اعتدنا دائما على ذكر محاسن وفضائل أعز الناس على قلوبنا بعد موتهم
وانتقالهم إلى
الرفيق الأعلى فلماذا لانعدد فضائلهم في حياتهم..
أولا يستحقون ذلك الثناء والمديح أوليسوا بحاجة لإدخال الفرحة على قلوبهم.. فبالله
عليكم ما الفائدة من شكرهم والثناء عليهم بعد الموت فهم ليس لديهم أدنى حاجة إلى ذلك
إذ لا يستطيعون حتى سماعنا ولكن هيهات هيهات أن تعي ذلك العقول.. لهذا السبب
آثرت أن أكتب ذلك الإهداء..
إهداء لإنسانة مازالت على قيد الحياة عساها أن تغفر لي كل زلاتي قبل الرحيل.. وأسأل
الله لها العمر المديد على طاعته..
تلك الإنسانة التي عجزت كل لغات الدنيا عن وصفها..
وعجزت جميع الأقلام عن تدوين محاسنها..
ووقفت كلماتي حائرة أمام أدبها وسمو أخلاقها..
وانعقد لساني وتجمد وعجز عن شكر فضائلها علي..
وسكن قلبي وتوقف عن نبضه متنازلا لها عن حياته..
ويحق له فهي أروع وأرق وأعطف مخلوقة على وجه الأرض..
أخجلت الجميع من زود كرمها فهي تعطي ولا تاخذ ،
تلبي ولا تطلب ، تكرم فلا تبخل ،
فهي إنسانة معطاءة جوادة لم أطلبها يوما ما وردتني حتى أنها
لا تنتظر طلبي فتعطي بلا حواجز
إنسان شهدته العرب في تاريخها .
إنسانة أودع الله في قلبها أضعاف ما في قلوب البشر من الحب والطيبة والرأفة
والحنان..
فغمرتني بطيبة قلبها وحنانها ووقفت إلى جانبي في سرائي وضرائي ، وشاركتني
أفراحي وأحزاني ، وواستني في همومي..
فإذا ما كنت حزينة أجد حالها يتمثل في أحد أمرين كردة فعل على حزني.. إما صمت
مطبق يداوي القلوب العليلة لما يحمله من معاني جميلة..
أو كلام جميل لا يضاهيه أي كلام في روعته إذ هو كلام رب العالمين مما يصبر القلوب
، ويشرح الصدور ، ويغمرها بالفرح والسرور..
فلله درك يا رحيمة
غاليتي كتبت هذا الكلام بدم قلبي ، ودمع عيني ،
وجروحي التي لن تطيب من بعدك..
ولكني لم أعد أعلم ما أقول فكل ما كتبته هذا ما هو الا قطرة ماء من بحر فضائلك علي
أنتي يا حبيبة قلبي ،
ومهجة عيني ، وتوأم روحي ، أنتي يا أعظم إنسانة في الكون ،
الروابط المفضلة