انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 53 من 113 الأولىالأولى ... 34349505152535455565763103 ... الأخيرالأخير
عرض النتائج 521 الى 530 من 1125

الموضوع: <> (*( الخيمــــ الــرمضانيـــــة ــــــــة )*) <>

  1. #521
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    في بلاد الله
    الردود
    2,639
    الجنس
    أنثى
    تعقيب كتبت بواسطة bichebicha1
    [COLOR=DarkRed]

    رباط ألم تتعبي من تحضير الحريرة
    اهلين بيك يا بشبشة

    اه لو تعرفي انامو انشغلت بالحريرة
    وعلى فكرة انا باحضرها على يومين
    لاننا ثلاثة في البيت بس

  2. #522
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    في بلاد الله
    الردود
    2,639
    الجنس
    أنثى
    تعقيب كتبت بواسطة alezea

    مرحبا أختي رباط والله أنا مشتاقين لج كثير
    ولما تقدمية لنا من معلومات كثير قيمة ومفيدة
    بارك الله لنا فيكِ ... ومشكورة ياعمري على
    أنك عرفتينا على شجر الغرقد ...

    ...[/COLOR]
    وانا اشتقتلكن اكثييييييييييير
    وربنا العالم بمحبتي الكن جميعا


    والعفو اختي اليزا
    انا لما شفتها قلت لازم اوريها للاخوات ولكل واحد من الاعضاء او الزوار اللي دخلوا الخيمة
    عشان اذا عشنا في الوقت اللي راح يستخبوا اليهود وراها نعرفها وندور عليهم فيها
    ونخلص الدنيا من شرورهم وطغيانهم

  3. #523
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    في بلاد الله
    الردود
    2,639
    الجنس
    أنثى
    تعقيب كتبت بواسطة بغداااد
    [CENTER]وسعوا صدوركم

    غبي صادم 25 شخص الضابط يسأله انت ماتشوف عمى كيف تصدم 25 شخص جميع

    قال الغبي : ياخي بلاك والله ماتدري فصلت الفرامل معي وصار يميني شخص واحد

    ويساري قصر افراح عالم مجتمعه بالله لو انت مكاني وين بتلف ؟

    قال الضابط : اكيد بلف للشخص اللي لحاله لانه يروح واحد ولا يروح 25 واحد

    قال الغبي : هذا اللي انا سويته لكن هو انحاش ودخل بين هالعالم اللي بالزواج ولحقته خخخخخخخخخخخ
    حلوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووة

  4. #524
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    في بلاد الله
    الردود
    2,639
    الجنس
    أنثى
    تعقيب كتبت بواسطة العصاميه999
    فـــريق اليزا لاتــحسبــووون دايم سلامـــات
    مش كل مــرة تــسلم الجــرة


    حـــنا مستــعديــن لكــم ....الله آكبر...الله آكبر...الله آكــبر



    ليه عصومة
    انتي جاهزة على الاخر



    احسن لي اروح استخبة قبل ما تصير حرب ضارية

  5. #525
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    في بلاد الله
    الردود
    2,639
    الجنس
    أنثى
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


    اخواتي اشتقتلكن اكثير
    ازيكن منورين الخيمة
    صارت بتهز بمواضيعكن


    اختي لوز تبارك الله عليك
    مسابقة جميلة جدا



    والف الف الف مبروك للفريق الفائز
    وشدوا حيلكن يا الفريق الثاني وخلونا نشجع اكثر ونشوف اسئلة اكثر


    اختي ليندا 82
    ازيك وازاي رمضان معاكي وخاصة الصيام
    ان شاء الله تكوني تمام وبصحة وعافية

    انا بدي اسالك انتي بتعرفي مغربي

    اخواتي عصومة ونوران وفي وام ايمن وبغداد وبشبشة وماما حميدة
    تبارك الرحمان
    مواضيعكم رائعة ومفيدة جدا
    وربنا يجعلها في ميزانكن يا رب


    *نوران*عصومة*كابتشينو*ام بدر
    ايش هالحركات والرسوم
    يعني تمام
    صارت المواضيع ممتلئة بالمستملحات

  6. #526
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    في بلاد الله
    الردود
    2,639
    الجنس
    أنثى

    حوار مع رمضان

    السلام عليكم ـ أيها الناس ـ ورحمة الله وبركاته

    ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    أعود إليكم شهرا كاملا بعد غيابي .

    ـ ومن أنت أيها السيد الوقور ؟
    أنا ضيفكم الراحل ، وزائركم المؤقت ، وناصحكم الأمين ، أنا ركن من أركان الإسلام ، وقبس من نور الإيمان .

    ـ أهلاً وسهلاً بكَ ،، ما اسمك أيها الضيف الزائر ؟

    اسمي رمضان ، ابن الزمان ، وحفيد الأيام ، و أخو شعبان .

    ـ كم يبلغ عمرك ؟

    عمري يقرب من ألف وأربعمائة وخمس وعشرون عام 1425ـ .

    ـ من أين أتيت ؟

    أتيت من عند الرحمن ، الذي خلق الإنسان ، وعلمه البيان .

    ـ أين تسكن؟ يا حضرة الفاضل المحترم ؟

    اسكن في قلوب المؤمنين ، وفي ديار المتقين ، وبجوار المحسنين .

    ـ هل تعاني من أزمة السكن كما نعاني منها نحن هذه الأيام ؟

    نعم ، لقد مررت بكل بيت وحللت في كل منزل ، ودفعت أغلى الأثمان ، فكان أن طردني البخلاء الأشقياء ، وتجاهلني الأغنياء الأذلاء ، وعبس في وجهي التعساء الجهلاء ، ولكني لم أيئس ، فقد بحثت عمن يحبونني من المؤمنين المحسنين ، والأتقياء الصالحين ، فوجدتهم ينتظرون لقائي ، ويستعدون لاستقبالي .

    ـ وكم تقيم عندنا ؟

    أيام معدودات ،، تسع وعشرون أو ثلاثون .

    ـ ما هي مهنتك التي تمارسها في ديار الإسلام ؟

    مهنتي هي الزراعة والصناعة والطب والتعليم

    أما الزراعة : فإنني أغرس الإيمان في القلوب ، وأزرع المحبة في النفوس ، وابذر الأخلاق في الطباع ، واسقيها بماء الطهر والإخلاص ، وأغذيها بشهد الفضيلة والإحسان ، فتنبت كل معاني الخير والاطمئنان ، ونجني ثمار الفلاح والنجاح ، كما أنني أنزع شوك الحقد والغل والبغض من الصدور ، وأقلع جذور الفساد والغش والحسد من النفوس فتنتج المحبة والمودة والإخاء .

    ـ ما أجمل هذه الزراعة وما أبركها ،، وما هي صناعتك التي تمارسها ؟

    إنني أصنع الأجسام القوية ، والنفوس الأبية ، والأرواح الزكية ، وأصل ما تقطع بين الناس من أوصال ، وأجمع ما تفرق من أشتات ، وأصهر الجميع في بوتقة العدل والمساواة ، فأنتج الأبطال الأقوياء، والرجال الأشداء على الأعداء الرحماء فيما بينهم .


    ـ يا لها من صناعة تدفع الأمة إلى الجهاد الذي به تقود العالم إلى الخير وما هي تجارتك ؟

    تجارتي لن تبور ، فأنا أعطي الحسنات وأمحو السيئات ، فمن تعامل معي .. ربح الجنة وفاز بالحياة ، ومن تنكر لي وغش .. خسر البركة والخيرات .. وحبطت أعماله ، وكان من أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين.

    وما هو طبك ؟

    إنني أداوي الأجسام السقيمة ، والنفوس المريضة ، والعقول التائهة .. فأبعد عنها كل ضعف وشح وشرك ،، وأطهرها من أدران المادة ومن جراثيم الفساد والضلال .


    ـ وماذا عن أدويتك وعلاجك ؟

    أدويتي هي الصيام والقيام وذكر الديان والعمل على طاعة الرحمن .

    ـ وماذا تعلم الناس ؟

    أعلمهم أن يسلكوا طريق الرشاد ، وأعودهم الجود والإحسان والرحمة والتسامح والأمانة والوفاء والصدق والصبر والتعاون والإخلاص.


    ـ لقد عرفنا الكثير من مزاياك وازداد شوقنا إلى حديثك المفيد ، وكلامك الرشيد ، فهل لنا أن تزيدنا من علمك وتعرفنا على مزيد من فوائدك ؟

    نعم ، أنا شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ، أنا شهر التوبة والغفران ، أنا في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ،، من حرمها فقد حرم الخير كله ، ولا يحرم خيرها إلا محروم ،، أنا الذي رافقت آباءكم المسلمين في م**** بدر واليرموك وحطين .. فأعطيتهم القوة والعزيمة وعلمتهم الصبر والثبات فكان النصر حليفهم والخذلان حليف عدوهم .

    ـ الآن وقد عرفناك جيدا وتذكرنا فضلك منذ القديم ، أنت الذي تزورنا في كل عام وتأتينا بالخير والبركات من خزائن الأرض والسماوات فأهلا بك وبمع**** الخيرة ونفحاتك العطرة ،، ليتك تقيم عندنا الحياة كلها ،، تسكن في قلوبنا وتعيش مع أرواحنا ،، فيا أيها السيد الكريم هل لك من شيء تقوله أخيرا ؟

    نعم ، إنني أقول لمن صام رمضان إيمانا واحتسابا بارك الله صيامكم وغفر ما تقدم من ذنوبكم ،، ورزقكم من الطيبات لتزدادوا خيرا على خير وبركة على بركة ، أما أنتم أيها البخلاء الطامعون ، والأغنياء اللاهون ، والتجار المحتكرون ، والمفطرون العابثون ، فقد مررت بدياركم فوجدت أبوابكم مؤصدة وبيوتكم مقفلة وقلوبكم خاوية إلا من الطمع وحب المال والفساد والضلال ، فلا خير فيما تجمعون ،، ولابركة فيما تكدسون .
    ايها السيد الوقــــــــــور دعني ارحب بك أحر ترحيب فقد طال انتظارنا لوصولك وكنا نتشوق لهلولك وبزوغ قمرك

    وكنا نخاف ان تأتي ولا تجـــــــدنا مثل العديد من الاخوة والاخوات الذين زرتهم في المرة الاولى ولم تجـــدهم هذه المرة

    ولكن نحمـــد الله انه اكرمنا بلقائك ولم يحرمنا من مقابلتك... والله يعلم قدر الفرحة بوصولك فأن الذي ان اتيت اتيت محمل بالخيرات والبركات وتهللت نفوسنا بقدومك ، وان ادبرت حزنت قلوبنا على فرقاك وعلى ايام لقياك.

    الســــــيد المحـــــــــترم
    بارك الله في اعمالك فزراعتك خير زراعــــــــــة

    وصناعتك اقـــــــــوى صنـــــــــاعــــــــــة

    وتـــــجــــــارتـــك اربـــــــــــح تجـــــــــارة

    وطــــــــبــــك خــــــير طـــــــب يشـــــــــفي كل ســـــقم

    وتعليمك انفــــــــع تـــعلــــيم لمن يريد ان يتعلـــــــــم

    ونرجـــــــــوا من الله ان نضــــيّفـــــك خـــــــــير ضيـــافــــة

    وان يتقـــــــــبل ربنا خــــــــــير اعمـــــــالنا ويتجـــــــاوز عنا سيــــأت اعمـــالـــنا

    انه على كل شيء قـــــــــدير
    ...
    آخر مرة عدل بواسطة ام_منال : 15-10-2005 في 05:21 PM

  7. #527
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الموقع
    cairo
    الردود
    769
    الجنس
    أنثى
    جزاك الله خيرا اخت رباط
    على مواضيعك الجميلة

    احبك في الله

  8. #528
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    في بلاد الله
    الردود
    2,639
    الجنس
    أنثى

    حكاية الحاج رمضان

    هذه حكاية قراتها واعجبتني فقلت انقلها لكم
    عسى ان تعجبكن

    ها هي الساعة تناهز العاشرة ولا زال الحاجّ رمضان غارقاً في النوم، لقد أثار هذا الأمر قلق زوجته التي لم تعهد منه ذلك، إذ كان يستيقظ دوماً قبل الجميع، يصَلّي الفجر في المسجد ثم يعود إلى المنزل ليبدأ يومه بقراءة الصحف والمجلات...

    - لقد بدأتْ أقلق... سأدخل لأرى ما به، لعله مريض. هكذا حدثت الحاجة نفسها قبل أن تدخل الغرفة بخطى خفيفة، وما أن اقتربت من السرير حتى بادرها بالقول: لستُ نائماً... أنا مستيقظ منذ ساعات.

    - منذ ساعات؟! ولماذا لا زلت قابعاً في السرير؟

    - لا أشعر بالرغبة في الخروج... دعيني أرتاح قليلاً...

    اقتربت الحاجة من السرير ونظرت إليه قائلة:

    - ما بك يا حاجّ رمضان؟ ما هذا الحزن البادي على وجهك؟!

    ومسحت الزوجةُ بلطف على وجه زوجها، وعندما وجدته مبللاً بالدموع... شهقت وقالت: أنت تبكي يا حاجّ؟!... تبكي في ذكرى مولدك؟!...

    - ذكرى مولدي؟!... وأيُّ ذكرى أُحييها وأنا وحيد وبعيد عن قُرَّتَيْ عيني؟! عن ولداي؟

    - معك حق... معك حق... ولكنك إنسان مؤمن... ما عهدتُ فيك إلا الصبر والثبات... لا تخف على أبنائك... لقد تربّيا في مدرستك... وإن شاء الله سيكونان بقُربك في العام المقبل.

    - حسبُنا الله ونِعم الوكيل... ليتَ ما تقولينه يا حاجّة يتحقق... لأنني أخشى أن يهزمَني الموت قبل أن أرى واحداً منهما... وكيف أراهما وقد شُتِّتا في أرض الله الواسعة؟ لقد فقدتهما جميعاً... فقدتهما.

    - لا تقنط يا حاجّ رمضان، سيعودان بإذن الله... بما أنك ربيتهما على الإيمان والطاعة، فإنهما مهما عاندتْهما الأيام وقست عليهما، فستبقى تعليماتك حِصْناً يحميهما من الوقوع في الخطأ والزَّلل.

    هزَّ الحاجّ رمضان رأسه وقد ارتسمت على وجهه بسمة تحمل كل معاني الشك والقلق، وقال لزوجته:

    - إن جزءاً مما قلتِه صحيح، فأحمد الذي غيَّبته سجون الاحتلال، لا يمكن أن ينساني، وسيبقى يتذكرني مهما بلغت قسوة التعذيب التي يعاني منها هناك... أعرف هذا، فهو لم يُسجن إلا بسبب إيمانه... لذلك لا أخاف عليه... وهو، إن شاء الله - تعالى -، عائدٌ إليّ مهما طال الزمن... وسأنتظره، أما ربيع الذي هاجر إلى بلاد الغرب، فهذا هو الطفل المدلَّل الذي أخشى عليه من الفتنة... وهو الذي أدعو الله - عز وجل - أن يحميه ويهديه إلى الحق والصواب... فلقد أخبرني أحد الثقاة الذي التقى به في بلاد المهجر أنني إذا رأيته فلن أعرفه...

    - لماذا لم تخبرني بذلك؟ أنت تعرف هذا الأمر عن ربيع ولم تخبرني؟ لماذا يا حاجّ؟ لماذا؟

    - لماذا؟ لأنني لا أريد أن أبدّل الصورة التي رسمتها لابنك، فكيف أخبرك أنه يعيش هناك عيشة الغربيين المادية، وهو لا يصلي ولا يصوم ولا يزكّي ولا يهتم لأمر أحد؟... لقد تبدّلت مبادؤه وأهدافه...

    لا عليكَ يا حاجّ... لا عليك... أنا لستُ قلقة عليه... هيّا قُم من السرير... ستأتي البنات مع أزواجهن وأبنائهن بعد قليل...

    بناتي؟ هنَّ أيضاً أصبحوا غرباء عني... أرأيت كيف أصبحوا يفكرون ويتصرفون؟ لقد باتت المادة هي هدفهنّ الأول والأخير... نسَوا كل معاني التضحية والحب والعطاء والإحساس بآلام الآخرين التي ربيتُهن عليها... نسَوْها كلّها وربَوا أبناءهن تربية متناقضة تماماً... زرعوا في نفوسهم الأنانية وحبَّ الذات والانجراف وراء الشهوات... لذا فإنهم نادراًَ ما يأتون لزيارتنا... سترَيْن حتى ولو أتَوْا اليوم، فإنهم لم يأتوا بملء إرادتهم... بل جاءوا مكرَهين... راقبيهم عندما يأتون كيف ينظرون إلى الساعة بشكل متواصل، ينتظرون وقت الرحيل بفارغ الصبر،... حتى يذهبوا إلى المطعم الذي يتواعدون فيه مع أصحابهم، أو تجدينهم ما أن يجلسوا حتى يديروا مِفتاح التلفاز ليتابعوا ذلك المسلسل التلفزيوني الذي فاتهم بالأمس...

    بناتي... تقولين بناتي... وأين هم؟... لقد نسوا حتى أخاهم السجين... بل وربما يضعون اللوم عليه... فهنّ يعتبِرنَه إرهابيّ لطّخ سمعة العائلة... لم يفكر فيهنّ ولا في أبنائهنّ...

    تقولين بناتي... لا أريد أن أرى أحداً منهنّ... دعيني لحزني يا حاجّة... واذهبي أنت لاستقبالهنّ... لا تخافي لن يبقَيْن طويلاً فسيذهبن إلى المطبخ يقضين فيه بقية اليوم...

    ***

    عندما عاد الحاجّ رمضان إلى وَحدته في الغرفة... بدأ يستعيد ذكرياته الماضية... فيتذكر كيف كانت عائلته منذ سنين غابرة... يذكر كيف كانت أجواء التعاون والمحبة هي السائدة دوماً... كان أولاده، ذكوراً وإناثاً، متماسكين كالبُنيان المرصوص... وكان بالنسبة لهم حِصنٌ حصين يلجأون إليه كلما ألمّ بهم أمر... وكان في المقابل لا يترك فرصة إلا ويستغلها حتى يِعِظهم ويُرشدهم إلى ما فيه صَلاحهم في الدنيا والآخرة... هو يتذكر تماماً أنهم كانوا لا يخرجون من عنده إلا وقد جدّدوا إيمانهم بالله - عز وجل -... وعادوا إلى أعمالهم اليومية، محمَّلين بالذخيرة التي تُعينهم عاماً كاملاً... أمااليوم فقد تبدّل حالُهم، وما عادوا يعرفون من إسلامهم إلا الاسم... وبعض المبادئ.

    - حاجّ رمضان... حاجّ رمضان... قم استيقظ... انظر مَن هنا... لن تصدق...

    دعكِ عني، فإن حيلتك لن تنفع معي... دعيني، فإنني لا أبالي بشخصية الزائر... قلتُ لكِ لا أريد أن أرى أحداً...

    - حتى ولو كان ولدكَ ربيع؟!

    - ربيع ابني؟! اذهبي عني يا امرأة... لقد مضى على هجرته خمسة عشر عاماً... لا تعبثي بمشاعري.

    - ومنذ متى أَعبَث بمشاعركَ يا حاجّ... أنا أقول الحقيقة، التفِتْ وراءك...

    - التفت الحاجّ رمضان، ليرى شاباً طويل القامة... كثيف اللحية، يرتدي ثوباً أبيض اللون... وجده واقفاً فوق سريره وقد علت وجهه ابتسامة عريضة.

    - ابتعد عني... أنا لا أعرفك... الآن تذكرتَ أن لك أُم وأب؟!... ارحل من هنا... عُدْ من حيث أتيت.

    - أنا لم أنسَك يوماً يا أبي... سامحني... سامحني... وانكبَّ ربيع على يدي والده يقبِّلهما ويطلب منه السماح...

    - انهض يا بُني... انهض... فأنا لا أعرف إلا التسامح والمحبة... انهض وساعدني كي أنزل عن السرير.

    - الآن تريد أن تخرج؟... قالت أم أحمد وصوتها يختنق داخل حنجُرَتِها...

    - إيه يا أبي، لا زلتَ تجلس على الكنبة نفسها.

    - طبعاً يا بني... أنت تعلم أنني لا أغيِّر قناعاتي... وما دمتُ مرتاحاً فيما أفعل فلن أبدِّلها ولن أسمح لأحد أن يبدِّلها لي...

    - أبي لا تنظر إليّ هذه النظرة... يكفيني ما أنا فيه.

    - ما أنت فيه... أنت السبب في إيجاده... ولكن دعني أرى... مَن ينظر إليك يشكّ في أنك ربيع نفسه الذي سافر ولم يعد...

    - معك حق في كل ما تقوله... وأنا كنت أنتظر أن يكون لقاءنا أقسى من ذلك... ولكن يقيني أنك تحبني كما تحب سائر أبنائك... هو الذي شجعني على المغامرة والمجيء إليك.

    - هات أخبرني.. كيف تمَّ هذا التحوُّل؟

    - عندما هاجرت من هنا... كنتَ تعلم كيف كان تفكيري... كان كل همّي الهرب... كنت أريد أن أطوي صفحة اعتقدتها خطأ صفحة ذلّ ومهانة... أنت تعلم كيف كنت ضد الطريق الذي سلكه أخي أحمد... وكنت دوماً أحذِّره من عواقب السير في هذا الطريق الشائك... واعتقدت كما يعتقد الكثيرون أنه بسبب انضمامه للمقاومة جلب لنا العار والذل، بل ولطّخ سمعة المسلمين كلّهم... لذلك قمت منذ وصولي إلى تلك البلاد بتبديل اسمي واخترت اسماً أجنبياً...

    عشتُ في الفترة الأولى منبهراً بتلك الحضارة الغربية التي تحترم الإنسان وتؤمِّن له كل سبُل الراحة والاطمئنان... كنتُ أعمل ليل نهار من أجل أن أُثبت لك أنني أفضل من غيري... أفضل من أخي أحمد...

    بعد مُضي عشر سنوات فكرتُ بالزواج والاستقرار... بحثت عن زوجة بين معارفي... كنت أريدها مميزة... كي أُشعرك بأنني وإن هاجرتُ إلى بلاد الكفر إلا أنني أستطيع أن أكون ملتزماً دون أن أضطر إلى اختيار الطريق الآخر لأثبت لك ذلك... بحثت طويلاً ولكنني لم أعثر على زوجة مسلمة... لقد بلغ بي اليأس حدّاً جعلني أتناسى ذلك العهد الذي كنتُ قد قطعته على نفسي... كان الوقت يُداهمني وكان من الضروري أن أتزوج، وإلا أُطرَد خارج البلاد... وطال بحثي إلى أن تزوجتُ بامرأة من هناك...

    تزوجتَ امرأة غير مسلمة؟!... سامحك الله يا بُنَي... قالتها الأم وهي تضرب كفاً بكَف...

    - صبراً يا أمي... دعيني أُنهي كلامي...

    - عندما دخلتْ زوجتي إلى البيت... كان أفضل ركن لديها هو ركن المكتبة، حيث كانت ملأى بالكتب الدينية المترجَمة... كنتُ حريصاً على شراء هذه الكتب وإن كنتُ لا أقرؤها... إلا أنني كنت أريد أن أثبت لك بأنني لا أضيع وقتي... وأنني هنا في المهجر أدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة...

    هكذا تدرك أنك لم تغب يوماً عن بالي...

    - أكمِل يا بُني... أكمل... قالتها الأم بشوق... بينما بقي الحاج رمضان ينظر إليه بصمت.

    - استمرت زوجتي في الإطلاع على تلك الكتب... وكانت في الوقت ذاته تسألني عنكم وعن سائر أفراد العائلة... أخبرتها أدقّ التفاصيل عنكم... كنت أسعدُ وأنا أتكلم لأن ذلك كان يُنعش ذاكرتي التي ملأها الصدأ... أخبرتها عن كل الأشخاص ما عدا شخصاً واحداً كتمتُ خبره عنها... إنه أخي أحمد... فلقد خِفتُ عليها في حال علمت بوجوده أن يتغير تصورها للإسلام الذي بدأ يتكوَّن عندها
    ...

  9. #529
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    في بلاد الله
    الردود
    2,639
    الجنس
    أنثى

    تابع حكاية الحاج رمضان

    - سامحك الله يا بنَيّ... سامحك الله يا بنَيّ...

    - أرجوك يا أبي اسمعني حتى أَنتهي مما لديّ... ذات يوم، وبينما كانت زوجتي تُعيد ترتيب الكتب على رفوف المكتبة، وقعت بين يديها صورة لأخي أحمد، والتي كنت قد خبّأتها في أحد الكتب حتى لا يراها أحد... استغربت وسألتني عن الشخص الموجود في الصورة... ولما ألحّت عليّ وعجزت عن التهرُّب من الجواب... أخبرتها كل شيء عنه وعن ظروف أَسْره... وأخبرتُها أيضاً أنني لم أكن راضياً عن تصرفه، وأنَّ سفري إلى هذه البلاد جاء بعد سجنه مباشرة... ومنذ ذلك الوقت انقطعت صِلتي به وبعائلتي...

    ماذا تظنون أن زوجتي فعلت؟

    - لا ندري يا بنَيّ... هل طلبت الطلاق؟ قالتها الأم والدهشة بادية على وجهها...

    - لا يا أمي... لقد جعلت زوجتي من أخي قضيتها هي... كان لديها كثير من المعارف السياسيين... ومن الصليب الأحمر... وحتى من بعض اليهود ذوي المكانة المرفوعة في البلد... كانت تقوم بالتحريات بشكل سرّي ودون أن تخبرني بشيء... حتى جاء ذلك يوم الذي أبلغتني فيه أنها مسافرة... لم أسألها عن سبب السفر لأن وظيفتها كانت تحتِّم عليها ذلك من وقت إلى آخر... المفاجأة الكبرى جاءت بعد أسبوعين من سفرها... حيث قامت زوجتي بزيارتي في مركز عملي... ويا لها من زيارة... ويا لها من مفاجأة... شعر ربيع بغصة شديدة... انقطع كلامه... وخبّأ وجهه بين يديه...

    - ربيع... ما بك بُنَيّ؟... قومي يا امرأة أَحضري له كوبَ ماء.

    - اجلسي يا أمي، أرجوكِ... لا أريد شيئاً... لقد رأيت زوجتي واقفة أمامي باللباس الشرعي الإسلامي... أتصدِّق يا أبي؟... أخبرتْني أنها ذهبت للقاء أخي في السجن، رأته صَلْباً متماسكاً... سألها عني... وعندما علم بما حصل لي... أسِف شديد الأسف... كانت تزوره كلّ يوم تقريباً... وكان عِوضاً أن يحدثها عن نفسه وعن معاناته... كان يحدِّثها عن الإسلام ويدعوها إليه... وبقي كذلك طوال خمسة عشر يوماً إلى أن أقنعها... ونطقت بالشهادتين أمامه، وعندما زارته مودِّعة كانت بلباسها الشرعي الإسلامي... سُرَّ سروراً كبيراً وكان من شدة سروره أن بكى فرَحاً وسجد شكراً لله.

    - غلبك أخوك يا بُني... غلبك... قالها الأب والسرور بادٍ على وجهه... هذا هو ابني الذي ربَّيته.

    - لا تقاطعه... يا حاجّ... أكمل... أكمل...

    - هذا كل شيء... ودّعت زوجتي أخي بعد أن سلّمها رسالة لي يذكِّرني فيها بذكرى مولدك... لذا أنا هنا... لقد كان لأخي فضلاً كبيراً في توبتي... حتى وهو في السجن... وعندما عادت زوجتي... تركت عملها وقضت وقتها كله تصلي وتقرأ القرآن بالإنجليزية... تشارك في أعمال خيرية... حتى أنها دخلت إلى معهد لتتعلم اللغة العربية... وذات يوم نادتني وأخبرتني عن رغبتها في تغيير اسم ابننا الوحيد... أتعلمون أي اسم اخترنا له؟

    - أنا أعلم... قالت الأم وقد تحشرج صوتها: سميتموه أحمد.

    - لا يا أمي... سميناه رمضان، حسب رغبة أخي أحمد... ومنذ ذلك الوقت... قمتُ بتصفية كل

  10. #530
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    في بلاد الله
    الردود
    2,639
    الجنس
    أنثى
    تعقيب كتبت بواسطة jiji2005
    جزاك الله خيرا اخت رباط
    على مواضيعك الجميلة

    احبك في الله
    وانا كمان يا جي جي بحبك في الله

    والحمد لله

مواضيع مشابهه

  1. فـــــــــ،،ـــــــرصـــــــ،،ــــــــة
    بواسطة الله معي في همسات بنات
    الردود: 9
    اخر موضوع: 03-09-2010, 07:09 PM
  2. قمـــــــــــــ الظلم ــــــــة.........
    بواسطة دمعة الذكرى في فيض القلم
    الردود: 15
    اخر موضوع: 18-08-2005, 02:08 AM
  3. قمـــــــــــــ الظلم ــــــــة.........
    بواسطة دمعة الذكرى في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 10
    اخر موضوع: 16-08-2005, 02:39 PM
  4. قلــــــــــ ،، الام ،، ــــــــب
    بواسطة نبضة قلب في فيض القلم
    الردود: 2
    اخر موضوع: 02-12-2001, 04:20 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ