السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اشكرك جداً اخي لالئ الجمان على طرحك لهذا الموضوع المميز الذي يسبب لنا الكثير من الازعاج والحرج .
هذه العادة المزعجة في الكثير من الناس هو التدخل في حياة الآخرين وفي أمورهم الخاصة ويحشرون انوفهم في كل صغيرة وكبيرة في حياة الناس سوى كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولا يضعون حدود معينة يجب التوقف عندها ولا يتجاوزوها
ولا يختلف بان لكل شخص منا حياته الخاصة وهناك امور كثيرة خاصة بنا لا نحب أن يتدخل فيها احد، ومن يتدخل فيها نعتبره قد تجاوز الخط الأحمر في تعامله معنا. قد تفصح لشخص ما بعض الخصوصيات وخاصة هؤلاءك المقربين منا والذين نثق بهم والذين يحترمون خصوصياتنا ولا يبوحون بها هنا او هناك.
ونجد ان هذه العادة الذميمة منتشرة خاصة في مجتمعاتنا العربية، مع ان رسولنا الكريم نهانا عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من حسن اسلام تركه مالايعنيه) لا احترام للخصوصيات ولا لمشاعر الناس واحاسيسهم لدرجة ان تحولت الحياة الخاصة إلى عامةان رسولنا الكريم نهانا عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من حسن اسلام تركه مالايعنيه)
، أما في المجتمعات الغربية بشكل عام لا تجد الناس يتدخلون في حياة الآخرين ، وحتى وان وجدت هذه العادة لدى البعض ولكنها أقل بكثير من مجتمعاتنا العربية المسلمة ، والغربيون بطبيعتهم لا يحبون الشخص الذي يتدخل في شؤونهم الخاصة .
تجد بعض الأحيان شخص يأخذ هاتفك دون استئذان ويبدأ يعبث به ويقرأ الرسائل التي فيه .. ! وآخر يركب معك بالسيارة فيبدأ بفتح ادراج السيارة وكأنه يبحث عن شيء فقده !
وهناك من الفضوليين الثقلاء الذين يمطروك بالأسئلة والتدخل فيما لا يعنيهم .
للأسف عادة الفضول والتدخل في شؤون الآخرين الخاصة اصبحت لدى الكثير عادة لا يستطيع التخلي عنها بل اصبحت جزء لا يتجزأ من حياة .
لا أن هذا التقارب والتواصل بين الناس لابد أن يكون بحدودٍ وشروطٍ, لا نتجاوزها احتراماً لأنفسنا ولغيرنا حفاظاً على مفهوم الخصوصية, وهو المفهموم والمعنى المهم الذي وللأسف لم يتربى الكثير من الناس على احترامه والوقوف عنده, ويعود السبب في ذلك إلى طبيعة المجتمعات العربية المتقاربة فيما بينها, التي تجعل من مفهوم الخصوصية مفهوماً ضيقاً وكأن الفرد يجب أن يكون كتاباً مفتوحاً أمام أصدقائه وأهله وجيرانه, وكل من يعرفونه, كل ذلك بحجة أنهم معارف وبالتالي لا داعي للأسرار كما يفكرون.
ففي الوقت الذي نحتاج فيه إلى اصدقاء نتشاركك معهم افراحنا وأحزاننا ونشاطاتنا ومغامراتنا ويقفو إلى جوارنا, نحن أيضاً بحاجة إلى مساحةٍ من الحرية والخصوصية في حياتنا الشخصية والزوجية والعائلية, لا نرغب أن يشاركنا فيها أحدٌ من الناس حفاظاً على بعض الأمور التي قد تحرجنا أو تجرحنا نحن أو أحدٌ من عائلتنا, والمشكلة تتولد نتيجةً لصعوبة إقناع البعض على سبيل المثال: إن الصداقة لا تعني الغوص في الاَخر بلا مقدماتٍ! وإذا تجرأت وقلت ذلك, تحول الأمر إلى حساسيةٍ وشجارٍ وربما انقطعت العلاقة وتطايرت المشاعرالنبيله.
أليس هذا الأمر نعاني منه نحن النساء, بحكم أننا نمضي أكثر أوقاتنا في المنزل وبالتالي نحتاج لرفيقةٍ حقيقيةٍ, تعرف متى تتكلم, ومتى تصمت؟! متى تتدخل, ومتى تنسحب؟! ... وهذا للأسف من الصعب العثور عليه, لأن غالبيتهن يردن أن يعرفن الصغيرة والكبيرة, من؟ ولماذا؟ وكيف؟ وصولاً إلى الطبق اليومي وكم أنفقت عليه الأمر الذي يصل إلى حدٍ غير مقبولٍ أبداً.
لقد وصلت إلى درجة أننا أصبحنا نبتعد عنهم، لأنهم لا يحترمون خصوصياتنا ولا يحترمون صمتنا، وهم بهذا الفضول يقتحمون حياتنا الخاصة.
اغلبيةُ المتدخلين في شؤونِ الغيرِ يعانونَ من مشاكل وعقد نفسية يريدون تفريغها علينا. منهم ايضا من يهوى التسلّط على الآخرين. ومنهم من يبحثُ عن اعترافٍ بقدراته المهنيه وتجربته الحياتية, ومنهم من لا يعرف اين تنتهي حدود منطقة نفوذه, ومنهم اناس غُلاظ لا يتقنون اصول التعامل مع البشر, ومنهم من فشلوا في حياتهم ويبحثون عن حقل تجارب جديد.
هنالك طبعا درجات متفاوته في مستوى التدخل في حياة الآخرين ابتداءً من مراقبة تحركاتنا ومن ثم القيام بالتفوه بملاحظات "ساذجة" او معاتبة او لاذعة, ومن ثم الى "اسداء المشورة" حول اللباس الذي يليق بنا وقصة الشعر التي تناسب تدويرة وجهنا, ومن ثم الى "توجيه النصيحة" حول الانسب والاحسن والاقوى والاكثر افادة لنا, وحتى التصدي لنا او اعلان الحرب علينا, ولا يُستبعد ان يقوم بعض من هؤلاء بالتربّع يوما ما في صالوننا والدخول الى حجرات نومنا او مطبخنا وتحديد كمية الملح التي ينبغي رشّها على طعامنا.
هناك بعض الأفراد يجدون من السهل التدخل في شؤون الآخرين، وفي خصوصياتهم وإبداء النصائح والاراء، دون أن يطلب منهم ذلك. و"الغريب أن هذه الأقاويل الواهية أصبحت تتداول وتناقش على الملأ "!!!!
لابد من ان نتعامل معهم بطريقه تجعلهم يكفو اذاهم عنا اويقللو من فضولهم بعض الشيء ومن هذه الطرق:
1- كُن صريحا وواضحا وقل عندما لا تريد أن تجيب: بصراحة (لا أحب أن أجيب عن سؤالك!) أو هذا شيء خاص وأحب احتفظ بسريته...
2- استخدم المرح كما أسلفنا واقلب سؤاله لمزحة.
فمثلاً عندنا تسأل المرأة عن عمرها تقول توقف عند الخامسه عشر او تفول بعمر اصغر ابنايك اواي اجابه لاتعطي عقاداً نافعاً.
3- عد إلى البداية واقلب المعادلة في وجهه بقولك: عفواً لماذا السؤال؟
واذا اجبت تكون اجابتك لم بخرج بها بحق اوباطل مثلاً عندما تسأل كم راتبك ؟ تقول قريب من راتبك اومستوره والحمد لله .
الكثير من الناس يتعرضو لمواقف محرجه اغلبها غير مقصوده اما انا فلم اتعرض لاي موقف والحمد الله على ذلك
أن احترام خصوصية الآخرين هو من أكثر الأمور، التي تعبر عن مدى تحضر الإنسان، وقيمه في الحياة، ومستوى البيئة التي يعيش فيها.
بارك الله فيك ياغاليه وجزاك الله خيراً .
الروابط المفضلة