أبنائي، أحبائي، اسمحوا لي أن أتحدّث إليكم لبعض الوقت:
عندما تشرق الشمس في صباح كل يوم، فإنكم ترتدون ملابسكم المعطرة، وتحملون حقائبكم الملوّنة، وصناديق الأطعمة" المليئة بما لذّ وطاب من العصائر والحلويات وبعض النقود، ثم تركبون السيارات الفارهة وتتوجهون إلى مدارسكم .
وفي المدرسة يجلس كل واحد منكم في مقعد مرتب وفصل جميل.
وعندما تعودون إلى المنازل تكون الوجبات الشهية والتي تحتوي على جميع العناصر الغذائية بانتظاركم، وبعد تناول الغداء تجلسون أمام شاشة التلفاز لمشاهدة برامجكم المحببة، وعندما تملّون من مشاهدة التلفاز تلتفتون إلى الكومبيوتر من أجل اللعب والمتعة.
وعندما يحين موعد النوم، فإنكم تنظفون أسنانكم و ترتدون ملابسكم الفضفاضة والطرية استعداداً للنوم على الأسِرَّة الوثيرة.
تنامون آمنين مطمئنين على وسائد ناعمة حيث تداعب أذهانكم أحلام وردية كثيرة.
هل فكّرتم بأطفال غزّة، الذين يذهبون إلى المدرسة فيجدونها أكواماً من الحجارة، تتطاير من بينها أوراقهم وذكرياتهم ؟
هل فكرتم بأطفال غزة الذين عندما يعودون إلى منازلهم يفاجَؤون باستشهاد ذويهم.
أطفال غزّة ينامون على صوت أزيز الرصاص، وقصف الطائرات، ومزامير سيارات الإسعاف.
أطفال غزّة لا يجدون ما يدفئ أجسامهم الغضّة، ويملأ معداتهم الخاوية، ويرسم الفرح على وجوههم الكئيبة.
هل تتصورون يوما أن منازلكم ستسقط فوق رؤوسكم، وتتناثر دفاتركم وكتبكم وألعابكم بين حطام الحجارة؟
هل يتصور أحدكم أن يستيقظ يوما فيفاجأ بموت أمه وأبيه وأشقائه جميعاً ؟
أحبائي: انصروا أشقاءكم الأطفال في غزة، توجهوا إلى الله بالدعاء أن ينصرهم،
ويرد كيد اليهود المعتدين.
احمدوا الله على نعمة الأمن التي تعيشونها، وابذلوا قصارى جهودكم في المدارس في سبيل تحصيل علمي مشرف يمكنكم من المساهمة في نهضة حقيقية لأمتكم في جميع المجالات، لكي تصبح أمتكم قوية ذات أسوار منيعة وهيبة جليلة.
أحبائي، إن الأمنيات والدعوات والدمعات لا تجلب النصر، ولكن العمل بإخلاص والتفوق العلمي وتوفيق الله هو من يجلب النصر والعزة بإذن الله.
منقوووووووووووووول والشكر لكم مسبقا
الروابط المفضلة