تابع قصة سيدنا إبراهيم
خليل الله أبو الأنبياء
قال تعالى :
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)37 إبراهيم
هذه كانت دعوة سيدنا إبراهيم عندما ترك هاجر وطفلها الصغير إسماعيل بين الجبال فى صحراء الجزيره العربيه
وكما علمنا أنفجر بئر زمزم تحت قدمى إسماعيل فزمته هاجر بيديها حتى لا يغرق المكان حولها فصار بئرا مازال مائه يجرى حتى يومنا هذا لسقاية الحجيج
وهو طعام طعم وشفاء سقم
وزمزم لما شرب له هكذا قال سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
هكذا أرتوت هاجر وطفلها من ماء زمزم وعاشت عليه مده طويله بدون طعام لان كما قال رسول الله أن ماء زمزم يغنى عن الطعام
ولكن إلى متى ؟
لننظر إلى تدابير رب العباد
كان فى اليمن قبائل تعيش بالقرب من سد أسمه سد (مأرب) جاء سيل شديد فأنهار هذا السد وبدأت هذه القبائل تهاجر بعيدا عن المكان خوفا من الغرق
وكان من ضمن هذه القبائل قبيله أسمها (جرهم)
بدأت تتحرك تجاه مكه عندما وجدوا الطير فى السماء تجاه هذه المنطقه فعرفوا أن فيها ماء
فقرروا التوجه إليها
وصلوا حتى بئر زمزم فوجدوا هاجر وابنها فطلبوا مها أن يشربوا من البئر فوافقت بشرط دفع الثمن فدفعوا لها
أقامت قبيلة جرهم مع هاجر وأبنها فى منطقه بئر زمزم
وكانت هذه القبيله تجيد اللغه العربيه فتربى إسماعيل وسطهم فنشئ فصيحا يجيد اللغه العربيه ومتقنا لها
وكبر إسماعيل وتزوج من آحدى فتيات جرهم
وبدأت القبائل تتوافد على مكه للتجاره و للشرب من البئر المعجزه
وهكذا أستجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء خليله إبراهيم
وجعل أفئدة الناس تهوى إليهم
ونحن علينا أن نتعلم أن ندعوا الله ونحن موقنين بالإجابه
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إذا دعا أحدكم فليعزم فى المسأله)
بمعنى أذا كان لكى حاجه عند الله فلا تقلى يارب لو شئت بل قلى يارب عزمت عليك وأقسمت عليك أن تعطينى كذا وكذا
مادام ما تطلبيه حلال
لقد ظل سيدنا إبراهيم يدعوا منذ غادر مكه حتى وصل فلسطين
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)37 إبراهيم
وقد أستجاب الله دعائه
وهذه فرصه لمعرفه أسباب أستجابة الدعاء
1
الخشوع أثناء الدعاء و الذل لله
2
أن يكون طعامك من حلال
3
أدعى وأنت موقنه بالاجابه
4
لا تتعجلى الإستجابه فقد يدخرها الله لك أو تكون فى الاستجابه ضرر لك
نعود لسيدنا إبراهيم فقد وصل إلى فلسطين وعاش مع ساره
حتى بلغت من العمر الثمانون عاما وكان إبراهيم قد أصبح شيخا كبيرا
وكان قرية سدوم التى يعيش فيها لوط أبن أخيه قرب (الاردن) قد شاع عنها أنها قريه فاسده تعمل الخبائث وتقطع الطريق
وذات يوم نزل إلى إبراهيم مجموعه من الضيوف فقام و أمر بأعداد الطعام لهم ولكنه وجدهم لايأكلون فخاف منهم
فقالوا له نحن رسل ربك قد جئنا لهلاك قرية
وكانت ساره واقفة بجواره فضحكت وكان الملائكه يحملون مفاجأه لها و لإبراهيم
وهو أنها حامل وسوف تنجب إسحاق ومن ينجب إسحاق يعقوب
وهذه الآيات توضح هذا الموقف
قال تعالى:
(وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ
فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ
وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ
قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ
قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)
69: 73
من سورة هود
وهذا يكون الله دائما مع الصابرين الذين لايقنتون من رحمة الله وعلى ربهم يتوكلون
اراد الله سبحانه أن يكأفى ساره على صبرها وشدة إيمانها فرزقها بالولد وهى فى الثمانين من عمرها هذه مشيئة الله
الذى يقول للشئ كن فيكون
يليت كل أخت حرمها الله من الانجاب أن تصبر وتحتسب و تتوكل وترضى وتدعوا بهذا الدعاء
دعاء سيدنا زكريا
قال تعالى: (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (الأنبياء:89-90)
وعندما ولد إسحاق ماذا حدث
أما قصة قوم لوط فسوف نعرفها عندما نأتى لقصة نبى الله لوط
هذا ما سنعرفه فى اللقاء القدم أن شاء الله
اللهم أجعله عملا خاصا لوجهك الكريم
الروابط المفضلة