إن ّ للغة ِ العربية ِ مكانتُـها الفـريدة ُ بين َ لغات ِ العالم ِ قـاطبة ً ..


فهي َ اللغة ُ الأكثر ُ سحرا ً .. والأبهى جمالا ً ..


وهي َ الأبلغ ُ تعـبيرا ً .. والأبسط ُ لفـظا ً .. والأجمل ُ رسما ً ..


وهي َ وحدَها المتربّـعة ُ على عرش ِ الجمال ْ .. والمُـتفردة ُ بالبهاء ِ والكمال ْ ..


ويكفيها عـزا ً وفخـرا ً أن اصطفاها الله ُ دون َ غـيرها .. وأنزل َ القرآن َ ناطـقا ً بها ..


وأنعِـم ْ به ِ من ْ شرف ..


وممّـا لا شك ّ فيه ِ أن ّ اللغة َ العربية َ هي َ اللغة ُ الأكثر ُ غموضا ً في نظر ِ غير ِ الناطقين َ بها ..


وهي الأكثر ُ تعـقيدا ً في نظر ِ من ْ أردا َ تعلمها ..


فما الذي يجعلها بهذا التعـقيد ؟؟ وما السر ّ وراء َ تميّـزها بين َ سائر ِ اللغات ؟؟


هيّـا معنا لنكشف َ الستار َ عنها .. ونعرف َ أسرارها وخفاياها ..
ما تخـتص ّ به اللغة العربية


الخاصيـّة الأولى



غزارة ُ كلمات ِ اللغة العربية وتعـدد ُ مُـفرداتِـها


فالمعنى الواحد ُ في العربية يمكن ُ التعـبير ُ عنه ُ بأكثر ِ من ْ كلمة .. ولكل ّ مُـصطلح ٍ أكثر ُ من ْ مُـرادف ..


وعلى سبيل ِ المثال .. الفعل ُ ( جاء َ ) له ُ مُـرادفات ٌ عديدة ٌ تُـؤدي لنفس ِ المعنى ..


فيمكن ُ أن ْ نقول :


جاء َ محمد ، أتى محمد ، أقـبل َ محمد ، قـدِم َ محمد ، حضر َ محمد ، أطـل ّ محمد


ستة ُ أفعال ٍ أوصلت ْ نفس َ المعـنى .. و لكل فعل ٍ منها معناه ُ الدقيق ُ الذي يُـثري الوصف َ في الجملة ..


و إلى جانب ِ ما سبق ....


قد ْ تأخذ ُ الكلمة ُ الواحدة ُ أكثر َ من معنى .. وذلك َ بحسب ِ اختلاف ِ حركات ِ الحروف في الكلمة ..


فكلمة ُ ( بر ) على سبيل ِ المثال تحتمل ُ معان ٍ ثلاثة ..


فعند َ كسر ِ الباء ( بِـر ) تعني الإحـسان .. وعند َ ضم ّ الباء ( بُـر ) تعني القمح ..


وعند َ فتح ِ الباء ( بَـر ) تعني اليابسة ..
الخاصيـّة الثانيـة



قواعد ُ النحو ِ والصرف ِ في اللغة ِ العربية ِ كثيرة ٌ ومُـتشعّـبة


وكل ّ قاعـدة ٍ فيها تتضمّـن ُ بعض َ الشواذ ..


وهذه ِ الخاصية هي َ أكثر ُ ما يُـعـطي العـربية َ تميّـزها ..


لأن ّ القواعد َ هي َ أساس ُ كل ّ لغة .. وبدون ِ استيعاب ِ هذه ِ القواعد ِ إجمالا ً لا يمكن ُ تعلم ُ اللغة ..


وهذا ما يجعل ُ من َ العربية ِ االلغة َ الأصعب َ والأكثر َ تعـقيدا ً بين َ اللغات ..
الخاصيـّة الثالثـة



الضمائر ُ في اللغة ِ العربية ِ هي َ الأكثر ُ بين َ سائر ِ اللغات


ففيها ضمائر ُ للمذكر ، وضمائر ُ للمؤنث ، وفيها ضمائر ُ للمثنّـى ، وأخرى للجمع ..


وفيها أيضا ً ضمائر ُ للمتكلم ، وضمائر ُ للمُـخاطَـب ، وأخرى للغائب ..


وكل ّ ضمير ٍ من ْ هذه ِ الضمائر يختلف ُ نطقه ُ ورسمه ُ وفقا ً للزمن الماضي أو المضارع أو الأمر ..


وللتوضيح ِ أكثر .. نوضح ُ الضمائر َ المُـحتملة للفعل ( كتب َ ) :


للغائب :


ماضي : كتب َ ، كتبت ْ ، كتبا ، كتبتا ، كتبوا ، كتبْـن َ


مضارع : يكتب ُ ، تكتب ُ ، يكتبان ِ ، تكتبان ِ ، يكتبون َ ، يكتبْـن َ


أمر : اكتب ْ ، اكتبي ، اكتبا ، اكتبوا ، اكتبْـن َ


للمخاطَـب :


ماضي : كتبت َ ، كتبت ِ ، كتبتما ، كتبتم ْ ، كتبتن ّ


مضارع : تكتب ُ ، تكتبين َ ، تكتبان ِ ، تكتبون َ ، تكتبْـن َ


للمتكلم :


ماضي : كتبت ُ ، كتبنا


مضارع : أكتب ُ ، نكتب ُ


فعل ٌ واحد .. تغيّـر َ نطقه ُ ورسمه ُ إحدى وثلاثين َ مرة !!
الخاصيـّة الرابعـة



اللغة ُ العربية ُ هي َ الوحيدة ُ التي تأخذ ُ فيها الكلمات ُ حركات ٍ مختلفة


فحركات ُ ( الفتحة ، الضمة ، الكسرة ، السكون ) لا نجدها في لغة ٍ أخرى غـير ِ العربية


فعلى صعيد ِ الأفعال .. تتغير ُ علامة ُ الفعل ِ نصبا ً ورفعا ً وجزما ً بحسب ِ موقعه ِ في الجملة وبناء ً على ما يسبقه ُ أو يتبعه ..


فنقول :


يظهرُ القمر ُ ، لن ْ يظهرَ القمر ُ ، لم ْ يظهرْ القمر ُ


كما تختص ّ الأسماء ُ بتنوين ِ الفتح ِ أو الضم ّ أو الكسر .. بحسب ِ ما يسبقها من حروف ٍ أو أفعال ..


فنقول :


جاء َ طفل ٌ ، رأيت ُ طفلا ً ، لعبت ُ مع َ طفل ٍ
الخاصيـّة الخامسـة



تختص ّ اللغة ُ العربية ُ وحدها بعلم ِ الإعراب


وهو َ علم ٌ لا تعـرفه ُ اللغات ُ الأخرى ..


والإعراب ُ علم ٌ بالغ ُ التعـقيد ِ ..


وحتى العرب ُ أنفسهم ْ يواجهون َ صعوبات ٍ في فهم ِ هذا العلم ِ وإتقانه ..


فكل ّ مـفردة ٍ في العربية لها إعرابـها الخاص ّ بها .. ويكون ُ وفقا ً لموقعها في الجملة ..


فإعراب ُ الحرف ِ يختلف ُ عن ْ إعراب ِ الجملة .. وإعراب ُ الاسم ِ يختلف ُ عن ْ إعراب ِ الفعل ..


وإعراب ُ الفعل ِ المضارع ِ يختلف ُ عن ِ إعراب ِ الفعل ِ الماضي و الأمر ..


وهكـذا ....

الخاصيـّة السادسـة



تختص ّ اللغة ُ العربية ُ بحروف ٍ لا تعرفها مُـعـظم ُ اللغات ِ الأخرى ولا تستخدم ُ مخارجها


كالعين والغين ، والطاء والظاء ، والحاء والخاء ، والصاد والقاف ..


أما حرف ُ الضاد .. فتنفرد ُ اللغة ُ العربية ُ بلفظه ِ دون َ غيرها ..


ومن ْ هنا جاء َ مُـسمّـاها " لغة ُ الضاد " ..
وبعـد ....


تلك َ هي َ لغـتُـنا العـظيمة ..


وتلك َ بعض ُ أسرارها التي لا تنتهي .. وعجائبُـها التي لا تنقضي ..


تلك َ هي َ لغة ُ القرآن ِ الكريم ..


أفلا نعـتز ّ بها ؟!!


أو َ ليس َ جـديرا ً بنا أن ْ نفـتخـرَ بكونها لغـتَـنا ؟!!


بقـلمي
قـمر الشــام