انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 5 من 18 الأولىالأولى 12345678915 ... الأخيرالأخير
عرض النتائج 41 الى 50 من 180

الموضوع: موسوعة ... كان يا ماكان ... قصص الأطفال المقروءه .... تجميع من كل مكان

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الموقع
    أحلى مكان
    الردود
    1,753
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    (أوسمة)
    عدل الله




    في يوم من الأيام جاءت امرأة إلى رجل مشهور بالحكمة والرأي السديد,
    وقالـت له: أريد أن أسألك سؤالاً.. فقال لها الحكيم: تفضلي ...,
    فقالت له المرأة: أليس الله عادلاً في كل الأمور,
    فأجابها الحكيم: هذا الأمر لا يختلف عليه اثنين, لأن العــدل من أسمائـه الحسنى..
    ولكن لماذا تسألـين هذا السؤال؟؟


  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الموقع
    أحلى مكان
    الردود
    1,753
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    (أوسمة)
    ورقة التوت




    ذات يوم جاء بعض الناس إلى الإمام الشافعي،
    وطلبوا منه أن يذكر لهم دليلاًعلى وجود الله عز وجل.
    ففكر لحظة، ثم قال لهم: الدليل هو ورقة التوت.


  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الموقع
    أحلى مكان
    الردود
    1,753
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    (أوسمة)
    فرفور و النظافة




    الفأر فرفور يعيش في حفرة مع ثلاثة فئران ، كانت الفئران الثلاثة تحافظ على النظافة دوما ، يضعون أغراضهم في مكانها الصحيح و أطباقهم في مكانها الصحيح لتغسل ، إلا فرفور لم يفعل . كان يحب الفوضى ، يترك ملابسه القذرة على الأرض ، و بعض الأحيان يسقط أحد من رفاقه على الأرض بسبب أغراضه المبعثرة في كل مكان . لا يرفع طبقه عن الطاولة بعد الأكل بل يتركه لغيره حتى ينظف ، قالوا له مرارا : أنت فوضوي ، لا نريدك أن تعيش معنا ما دمت هكذا ، اذهب و ابحث عن مكان آخر .

    فرفور جمع أغراضه و ذهب حزينا . لم يكن يدرك أنه فوضوي بهذا القدر . بينما كان يبحث عن مكان يسكنه ، وجد تفاحة ناضجة على العشب : " تبدو لذيذة " قال فرفور بينما بدأ يقشرها بأسنانه قائلا : " لا أحب القشر " . ثم بصقها على العشب . أكل التفاحة حتى لم يبق منها إلا منتصفها . قال : " لا أزال جائعا ، و لكني لا أحب بذور التفاح " و كلما وصل إلى بذرة تفاح بصقها على الأرض . فامتلأت تلك البقعة بالكثير من البذور السوداء .

    بعد أن انتهى فرفور من أكل التفاحة ، تمدد على العشب بمعدة ممتلئة . فمرت من قربه فرفورة الفأرة و سألته : " ماذا تفعل هنا يا فرفور ؟ لماذا أنت خارج منزلك ؟ " قال : " لا يريدونني هناك ، قالوا إني فوضوي ، هل تظنين ذلك حقا ؟ "

    نظرت فرفورة إلى كمية البذور الملقاة على العشب و قالت : " نعم أظن ذلك ، لا أظن أني أريدك أن تسكن معي أيضا " ، ثم ذهبت .

    بعد دقائق مر من قربه فأر آخر و سأله عما يفعله فأجابه فرفور كما أجاب فرفورة سابقا و سأله إن كان هذا صحيحا .

    أجابه الفأر بأن هذا صحيحا و أنه لا يريده في بيته أيضا بعد أن رأى كمية البذور الملقاة على الأرض .

    نظر فرفور إلى البذور و القشور ثم قال في نفسه : " ربما أنا فعلا فوضوي ، ربما يجب أن أقلد الآخرين و أصبح مرتبا و نظفا " جمع البذور و دفنها تحت الأرض . ثم جمع قشور التفاح و رماها تحت شجيرات . أخذ ما تبقى من التفاحة ووضعها قرب القرع في حديقة للخضار . و عندما انتهى من التنظيف ، استلقى على العشب مرة أخرى . كانت معدته لا تزال مليئة . جاءت الفأرة ميمي و سألته عما يفعله وسط العشب . فقال لها : " معدتي مليئة من التفاح ، و تعبت بعد أن نظف الفوضى عندما أكلت . أنا أحب التريب "

    نظرت ميمي و لم تر أي بذور أو قشور أو أي مخالفات للتفاحة ، فقالت : " فرفور ، لم لا تأتي و تسكن معي و مع الأخرين في بيتنا ؟ نحب دوما الفئران المرتبة ، أم تريد أن تذهب إلى منزلك " ؟
    جلس فرفور سعيدا و قال : " أحب أن آتي إلى منزلكم و أعد أن أنظف دوما بعد أن آكل " . ثم ذهب مع ميمي . منذ ذاك الحين لم يقم فرفور بعمل أي فوضى و تعلم أنه من الأفضل دوما أن يكون مرتبا و نظيفا بدلا من أن يكون فوضويا وة مهملا .

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الموقع
    أحلى مكان
    الردود
    1,753
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    (أوسمة)
    القمح المشتعل




    بدأت اصنع الكعك والمعمول استعدادا للعيد .. ووضعت السميد في وعاء كبير ، وادرت السمن المحمى... وتجمع اطفالي من حولي فرحين ... هذا يشارك بوضع السمن، وذلك ينزع النوى من التمر ، وذاك ينقي الجوز و الفستق .. وعندما سالتني ابنتي مما يصنع السميد يا امي ؟ ؛ اجبتها دون تفكير من القمح .. يا للقمح ما اقسى ذكراه هذا العام..

    تراءت امام ناظري حقول القمح وسنابله الصفراء تتمايل وتلمع كالذهب في اراضي جنوب لبنان . وتراءى امام ناظري (محمد الشريف) وقد خرج مع اهله يبذر القمح في الارض بعد ان حرثها مرتين ، بالجرار مرة وبالبغال مرة اخرى ... وتخيلت ام محمد واهل القرية ينتظرون الشتاء ليروي البذار ، ولينبتها اعوادا خضراء ، ثم تمتلئ بالحب المبارك ثم ينتظرون الصيف لتنضج وتلمع كالذهب الاصفر...

    ولكن الزرع هذا العام كان كما قال تعالى في كتابة الكريم (( كزرع اخرج شطئه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه ، يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار))


  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الموقع
    أحلى مكان
    الردود
    1,753
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    (أوسمة)
    الملك والبخيل




    في زمن قديم، عاش رجل بخيل، ومن فرط بخله، كان دائم التفكير في وسيلة يحصل بها على المال، أو وسيلة تبعد عنه أي أحد يطلب منه ولو قليلاً من المال....

    ولشدة بخله، طاف القرى قرية قرية، حتى وجد قرية كل سكانها كرماء، فحل بينهم، متظاهراً بأنه فقير شديد الفقر، فكان محط شفقتهم وعطفهم، وصاروا يعطونه دائماً ويتصدقون عليه، حتى إنه كان يأكل ويشرب ويحصل على ملابسه منهم.

    وذات صباح رأى الناس شيئاً غريباً، فقد أغلق الرجل باب بيته المطل على سكان القرية، وفتح في بيته باباً يجعل وجهه إلى الأرض الخالية، ومع هذا فإن الناس استمروا يقدمون له ما كانوا يقدمونه.. وحين عرفوا حكايته انفجروا من الضحك، فقد حصل على عنز تعطي حليباً كثيراً، فخاف أن يسأله أحد شيئاً من حليب عنزته، فابتعد بباب بيته عنهم.

    وعلى الرغم من أن بعض الناس تناقلوا بينهم، أنه غني شديد الغنى، حفر كل أرض كوخه وأودع دنانيره الفضية والذهبية هناك، غير أن الناس كانوا يبتسمون مشفقين، واستمروا يعطونه وهم يرثون لحاله.

    وفي أحد الأيام كان أحد الفرسان تائهاً، جائعاً جداً وعطشاً، فلما أقبل على تلك القرية، كان متلهفاً للوصول إليها، وقد أسرع إلى أقرب بيت كان بابه إلى البرية، وعندما وصل إليه، أراد أن يترجل ليطلب حاجته من صاحبه، الذي كان الرجل البخيل نفسه، رآه البخيل فأسرع إليه يصيح به:

    -لا تترجل يا رجل.. فليس في بيتي شيء أعطيه لك. لا طعام ولا شراب ولا حتى أعواد القش.

    صُدم الفارس، وبان الألم والتعب الشديد في وجهه، ولأنه يكاد يهلك، فإنه لم يفتح فمه ولم يكلمه، بل لوى عنق فرسه ودخل القرية.. ووقف أمام أحد البيوت، وفوجئ تماماً بما حصل....

    فقد خرج صاحب البيت وأهله يرحبون بالفارس أيما ترحيب، وأسرعوا ليساعدوه على النزول عن فرسه، وربطوا فرسه، وجلبوا له الماء الذي شرب منه فرسه، والماء الذي غسل به وجهه ويديه، وقدموا له الطعام والشراب، وتركوه يستريح وينام من دون أن يسألوه سؤالاً واحداً.
    وحين استيقظ مستريحاً، شبعان مرتوياً، سألهم عن جهة المدينة الكبيرة، فأرشدوه، ومن لحظته ركب فرسه وانطلق، وهو متعجب كثيراً.. إنهم حتى اللحظة لم يسألوه من هو؟ ولماذا كان على تلك الحال؟ وكيف وصل؟

    بعد أيام دهشت القرية بكاملها، وخرجوا جميعاً ينظرون إلى ذلك الفارس الذي حضرت معه كوكبة من الفرسان كأنه جيش، وهم يسوقون معهم الخيل والحمير المحملة بخيرات كثيرة، وتوقفوا جميعاً عند باب.. أسرع صاحبه من بين الجميع يستقبله، فقد عرف من ذلك الفارس الذي جاء بيتهم متعباً جائعاً عطشاً.. إنه الملك.

    صاحب البيت عمل وليمة كبيرة دعا إليها جميع أهل القرية. وبعد أن شكر صاحب البيت الملك، أقبل الملك عليه وهو يشكره ويعترف بفضله، وحين علم أن جميع أهل القرية مثله، أقبل عليهم واحداً واحداً.. وهو يقول:

    الحمد لله أن في مملكتي أناساً مثلكم ومثل كرمكم..

    وفي هذه اللحظة ... و بعد أن أكل الناس، وامتلأوا فرحاً وسروراً، سمع الملك والجميع أصوات بكاء وضرب، وسرعان ما عرفوا به بكاء الرجل البخيل، فأرسل الملك يطلبه إليه، وسريعاً عرفه...وسأله:ما بك يا رجل؟

    ولم يتكلم... إلا أن امرأة تقربت من الملك وأجابته وهي ضاحكة:يقول: إن هذه الهدايا كلها أمواله.. إنها ملكه هو، تنهبها الناس.

    - وسأله الملك: كيف تكون كل هذه الهدايا التي جلبتها أنا معي ملكاً لك؟

    - فأجاب من بين دموعه: إنها أموالي، ضيعتها أنا بيدي، لقلة معرفتي وحيلتي..

    - وسأله: - كيف يا رجل؟

    - فأجابه البخيل: ألم تقصد بيتي أولاً؟.. ألم تحاول أن تنزل ضيفاً عندي؟.. لكني.. آه يا ويلتي..يا ويلتي

    - فضحك الملك حتى شبع ضحكاً، وضحك الذين معه وأهل القرية كلهم... ومن بين ضحكه الكثير سألهم الملك: عجيب!.. كيف يعيش مثل هذا البخيل في قريتكم..؟

    - فرد البخيل: - أحسن عيشة يا سيدي.. فهم يعطون ولا يسألون أو يأخذون..

    وانفجر الجميع بالضحك من جديد... وانفجر البخيل بالبكاء، لكن صوت بكائه ضاع وسط ضحكهم الكثير...

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الموقع
    أحلى مكان
    الردود
    1,753
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    (أوسمة)
    ~ الثعلب المراوغ ~




    جاع الثعلب يوماً جوعاً شديداً حتى أشرف على الموت، فراح يفتش عن طعام يأكله، أو لقمة يسد بها جوعه.



    فوجد في الحديقة ديكاً مزهواً بنفسه يصيح بين الحين والحين من على الحائط المرتفع، ويرفع بعرفه إلى العلاء بكبرياء.



    وعرف الثعلب الذكي أن الديك المغرور ضعيف العقل، فصمم أن يحصل عليه ليكون طعامه لهذا الأسبوع، بعد جوع أسبوع.

    فتقدم منه بحذر، وراح يعرج مظهراً الضعف والمرض والعجز.

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الموقع
    أحلى مكان
    الردود
    1,753
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    (أوسمة)
    خاروف جحا




    كان جحا يربي خروفا جميلاوكان يحبه ، فأراد أصحابه أن يحتالوا عليه من أجل أن يذبح لهم الخروف ليأكلوا من لحمه ...

    فجاءهأحدهم فقال له : ماذا ستفعل بخروفكيا جحا ؟
    فقال جحا : أدخره لمؤنة الشـتاء
    فقال له صاحبه : هل أنت مجنون الم تعلم بأن القيامة ستقوم غدا أو بعد غد!ـهاته لنذبحه و نطعمك منه ....

    فلم يعبأ جحا من كلام صاحبه، ولكن أصحابه أتوه واحدا واحدايرددون عليه نفس النغمة حتى ضاق صدره ووعدهم بأن يذبحه لهم في الغـد ويدعوهم لأكله في مأدبة فاخرة في البرية.ـ


    وهكذا ذبح جحا الخروف وأضرمت النار فأخذ جحا يشويه عليها ، وتركه أصحابهوذهبوا يلعبون ويـتنزهون بعيدا عنه بعد أن تركوا ملابسهم عنده ليحرسها لهم، فاستاء جحا من عملهم هذا لأنهم تركوه وحده دون أن يساعدوه ، فما كان من جحا إلا أن جمع ملابسهم وألقاها في النار فألتهمتها . ولما عادوااليهووجدواثيابهم رماداَ . هجموا عليه فلما رأى منهم هذا الهجوم قال لهم : ما الفائدة منهذه الثياب إذا كانت القيامة ستقوم اليوم أوغدالا محالة؟

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الموقع
    أحلى مكان
    الردود
    1,753
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    (أوسمة)
    الفيل الصغير




    ابتعد الفيلالصغيـر عن المرعى الذي اعتاد أن يرعى فيه كل يوم، فلما أراد الرجوع إلى أمه- وكان ضعيف الإبصار جداً- ضل الطريق، وفي أثناء بحثه عن الطريق وصل الفيل الصغير إلى غابة كثيفة الأشجار وقد أقبل الليل، فقابله ثعلب مكار يعيش في تلك الغابة.

    قال الثعلب للفيل الصغير: ماذا تفعل في الغابة في هذه الليلة الشديدة الظلام؟ قال الفيل: إني ضللت الطريق إلى بيتنا، ولا أستطيع الرؤية في الظلام.

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الموقع
    أحلى مكان
    الردود
    1,753
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    (أوسمة)
    فارس .. وسيف العدالة




    في مكان ما بعالمنا العربي الكبير ولد فارس .. وكأي طفل كان يحتاج إلى حنان أمه وعطف أبيه .. لكن أعداء العرب حرموه من كليهما .. فنشأ يتيماً حزيناً .. لكنه أقسم أن يرد الظلم عن كل طفل وطفلة .. وعن كل شاب وفتاة مهما كان الثمن .. في مكان ما يعيش فارس .. هو لا يريد أن يعرف أحد مكانه .. لكنه سيظهر كلما أحس خطراً يهدد أبناء جيله .. وعندها .. سيكون لسيفه قول لا كأي قول .. وفعل لا كأي فعل ..

    أشرقت شمس ذلك الصباح باردة .. كانت مجرد ضياء بلا حرارة .. أطلت على السهول متثاقلة وكأنها أمضت الليل في صراع طويل من أجل البقاء ..

    أخفى الضباب منذ ساعات الفجر الأولى ملامح بيوت القرية الصغيرة .. فبدت قبيل اطلالة شعاع الشمس كأشباح أو رؤوس شياطين ..

    كان كل من يحط رحاله على أطراف القرية تنتابه رعشة سرعان ما تسري في أطرافه كلما تقدم نحو بيوت القرية العتيقة .. فيؤثر أن يبقى في مكانه حتى تطرد أشعة الشمس تلك الضباب من السماء ومن سهول القرية وتبرز مفاتن اللون الأخضر للعشب وروعة اللون الأزرق الصافي للجدول الكبير الذي تبرق أطراف أمواجه حين تنعكس عليها أشعة الشمس كما لو كانت جواهر أو ماسات صغيرة ..

    لكن شمس ذلك الصباح ضعفت أمام الضباب المنتشر في كل أرجاء القرية والسهول المحيطة بها .. لتنذر بيوم حار جداً ..

    لم تكن الشمس وحدها من استيقظ مبكراً .. فجميع أهل القرية يستيقظون قبلها .. كل يعرف ما وراءه من أعمال ويؤديها بشكل تلقائي منذ آلاف السنين .. تستطيع أن تسمع أصواتهم الخشنة تعلو من وسط الضباب بين حين وآخر لكنك لا ترى سوى خيالات لا يمكنك تمييزها إن كانت لبشر أم لغيرهم ..

    في منزل خشبي كبير بللت حوائطه من الخارج قطرات الندى فبدا كما لو كان غمر في مياه الجدول الكبير .. كانت صرخات مكتومة لامرأة في المخاض تنطلق بين حين وآخر .. وعلى إثرها يشق عواء الكلاب السمينة التي تحرس المكان الصمت المهيب ..

    مضت ساعة على هذا الحال والشمس لم تحسم بعد معركتها مع الضباب .. كانت هناك أشباح تتحرك هنا وهناك دخولاً وخروجاً من ذلك البيت الخشبي .. حين غمر المكان بكاء رضيع يطل للمرة الأولى على هذه الحياة .. كان هذا الصوت لبطل صغير ولد للتو .. إنه " فارس " .. حلم والديه .. ذلك الحلم الذي انتظراه طويلاً لكنهما كانا يعلمان أنه سيتحقق يوماً ..

    كان والده " جاسر " يعلم أن ذلك الرضيع سيكون له في المستقبل شأن عظيم .. لكن من فسر له الحلم أنذره أن ابنه " فارس " سيقاسي الأمرين في حياته .. لكن والده كان يكذب مفسر الأحلام لكن صوت ذلك الرجل بقي يتردد في ذهنه كلما آوى إلى الفراش : " سيكون لفارس شأن عظيم " ..

    لذلك حينما كان والده يحمله بين ذراعيه ويهدهده كان يرى فوق جبينه هالة من النور تضفي مهابة على ملامحه التي كانت تبدو له حزينة .. فيبتسم لفارس ثم يغلبه البكاء يخفي وجهه في صدر ابنه حتى تجف دموعه ..

    ولم تكن " حسناء " شقيقة " فارس " الكبرى تختلف عنه في الملامح .. بل كانت لها ذات الملامح .. كانت في الخامسة من عمرها حين ولد " فارس " .. وجدت في البداية صعوبة في نطق اسمه فلم تكن قد أتقنت بعد الكلام .. لكنها ابتكرت لنفسها الحل المناسب لنطق ذلك الاسم الصعب فلم تكف عن مناداته بـ " فايس " ويبدو أنها لم تستطع أن تعدل طريقة نطقها لهذا الاسم فيما بعد ..

    أما والدته فقد فارقت الحياة بعد مولده بعدة أيام من تأثير حمى النفاس .. ولعل هذا هو أول مشواره مع المتاعب التي توقعها مفسر الأحلام .

    ولم يمض شهر واحد على مولده حتى حلت بأهل قريته كارثة .. فقد بدأت قريته تتعرض لهجمات العصابات المنظمة التي كان أفرادها في كل مرة يأسرون بعض جميلات القرية ويحرقون عدداً من منازلها الخشبية حتى قرر رجال القرية تشكيل فرقة لصد هجمات هذه العصابات واستعادة فتياتها الجميلات .. أما أخطر هذه الهجمات فهي تلك التي تعرض لها بيت أهله الخشبي لعدوان من هؤلاء الأشرار ؟

    أحرق الأعداء بيت " جاسر " وأسرته فأتت النيران على أثاث البيت وكان أثاثاً فقيراً لكنه كان بالغ الأهمية بالنسبة لأسرة فارس الصغيرة .. فذاك السرير العتيق شهد ميلاد " حسناء " ومن بعدها " فارس " .. كما شهد وفاة أمهما والتي كانت الحدث الأكثر حزناً في حياة والده .. كان هناك أغراض كثيرة أتت عليها النيران التي شبت في غياب رب الأسرة .. كان يعمل في الحقل حينما جاءه النبأ : " لقد أحرق اللصوص بيتك وبيوت عدد من أهل القرية " .. فصرخ في وجه من أبلغه النبأ : وحسناء وفراس ؟ .. فأجابه : أنقذهما القدر

    كاد الوالد يطير من الفرحة لنجاة حسناء وفارس .. لكنه كان قلقاً بشدة مما حدث فمنزله استغرق منه عشرة سنوات ليتم بناءه .. وأثاثه المحترق لن يعوضه بسهولة .. وحين وصل إلى المكان وجد منزله قد تحول إلى رماد ولم يبق منه سوى بعض العوارض الخشبية التي كان الدخان لازال يتصاعد منها .. كان أهل القرية الذين هرولوا لإنقاذ طفليه ملتفين حولهما بينما حملت حسناء الصغيرة شقيقها الرضيع وعلامات الخوف تشكل ملامحها الرقيقة

    لم يصدق نفسه حين رأى صغيرته وطفله الرضيع على قيد الحياة وأقسم أن ينتقم من أعدائه ولكن بعد أن يؤمن مكاناً لطفليه .. عرضت عليه نساء العائلة أن يتكفلن بطفليه الذين لم يعد لهما مأوى بعد ما حدث .. ولكنه بعد رفض اختار " نائلة " ابنة عمه الوحيدة لتربي صغاره لأنه من الآن فصاعداً سينضم إلى جيش القرية الذي وهب نفسه للصد عن القرية وحمايتها من الأعداء .. وكانت نائلة قد تزوجت قبله بعدة سنوات وأنجبت ثلاثة بنات أكبرهن كانت في العاشرة

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الموقع
    أحلى مكان
    الردود
    1,753
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    (أوسمة)
    الغلام الصغير




    كان غلاماً يافعاً ، يسرح في شعاب مكة بعيداً عن الناس ومعه غنم يرعاه لسيد من سادات قريش هوعقبة بن معيط، وكان الناس ينادونه " ابن أم عبد ".
    أما اسمه فهو عبد الله وأما اسم أبيه " مسعود".

    كان الغلام يسمع بأخبار النبي الذي ظهر في قومه فلا يأبه لها لصغر سنه من جهة، ولبعده عن المجتمع المكي من جهة أخرى، فقد دأب على أن يخرج بغنم عقبة منذ البكور ثم لا يعود بها إلا إذا أقبل الليل.


مواضيع مشابهه

  1. موسوعة الأفكار لرياض الأطفال
    بواسطة شمووخ همّه في مدرستي بيتي الثاني
    الردود: 36
    اخر موضوع: 22-02-2012, 07:22 PM
  2. موسوعة الكتب لتنمية هواية القراءة عند الأطفال ..
    بواسطة ريم الشمال2 في الأمومة والطفولة
    الردود: 5
    اخر موضوع: 08-06-2010, 08:36 PM
  3. *-* موسوعة little angels لكروشيه الأطفال *-*
    بواسطة la rose d'alger في ركن الكروشيه والتريكو
    الردود: 50
    اخر موضوع: 22-04-2010, 10:41 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ