الفصل الرابع والعشرين
حفلة خطوبة منى كانت جميلة جدا وعلى مستوى عائلى فقط يعنى بالمصرى حفلة على الضيق
وظهر على الجميع علامات السعاده والبهجة التى أختفت من على وجه منى
كانت تبتسم ابتسامات مقتضبة وسريعه لمن ينظر لها
جاءت والدته ومعها الشبكه وهى تقبل منى على خدها وتحتضنها
قال أدهم لوالدته:لو سمحتى يا أمى لبسيهالها أنتى أنتى عارفه انا مش هينفع
نظرت له منى باحتقان وشعرت بها من مكانى فأقبلت عليها :فقالت لى :
بيقول لامه لبسيها انتى هو خايف يلمسنى ولا ايه
:شدت على يدها وانا اقول:يابنتى علشان انتى مش مراته تقريبا كده يعنى
ومش عاوز يمسك ايدك علشان كده ..الله يخاليكى اضحكى شويه الناس مركزة معاكى
شكلك كأنك مغصوبه عليه
وعندما همت والدته بنزع خاتم الخطوبه من علبة الشبكه
ظهر هشام الذى كان اختفى من نصف ساعه وفى يده المأذون
وهو يقول أستووووووب العريس هو اللى هيلبس الشبكه بس بعد كتب الكتاب
وكانت مفجأة سعيده جدا للجميع وتبادلوا الضحكات والهمسات الساره
و ألجمت منى وتسمرت مكانها وهى تستمع الى اخيها الذى يتحدث بسعادة
عن الاتفاقيه التى فعلها مع والد أدهم ووالدته ووالدة منى التى كانت جهزت
كل شىء طلبه هشام الصور والبطاقه الشخصية ورحب الجميع بهذه المفجأة الساره
الغير متوقعه وخصوصا أدهم الذى أزداد نور وجهه وتألق بزواجه
وعلى العكس تماما كانت منى أنطفأ نورها وأحمر وجهها من الصدمه وهمست لى
:انا حاسه انى هيغمى عليا احنا متفقناش على جواز
كان لازم أخوفها علشان توافق:شششش عاوزاهم يقولوا رفضت ليه ؟مش شايفه الناس كلها
بتبصلك ازاى ..اسمعى كملى اليوم بس وبعدين كتب الكتاب ده مش جواز زى ما أنتى فاكره
ده عقد بس كده بس هتفضلى خطيبته يعنى
هزت منى رأسها بالموافقه..وانا شعرت فى سرى انى اصبحت من بتوع المخابرات
اللى بيعملوا غسيل مخ للناس علشان يجندوهم
أقبل الناس وتم كتب الكتاب على خير والحمد لله ثم رأيت أدهم وكأنه تبدل
وكأنه أصبح شخصا آخر فى ثانيه وأعتقد ان منى ايضا أصابها الزهول
فلقد مسك يديها وقبلها وقال بابتسامه جميله:مبروك يا حبيبتى ربنا يجعلنى نعم الزوج
الصالح ويجعلك نعم الزوجه الصالحه وقبلها مره اخرى على جبينها...
وقام بالواجب من ناحية الشبكه يعنى ..يعنى مثلا العقد يقعد فيه ساعه والانسيال ساعه والحركات دى بقى انتوا عارفينها
قلت فى سرى يا حلاوة يا ولاد ده طلع حبيب أهو يارب يهديكى يا منى يا بنتى يا رب
حقيقة رأيت وجه والدتها وكأنه البدر ما أجمل عاطفة الام ...وأذا بأمى تشدنى اليها ودموعها فى عيونها ربنا يابنتى يرزقك الزوج الصالح يارب
:خلاص يا ماما خلاص امسحى دموعك يقولوا عليا معنسه ولا حاجه
______________________________
اليوم التالى كان يوم الجمعه معاد المقرأه الاسبوعى وانا عائدة الى البيت
دق جرس هاتفى وبدون مقدمات قالت منى بانفعال
سامح بيعمل ايه عندكوا يا مشاعر
:مين ياختى ..سامح مين
منى : انتى هتستعبطى ولا ايه انا لسه شايفاه داخل عندكم
:عند مين يا ماما انتى باين عليكى اجواز جابلك تهيئات
منى بعصبيه :انا مش بهزر دلوقتى قوليلى جاى ليه
نبرة منى جعلتى أتأكد انها لا تمزح وأنها ايضا متأكده ووقع قلبى فى أخمص قدمى ..
ينهار مش فايت ..مش عارفه يا منى انا مش فى البيت انا كنت فى المقرأة وخلاص أهو
على أول الشارع
منى :سكتت شويه ..اه خلاص شوفتك
..بس برده مقولتيش جاى عندكم ليه ..مش معقول متعرفيش
:والله ما أعرف حاجه ربنا يستر هموت من الرعب ..حاولت أستحضر كل الادعيه اللى اعرفها
لكن كلها تفلتت مني من شدة الخوف وهاجمنى مغص شديد وانا ادق باب شقتى
وأذا بأمى تفتح وعلى وجهها علامات السرور ..
دخلت وأذا به يجلس مع والدى ويتحدث معه..حاولت ان أفرك عينى لأتأكد بس طلع صحيح
مشوفتش بعدها دخلت غرفتى فى سرعه ودخلت أمى فى أثرى وبمجرد دخولها
أحتضنتنى قائله:مبروك يا حبيبتى عريس زى القمر والله ده كل البنات هتحسدك عليه
:ايه يا ماما عريس ايه وبتاع ايه ..مين ده اصلا..........
أمى: ده عريس يا عبيطه ..قال انه شافك فى الجماعه واعجب بيكى وسأل عليكى
وجه يدخل البيت من بابه
:يا حلاوة ده ايه العظمه دى مكنش حد غلب يا حاجه
أمى :بقولك ايه مطلعيش زربينى ..ده عاجب أبوكى عارفه يعنى ايه عاجب أبوكى
:طب والله كويس على خيرة الله طالما عجبه
أمى بشخط:بت
جاء أبى ودخل فى الحوار :أمك قالتلك
أمى:ايوه قولتلها
ابى :طب انا خدت منه عنوانه وبياناته وقولتله هنسأل عليه ونبقى نرد
أمى:طب أقعدى معاه علشان يتعرف عليكى وتتعرفى عليه
:لاء مبقعدش مع حد لما تبقوا تسألوا عليه ابقى اقعد
أبى بصرامه:خلصينا تعالى شوفيه يمكن متعجبيهوش
(شوفتوا ابويا..يمكن معجبهوش..مش قولتلكوا أهلى تقريبا زى اهل منى)
لا يستطيع احد فى البيت ان يقول لأبى لاء او حتى تظهر على وجهه علامات الاعتراض
خرجت أمى ورحبت به للمره المليون ثم خرجت وراءها وجلست بجوارها
ولمحت نظرته المنكسرة وتعجبت ملامحه كانت مختلفه ويبدوا عليها العدوء على غير العاده
تكلمت امى كلام عادى به مزيد من الترحيب ورد هو بلباقه ..أهلا بيكى يا أمى
:أمى ..أمك منين يابنى طب قول طنط تبقى مبلوعه شويه
أمى وهى تشير الى وتعرفنى به (قال يعنى معرفوش)
سامح: ازيك يا آنسه......
:الحمد لله
أمى: تشرب شاى ولا قهوه
سامح :لالا متتعبيش نفسك يا أمى
أمى:لا والله تعبك راحه..ها شاى ولا قهوه
خرجت أمى لتفسح لنا الطريق للتعرف وعلى الارجح وكما تفعل دائما دخلت لتجلس مع ابى
همست له: انت حصل فى مخك حاجه ولا ايه
سامح :ليه
:أنت ازاى تيجى هنا وايه حكايه جاى تتقدملى دى ..قصدك ايه يعنى
سامح: هيكون قصدى ايه ...عايز أتجوزك طبعا
:ليه
سامح :هو ايه اللى ليه..انا جاى اتقدملك وزى ما قولت لوالدك داخل البيت من بابه
:انت بتستهبل ؟
سامح بهمس أكبر :لاء بحبك
:قولى هو بالنفر ولا ملاكى
سامح :هو ايه
:قلبك
سامح:انا عارف قصدك ايه ..انا مش هعرف افهمك دلوقتى ..على فكره معاكى حق
فى كل اللى بتقوليه عليا دلوقتى فى سرك..بس والله انا محبتش حتى احاول أكلمك قبل ما اجى البيت علشان اثبتلك انى جد معاكى وانى اتغيرت فعلا
وهنا دخل أبى :أهلا وسهلا يا أستاذ سامح
سامح:أهلا بيك يا عمى
أستأذنت وقمت وجدت أمى فى وشى :ها ايه رأيك زى القمر صح وشكله مؤدب وابن ناس
تنهدت وقلت :اه فعلا شكله مؤدب جدااااااااا
أمى بفرحه:يعنى موافقه
:بزمتك يا ماما ..انتى عاوزه تجوزينى اسرع ما بتسلقى البيض
أمى: اه ..عاوزه افرح بيكى قبل ما أموت وهو عيب يعنى يا بتاعة الحلال والحرام
:خلاص يا أمى خلاص سيبينى بس أفكر وبعدين انتوا مش لسه هتسألوا عليه
أستنى بقى يمكن يطلع سوابق ولا حاجه
أمى: نعم سوابق بقى ده شكل سوابق ده انتى اللى سوابق
:ايه يا ماما من اولها كده هتقفى فى صفه اومال لو وافقت واتجوزته هتعملى ايه هتتبنيه
وتطردينى بره البيت
أمى:والله يا بنتى نفسى اطردك بس على بيت عدلك
:ايه الامهات دى يا ناس ..اومال فين حنان الام اللى بيقولوا عليه
(الله يرحمك يا أمى ويدخلك فسيح جناته )
الروابط المفضلة