أول من يُطبِّق هذا التمييز ضد كبار السن هناك هم أبناؤهم .. فبمجرد أن يهرم الوالدان أو أحدهما .. فإن صدور أبناءهم تضيق بهم ومنهم .. ويهملونهم إهمالاً واضحاً جلياً .. ومصيرهم في الغالب إلى دور العجزة هناك .. بل إن بعضهم يمكث فترة من الزمن يهيم على وجهه في الشوارع والأزقة حتى يموت من البرد أو من المرض .. والمحظوظ منهم من يتداركه بعضهم ويوصله إلى دار العجزة ..
لذا .. فإن بعض الآباء هناك ممن كانوا محظوظين بأبناء يهتمون بهم .. يرون ذلك تفضلاً من الأبناء عليهم .. وليس من باب الواجب المفروض عليهم ..
وللأسف الشديد .. ومن باب الإنصاف فقط لا غير .. أن هناك في بعض مجتمعاتنا العربية من نحى منحاهم في ذلك .. وهم وإن كانوا قلَّة قليلة لا تكاد تُذكر .. وهم في حكم الشاذ الذي لا حُكم له .. بيد أنهم موجودون ولا يُمكن التغافل عنهم .. وهذا الجحود من قبلهم له وقعه الأكبر لكونه يتصادم مع ما جاء في كتاب الله من الحض على العناية بالوالدين أشد ما تكون العناية لدرجة المنع من قول كلمة صغيرة خفيفة مثل (أُف) .. التي قال عنها أحد العلماء : (لو علم الله كلمة أقلَّ منها لنهى عنها) ..
والله تعالى أعلم وأحكم ..
تحياتي ،،،
الروابط المفضلة