السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأنقل لكم قصة مارية القبطيه ...... السارية التي تزوجها رسول الله عليه السلام .
.. اسمها مارية القبطية بنت شمعون رضي الله عنها .....
.. أرسل رسول الله رسالة إلى المقوقس عظيم القبط يدعوه فيها إلى الإسلام ,مع حاطب ...
.. وعاد ( حاطب ) إلى المدينةالمنورة بكتاب من المقوقس إلى رسول الله , مصطحبا معه مارية وأختها سيرين وعبدا يدعى ( مابور ) , وألف مثقال ذهبا , وعشرية ثوبا لينا من نسيج مصر , وبغلة شهباء ( دلدل )وجانبا من العسل والعود والمسك والند ....
.. اصطفى رسول الله ( مارية ) لنفسه ووهب أختها سيرين لشاعره ( حسان بن ثابت ) وأنزل مارية في العالية ,في مشربة أم إبراهيم . وأسلمت مارية وأختها سيرين , وضرب عليها الحجاب , ولم يكن لها هم سوى إرضاء سيدها عليه السلام ....
..وغدا تردد رسول الله إلى العالية حيث تقيم مارية ومكوثه الطويل لديها يثير غيرة نسائه ويضرم نارها في صدورهن .
..وذات مساء زفت مارية إلى سيدها أجمل بشرى , ... إنها حامل .....
.. كانت فرحة عظيمة وخبرا سارا .. استقبله النبي بحمد الله وشكره . وسمع أهل المدينة الخبر فسروا لذلك , أما نسائه فقد نالهن الحزن لأن كل منهن تطمح بمثل هذه العطية وتمنحه الولد ..
..وسرى همس مسموم , وغمز ولمز , وروج المنافقين حديث إفك جديد , يتهم مارية في طهرها ويخدش عفتها , وقالوا ( علج يدخل على علجة ) يقصدون العبد مابور الذي جاء معها .
..كان وقع هذا الإفك شديد الوطأة على الرسول . فاستدعى علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
..روى علي بن أبي طالب ( أكثروا على مارية في ابن عم لها كان يزورها , فقال الرسول خذ هذا السيف فانطلق به , فإن وجدته عندها فاقتله , قال قلت يا رسول الله , أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسمكة للمحماة , لايثنيني شيء حتى أمضي لما أمرتني به , أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ؟؟ قال : بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب .)
.. فأقبلت متوشحا السيف فوجدته عندها , فلما رآني , عرف أني أريده , فأتى نخلة فرقى , ثم رمى بنفسه على قفاه فإذا هو أجب أمسح ...فغمدت السيف وأتيت رسول الله فأخبرته فقال : الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت .
.. فولدت له إبراهيم , وقد وقع في نفس النبي شيئ منه , حتى أتاه جبريل فقال :السلام عليك يا ابا إبراهيم .
.. فاطمأن قلب الرسول وفرح ..... ولما بلغ إبراهبيم من العمر سنتان , مرض مرضا شديدا فأرسلت إلى أبيه حتى يراه .
.. حمل الرسول إبنه إبراهيم بين يديه الطاهرتين , وهو في النزع _ فدمعت عينا رسول الله فقال :تدمع العين ويحزن القلب , ولا نقول إلا ما يرضي ربنا , والله !يا إبراهيم ! إنا بك لمحزونون ) .
..وودعت مارية وحيدها , وأخذت تردد قول الله عزوجل ( إنا لله وإنا إليه راجعون )
.. فصبرت واحتسبت حتى جاءها شيئ أعظم من فقد إبراهيم .... إلا رحيل أبي إبراهيم , محمد رسول الله .
.. فبقيت محافظة على العهد , دائبة على الإخلاص لرسول الله حتى أتاها اليقين , بعد خمس سنوات من وفاة رسول الله ..... فأسلمت روحها إلى بارئها , ودفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين
.. رضوان الله عليهن جميعا .
.. رحم الله أم إبراهيم مارية وأسكنها جنة النعيم ....
.... أختكم الكادي ...
الروابط المفضلة