولهذا نكسنا وصار هذا هو حالنا ... العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ... ولكنا وللأسف صرنا الذل والهوان بعينه ... لأننا وبكل سخف وطيش تخلينا عن لقب المؤمنين (ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ).
يا لله كم نحن ضعفا ...وكم هي عظيمة ذنوبنا وثقيلة علينا ...أصبح التضاد من سمات حياتنا ...نريد العزة ونسعى
للهوان ...!!! نريد النصر وعملنا للهزيمة ..!!!
فيا إخوتي التوبة وجرد أعمالنا ....ومحاسبة أنفسنا قبل أن نحاسب ... ودعونا نزن أعمالنا لنوازيها قبل أن توزن علينا ولا نستطيع أن نغير في ذالك الميزان فهو ميزان التمييز ...إخوتي كم من السنين تمضي ولا ندري أننا ننتهي شيء فشيئا
بل و ربما نحتفل بمضي تلك السنة ونطفي الشمع ولا ندري أننا نطفئ عمرنا ..!!!!
سنة تلو السنة ...وكأنها لحظات عابرة ...مجرد طيف ذكريات ... كأننا لم نعش مرها وحلوها ... إذا فلم تضييع الوقت ؟؟؟
ولم استصغار الذنوب .؟؟؟ ألا تعلموا أن النار من مستصغر الشرر ...وان الجبال من الحصى ...الآن قبل أن تغلق هذا الموضوع اعزم على جرد أعمالك ومحاسبة نفسك ..فلعلك تموت قبل أن تعود للمنزل ..!!!فيكون لديك اجر النية الصالحة
إن شاء الله
وكل عام وانتم الى الله اقرب وعلى طاعتة ادوم
غفر الله لنا جميعا ...وتقبلوا خالص حبي لكم جميعا ....
الروابط المفضلة