كتبته الدكتورة: Scoresby
ترجمته "بتصرف": إيمان علي
احترت أين أكتب هذا الموضوع، ركن الطفل أم القضايا الاجتماعية، ولكن لكثرة ما يحويه على نقاط تهم العائلة بشكل عام أكثر من الطفل، وجدت أن مكانه الأفضل هو ركن القضايا.
****
عندما يُسأل بعض الناس عما يمنحهم السعادة، يقولون أن يحصلوا على المزيد من الوقت لأنفسهم وعائلاتهم.
طبعاً لا يمكن تحقيق هذه الأمنية بإضافة بضع ساعات إلى النهار. ولكن الحل يكمن في استخدام ما لدينا من وقت بطريقة فعالة ومثمرة. بحسن إدارة الوقت (التخطيط الفعلي وتحديد الأولويات) سنعطي أنفسنا ولعائلاتنا الوقت الإضافي لنستمتع معاً.
أكثر الآباء والأمهات يعملون ساعات طويلة خلال النهار ويجدون أن الوقت الذي يقضونه مع أولادهم محدوداً جداً. ولهذا فمن الأفضل أن ينشغل الأولاد مع آبائهم في أعمالهم المخطط لها. ثم من الأفضل أن يتم تقسيم أي عمل كبير ويوزع على أفراد الأسرة حتى يقضون وقتاً معاً خلال هذه الأعمال.
عند الاستعداد للقيام بحفلة مثلاً، يتم عمل قائمة بالأشياء التي يجب القيام بها، وكل ليلة يتم إنجاز جزء صغير من هذا العمل. مثلاً، بطاقات الدعوة في ليلة، التخطيط للزينة اليوم التالي، اختيار أصناف الأطعمة في اليوم التالي وهكذا.. سيستمتع أطفالكم جداً لمشاركتكم التحضيرات وسيشعرون بفخر عندما تنتهي الحفلة وكانوا هم جزءاً من نجاحها (حتى لو لم تكن المساعدة بهذا القدر الكبير، لا بأس أن يشعروا بأنه أكبر مما هو). وهنا يكون الوالدان قد حصلا على منفعة مضاعفة؛ تأدية العمل وقضاء وقت مع العائلة.
تجنبوا ضياع أوقاتكم الثمينة بمشاهدة التلفاز. عادة تكون مشاهدة التلفاز مغرية أحياناً وممتعة، حيث نسترخي ولا نحتاج إلى استخدام أي طاقات. وليس هناك ما يمنع من الجلوس معاً لمشاهدة برنامج مفضل للجميع، ولكن قد تصبح هذه عادة روتينية ومملة، ولهذا فكلما كان لديكم ساعة أو أكثر من الفراغ، لا يجب أن نعتاد على ملئها بتشغيل التلفاز.
سهلوا حياتكم بالتخلص من الفوضى وتراكم للمواعيد وخففوا من ارتباطاتكم الخارجية بين فترة وأخرى. مثلاً، إن قام أحد من الأصدقاء بالاتصال ليدعوك لعشاء، لا بأس من أن تعتذر وتقول له أنك غير قادر على قبول الدعوة حتى لو لم يكن لديك أي ارتباط آخر. اختر ما هو الأفضل للعائلة ككل.
لا بأس من استغلال التقنيات التي تساعد على استغلال الوقت مثل فترة أقل في الاستحمام، عشاء بسيط بدلاً من الطاولة المليئة بالأطايب والتي تستغرق مدة طويلة في التطبيق، غسل الأطباق في غسالة الصحون بدلاً من غسلها باليدين. كلها ستوفر الوقت ليتم استخدامه في أمور أخرى، والآن سأعرض 19 فكرة ستسهل حياتنا وتمنح العائلة وقتاً أطول معاً:
1. على الوالدين عمل قائمة ورزنامة للمواعيد التي ستبقى في متناول اليدين دوماً. هذه القائمة ستوفر وقتاً ضائعاً إن احتفظتما بواحدة في المنزل وأخرى في العمل. فلا يضيع الوقت في التفكير يما يحمله النهار من مواعيد، كما يتم تقسيم الوقت بحكمة.
2. ضعا في المنزل رزنامة كبيرة على الثلاجة أو لوح على الحائط، يتم وضع كل الأنشطة الخاصة بالعائلة والامتحانات المدرسية والواجبات لكل فرد من العائلة فيبقى الجميع على علاقة بما يدور في المنزل مع كل شخص.
3. من الأفضل أن يتم التخطيط لكل يوم مسبقاً. تحديد كمية المال التي ستصرف في كل يوم أيضاً يندرج تحت حسن التصرف بالوقت. اقضِ 10 دقائق صباحاً أو خلال ساعة الغداء أو قبل النوم بهدوء للتفكير فيما يجب عمله في الـ 24 ساعة القادمة. هذا سيمنح العائلة شعوراً بأنها تسيطر على الوقت، فالتفكير المسبق بالأنشطة سيحذف النشاطات غير الهامة، وسيركز الجهود على الأمور الهامة فقط.
4. في جدول المواعيد، عليك وضع خانة للوقت العائلي. إن كان يعني الوقت العائلي لك أي شيء، لا تترك يوماً بلا أن تضع في خانة:"الفترة العائلية". ولا تظن أن تركها للظروف سيجعلها تظهر وحدها، بل يجب أن توضع على الرزنامة وتنفذ. ضع كذا خانة يوم العطلة وخصصه للعائلة فقط، حتى لو لم يكن لدك فكرة عما ستقومون به.
5. خفف من الممتلكات. كل شيء تمتلكه يكلف أكثر من ثمن الشراء الأصلي، فهو قد يحتاج للتنظيف، العناية والتخزين وكله يحتاج لجهد ووقت. والتخلص من الأشياء التي لم يعد لكم حاجة بها، مثل المجلات، الجرائد، الرسائل، الملابس وحتى الأثاث غير المحتاج إليه له منفعتين بعد التخلص منه: 1. يفرغ مساحة إضافية في المنزل. 2. يمنح شعوراً براحة البال وسهولة في التحرك. اسأل نفسك: هل نحن بحاجة لهذا الغرض؟ هل نستخدمه؟ هل نحن متمسكون به؟ إن كانت الإجابة لا، تخلص منه بإعطائه لمن هم بحاجة إليه أو قم ببيعه.
6. كن منظماً. من منا لا يشعر بضيق وانزعاج عندما يقوم بالبحث عن شيء دفن وسط الأشياء أو وضع في غير مكانه؟ البحث عنه يضيع الوقت والطاقة وراحة البال. وحتى يبقى كل شيء على وضعه الصحيح، قبل النوم نضع الأوعية في غسالة الصحون، نرتب غرفة الجلوس، نجمع الجرائد ونضعها في سلة المهملات، نمسح أرض المطبخ. وفي الصباح سيكون كل شيء في مكانه الصحيح وستسير الأمور بسلاسة.
7. احتفظ بحصالة تضع فيها مالاً ليكون السيولة بين يديك. إن احتاج الأطفال مالاً للمدرسة لشراء طعام أو للمواصلات، احسب المال التقريبي الذي ستحتاجه على أسبوع وعند ذهابك للبنك أول الأسبوع، اسحب ما تحتاجه للعائله للمصاريف اليومية التي ستحتاجونها على مدى الأسبوع. هذا يوفر وقتاً للبحث آخر لحظة على مال زائد في الجيوب خلال لحظات وصول باص المدرسة!
8. قم باستغلال التكنولوجيا. ادفع الفواتير مباشرة على الانترنت، أكثر البنوك تتعامل بهذه الطريقة الآن. أفضل من الذهاب لدفعها في المراكز، أو كتابة الشيكات وإرسالها في البريد. كل مبلغ يتم دفعه على النت يوفر وقتاً في كتابة شيك، ووضع طابع والذهاب إلى الصندوق لإرساله. والتقنيات الآن تسمح بوضع موعد محدد على النت لدفع فواتير شهرية بشكل تلقائي بلا تدخل منك، فاستغل هذه التقنية ووفر المزيد من الوقت وهذا يمنحك راحة البال وليس عليك تذكر موعد كل فاتورة.
9. خفف من التلفاز. هل تشاهد عائلتك الكثير من التلفاز؟ إن قمت بحذف برنامج واحد من برامجك المعتادة، ستمنح عائلتك نصف ساعة إضافية في النهار، نصف ساعة كانت ضائعة ووجدت. استغل هذا الوقت واقضه مع أولادك في لعبة جماعية مثلاً أو قراءة قصة لهم.
10. لا تكثف جدول أولادك. الكثير من الارتباطات بعد المدرسة يعطي نتيجة عكسية، وهو يضغط على الأطفال وأولياء الأمور حيث عليهم التعامل مع المواصلات في كل مرة. أحياناً يكون أفضل حل أن تنظم لأطفالك برنامجاً فيه تحقيق لأكثر من هدف، مثل أن تأخذ هذين الطفلين إلى مركز فيه النشاطين في نفس الوقت، وخلال العودة تؤدي على طريقك أكثر من مهمة. كذلك لا تكثف الجدول لأن الطفل يحتاج إلى الراحة حتى يستمتع بوجوده مع عائلته. وعليك أيضاً أن تتركه يختار النشاط الذي يحبه حتى يستمتع فيه.
11. اجعل وقت النوم مناسباً للطفل حسب سنه. المدرسات يقلن أن الكثير من الأطفال يتعبون خلال المدرسة بسبب السهر وقلة النوم. عندما يرتاح الأطفال، يسير منهاج العائلة كل يوم بسهولة. وضع الأطفال في أسرّتهم في وقت مناسب يعطي الأهل فترة كافية للراحة وجلوس الوالدين وحدهما للتناقش فيما سيتم عمله في اليوم التالي.
12. احترس من مراكز التسوق (The mall). كلنا نحتاج إلى التسوق لشراء الملابس وغيرها بالطبع. ولكن التجول في المراكز الكبرى مع العائلة خلال وقت الفراغ يمنح شعوراً لجميع الأفراد بعدم الرضى لضياع الوقت بلا جدوى. ولا ننسى طبعاً عجز مالي عندما يشتري الوالدان ما هو غير ضروري. بل من الأفضل القيام بنزهة في غابة أو حديقة أو متحف أطفال حيث التغذية للعقل والروح، بدلاً عن إرهاق المراكز التي تتلف الجيب والجسد.
13. قم بإشراك أطفالك في الأنشطة اليومية التي تم تخطيطها. ممكن أن يتم هذا ببساطة عن طريق تحضير وجبة عشاء، ترتيب طاولة الطعام، طي الغسيل، غسل السيارة. العمل جنباً إلى جنب يمنح فرصة التحدث وحسن التواصل. حتى الطفل الصغير يحب مد يد المساعدة.
14. اطلب المساعدة. الأزواج/ الزوجات والأطفال لا يقرأون العقول. اجلسوا بهدوء وناقشوا ما يجب عمله بوضوح وهذا حتى يتم قضاء وقت عائلي أطول.
15. انتبه للفرص المتاحة مع العائلة، كل لحظة تقضيها مع العائلة هي لحظة ثمينة. فاللحظة التي تقبل طفلك وأنت تتركه في المدرسة أو تودع زوجتك عن الباب قبل الذهاب للعمل، لهي لحظات جميلة تبقى قريبة من القلب طوال النهار. لا تقلل من شأن هذه اللحظات القصيرة.
16. استخدم جهاز الرد على الهاتف التلقائي خلال الوجبات والنشاطات العائلية وأوقات النوم. لا داعي من الرد على كل مكالمة وإلا انقطع الكثير من الوقت العائلي الذي لا يعوض.
17. كونوا على اتصال دائم بكل أفراد المنزل، واستغلوا الأوقات القصيرة مثل أن يتصل الأب في أولاده من العمل بعد عودتهم من المدرسة ليسألهم عن يومهم، أو أن يتكلموا خلال وجبة الطعام ليعرفوا من سيأخذ فلان عند صديقه. هذه النقاشات البسيطة تجعل العائلة كلها مدركة لكل ما يدور حولها.
18. اعمل بجهد خلال ساعات العمل بمكتبك بلا تضييع وقت، وهذا حتى تتمكن من الخروج مبكراً إلى المنزل. ولا تحمل عملك للمنزل إن لم يكن ضرورياً. قبل الخروج من العمل، اقضِ 5 دقائق لترتيب مكتبك والقيام بعمل قائمة بالأعمال التي يجب عملها في اليوم التالي. هذا سيخفف من قلقك وتفكيرك بالعمل خلال وجودك في المنزل.
19. في بعض الأيام طبعاً، حتى أكبر المحاولات لاستغلال الوقت تبوء بالفشل ولا تكون كافية، في هذه الحال، أفضل حل هو تركيز الجهود على الأولويات، ولا داعي من عمل كل شيء بشكل كامل ونهائي؛ مثل الأعمال المنزلية، لا بأس من ترك عمل يومي ليوم آخر. فأطفالكم لن يبقوا أطفالاً دائماً ولكن أعمال المنزل ستبقى موجودة دائماً.
يجب التذكر أن هناك بعض الأشياء التي وبكل بساطة يصعب عملها. اسأل نفسك عن أهمية هذا الارتباط الذي تود عمله. آخر النهار سيكون لديك شعور بارتياح وستقول: لقد أديت ما بوسعي وهذا كل ما أتمكن من عمله. النظرة الإيجابية للأشياء ستمنحك شعور بالرضا خاصة إن تمت المحاولة معها. من الجميل أن ينتهي النهار وأنت راض عن نفسك بمجرد أنك استطعت أن تستغل وقتك وتستفيد منه مستمتعاً مع عائلتك!
رد مع الاستدلال
و بركن البراعم و ناسه الطيبين
فعلا
رائع 
الروابط المفضلة