أمِيْ ،
بِ حَجمِ عَدَدِ المَدَاخِنْ التِيْ تَمْلئُ أرْجَاءُ المديْنَةْ وَ التِيْ لطَالمَا اكْتَظَتْ جُدْرَانُهَا بِ الرمَادْ ..
لطَالمَا قُمْتُ بِ تَنْظِفِهَا وَ عَبْثًا فَ لمْ تزْدّنِيْ إلاْ إخْتِنَاقًا ، وَ مَا تَزَالُ ..
وِفِيْ كُلِ ليْلَةْ يَأتِيْ سَيَّدِيْ ؛ لِ يُوبِّخُنِيْ وَ يَلقَىْ عليَّ أشَدَّ أنْواعِ اللومِ الذِيْ لاْ يُطيْقُهُ قَلبِّيْ الصَغِيْرْ .
أمِيْ ،
عِنْدَمَا أكُوْنُ مَرِيْضَةْ تَذْهَبِيْنَ بِيْ إلىْ فِرَاشِيْ الذِيْ مِنْ خِلاْلْ ثُقُوْبِهِ تَنْسابُ نَسَمَاتُ البرّدِ القَارِصْ ،
وَ تَأتِيْنَ بِ خُرْقَةُ مُبَلَلَةٌ بِ المَاءْ الذِيْ كُنْتِ تَقُوْمِيْنَ بِ تَسّخِينُهُ فِيْ ذَاكَ القِدّرْ الذِيْ كَانَ مُلّكًا لِ جَدّتِيْ الرؤومْ ،
وَ تََضَعِينَهَا عَلىْ جَبِيْنِيْ البَرِيءْ المحرق جدًا !
لكنّ سيّدي يا قلب ابنتك
تسكن القسوة قلبه , لا يهتمّ بمرض يسرق صحتي !
فَ حين أخْبَرْتُهُ مَرَةً أنَنِيْ مَرِيْضَةْ :
أرِيْدُ إجَازَةً يَ سَيَّدِيْ وَلَوْ لِ سَاعَةٍٍ وَاحِدَةْ !
لم يعرني اهتمامًا يا أمي ,
وانتثرت قسوة العالم بيديه بإسراف وهو يحتضن عصا بين يديه فيهلكني ضربًا , كانت مؤلمة جدًا يا أمي !
أمِيْ ،
رَفِقَاتِيْ فِيْ العَمَلْ
دائِمًا يّذْهَبْنَ فِيْ العِيْدْ إلىَ أمْهَاتِهِنّ ، وأنا وَحِيْدَةٌ بِيْنض تِلكَ المَدَاخِنْ المَكْتَظةْ بِ الغُبَارْ ،
الكُلُ سَعِيْدْ إلاْ أنَا تقتلني الوحدة !
أمِيْ ،
أعْلمُ أنِيْ مُقَصِرَةٌ بِ حَقِ عَمَلِيْ وَ سَيِّدِيْ ،
لَكِنْ لَيْسَ كَ تَقْصِّيْرِيْ بِ حَقْكِ أمِيْ =" .
الروابط المفضلة