انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 8 من 10 الأولىالأولى ... 45678910 الأخيرالأخير
عرض النتائج 71 الى 80 من 94

الموضوع: فـــــــاتن .. من وجع الحياة (بقلمى / رشا محمود)

  1. #71
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الموقع
    مصــــــــــر
    الردود
    1,626
    الجنس
    أنثى
    تعقيب كتبت بواسطة انوار الليل عرض الرد
    ايوه كده رشروشه
    حلو جدا الجزء والاحلى انه قريب من الي سبقه
    كتير بنشتاق لفاتن وما بنحبها تغيب
    تسلم ايدك
    وفي انتظار ما تخبئ لها الايام
    دمتي بود
    شكرا لكلامك الجميل حبيبتى أنوار الليل
    تسلمى

  2. #72
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الموقع
    مصــــــــــر
    الردود
    1,626
    الجنس
    أنثى

    19


    استغرق الأمر بضع دقائق حتى تمكنت من استعمال قدمىّ للتحرك خلف خطوات رانيا إلى داخل المبنى الفاخر

    أعترف أن لدى رهاب كبير من الأماكن الفاخرة .. تلك التى تتألق بشدة وتكاد تشع بريقاً .. تلك التى تُشعرك باستمرار بكونك متواضعاً أكثر من اللازم مهما كان يبدو مظهرك .. جمال الأماكن وروعتها ستفوق كل محاولاتك ليبدو مظهرك لائقاٍ بها .. إنها تتحداك بالفعل .. ومن قال أننى على قدر هذا التحدى .. أنا أخشى تلك المقارنة المؤلمة .. ولا أريد أن أكون طرفاً فيها

    أنا أحب البساطة فى كل شىء .. تؤنسنى الأماكن التى لا تتكلف ولا تضع المكياج لتبدو متألقة .. أحبها طبيعية وتشبهنى .. تتسع لى وتبتسم فى وجهى .. تتربع فوق أريكة بسيطة وتدعونى للجلوس بجوارها .. تُشعرنى بالألفة وتجعلنى لا أريد الرحيل عنها .. تلك التى تشبه غرفتى الصغيرة .. مكتبى القديم .. وحضن أمى!

    أما تلك الفاخرة أراها بعين خيالى تشيح بوجهها عنى وترفع أنفها باستنكار لتلك التى تجرؤ على الوجود بها .. اتنفس هوائها المكيف وأخطو على أرضياتها اللامعة .. من تكون فاتن ابنة الحى الشعبى البسيط الطيب .. تلك التى كانت تظن أن (المول) التجارى الذى يقطن الطريق المؤدى لعملها هو أكثر الأماكن التى تبعث على الدهشة والإعجاب

    كل هذا لا يناسبنى .. لقد بدأت مأساتى بالفعل .. فلتعيننى يا الله

    كانت عيناى تتجول فى أطراف المكان برعب حاولت إخفاؤه ورانيا تثرثر جوارى عن المكاتب التى نمر بها تباعا وعن أقسام الشركة وموظفيها حتى توقفت أمام مكتب مغلق ومدت يدها لمقبض الباب وفتحته وهى تردد مبتسمة
    - مرحبا بكِ فى مكتبكِ آنسة فاتن
    انفتح الباب ليكشف ما خلفه ببطء .. كتمت شهقة انبهار كادت أن تفلت منى .. هذا المكتب الفخم لا يمكن أن يخصنى بأى حال .. استدرت نحو رانيا فى محاولة منى لاقناعها بكونى مجرد موظفة بسيطة وربما تكون أخطأت هى فى المكتب الخاص بى واختلط عليها الأمر .. وربما كانت تلك الكلمات ترتسم على وجهى بالفعل فقد قالت لى قبل أن أخبرها بما يدور فى عقلى
    - هذا هو مكتبكِ بالفعل آنسة فاتن .. فقد تمت ترقيتكِ عن وظيفتكِ التى عملتى بها فى القاهرة
    تمتمت بلا صوت تقريباً
    - لكن أنا لم .....
    - تفضلى آنسة فاتن .. مكتبكِ ينتظركِ
    دخلت بخطوات مرتجفة يخفيها فستانى الواسع جداً الذى ابتعته مؤخراً وتمنيت ألا أنكفىء على وجهى من شدة الارتباك كما هى عادتى .. كان المكتب رائع بالفعل .. لقد كان أكثر جمالا من مكتب مديرى .. بل لا يمكن مقارنته بمكتبه أبداً .. أنا لا أصدق .. ماذا فعلت أنا لأستحق كل هذا .. أنا مجرد موظفة عادية .. لا أملك من الكفاءة ما يؤهلنى لهذا المنصب الجديد الذى يربكنى مسماه الوظيفى .. أنا لا أفهم شيئاً .. أنا لا أفهــ......
    قطع صوت أفكارى فى رأسى تلك الصورة التى اصطدمت عيناى بها .. صورة كبيرة لامعة تكاد تشع نوراً من وجه صاحبها ومن ابتسامته التى تشبه شعاع الشمس .. تلك التى افتقدتها كثيراً جداً
    إنه الغريب
    ما الذى تفعله صورته هنا .. وهل تعلق الشركة صور مديريها فى مكاتب الموظفين .. ما هذا التقليد الغريب؟
    ووجدتنى أسأل رانيا بتلقائية
    - من هذا؟
    نظرت نحوى بدهشة للحظات قبل أن تقول
    - وهل عملتى طوال تلك الفترة فى القاهرة دون أن تعرفى صاحب الشركة
    - ولم يعنينى معرفة صاحب الشركة؟ .. أنا لم أره من قبل .. ثم أنا أسألك عن صاحب تلك الصورة
    - وأنا أحدثكِ عن الشخص نفسه .. هذا هو مدير شركتنا
    - ماذا؟
    - نعم لم أنتِ مندهشة؟
    - لا .. لكنى رأيته فى القاهرة .. وأظنه كان مديراً فى الشركة الأم وليس صاحب الشركة
    ابتسمت بفهم وقالت
    - هو رجل عملى ويهتم بتفاصيل عمله والتعرف إلى موظفيه فى فروع الشركة المنتشرة فى عدة دول .. وتقييم أداؤهم بنفسه .. لذلك هو شخص ناجح جداً والجميع يكن له كل احترام وتقدير

    كنت أسمع كلامها وعينى تعانق ملامحه بذهول وعقلى يجلس متربعاً وقد ربط رأسه بمنديل من شدة الإرهاق وفمى مفتوح ببلاهة ويكاد اللعاب يسيل منه .. أنا لم أعد أفهم شيئاً .. من هذا الرجل .. وما الذى يفعله بى؟ .. من أين أتى؟ .. من عالم الأحلام .. أم من السماء .. أم من باطن الأرض .. ما الذى يريده منى؟ .. ولماذا جاء بى إلى هنا؟

    - آنسة فاتن هل أنتِ بخير؟
    - ........
    - آنسة فاتن
    - .......
    أفقت على يد تهزنى برفق .. نفضت رأسى ونهرت عقلى ليعود للعمل صاغراً ومددت يدى لأغلق فمى ثم ابتسمت لها فى بلاهة وهززت رأسى بلا معنى فبادلتنى الابتسامة قبل أن تخرج من المكتب وتتركنى وحدى مع صورة الغريب الذى لم أعرف حتى اسمه

    هل سيسوء الأمر أكثر لو انفجرت فى البكاء الآن؟
    لا أظن أن هناك ما هو أسوأ
    لا أظن أبداً

    يُتبع
    إن شاء الله

  3. #73
    تاريخ التسجيل
    Apr 2015
    الموقع
    اعيش هناك
    الردود
    780
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    1

    .
    متشوقة للتكملة بحماااااس
    ♥♥♥♡♡♡

  4. #74
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الموقع
    مصــــــــــر
    الردود
    1,626
    الجنس
    أنثى
    تعقيب كتبت بواسطة ج ـسـوؤر الـفـن عرض الرد

    .
    متشوقة للتكملة بحماااااس
    ♥♥♥♡♡♡
    منورة حبيبتى وتسلمى يا رب

  5. #75
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الموقع
    مصــــــــــر
    الردود
    1,626
    الجنس
    أنثى

    20


    وحدى فى السكن الذى تم تخصيصه لى .. مازالت حالة الذهول ترافقنى .. ومازال عقلى مرهقاً بشدة من كثرة التفكير الذى لا يصل إلى نتيجة .. لابد أن أتوقف عن اعتصار عقلى المسكين حتى لا يُجن

    رتبت ملابسى فى الخزانة ومددت يدى فى جانب الحقيبة وأخرجت العلبة الصغيرة .. وضعتها على المائدة وجلست أمامها .. فتحتها فخرجت الدمية الجميلة لترقص وترقص .. تأملتها وشعرت بالشفقة عليها .. وحدها فى الظلام طول الوقت .. وحين تخرج تظل تدور وتدور دون توقف .. لا راحة أبداً فى كلا الحالتين .. لابد من حل لتلك المسكينة .. قلبت العلبة وبحثت عن ذلك الشىء الذى يجبرها على التحرك دون توقف حتى وجدته .. قمت بنزعه منها وأعدت العلبة كما كانت .. ظلت العلبة مفتوحة والدمية خارجها لكنها توقفت عن الحركة .. هى لم تعد محبوسة فى الظلام .. ولم تعد مضطرة للرقص لكل من يحررها من الصندوق .. هى الآن حرة .. لن أعيدها للداخل مرة أخرى .. أظنها سعيدة الآن

    الأسر شعور بشع .. أن تُرغم على ما لا تريد وما لا تحب .. ألا تملك إرادتك .. ألا يكون قراركِ نابعاً من داخلك
    هذا هو ذات شعورى الآن .. أشعر أننى أسيرة هذا المكان .. ولا يمكننى أن أهرب منه وأعود لموطنى كما أحلم الآن .. وذلك الغريب هو الذى وضعنى داخل الصندوق المظلم
    المخيف لسبب لا أعرفه

    ربما علىّ مواجهة الأمر .. أنا هنا وحدى .. لا أحد أختبىء خلفه .. لا أحد يُشعرنى بالأمان معه .. وهذا وضع لم أختبره من قبل .. لقد كانت أمى هناك طول الوقت .. والآن لا أحد معى .. شعور مخيف حقاً .. أنا أفتقد أمى بشدة .. وكأنى لم أرها منذ دهور

    أمسكت بهاتفى واتصلت بها .. دقات الهاتف الرتيبة تسابقها دقات قلبى حتى وصل صوتها الحبيب إلى مسامعى
    - فاتن حبيبتى كيف حالك؟
    - أنا بخير يا أمى .. ماذا عنكِ حبيبتى؟
    - ها .. أنا بخير يا فاتن .. وأتابع المسلسل الآن .. ويمكن أن أحكى لكِ ما فاتك
    ابتسمت بمرارة
    - نعم يا أمى يجب أن تخبرينى بكل شىء كما لو كنت معك
    - حسناً يا ابنتى أعدى كوب الشاى واجلسى على أكثر المقاعد راحة .. ستشعرين أنى جوارك
    - ليتكِ جوارى يا أمى أنا أحتاجكِ كثيراً
    - أنا بقربك يا ابنتى .. متى ما أردتِ حدثينى .. وقلبى هناك يرافقكِ منذ سفرك .. لا تخافى يا حبيبتى وكونى فاتن التى أفخر بها دوماً
    - حاضر يا أمى سأجعلكِ تفخرين بى
    - هل تناولتى طعامكِ؟
    تذكرت الآن فقط أننى لم أتناول شىء منذ وصولى إلى هنا
    - ليس بعد يا أمى
    شهقت وهى تقول
    - لا يا ابنتى لا تبدأى فى إهمال نفسك من الآن .. لابد أن تتناولى طعامكِ
    - حاضر يا أمى
    - هيا اذهبى الآن يا ابنتى واهتمى بنفسك
    - مع السلامة يا أمى
    - مع السلامة

    علق الهاتف فى يدى للحظات والدموع تنساب من عينى .. لا أعرف حقاً كيف سأعيش دون أمى .. قمت بآلية ودخلت المطبخ بحثت بين الأغراض عن الشاى والسكر .. وملأت الإبريق بالماء .. وأعددت كوب الشاى .. ثم خرجت وبحثت عن أكثر المقاعد راحة .. كانت هناك تلك الأريكة .. وجدتها مناسبة .. تربعت فوقها وأمسكت بجهاز التحكم .. كان التلفاز يعمل جيداً .. بحثت عن محطة بعينها حنى وجدتها .. كان المسلسل الذى تتابعه أمى يُعرض الأن .. تابعته فى لهفة وقد شعرت بألفة إلى حد ما .. ارتشفت الشاى وأنا أندمج تدريجياً مع الأحداث .. ووجدتنى أصرخ فجأة
    - أرأيتى يا أمى ذلك الرجل أليس هو الــــ ........

    قطعت كلماتى وأنا أتلفت حولى لأجدنى وحدى تماماً .. أمى ليست هنا .. تحسست مكانها الفارغ .. وأغمضت عينى بألم .. لابد أن أتعود على ذلك الوضع .. سيستغرق الأمر وقتاً أعرف ذلك .. أعرف ذلك

    كان هذا ما كان يدور بعقلى حتى وأنا استسلم للنوم بعد يوم مرهق وبدون طعام والغريب أننى لا أشعر بالجوع ..
    احتضنت ذلك الجلباب الذى سرقته من خزانة أمى قبل سفرى والذى تعلق به رائحتها الحبيبة .. ذلك الجلباب هو ما سيؤنسنى فى غربتى .. قبلته وأنا أردد
    - تصبحين على خير يا أمى

    يُتبع
    إن شاء الله

  6. #76
    تاريخ التسجيل
    Apr 2015
    الموقع
    اعيش هناك
    الردود
    780
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    1
    :*)
    .
    يااارب يصير لها شي جمييل
    لا اوصيك على فاتن ي رشو

  7. #77
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الموقع
    ||،،❤ سوريــَـة حرّة ،، مقيمة في فرنسآ ~
    الردود
    5,415
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    2
    التكريم
    • (القاب)
      • متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ
      • ريحانة العلم
      • زهرة المجالس الرمضانية
    (أوسمة)
    رائعة روايتك ؛ كالعادة .
    سلامُ على احساسك وقلمك الرقيق .

    .
    .

  8. #78
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الموقع
    مصــــــــــر
    الردود
    1,626
    الجنس
    أنثى
    تعقيب كتبت بواسطة ج ـسـوؤر الـفـن عرض الرد
    :*)
    .
    يااارب يصير لها شي جمييل
    لا اوصيك على فاتن ي رشو
    فاتن فى عنيا حبيبتى
    تسلم المتابعة الحلوة

  9. #79
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الموقع
    مصــــــــــر
    الردود
    1,626
    الجنس
    أنثى
    تعقيب كتبت بواسطة زهرة الشآم عرض الرد
    رائعة روايتك ؛ كالعادة .
    سلامُ على احساسك وقلمك الرقيق .

    .
    .
    شكرا لكِ غاليتى زهرة الشام
    تسعدنى متابعتكِ
    تحيتى

  10. #80
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    الموقع
    مصــــــــــر
    الردود
    1,626
    الجنس
    أنثى

    21

    بحران بلون لا يمكن وصفه يحدهما شاطئين من رمال سوداء عجيبة تسبقهما صحراء حنطية اللون تنتهى بشمس مشرقة تتلألأ أشعتها برفق فلا يصيبك حر ولا عطش .. شمس حانية يمكنك أن تنظر لها دون أن تؤذى عينيك .. يمكن أن تجلس جوارها لترقب البحرين والرمال السوداء والصحراء الحنطية فتشعر أنك مرتبط بشدة بذلك المكان الساحر ولا تريد الرحيل عنه أبداً .. أنت تريد البقاء هناك للأبد تتأمل تلك الطبيعة الساحرة وتسبح الخالق وحده .. سبحان الخالق العظيم

    أفقت من شرودى على دقات خفيفة على باب مكتبى .. أذنت للطارق بالدخول .. دخل أحد الموظفين وبيده ملف كبير علىّ الإطلاع عليه بشكل عاجل .. وضعه أمامى وخرج

    نظرت للصورة الكبيرة فى الإطار .. لو ظلت تلك الصورة هنا لن أتمكن من العمل مطلقاً .. إننى أشرد فى ملامحها كل عدة ثوان .. ماذا أفعل الآن؟

    حاولت التركيز فى العمل دون جدوى .. ترى لو طلبت رفع تلك الصورة من مكتبى فهل سيوافقون؟

    ترى لم توقف الغريب عن زيارتى فى الأحلام؟ .. هل اكتفى بصورته التى تسكن الإطار الذى يتوسط الحائط أمامى مباشرة .. ألم يعلم أن تلك الأحلام أهم بكثير من صورته الصامتة التى لا تنظر لى ولا تشعر بى ولا تعرف أننى أتأملها بألم فى كل لحظة .. إنه الشرود مرة أخرى .. سينتهى الأمر بطردى من العمل قريباً .. لابد لى من التركيز قليلاً .. فقط لو يرفعوا تلك الصورة من أمامى

    لا أدرى كم مر من الوقت وأنا أجبر عينى ألا تغادر صفحات الملف الكبير الذى أعمل عليه وأظننى نجحت فى ذلك واندمجت تماماً فى العمل ومنعت عقلى من الشرود فى الصورة وصاحبها حتى قاطعنى أخيراً صوت يقول

    - فاتن .. أمازلتى تعملين عزيزتى؟
    رفعت عينى لصاحبة الصوت وابتسمت لها
    - أهلاً يا مدام رضوى .. كيف حالك؟
    - أنا بخير حبيبتى .. هيا انهى ما تعملين عليه وتعالى معى
    - إلى أين؟
    - ألا تعلمين حقاً
    - ماذا هناك؟
    - هناك حفل ستقيمه الشركة غداً ويجب أن نستعد له من الآن
    - أى حفل؟
    - إنه حفل يُدعى إليه كل موظفى الشركة وهو إجراء ترفيهى تحرص عليه الشركة ولابد لنا من حضوره
    - لا يا مدام رضوى أرجوكِ أنا لا أرتاح لأجواء الحفلات هذه
    - لا تحاولى غاليتى ستذهبين للحفل وسترفهين عن نفسك .. انتِ ترهقين نفسك بالعمل ولابد لكِ من بعض التغيير
    - مدام رضوى أنا ....
    - أنتِ ستنهين عملك وسنذهب معاً للتسوق ولن أقبل نقاش فى هذا الأمر .. هيا سأنتظركِ

    خرجت وتركتنى أنظر للفراغ خلفها ببلاهة .. أى حفل هذا .. أنا أذهب إلى حفل .. هذا مستحيل .. لكنى أعرف مدام رضوى .. لن أتمكن من الهرب منها مادامت مصرة إلى هذا الحد .. الحق أننى أحب رفقتها إنها لطيفة جداً .. تشعر معها بالألفة سريعاً .. تحب الثرثرة كثيراً .. إنها من هؤلاء الذين نجحوا فى التصالح مع أنفسهم ومع الحياة .. تجعلك تشعر بالتفاؤل وأن هناك ما يستحق العيش لأجله .. والأهم أنها تذكرنى برائحة وطنى .. كما إنها ممتلئة القوام وليست كعارضات الأزياء اللاتى ينتشرن فى أرجاء الشركة ويصبننى بالإحباط .. باختصار إنها شخص ترتاح لصحبته
    لكن ماذا عن الحفل الذى تتحدث عنه .. تعلمون كم أكره تلك التجمعات الكبيرة حيث لا عمل للبشر هناك سوى التفحص فى بعضهم البعض .. ماذا أفعل الآن؟

    حاولت التسلل من مكتبى دون أن ترانى رضوى .. ونجحت فى ذلك حيث وصلت بسلام للبوابة الرئيسية وما أن اجتزتها خارجاً حتى وجدت رضوى تمسك بى وهى تضحك كالأطفال
    - لقد كنتى تنتظرينى إذن؟
    - نعم ولن أسمح لكِ بالهرب .. هيا بنا

    خطوت معها فى استسلام حتى ركبت سيارتها .. جلست جوارها فى صمت .. كانت تثرثر جوارى طوال الطريق عن المحال التجارية والماركات العالمية والموديلات الرائعة التى أعلم يقيناً أنها لن تناسينى بأى حال .. كنت أفكر فى الإحراج الذى سأصاب به أمام رضوى .. إن أسوأ لحظات حياتى هى الاضطرار للذهاب للتسوق .. أكره خجلى من نظرة البائعين وهم يسألوننى عن مقاسى .. أو يختصرون الأمر بقولهم أن مقاسى غير متوفر لديهم .. لاشىء أكثر وجعاً من شعورك بأنك مختلف عن الآخرين بشدة ولا تملك حرية اختيار ما ترتديه .. منذ سنوات لا أعرف عدها وأنا أرتدى الملابس الفضفاضة جداً ذات الألوان الداكنة جداً علها تخفى ما تخفى من جسدى وإن كنت أرى كل هذا دون جدوى .. يمكن لأى شخص أن يعرف من النظرة الأولى كونى ضخمة .. ضخمة جداً بالنسبة لفتاة

    قاطع أفكارى صوت رضوى وهى تهتف
    - هيا يا فاتن لقد وصلنا
    نظرت أمامى إلى ذلك المبنى الشاهق الفاخر المتألق بشدة دون فهم .. ماهذا المكان؟ .. هناك لافتة ضخمة أنيقة محفور بها كنه هذا المبنى .. إنه (مول تجارى) .. حقاً فما يكون ذاك الذى كنت أمر به فى مصر وكنت أخشى أن أقترب من واجهته ؟! .. يا إلهى ما خطب المبانى الفاخرة فى هذا البلد .. ألا تصيبهم التخمة من ذلك الترف البالغ .. هذا شىء غير محتمل .. لا يمكننى التسوق من هنا أبداً .. حاولت شرح هذا لرضوى لكنها لم تستمع لى وهى تدفعنى دفعا لأخرج من السيارة وتسوقنى أمامها نحو باب المول الذى انفتح ما أن اقتربت من بوابته الزجاجية اللامعة .. كان قلبى يدق بشدة وأنا أخطو داخل المكان الرائع حيث اجتمعت كل الأشياء البراقة داخله .. هذا المكان لا يناسبنى .. لابد لى من الهرب من هنا .. كان هذا ما أفكر به قبل أن تجذبنى رضوى إلى داخل أحد محال الملابس لتنهى كل أفكارى اليائسة حول الهروب


    يُتبع
    إن شاء الله

مواضيع مشابهه

  1. (الــــــــــــوشم) رواية بقلمى .. رشا محمود
    بواسطة رشا محمود في فيض القلم
    الردود: 125
    اخر موضوع: 05-02-2016, 12:47 AM
  2. ( مسابقة مفاتيح سعادتنا في الحياة )(حكاية صديقة)بقلمى/نسخ
    بواسطة -بلسم الجروح- في مواضيع روضة السعداء المتميزة
    الردود: 66
    اخر موضوع: 03-04-2011, 06:56 PM
  3. الردود: 21
    اخر موضوع: 20-07-2010, 11:03 PM
  4. الردود: 4
    اخر موضوع: 27-06-2010, 09:11 AM
  5. علمتني الحياة ( بقلمي ) ..
    بواسطة قـمر الشـــــام في الملتقى الحواري
    الردود: 16
    اخر موضوع: 29-07-2009, 05:28 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ