(9) المسلمة العابدة
إن للمرأة المتعبدة فضل في الدنيا والآخرة، كيف لا وهي تذكر ربها وتذكرك, وتطيع خالقها ولا تعصي زوجها ، إن المرأة العابدة في زمن الملذات والشهوات قد نالت الخيرات واتبعت الصالحات ، تحفظ دينها وعرضها ، وتصلي فرضها ، وتطيع ربها ، وتحفظ لسانها ونظرها خوفاً من عقاب ربها ، إنها تشتغل بمعالي الأمور ، ليرضى عنها ربها الغفور .
هذه حفصة رضي الله عنها أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يطلقها فجاءه جبريل عليه السلام فقال: لا تطلقها فإنها صّوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة.
أما زينب رضي الله عنها تقول عنها عائشة رضي الله عنها: كانت زينب بنت جحش قد عصمها الله بالورع لم أر امرأةً أكثر خيراً وأكثر صدقة وأوصل للرحم وأبذل لنفسها في كل شيء يتقرب به إلى الله عز وجل من زينب..
وهذه عجردة العمية ذكرت عنها كتب السير أنها كانت تقوم الليل كله إلى السحر فإذا أصبحت جلست تسبح الله وتذكره حتى تطلع الشمس وكان هذا دأبها ثلاثين سنة.
روى ابن الجوزي عن روح بن سلمة الوراق أنه قال لقفيرة العابدة: بلغني أنك لا تنامين بالليل، فبكت ثم قالت: ربما اشتهيت أنْ أنام فلا أقدر عليه وكيف ينام أو كيف يقدر على النوم من لا ينام حافظاه ليلاً ولا نهاراً؟ قال: فأبكتني والله.
وهذه امرأة تزوجها رياح القيسي فلما كان الليل نام ليختبرها فقامت ربع الليل ثم نادته: قم يا رياح فقال: أقوم فلم يقم.
فقامت الربع الآخر ثم نادته: قم يا رياح. فقال: أقوم فلم يقم.
فقامت الربع الآخر وقالت: قم يا رياح فقال أقوم فلم يقم.
فقالت: مضى الليل وعسكر المحسنون وأنت نائم! ليت شعري من غرني بك يا رياح.
قال: وقامت الربع الباقي.
أين نحن من مثل هؤلاء العابدات؟ أين نحن من مثل هؤلاء القانتات؟ أين نساء اليوم اللاتي اشغلن من حولهن باللهو والنزهات والرحلات؟، أين أولئك الصالحات من نساء اليوم اللاتي يقضين أوقاتهن بالسّاعات أمام المسلسلات ؟ أو بالخروج إلى الأسواق والطرقات؟ إن الفرق شاسع بين ألئك الزاهدات وبين المسلمة التي انتمت للإسلام وأهله وتحجبت وسترت محاسنها واكتفت من الدين بهذا ونسيت النوافل والعبادات ولم تعتنِ بقيام الليل وصيام النهارولكن الخير في هذه الأمة إلى قيام الساعة :
هذه فتاة قبل عامين من الآن عمرها 22 سنة أصيبت بسرطان الدم وهي من الصالحات ، فوافتها المنية يوم الإثنين قبل أذان المغرب وكانت صائمة ومتوضأة ومستقبلة القبلة تنتظر الأذان وفي يدها تمرة فماتت قبل تمام صيامها وهي ضاحكة متبسمة ، أسأل الله تعالى أن يسكنها الفردوس الأعلى .
نعم هكذا الحياة الطيبة تعيش المسلمة كريمة وتموت كريمة طائعة لربها ، فالبدار أخواتي لفعل الصالحات وترك المنكرات . وصلى الله على نبينا محمد .
وإلى الموضوع العاشر بإذن الله .
الروابط المفضلة