بسم الله الرحمن الرحــيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحــبه أجمعين
أخــتي الحبيبـــه ..
بما أنكِ نصف المجتمع
والنصف الآخر يُبنى على أساس نصفك هـذا ،
ولأنك الأم والمربيه لنواة جيل بأكمله ،
ولأجل مجتمع متماسك متكافل ، أكتب موضوعي المتواضع هذا
لمحاولة تدارك خطأ يقع فيه مجتمعنــا ، دوماً يؤرقني ،
وهو
نظرة المجتمع لذوي الإحتياجات الخاصــه
فإن زرعتي في أبنائك إحترام الآخرين وإحترام من إبتلاهم الله وإختبر صبرهم
الذي يُجزون عليه يوم القيامه
لعاشوا بيننا لا يشعرون بأي نقص لديهم
أختي نمـي في أبنائك عدم الرثاء لحالهم
لأنهم ربما حُرموا من نعمـة أو أكــثر ، ولديهم إعاقه لم يكن لهم ذنب فيها
فدعونا نـُفكر كيف يكون دمجهم في المجتمع دون النظر لهم تلك النظره الدونيه الخاطـئه
هناك من يُطلق لفظ : المُعاق ،على ذي الإحتياج الخاص
وهذه التسميه أكرهها بشده وربما تكون هي السبب في كتابتي للموضوع
لأن كثير من الناس يُطلقونها بدون مراعاة لوقعها على ذي الإحتياج الخاص
الذي لم يختار قدره بمحض إرادتـه
و للأسف هم في مجتمعاتنا منبوذون ولا يلقون الإهتمام الكافي :
لا في المجتمع ولا في العمـل
فهناك من ينظر لهم نظرة شفقه
وهناك من يسخر من حالهم ( لا حول ولا قوة إلا بالله )
بل الأمّـــر من ذلك ، أن يخجل أهلهم منهم
فقد كانت لي صديقه أيام الدراسه تخجل من أختها المعاقه ذهنياً إن هي ردت على رنين الهاتف
وكانت تتحاشى الخوض في أن لها أخت مُعاقه !! ولم تذكرها أمامي أبداً
وكأنها عار لابد من إخفائه أو التنصـل منه !!
وعلى العكس في البلاد الغربيـه يلقوا كل إهتمـام ورعايه :
من حكوماتهم ومن المجتمــع ، الذي يجذبهم جذبـاً للتفاعل والإندماج فيه
لأنهم جزأ لا يتجـزأ من نسيجه
في رأيي يجب الوقـايـه - أولاً - من مسببات الإعاقات المختلفه ،
إن لم تكن وراثيـه أو خلقيه
وعدم إهمال التطعيمات ، وأخذها في مواعيدهــا
ومن هذه الإعاقات على سبيل المثـال لا الحصـر :
إعاقه ذهنيــه
إعاقه حركيــه
إعاقـه بصـريه
عيوب النطـق والسمــع
وغيرها من الإعاقـات
أنصــح إخوتي وأخواتي الذين يُعانون من صعوبات أو مشكله من المشاكل السابقه أو غيرها ،
ألا يتوقفــوا كثــيراً أمامها ، وإعتبارهـا تحدّي وفخـر وتميُّــز إختصهم به الله سبحانه وتعالى وإبتلاء
لأن الأنبياء مبتلون وكما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح
"أشد الناس بلاءاً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل "
فعندما يتفوقون في مجال مـا ،
يكون نجاحهـم مضاعفاً ، لأنهم حققوا النجاح مثلهم مثل الأسـويـاء وتغلبوا على الإعاقه
وهذا نجـاح له طعم آخـر أجمــل
فمنهم من رزقه الله روحاً مرحه ، حتى ليسخر من إعاقتـه ويقلبها مزحه تُحبب فيه النـاس
ومنهم من عوضه الله بنعم أخرى
ومنهم من شق طريقه إلى أعلى درجـات المجــد، وخط إسمه بماء الذهب بين العلماء والعباقـره
( أذكـر حينما كنت أدرس بالمرحله الثانويه كان لي نشاط إجتماعي وكنت - مع فريق من مدرستي - نقوم بزيارة مؤسسات إجتماعيه متعدده ، لأخوات ذوي إحتياجات خاصه ، منهــا:-
مكفوفي البصــر، ضعيفي السمع والنطق ( لا أحب قول الصم والبكم ) ، ذوي الإعاقات الذهنيــه ، وغيرهم
قابلت نماذج من أطفال ومراهقــين ، ماشاء الله على نفسياتهم السويـه ، والتي تجعل من يتكلم معهم ينسى الإعاقه ،
وهو ما يؤكـد أن منهم من يحيــا مُتصالح مع ذاتـه
واللوم يقع على من يقلل من شأنه أو يُشفــق عليه ، أو يسخر منــه )
(( نـــداء ورجـــاء ))
للمجتمــع :
أرجو من البعض ألا ينظروا لذي الإحتياج الخاص نظره دونـيــه
للحكومـات وأولي الأمــر :
لي عدة طلبات - أمنيات ، يا ليتها تتحقق :
1 - توفير الدعم المادي لإنشاء مؤسسات تعليميه وتأهيليه لهم
2 - تأهيلهم علميـاً حتى يستطيعوا الحصـول على وظائف مناسبـــه
3 - تأهيل كوادر علميه دارسه ومتمرسه في كيفية التعامل معهم نفسياً وبدنياً ،
ودمجهم في المدارس مع الأسوياء ،إن أمكن
4 - تذليل العقبــات أكثر أمام توظيفهم وذلك بالتدقيق والمعاينه الفعليه بشأن
الإلتزام بنسبة توظيفهم بالهيئات المختلفـه ( وذلك حسب قانون كل بلد ،
ففي مصر مثلاً هناك قانون يُلزم أصحاب الأعمال بتعيين نسبة 5 % ذوي
إحتياجات خاصه من إجمالي عدد الموظفين لديهم )
( أركز على أنه يجب التدقيق والمعاينه الفعليه لأنني رأيت بنفسي - بحكم عملي في الماضي - تحايل أصحاب العمل على هـذا القانون ،
بتعيين ذوي إعاقات بسيطه جداً جداً ، ضمن ال 5 % الإجباري توظيفهم ! )
همســه أخـــيره ..
فلنُعطي ذي الإحتياج الخاص الفرصـه للإبداع وإظهار مواهبه والتمسـك بحقــه في الحيــاه ...
عُـذراً أخواتي للإطــالـه
الروابط المفضلة