نعم.. اعلم بأني تأخرت في هذه المحاضرة..
ولكن على رسلك.. فليس لدي شيء اقوله..
لا اعني بأنه ليس لدي ما اقوله حول تأخري..
ولكنني اعني.. بانه ليس لدي ما اقوله في هذه المحاضرة...!
جلست الايام الماضية اراجع الردود والتفاعلات والمشاركات..
من بداية الدورة وحتى يوم امس..
كانت هناك اكثر من مائة من الاخوات.. في بداية الدورة.. للمشاركة والتسجيل..
تناقص العدد بعد المحاضرة الاولى.. وتناقص اكثر بعد المحاضرة الثانية..
وشارك عدد لا بأس به في المطلوب من المحاضرتين الثالثة والرابعة..
وأحمد الله ان وصل العدد الى ١١ او ١٢ تقريبا ادين المطلوب من المحاضرة الخامسة..
من اكثر من مائة مسجلة ... الى ١٢ متفاعلة ..
اي ١٢%
وانا هنا لا اقلل من شأن المائة في بداية الدورة..
ولا من شأن الـ ١٢ في المائة بعد منتصف الدورة..
فانا وانتِ لا نعلم اين يكون الخير في امتنا..
هل هو في أولها.. ام في اخرها..
اختي وعزيزتي في منتدى لك..
كان تخطيطي ان تكون هذه المحاضرة متابعة للتطبيقات على المحاضرة الماضية..
او توضيح ما لبس.. او تفسير ما التبس..
او التشجيع والدعم والتحفيز...
الخ.. الخ .. الخ....
ولكنني اود ان اعبّر هنا عن سعادتي الغامرة لصمود ١٢ من المشاركات في هذه الدورة..
حقيقة اعتبر انه جهد جبار من قبلهن.. ان يستمررن على هذا النحو حتى هذه اللحظة..
ربما تعمدت ان يكون المطلوب من المحاضرة الخامسة صعبا.. وغير مألوف..
بعكس المحاضرات الاخرى..
وبالتأكيد واجهت الكثيرات صعوبة في الخروج من عقر الدورة (دائرة الراحة)
ليطرقن ابواب المواضيع الاخرى.. بحثا عن تطبيق عملي.. (خارج دائرة الراحة)
بعضهن عادت بخفي حنين.. فلا توجد مشكلة مناسبة على ما يبدو..
وبعضهن.. اسقط في يدها.. فلم تستطع الربط بين المحاضرة وبين المشاكل حولها..
وبعضهن... آثرت البقاء في عقر الدورة..
وانتظار ما ستأتي به الاخريات من الفرائس (المشاكل)..
لتستمع بالمشاهدة الحية للتطبيقات.. مع صحن الفوشار المفضل.. كما هي عادتها..!
وبعضهن..
اخلت جيوبها من الاعذار..
واخذت على عاتقها ان تتحمل مسؤولية نفسها..
ومسؤولية التغيير الذي تريده في حياتها..
وانتزعت اول مشكلة مناسبة قابلتها..
واحضرتها رغما عن انفها.. (انف المشكلة وليس انفها )
وطرحتها ارضا بين ثنايا المحاضرة الخامسة..
وطبقت المطلوب..
هكذا ببساطة!
لا.. لم يكن الامر بهذه البساطة..
ولم يكن المقصود منه ان يكون بهذه البساطة..
واود ان احيي بشدة.. واقبل على رأس كل اخت وغالية..
من الـ ١٢ او ١٣ في المائة...
التي تجرأت الخروج من دائرة راحتها لتطبق المحاضرة الخامسة..
بغض النظر عن الاخطاء... وبلفت النظر الى الابداعات..
اريدك ان تعرفي.. ان ما قمت به... يستحق كل تقدير واعجاب..
واريدك ان تعتبري ما قمتِ به انجازا لا يستهان به..
وخطوة رائعة على طريق التغيير الحقيقي...
انا منذ بداية طرح الدورة..
كنت على يقين بعدم استمرار الكثيرات فيها..
او توقعت بقاء مجموعة كبيرة في مقاعد المتفرجات والمتابعات فقط..
وانا اعلم.. انه ربما تتابع ٣ في المائة فقط.. حتى نهاية الدورة..
وهي النسبة المعقولة.. المنطقية.. المحسوبة..
ضمن اي نظام تغيير حقيقي في العالم..
٩٧٪ يبقون محلك سر... و٣٪ فقط يتابعون وينجحون.. نجاحا باهرا !!
السؤال هنا..
هل تريدين ان تكوني من هؤلاء الـ ٣ في المائة؟
سألت احدى الاخوات سؤالا هاما..
اعتبره اهم سؤال طرح في الدورة حتى الان
(الى جانب السؤال حول مفهوم دائرة الراحة):
بس فعلا السؤال احنا الان متحمسين لكل ما تقوليه ولكن بعد ان تنتهي المحاضرات وتهدا المواضيع سنهدا نحن ايضا..
ماذا علينا ان نفعل لنستمر ولا نقف وترجع دوامه الحياه تاني الاولاد والزوج والاهل وووووووووووووووو
همممممم...
جلستُ يومين افكر في هذا السؤال..
ماذا يمكنني ان ارد عليه..
كيف يمكننا ان نحافظ على وتيرة الحماس والتحفيز لدينا امام اي شيء جديد؟؟
عدت بذاكرتي الى الوراء..
وتخيلت عصر النبوة..
واقبال القبائل على الاسلام..
والتفاف الصحابة حول الرسول عليه الصلاة والسلام..
الكل متحمس..
الكل يسعى نحو التغيير..
اناس انتقلوا في بضع سنين..
من قاع الجاهلية..
الى قمة الاسلام وعز الاسلام..
وانقلبت حياتهم 180 درجة... وعاشوا في حماس ونشاط وهمة عاااااالية..
ثم...
توفي الرسول عليه الصلاة والسلام...
وانكشفت الهمم.. وسقطت الاقنعة..
ليحيا من حي على بينة.. ويموت من مات عن بينة..
وظهر المرتدون.. وانبرى مدعو النبوة..
وركن الكثيرون الى الدنيا... ونفض يده عن الاسلام..
لكن من جانب اخر..
بقي عدد غفير من المسلمين.. قائمين على الثوابت...
مستمرين في التغيير.. متحمسين للاستمرار..
يحملون الراية بعد الرسول عليه الصلاة والسلام..
حتى لفظوا انفاسهم الاخيرة!!
((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً))
في رأيك..
ما الذي ابقى هذا الحماس يضج في عروقهم؟؟
وما الذي دفعهم للاستبسال عن فكرة الاسلام حتى الرمق الاخير
رغم انتهاء عصر النبوة بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم نفسه؟؟؟؟؟
هل لانهم حملوا هدفا... قرروا ان يعيشوا لاجله؟ ويموتوا لاجله؟؟
هل لان هذا الهدف وافق فطرتهم السليمة..
فكانت له حلاوة... وعليه طلاوة.. لا يستبدلونها ولو بكنوز الارض؟؟
هل لانهم.. شاركوا هذا الهدف مع غيرهم.. ولم يحتفظوا به لانفسهم فقط؟؟
هل لانهم صدقوا مع الله... فصدق الله معهم؟؟؟؟
هل وهل....؟؟؟
ام لكل هذه الـ هل.. مجتمعة؟؟
***
على اعتاب الاسبوع الاخير نقترب انا وانتِ ببطء..
لم يبق سوى محاضرتين فقط..
وبعدها ارحل.. وترحلين.. وتبقى ذكريات طيبة..
من الشاي والقهوة والعيش والحلا..
ستبقى جمل وكلمات عالقة في ذهنك..
وستندثر اغلب الدورة من عقلك...
اتدرين ما الذي سيبقى؟؟ وما الذي سيندثر؟؟
سيبقى ما تطبقينه في حياتك... وتشاركينه مع غيرك..
وسيندثر ما كتمته في صدرك.. ولم تستفيدي منه في شيء لحياتك!
وبس!
واحد زائد واحد يساوي اثنان!
لا تتوقعي ان اقوم بمعجزة حتى اجعل الدورة حية في ذاكرتك.. او احافظ على اشتعال حماسك..
رغم الوقت الذي اخصصه والجهد الذي ابذله وسط خضم المسؤوليات لدي..
وحجم الايميل لدي المتخم بمشاكل اجلتها لحين الانتهاء من الدورة...
المعجزة تتعلق بك انتِ يا غالية.. انتِ فقط!!!
اجيبيني..
هل تملكين الشجاعة الكافية لتتحملي مسؤولية التغيير في حياتك؟؟؟
هل تملكين الامانة الكافية.. لتنقلي ما تعملته لغيرك؟؟
هل تملكين القدرة الكافية..
لتكوني تلك الشخصية الخاصة..
التي جاءت الى هذه الدنيا
لتكون في المكان الصحيح.. والوقت الصحيح..
وتقوم بالشيء الصحيح.. لاول مرة في حياتها؟؟؟
هذه الدورة ليست فقط مجلس شاي وقهوة..
ولا قعدة وفرجة..
هذه سلاح... مطور وخطير... ادربك عليه واتركه في يدك...!
عاد انتي وفهلوتك..
بامكانك ان تنظفي هذا السلاح وتحتفظي به جيدا..
ثم تضعينه على فاترينة في وسط دارك.. تتباهين به امام ضيوفك..
وتطمئنين على بقائه في مكانه صباح مساء!!
او تضعينه في صندوق مهمل.. مغبر.. بزاوية من زوايا حياتك..
او..
لا تسمحي له بان يفارق يدك..
وتستخدمينه لتكوني في المكان الصحيح والوقت الصحيح تقومين بالشيء الصحيح..
وتعيرينه للناس حولك ليقوموا بالشيء ذاته..!
اختاري السيناريو الذي تريدين
***
المحاضرة القادمة ستكون حول القيم..
تحديد قيمك واولياتك في الحياة..
وهي ان لم تكن اروع محاضرة ستقرئينها حول التغيير في حياتك...
ستكون اكثر كلمات تؤثر في صميم اعماقك...
وتخرج للسطح اعمق واقوى احتياجاتك وتطلعاتك..
تأتي بعدها المحاضرة الاخيرة..
والتي ستلم شعث المحاضرات كلها..
تلخص كل الدورة... وتجيب على ما بقي من استفهامات..
وسأطلب منك اليوم شيئا بسيطا.. لن يخرجك من دائرة الراحة كثيرا..
فقط ستحتاجين لهرش رأسك بعض الوقت
ما هو تعريفك للقيم؟
وما هي قيمك في الحياة؟
وهل تظنين ان هذه القيم صحيحة؟
ومرة اخرى.. اكرر سؤالي..
هل تريدين ان تكوني من هؤلاء الـ ٣ في المائة؟
الروابط المفضلة