الحمد لله رب العالمين وبه نستعين على أمور الدنيا والدين والصلاة والسلآم على
سيدنا محمد أسوتنا الذي مارس التجارة في حياته ، فأحسنها وأتقنها وأعطى لنا القدوة الصالحة في الحياة
كلها وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ؛
من نعم الله على عباده المال ، قال تعالى مخاطباً رسوله الكريم :
(.. وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ..)"الضحى 8 "
كذلك أنعم على سيدنا سليمان عليه السلام بالمال والملك..
فقد ذكر المال في القرآن وسماه فضل الله في (25) موضعاً،
وباسم الخير في( 10) مواضع،
وفي (12) موضعاً باسم الرحمة، وفي (12) موضعاً باسم الحسنة .
التجارة : تعنى تقليب المال لغرض الربح
و المبادلة بين الأشياء التي يحتاجها الناس
والتجارة في الإسلام لها أهمية ، على أساس أنها من الأشياء
المحبوبة والمرغوب فيها ، والتي يمارسها الناس ويعتادونها فهي من مقومات الحياة ، وفي القرآن نجد نعمة الله
على قريش أن كانت لهم تجارة في الشتاء والصيف يرتحلون من أجلها إلى الشام واليمن ، قال تعالى :
وذلك وبعيداً قبل الاسلام ، والعرب يحترفون التجارة ويبرعون في فنونها انطلاقاً من مراكز استقرارهم الأولى في اليمن، ومروراً بالدول ..
التي دانت في قيامها لموقعها الجغرافي، كمحطات تجارية على طرق القوافل..
وفي عصرنا الحاضر لا يقل اهتمام الناس بها , بل إنها أصبحت من الأمور اللازمة لإستمرارية الحياة
فهى من المهن الشريفة التي يمارسها الإنسان بغرض المعيشة والكسب المشروع
ولأن المال هو قوام الأعمال الدنيوية كلها، فقد قدمه الله تعالى في الذكر فقال تعالى:
(..الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا..)"الكهف: 46 "
وإذا رأينا خيرالأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم كان تاجراُ , و قد
كان من أصحابه صلى الله عليه وسلم تجار معروفون ويشتغلون بالتجارة في حياتهم،
ولم يترك أبو بكر الصديق الاشتغال بالتجارة حتى قيل له:
(.. إنك أصبحت قابضاً على ناصية الأمور في البلاد كلها، مالك وللتجارة..؟
فقال : (..لأكفل بها أهلي وأولادي..).
وكذلك كان الفاروق ، وكذلك كان ذو النورين سيدنا عثمان رضي الله عنه..
( .. وكان من أغنى الناس يومئذ ، وكذلك عبد الله بن الزبير،وهو أحد العشرة الكرام ،
ومثل عبد الرحمن بن عوف ، الذي هاجر من مكة إلى المدينة ولم يكن معه شئ من مال أو متاع ،
فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فقال له سعد :
(.. يا أخي إني من أكثر الناس أموالاً فتعال أشاطرك مالي ، وعندي زوجتان أنظر إلى أوقعهما في قلبك أطلقها لك ،
فإذا استوفت عدتها تزوجتها ، وعندي داران ، تسكن إحداهما وأنا أسكن الأخرى ..)رواه مسلم وأصحاب السنن
فكان هذا إيثارعظيم من سعد بن الربيع قابله عفاف وترفع من عبد الرحمن ابن عوف قال له :
(.. يا أخي بارك الله لك في مالك وفي أهلك وفي دارك ، إنما أنا امرؤ تاجر، فدلوني على السوق..)رواه البخاري
فدلوه على السوق فباع واشترى وعمل بالتجارة حتى غلب اليهود فيها وجمع ثروة ضخمة..
وقد كرر الله تعالى لفظ التجارة في القرآن تسع مرات في سور متنوعة لعل الهدف تنبيه المسلمين ..
بأنها مثل سكين ذو حدين , متى أحسن الإنسان في استعماله ربح ومتى أساء باروكسد .
فجميعهم كانوا من التجار الذين يضرب بهم المثل في التجارة ذلك ،
لأن التجارة من الأمور الفاضلة في الإسلام، ولذا نجد علماء الإسلام
في الأيام السالفة أغلبهم كانوا تجاراً، وهذا الإمام البخاري كان في بلاده تاجراً،
وهو رئيس التجار. وكان الإمام أبو حنيفة من التجار الأثرياء ، وإذا كان غير
المسلمين من الشرق والغرب يهتمون بالكسب المالي والتجاري دون النظر للوسيلة
فإن ؛ شريعتنا السمحاء حثت أيضاً .. على الكسب ولكن في إطار أخلاقي شرعي..
ولأن التجارة من الأمور الفاضلة في الإسلام، لذا نجد علماء الإسلام في الأيام السالفة أغلبهم كانوا تجاراً،
فهذا الإمام البخاري كان في بلاده تاجراً ، وهو رئيس التجار.. وكان الإمام أبو حنيفة من التجار الأثرياء ،
وإذا كان غير المسلمين من الشرق والغرب يهتمون بالكسب المالي والتجاري دون
النظر للوسيلة فإن ؛ شريعتنا السمحاء حثت أيضاً .. على الكسب ولكن في إطار أخلاقي شرعي..
الروابط المفضلة