:
السّلامُ عليكمْ ورَحمةُ الله وبركَاتُه
وقبلَ كلّ شَيْء ...
أودُّ أنْ أملئَ جوفكِ امتناناً بِ عُمقِ أهميةِ هذا الحَرفِ البَاذخْ
سطوركِ المُرتصَة بِ حَنينٍ وَألمْ ... وردَاءُ البَوحِ الصّادقْ
جَعلَ منهُ سيّد الكَلِمَة / المَقالَة هُنَا .
...
أولاً :
" منَ التّميزِ أن نتعلمَ لغةً جديدة , لكنْ منَ القُبحِ أن تستَبدلها لغتكَ الأصيلَة ! "
فَ لا بأسَ بِ تعلّمِ اللغاتْ , والاستزادة من نهمِ علمهَا
لكنّ الانحطاطْ وأعني الانحطاط بمعنَى الكَلمة حينَ تبدأ بِ سيطرتها علينَا نتداولها بينَنا كَ علامةِ تَقدّمٍ أو تعوّد كلاهمَا مِعوَجّ ...
لذَا كَانَ من الجَميلِ أنْ ندركَ أهميةِ لغتنا بِ قراءتهَا جنباً إلى جنبِ لغةٍ أخرَى كونهَا " لغةً أمّاً حببيبة "
وأنْ نُعلّمهَا أبنَاءنَا منذُ صِغَرهمْ لا كلامَا مِعوجاً مَائلاً مُميلَا ...
مِنَ المُدهشِ وحقاً أنّه أدهَشني
حينَ جَاءت لِ زيارتنَا إحدَى إماءِ الله وكَانت تتحدثُ بطريقةٍ اعتياديّة
إلى أنْ تَحدثت معِ ابنتهَا الصّغيرة ذي الـ خامسَة ربيعاً بِ لغةٍ مَريضة , مُتعَبة - لا تَنتَمي لِ إسلامنَا -
وحينَ أنهَت حَديثهَا قالتْ بِ فَخرٍ أريدُ تَعويدهَا عَليهَا !!!!!!!!.
أُفٍ للاتباعِ الأعْمَى ...
ألهذهِ الدّرجَة نَغرسُ قُلوبهمُ الطّاهرة اللّينَة , لغةً لا تنتَمي لِ عِرقنَا ذي المَجدِ والعِزّة
مَا بالكمُ يَا قَومْ ..؟!
لُغةُ الضّادِ ومَا أدراكَم مَا هيَ ...
خِلافاً عَنْ سِحرهَا وعُذوبتهَا المُترقرقةِ طعماً حُلواً
وقواعدهَا المُهذّبة / المُتَأنّقةِ بِ إطلالةٍ يرقّ لهَا الفُؤادُ مُغنيّاً
واسْتيعَابهَا واسعِ المَدَى ... بِ لَذيذِ حُروفهَا / ونُبلِ سُطورِهَا
حَتى إنّكَ لَ تُدهَش حينَ تَغوصُ بحارهَا فَ تَرى الجُمانَ من بلاغتهَا وحكمتهَا
مطراً ينهمرُ انهمارَا بِ جُودهَا ...
فَ لمَ جَفينَاهَا ...؟!
ركلنَاهَا غير آبهينَ بِ تاريخهَا , وعِزةِ مَجدهَا
وقَد تَكلمَ بهَا حبيبنَا المُصطَفَى , خَاطبهُ المَولَى بهَا
ونطقَ القُرآن مُرتلاً بحروفهَا ... أيّ منزلةٍ أطيبُ منهَا على لسانٍ بعدهَا !
هَل أوصلتنا الحَضيضْ ... ؟
أمّ أنّها يا تُرَى خذلتنا بِ الكَثير ..؟
لِ نقسو عَليهَا نُعاقبُهَا وَنتركهَا ... ونَجفوهَا
كَانَتْ يُمنانَا حينَ كَتبنَا الشِّعْر
والسّيفَ حينَ دافعنَا عَنِ الحقّ
كَانتِ النّبعَ الصّافي لِ حُروفِ الأخوّة
ونَبضَ الأمّة , مَورداً لا يَنضبُ مَجراهُ بحكمةٍ إلَهيّة
وسلاحاً مُلتَهِباً يَهبهُ الله لمَنْ يشاءُ من عبادِهْ
هيَ أمُّنا ... والأمُ لابد لها من برّ !
من عودةٍ بِ دموعٍ تُبلّلُ أسفنَا شوقاً لهَا
نجعلهَا مجدداً بيْنَنا , نُعلّمهَا أحفادنَا / أبناءَنا
ونجعلهَا الأولَى على قائمةِ كَلامنَا ... أُقسِمُ أنّها عَذبة حينَ نتداولهَا
جرّبوهَا إخوتي ولنْ تَخسروا ... أنْ تَقُولوا شكراً بِ امتنانٍ بدلَ " ثَانكسْ " !
أراكِ مُجدداً بدلاً مِنْ " سي يو " . / جَاكيت قَصيرْ بدلاً من " اوفر كَت " !
وغيرهَا الكَثيرِ الكَثيرْ ...
وحتى أنّكم سَ تجدونهَا ألذُّ وَأشهَى حينَ تتلاعبونَ بِ الكلماتْ
فَ تأسرونَ بهَا القُلوبْ ... والله إنّها مُتعَة حينَ تنطقونها بِ خفّة وحكمة
اغرسُوهَا قلوبكم ...
واحصدوها خيراً وَفيراً لكم
لا تَكونوا كَ الإمّعَة حيثُ قالَ الغربُ قلنَا
أو تَستَيئسوا قلوبكم من نُطقِهَا / مُداولتهَا , بلا قَادرونْ
مَن قالَ أننا تعودنا عليهَا ... كانت مُجرد غفوةٍ وسَ نصحو , نَصحو عليهَا
بِ ذكرهَا , وتعلّمها وتعليمهَا فقط القليلَ من الصّراحةِ مَعْ أنفسكم .
وَ ستعلمونَ أينَ هيَ سمَاؤُنَا الحَقيقيّة
...
أحبّتي ...
لَا تُؤذوهَا وقَد أمَدّت لنَا يدَا
تركنَاهَا وقدْ أعْطَتنا قلبهَا ... أدرنَا لهَا الظّهرَ
وإنْ عُدنَا لَ ضمّتنَا أقوَى وأكبرُ لهَا ... !
أحبّتي ...
هيَ العُلوّ / الغَمامُ حينَ تركناهَا ... ونَحنُ في السّفَلِ إذَا أبدلنَاهَا
فَ هلّا أعَدْنَا الـ حيَاةَ لِ وَريدنَا , عِرقِ الأمّة ,
والـ رأسُ مَرفوعَةَ الهَامِ للسّحُبْ
عُذراً للإطَالَة ...
احتَرقتُ دَاخلاً فَ سكبتُني لأغْفُو مُرتَاحَاً
:
الروابط المفضلة