ها نحن عدنا
كما ذكرت غاليتي ام عدي
ايام مليئه بالحزن والدموع لكن ما يمنع حدوث مواقف ضحك فيها لنتضاحك عليها فيما بعد
طبعا في لحظتها نكون في ما نحن فيه ولن نكترث به كثيرا كما هو انفا
مررت بمواقف كثيييرة جدا لكن موقف رسخ في ذاكرتي من شدة وقعه الا وهو
ايام احداث سبتمبر لا يخفي علي احد الضجة والتي وقعت وتداعيات ما بعدها ووقعها علي معظم الناس
فكان لي نصيب منه المهم اعتقل زوجي في بلد وبعد سنه طبعا لم نعلم خلاله عن مكان وجوده او عن اخباره واحواله
تلقيت اتصالا هاتفيا بعد السنة واخبروني خلاله بأنه يجب علي السفر في البلد الفلاني ومع اولادك الاربعه وسيكون زوجك متواجدا هناك في المطار
لكن شعرت من خلال مكالمتي معهم بأنني لن التقي به وانما هو فقط تمويه وكلام غير صحيح ولملمة لموضوع زوجي
وخروجي في كل الاحوال من البلد التي كنت متواجده فيه لكن كان أملي بالله كبير وبأنه لن يتخلي عني في مثل هذه الظروف
فأولادي اكبرهم 10 سنوات واصغرهم سنه وشهرين والبلد الذي وجب علي ان اسافره لا اعرف احدا فيه واهلي لا يعلمون بسفري حتي الان
وان علموا فلا احد يستطيع ان يأتي لأستقبالي فأخوتي الثلاث في المعتقل وابي رجل كبير في السن واخي الوحيد الكبير خارج اسوار السجن الاعين تحوم حوله
اخبرت اخي الكبير بخير ترحيلي من البلد واقسمت بأنني لا أريد أن يستقبلني في المطار في البلد الذي يراد ترحيلي به
لا اريد ان اخسره هو ايضا كما البقية المهم ولم اتحدث اليه كثيرا وتم ترحيلي في اليوم التالي
وصلت المطار الساعه 12 ليلا لالالالالالالا اعرف لغة البلد ولالالالالا كلمة منه والانكليزية عندهم ليست مفهووومه
خرجت من باب المطار وعيوني الي السماء فوالله الذي لا اله اله الا هو
قلت في نفسي الهي ان كان خيرا ما انا فيه ارحمني واولادي في بلد الغربه
وان كان شرا لي فخذني وارحمني واستر علي واجهشت بالبكاء ولا اجد حولي سوي اهل البلد
لكن الحمدلله مسلمين لكن مع الاسف لا تستطيعين ان تأمنين علي نفسك في هذه الساعه وانت وحيده مع اطفال
لملمت نفسي وقلت في نفسي يعني البكاء سيفيدني ام يرد لي زوجي او يأتيتني بمصباح علاء الدين
كوني قويه واطلبي سيارة اجرة من المطار والي اقرب فندق من المطار فهذا اول خطوة في الطريق الصحيح
وانا أقف بجانب الكابين لحجز سيارة اجرة في المطار واذا بشاب يقف في الجهة المقابل للكابين ويحاول ان يلفت نظري اليه بأي طريقه
فتجاهلته والساعه عدت الواحده والنصف حينها وتصرفت كان لم يكن موجودا وفي داخلي اكاد امووووت من الرعب
لكن لا حضته بأنه لا يريد ان يزيح عينيه وانا منقبه قلت في نفسي بالله عليك ايش شايف يعني وجالس تشوف
سبحان الله كل ما ارفع رأسي اراه يرمقني بنظرات غرييبه ساعتها شديت الهمه وعزمت ان اصرخ بوجهه بحضور الشرطة
وعندما بدات بالذهاب نحوه رأيت ذهب مسرعا الي مكان ثان استغربت فعلا من حركاته وتصرفاته
رجعت مكاني وبدات بالتحدث مع صاحب السيارة فأذا به يقترب من الكابين قربي و يرمي لي بهاتف نقال بسرعه مفاجئه ويقول افتحي الهاتف
كدت ان اقع من هول ما جري فيلم هندي ولا واقع غريب فتحت الهاتف واذا اتصال من اخي الحبيب يقول فيه
ام انس لا تخافي وتصرفي كأن كل شئ طبيعي والشخص الفلان انا بعثته اركبي السياره ودعيني اتحدث الي السائق
اااااااااااااااااااااااااااااااخ يا بنات والله احسس بأن روحي رجعت لي مرة اخري وبدا الدم يجري في عروقي بعد ما تجمد اااااااااااه
المهم كملت المشوار مثل الافلام واخذني سائق سيارة الاجرة الي المكان الذي حدده لي اخي مكان معزول عن السوق تماما
وعندما وقف رأيت سيارة اخري ورائي وفيه الشخص الذي كان ينظر الي في المطار فاتصل اخي مرة اخري ويقول لي
اركبي السيارة و فلان سيكون خافكم مباشرة ساكون معكم بعد سويعات ولا تخافي كانت الساعه الثالثه والنصف حينها
نسيت الدنيا بما فيها نسيت بان كنت علي موعد وهمي مع زوجي في المطار كما قيل لي
نسيت اولادي الصغار وبكائهم نسيت نفسي وقلت لك الحمد الهي فانت ارحم بحالي مني يارب
لكن بعدها يقص الشاب موقفي معه الي اخي ويقول كنت اعلم بان اختك ناويه علي نيه فخفت منها اعرفكم تحبون المشاكل حبا ولا تستهينون لحقكم ههههههههه
وفي يومه كان المطارفيه حراسه مشدده لقدوم احدي الوزراء فوالله لو تكلمت لكنا في خبر كان وكنا وراء الشمس في فندق 5 نجوووم
اذكر موقفي معه اضحك وكل ما قصصته لزوجي يقول ايوه اول كنت جونكر مثلا والان اذا شفت الصرصور تذبحينا خخخخخخخخخخخخ
اخاف من الصرصور لا تلوموني..................لكن ذهب الشاب وذهبت حكاياه معه كان نعم الاخ ونعم الابن لأخي
فلقد رباه اخي منذ مراهقته كان مطلوبا في بلده فضمه اخي الي بيته وساعده وزوجه الي بنات احدي القبائل وهو بعيد عن اهله منذ 20 سنه
كنت اسمع عنه كثيرا لكن لم اره ا في تلك الليله فلذلك لم اتعرف عليه كان مخلصا تقيل صالحا ولا ازكيه علي الله
فلقد استشهد في القصف التي حصلت في الحرب في افغانستان ما بعد احداث سبتمبر
رحمك الله يا ابا زينب ترعرعت غريبا وعشت بين الامة غريبا ومت شهيدا غريبا بأذن الله تعالي
في أمان الله
الروابط المفضلة