اشتقت الأضواء التي كانت تنعكس على شعره الرمادي الحريري ... الشوارع التي طالما داستها عجلات سيارة كان يقودها ...
اشتقت وجوهاً عبسى ... وشفاهاً لا تنحني إلا بابتسامة من عينيه صافية ...
اشتقت أنساماً حارة .. يسيل لها عرقه .. فيمسحه بطريقة فريدة مثله ...
ووصلت ...
استقبلتني الحشرات البغيضة ..
الوجوه الجاثمة ...
العيون الجامدة ...
وبكلام رتيب خال من الحياة تأمرك وتنهى ...
الشوارع جديدة .... متعبة ... لا تخفي رائحة دهانها وبلاطها الجديد رائحة العفونة المنبعثة من أعماقها ...
حتى الأضواء ... مرتع للحشرات ... ضوء يظهر لك العالم ..
فيزيد الظلام حلكة !!
اكتشفت - أخيراً - أن الأماكن جماد ...
وأن الناس ... وهو بالذات من كان يسحرها فتشع عاكسة نوره ... ويكلمها .. فيخيل إليك من حبه أنها تتحدث !!!
عرفت أن المكان لا يكون إلا بمن فيه ... لا يجعل له قيمة إلا أمر "غيره" فيه !!
رمضان سابع يأتي .. يصفعني بقوة ... يهز أكتافي بشدة ... يصرخ بي
الروابط المفضلة