التفاؤل و الأمل بغد أفضل
ما أجمل التفاؤل وما أروع الأمل بالله سبحانه في كل ما يختص بأمور حياتنا
كم من الأزمات التى تمر بالإنسان ومع التفاؤل
والرضا بقضاء الله يصبح كل شيئ سهلا وبسيطا
و بالتسلح بقوة الإرادة و التفاؤل و الأمل
وحث النفس على النشاط و العمل والتقدم الى الأمام
، فإن هذه الأمور مجتمعة تدفع الى النجاح
وتجعل الحياة أجمل ، فالمتفائل ينظر لجميع الأشياء من حوله
نظرة إيجابية سواء للحاضر أو المستقبل
وحتى الماضي ، يجعل منه فقط دروسا وعبرا ليس إلاّ ،
**وترى الشوك في الورود وتعمى أن ترى فوقها الندى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل من يظن الحياة عبئاً ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلا
فتمتع بالصبح ما دمت فيه لا تخف أن يزول حتى تزولا **. (إليا ابو ماضي )
فكم مرت علينا في هذه الحياة من قصص
لأناس رأيناهم و سمعنا عنهم قصصا و احداثا
عظيمة، ولولا فسحه الأمل و التفاؤل لما
استطاعوا أن يستمروا و لا ان يتخطوا هذه المحن ....
أتذكر جيداً المرة الأولى التى التقيت بها كانت
شبه انسان !!!!! فكل كآبة الدنيا في عيونها
حزن و ألم يغمرانها ،مع عدم رغبة في الحياة تحيط بها !!!
لم أتجرأ أن اسألها ممّا تعاني برغم الفضول الذي كان يسيطر علي ،
قلت لنفسي لعلها تعاني من مرض ما أو تمرّ بظرف قاس ،
بعد مدة ليست ببعيدة التقيت بها مجدداً
اقتربت منها و قدمت إليها هدية ،عبارة عن
شريط لمحاضرة دينية قيمة كنت اشرع في
توزيعها على باقي الأخوات المتواجدات في المكان .
لمحت في عينيها نظرة سرور .... قالت يعلم الله يا اختي كم انا
بحاجة الى مثل هذه التذكرة و الدروس
والمحاضرات في هذا الوقت بالذات فأنا اريد اي
شيئ يشعرني بالأمل وبالقليل من التفاؤل في هذه الحياة ،
قلت .... خيراً يا اخية ، انت تعلمي ان الأمل بالله
يجب ان لا ينقطع ابدا .... فقط تعوذي من
الشيطان الرجيم واستعيني بالله و أزيحي عنك
التشاؤم و انظري الى الحياة بنظرة الأمل و التفاؤل .....
تنهدت ثم قالت . أتفاءل بالحياة كيف ؟؟؟ و نور
عيني و مهجة قلبي قد فارقها ، ولدي الوحيد
الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره يرحل امام ناظري ،
كل شيئ في هذه الحياة اصبح مظلماا في عينيّ .....
قلت وانا احاول التماسك امامها .... يا اختي لا تقنطي
من رحمة الله ........ ان الله قادر أن
يعوضك بطفل اخر بل بأطفال فليس ذلك على الله بعزيز
قلت ، استعيذي بالله و لا تدعي للشيطان
مدخلا ولا تدعي اليأس و التشاؤم يسيطر على حياتك .
بعد هذا اللقاء قررت ان اتواصل معها لعل الله
يقدرني و استطيع أن اقف بقربها في هذه
المحنة حتى تتخطى مرحلة التشاؤم التي كانت تشعر بها .
تكررت اللقاءات بيننا وبدأنا نصبح اصدقاء بل اخوات
في الله ...وفي كل مرة كنت أحاول ان ادعمها
نفسيا بكلمات التشجيع على التفاؤل و الأمل
قلت يا اختي إن لم تساعدي نفسك على
الخروج مما انت فيه و تتسلحي بالقوة
و و التفاؤل لا احد يستطيع فعل ذلك لك .......
و في مرة قلت لها و الله يا اختي اني اتخيلك
و انت تحملين طفلك بين يديك.. طفلك الذي
سوف يرزقك الله تعالى به قريبا ...( هذه
الكلمات كنت اشعر بها حقيقة ) اجابت ، و هل
سوف يأتي هذا اليوم ؟؟ (خاصه انها كانت في فترة علاج للحمل )
سبحان الله كلماتي لها برغم بساطتها اعطتها حافزا كبيرا و تفاؤ لا
عظيما لم اكن اتوقعه ابدا جعلها تخرج من دائرة
الحزن و التشاؤم التى كانت تلفّها ذلك الوقت
استمرت في تحفيز نفسها و تشجيعها و واليقين بأن الله معها و لن
يتركها ....فأصبحت تشعر انها أقوي نساء العالم
تخطت حاجز اليأس و التشاؤم حدثت نفسها و اعطتها الأمل الكبير بالله بأنه سوف لن يتخلى عنها
سوف يأجرها في مصيبتها و يخلفها خيرا منها ،
وبالفعل لم تلبث إلا وقتا يسيرا
حتى رزقها الله تعالى بمولود ذكر شعرت بسعاده
غامرة بأن الله لم يخذلها و بعد اقل من عام
رزقها السميع البصير بمولود اخر .... تبدلت
حياتها من تشاؤم الى فرح و سرور بفضل الله و كرمه و رحمته سبحانه و تعالى .
و اصبحت تذكرني بين الفينة و الأخرى وتقول هل تذكرين يوم قلت لي بأنك
تتخيليني و انا احمل طفلي بين يدي ها قد تحقق ذلك بفضل الله ثم
بفضل الدعم المعنوي الذي كنت تحثينني عليه ...!!!!!
أجبتها قائلة لو انك لم تشجعي نفسك و تقوي عزيمتك و تتفائلي بالله خيراً لما و صلت لذلك .
وبعد
أقول لكل من يسعى للبعد عن الاحباط و التشاؤم أنّه يجب عليه اتباع الآتي :
1- قبل كل شيئ يستشعر قرب الله تعالى
منه و انه سبحانه و تعالى هو القادر على
كشف السوء قال تعالى ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء )النمل 62
2- يتذكر دائما قول الحبيب المصطفى صلى
الله عليه و سلم حين قال: ( عجبا لأمر المؤمن
إن أمره كله خير وليس ذاك إلا للمؤمن . إن
أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له .)رواه مسلم عن ابي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه .
3- لا يصغي لوساوس الشيطان أبداً وا ن يذكر الله
دائما وفي كل وقت، قال تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب )الرعد 28
يكثر من الأستغفار اخراج الصدقات فإنها تطهر النفس و تزكيها .
4- يشجع نفسه و يحثها على التفاؤل و القوة و العزيمة ،
لأن هذه الأمور نابعة من داخل النفس .
5- يتجنب الاختلاط بالأشخاص المتشائمين .
6- يقنع نفسه بعد كل موقف يتعرض له
من فشل ان هذا درس يجب عليه الخروج منه أقوى و أشد عزيمة .
7- لا يلتفت إلى الوراء بل ينظر إلى الأمام يواصل السير
ولا يجعل الأخطاء و المواقف السابقة تؤثر عليه سلباً .
الروابط المفضلة