انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 2 من 8 الأولىالأولى 123456 ... الأخيرالأخير
عرض النتائج 11 الى 20 من 71

الموضوع: تابعونا كل يوم في رمضان واكسبوا الكثير الى من يحب الخير

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    maroc
    الردود
    874
    الجنس
    رجل

    فضائل الصدقات وانواعها

    اخي اردت مشاركة الاجر فقمة بالبحت ووجدة هده المقالة التي تعيد ما دكرته وتضيف عليه بعض الامر المهم معرفتها اتمنى الا اكون اتقلت عليك
    فضيلة الشيخ / صلاح نجيب الدق


    الحمد لله، الذي سخر لنا ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ علينا نِعَمهُ، ظاهرةٍ وباطنةٍ، وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

    فإن إنفاق المال في وجوه الخير من أفضل القُرُبات التي ترضي اللَّه تعالى والتي يتوصل بها المسلم إلى تحصيل الحسنات وتكفير السيئات.

    الإنفاق وصية ربانية:
    حثنا اللَّه تعالى على الإنفاق في وجوه الخير في كثير من آيات القرآن الكريم، فقال سبحانه: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌٌ﴾ [البقرة: 261]. وقال جل شأنه: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌٌ﴾ [آل عمران: 92]. وقال سبحانه: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينٌَ﴾ [سبأ: 39]. وقال تعالى: ﴿هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمٌْ﴾ [محمد: 38].
    الرسول صلى الله عليه وسلم يحثنا على الصدقات:
    حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الإنفاق وبذل المال في وجوه الخير في كثير من أحاديثه الشريفة.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال اللَّه عز وجل: يا ابن آدم، أَنْفق، أُنفقُ عليك). [البخاري (4684)، ومسلم (993)] وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما مِن يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان يقول أحدهما: اللهم: أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفً). [البخاري 1443، ومسلم 1010]
    وعن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه اللَّه القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه اللَّه مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار). [البخاري 5025، ومسلم 815]
    اللَّه يجزل العطاء للمنفقين:
    أخي الكريم: لو أنَّ رجلاً من الأغنياء قال لك أعط فلانًا كذا وكذا من مالك، وتعال غدًا وأنا أعطيك أفضل من ذلك، فهل تتأخر لحظة واحدة عن هذه الدعوة ؟ فما بالك، والذي وَعَدَ هو اللَّه عز وجل، الغني، الكريم الذي لا تفنى خزائنه، وله ملك السموات والأرض، حيث قال في محكم التنزيل: وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم [المزمل: 20]، والقائل سبحانه في الحديث القدسي: «يا ابن آدم: أَنْفق، أنفق عليك».

    الإنفاق هو التجارة الرابحة:
    إنَّ الصدقات الخالصة لله تعالى هي التجارة الرابحة للعبد في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴿29ٌ﴾ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌٌ﴾ [فاطر: 29، 30]. تلك هي التجارة الربانية الرابحة أبدًا، والتي تستمطر رضا اللَّه عز وجل وفضله الواسع والتي يشكر اللَّهُ العبدَ عليها ويغفر له بها ذنوبه فلنسارع إلى هذه التجارة الرابحة التي لا تبور.

    ثمرات الصدقات:
    إنَّ للصدقات والإنفاق في سبيل اللَّه ثمارًا جليلة في الدنيا والآخرة، يمكن أن نوجز بعضها فيما يلي:

    1- الصدقات تزيد الحسنات:ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ هدف المسلم الواعي رفع رصيده من الحسنات عند اللَّه يوم القيامة، والصدقات هي إحدى السبل الموصلة إلى ذلك، فإذا كانت الصدقة من كسب حلال، خالصة لله تعالى؛ فإن اللَّه يقبلها بفضله ويضاعف ثوابها للعبد أضعافًا مضاعفة، والله ذو الفضل العظيم، قال سبحانه: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌٌ﴾ [البقرة: 245]. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل اللَّه إلا الطيب، فإن اللَّه يقبلها بيمينه ثم يُرَبِّيها لصاحبها كما يُرَبي أحدكم فَلُوَّه ( مُهْرَهَ ) حتى تكون مثل الجبل). [البخاري 1410، ومسلم 1014]. فسارع أخي الكريم في جمع الحسنات قبل أن يفوت الوقت، واعلم أنَّ ميزان الحسنات يرجح بحسنة واحدة خالصة لله تعالى.

    2- الصدقات تزيد المال:
    إنَّ الصدقات الخالصة لله تعالى هي سبيل زيادة المال في الدنيا والحصول على رضوان اللَّه تعالى في الآخرة، قال تعالى: ﴿إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌٌ﴾ [التغابن: 17] روى مسلم عن أبي هريرة أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما نقصت صدقة من مال). [مسلم 2588]
    وروى أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بينما رجل في فلاة من الأرض -أي: صحراء- سمع صوتًا في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حَرَّه -أرض بها حجارة سوداء- فإذا شَرْجة من تلك الشِّرَاج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع هذا الرجل الماء، فإذا رجل قائم في حديقته يحوِّل الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد اللَّه: ما اسمك ؟ قال: فلان بذاك الاسم الذي سمع في السحابة، فقال: يا عبد اللَّه، لم تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان لاسمك فماذا تصنع فيها ؟ قال: أما إذ قلت هذا فإني أنظر ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثُلثًا وأرد فيها ثُلثه). [مسلم: 2984]
    3- الصدقة تُظِلُ صاحبها يوم القيامة:
    إذا حشَر اللَّه تعالى الناس يوم القيامة، واشتد الكرب، وكَثُر العَرَقُ، اقتربت الشمس من رءوس العباد، فإن الصدقة تظل صاحبها في هذا الموقف العصيب.
    عن أبي هريرة أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سبعة يظلهم اللَّه في ظله يوم لا ظل إلا ظله - وذكر منهم -: رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) [البخاري 1423، ومسلم 1031]
    روى أحمد عن عقبة بن عامر أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كل امرئ في ظل صدقته حتى يُقضى بين الناس) [حديث صحيح: صحيح الجامع للألباني 4510]
    4- الصدقة تزكي النفس:
    إنَّ الإكثار من الصدقات يُزكي نفس المسلم ويُكسبه محاسن الأخلاق من الجود والكرم ويطهره من الشُّح والبخل، قال تعالى: ﴿هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهٌِ﴾ [محمد: 38]، وقال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهٌَ﴾ [الشمس: 9]، وقال سبحانه: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونٌَ﴾ [الحشر:9]، وقال -عز وجل-: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌٌ﴾ [التوبة: 103].
    5- الصدقة شكر لنعم اللَّه على العباد:
    إنَّ الصدقة الطيبة الخالصة لله تعالى ما هي إلا ترجمة عملية لشكر اللَّه تعالى على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، إن العبد إذا لم يقابل هذه النِّعم بالشكر فإنها سوف تزول، وبشكرها تدوم وتزداد ويبارك اللَّه فيها لعباده، قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌٌ﴾ [إبراهيم: 7].
    6- اللَّه يتكفل بقضاء حوائج المتصدقين:
    مِنْ بركات الصدقة أن اللَّه يوفق صاحبها إلى الطاعات، وييسر له أبواب الخير، ويقضي له حوائجه، ويُسخر له من يخدمه، قال سبحانه: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ﴿5ٌ﴾ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴿6ٌ﴾ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٌ﴾ [الليل: 75].

    7- الصدقة مصدر سعادة القلب:
    ما أجمل شعور المتصدق بالسعادة عندما يكون سببًا في مسح دَمْعَة يتيم أو دفع كُرْبة عن فقير؛ حقًا إنها سعادة يهبها اللَّه لعباده المحسنين، المنفقين في سبيله، إن هذه السعادة التي يملأ بها قلب المتصدق لا تُقَدَّرُ بمال، ولو لم يكن للمتصدِّق إلا هذه الفائدة الجليلة من السعادة الحقيقية لكفاه ذلك، قال تعالى: ﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌٌ﴾ [الحديد: 7].

    نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خير المتصدقين:
    كان النبي -صلى الله عليه وسلم- جَوادًا كريمًا، لا يبخل بما في يده، وكان يُؤْثر المحتاج على نفسه، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان سروره بما أعطى أعظم من سرور الآخذ بما أخذه.
    عن أنس (أنَّ رجلاً سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- غنمًا بين جبلين، فأعطاه إياه، فأتى قومه فقال: أي قوم: أسلموا، فوالله إنَّ محمدًا ليعطي عطاء من لا يخاف الفقر) [مسلم 58].

    تنافس الصحابة في الإنفاق في سبيل اللَّه:
    كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يحرصون على الإنفاق وبذل الصدقات في وجوه الخير المختلفة يتنافسون في ذلك، وسوف نذكر طرفًا من هذه النماذج السامية:

    1- أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي اللَّه عنهما:
    عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: (أمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا أن نتصدق فوافق ذلك مالاً عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك ؟ قلت: مثله. قال: وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك ؟ قال: أبقيت لهم اللَّه ورسوله. قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدً) [حديث حسن: صحيح أبي داود للألباني (1472)]
    2- عثمان بن عفان رضي الله عنه؟:
    عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان بن عفان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي -صلى الله عليه وسلم- جيش العسرة، قال: فصبها في حجر النبي -صلى الله عليه وسلم-، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يقلبها بيده ويقول: (ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم يُرددها مرارً) [مسند أحمد 34/231]

    3- أبو طلحة الأنصاري -رضي اللَّه عنه-:
    عن أنس -رضي الله عنه- قال: (كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بَيْرُحَاء –حديقة-، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدخلها ويشرب من ماء فيها طيِّب، فلمَّا نزلت: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌٌ﴾ [آل عمران:92] قام أبو طلحة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه، إنَّ اللَّه يقول في كتابه ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونٌَ﴾ وإنَّ أحبَّ أموالي إليَّ بيرحاء وإنَّها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند اللَّه، فضعها يا رسول اللَّه حيث شئت، فقال: بخ، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، قد سمعت ما قلت وأرى أن تجعلها في الأقربين، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه) [البخاري 2318، ومسلم 42]
    4- عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم:
    روى ابن سعد عن أم دُّرة قالت: أتيت عائشة بمائة ألف درهم ففرَّقَتْها، وهي يومئذ صائمة، فقلت لها: أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحمًا تفطرين عليه، فقالت عائشة: لو ذَكَّرْتِني لفعلت [الطبقات الكبرى 8/53]

    أنواع الصدقات:
    هناك من أنواع الصدقات الكثير ويمكن أن نوجزها فيما يلي:

    1- بناء المساجد وعمارتها:
    إنَّ بناء بيوت اللَّه تعالى من أفضل القربات التي يستطيع المسلم أن يتقرب بها إلى خالقه، قال سبحانه: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينٌَ﴾ [التوبة: 18] ومن عِمارة المساجد، المساهمة في بنائها، وتنظيفها، والمحافظة عليها، وإقامة الصلوات المفروضة بها، ونشر العلم النافع، وحل مشاكل المجتمع المسلم في رحابها، ولقد حثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على بناء المساجد. عن عثمان بن عفان أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من بنى لله مسجدًا، يبتغي به وجه اللَّه بني اللَّه له بيتًا في الجنة) [البخاري 450، ومسلم 533] فعلى كل منا أن يبادر بالمساهمة في تعمير بيوت اللَّه، وليتذكر أنَّه ما مِن صلاة أو قراءة للقرآن أو درس علم أو أي شيء من أعمال الخير تتم في رحاب المسجد الذي ساهم فيه إلا وله أجر عظيم من اللَّه تعالى.

    2- نشر العلم النافعع:
    وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له). [مسلم 1631]
    ويدخل في ذلك نشر الكتب والرسائل العلمية، والأشرطة النافعة، وإمداد طلاب العلم بالكتب التي يحتاجونها.

    3- كفالة الأيتام وإنظار المعسرين ومساعدة المحتاجين:
    قال تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيرٌ﴾ [الإنسان: 8]. عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وقال بأصبعه السبابة والوسطى) [البخاري 6005]. وقال سبحانه: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿280ٌ﴾ وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونٌَ﴾ [البقرة: 280-281]. عن أبي اليَسرَ أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أنظر معسرًا أو وضع عنه أظله اللَّه في ظله) [مسلم: 3006] وعن أبي هريرة أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كان رجل يُداين الناس، وكان يقول لفتاه إذا أتيت معسرًا فتجاوز عنه لعل اللَّه أن يتجاوز عنا فلقى اللَّه فتجاوز عنه) [البخاري 3480، ومسلم 1532]

    4- الإنفاق على الجهاد في سبيل اللَّه:
    عن زيد بن خالد الجُهني أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من جَهَّز غازيًا في سبيل اللَّه فقد غزا، ومن خَلَف غازيًا في أهله بخير فقد غز) [البخاري 2843، ومسلم 1895]
    5- الصدقة في الزرع:
    عن أنس أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة) [البخاري 6012، ومسلم 1553]
    6- تفطير الصائمين:
    عن زيد بن خالد الجهني أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئً).
    [حديث صحيح: صحيح الترمذي للألباني 647]


    آفات الصدقة
    إنَّ للصدقات آفات تقضي على ثوابها وتكون وَبَالاً على صاحبها في الدنيا والآخرة، وهذه الآفات يمكن أن نوجزها فيما يلي:

    أولاً: الرياء:
    إنَّ الرياء داء عُضال يقضي على ثواب الأعمال الصالحة ويجعلها هباءً منثورًا، وهو من صفات المنافقين الذين ذمهم اللَّه تعالى في كتابه العزيز قائلاً عنهم: ﴿وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ [النساء: 142].
    عن أبي هريرة أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال اللَّه تعالى: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه) [مسلم: 2985]

    ثانيًا: إتْباعُ الصدقات بالمن والأذى:
    يجب على المسلم الحذر مِن أن يَمُن أو يؤذي أحدًا من الذين تصدق عليهم، فيقول له تذكر يوم أعطيتك كذا وكذا، قد حذرنا اللَّه من المن بالصدقة حيث قال سبحانه: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿261ٌ﴾ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿262ٌ﴾ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴿263ٌ﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينٌَ﴾ [البقرة261-264]
    عن أبي ذر الغفاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة: المنان الذي لا يعطي شيئًا إلا مَنَّهُ، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر، والمسبل إزاره). [مسلم 106]
    سمع محمد بن سيرين رجلاً يقول لرجل آخر: فعلتُ إليك وفعلت، فقال له ابن سيرين: اسكت فلا خير في المعروف إذا أُحصي. [تفسير القرطبي 3/312]

    ثالثًا: التصدق بالشيء الرديء:
    اعلم أيها المسلم أنَّ اللَّه تعالى لا يقبل إلا الطيب من الصدقات، فاحذر أن تتقرب إليه بالشيء الرديء. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌٌ﴾ [البقرة: 267].
    رابعًا: احتقار شيء من الصدقات:

    يجب على المسلم ألا يحتقر شيئًا من الصدقات، سواء كانت صدقته هو أو صدقة أخيه المسلم. عن عدي بن حاتم أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة). [البخاري 1413، ومسلم 1016]
    وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سبق درهم مائة ألف درهم». قالوا: يا رسول اللَّه، وكيف ؟ قال: «رجل له درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به، ورجل له مال كثير، فأخذ من عُرْض ماله مائة ألف فتصدق بها». [حديث حسن: صحيح النسائي للألباني 2527]

    اعلم أخي الكريم أنَّ الصدقة وإن كانت قليلة فإنك سوف تجد ثوابها أضعافًا كثيرة عند اللَّه تعالى: قال سبحانه وتعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ﴿7ٌ﴾ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهٌُ﴾ [الزلزلة: 7، 8]

    عن أبي ذر الغفاري أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) [مسلم 2626]

    خامسًا: الرجوع في الصدقة:
    احذر أخي الكريم أن ترجع في صدقتك التي أخرجتها لله تعالى.
    روى الشيخان عن عمر بن الخطاب قال: حملت على فرس في سبيل اللَّه، فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن أشتريه، وظننتُ أنه يبيعه برخص، فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (لا تشتره، ولا تعد في صدقتك، وإن أعطاكه بدرهم، فإن العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئته). [البخاري 2623، ومسلم 1620]

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الموقع
    فلسطين
    الردود
    127
    الجنس
    ذكر
    لنجعل شعارنا لهذا اليوم ( القرآن )
    ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا .
    القرآن الكريم
    إن هذا القران هو دستور حياتنا ، ومنهج سلوكنا وسبيل عزتنا ، وطريق سعادتنا
    وَ قَالَ الرَسُول صلى الله عليه وسلم يَا ربِّ إِنَّ قَومِي اتَخَذُوا هَذا القُرآن مَهْجُورا
    فضل قراءة القرآن
    ما جاء عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {إقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه } رواه مسلم ،
    وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمة سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما }رواه مسلم ،
    وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {خيركم من تعلم القرآن وعلمه }رواه البخاري ،،
    وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران } متفق عليه ،،
    وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال { إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين } روام الامام مسلم ،،،
    وعن إبن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر المثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف } رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ،،،
    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله عليه وسلم { إن الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب} رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح،،
    وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{يقال لصاحب القرآن ، إقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها } رواه ابو داود وقال حديث حسن صحيح
    حفظ القرآن الكريم
    قال الله تعالى : "و لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"
    -- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) البخاري و الترمذي.
    -- و عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا حسد إلا في اثنتين : رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل أتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار )) البخاري و مسلم ..
    فضل حفظ القرآن
    1. حفظ القرآن سنة متبعة , فالنبي صلى الله عليه وسلم قد حفظ القرآن الكريم بل وكان يراجعه جبريل عليه السلام في كل سنة.
    2. حفظ القرآن ينجي صاحبه من النار , قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق" رواه أحمد
    3. يأتي القرآن يوم القيامة شفيعا لأهله وحفاظه قال النبي صلى الله عليه وسلم:"اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه".
    4. أن القرآن يرفع صاحبه في الجنة درجات كما في الحديث:"يقال لصاحب القرآن :اقرأ وارقى ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها".
    5.حافظ القرآن يستحق التوقير والتكريم لما جاء في الحديث :"إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ... الحديث"
    6. حفظة القرآن هم أهل الله وخاصته ففي الحديث :" إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ".
    7. أن من حفظ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يو حى إليه.
    8. حافظ القرآن رفيع المنزلة عالي المكانة ففي الحديث :"مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة".
    9. حفظ القرآن رفعة في الدنيا أيضا قبل الآخرة قال النبي صلى الله عليه وسلم :"إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين".
    10. حافظ القرآن أحق الناس بإمامة الصلاة التي هي عمود الدين كما في الحديث :"يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله".
    11. أن الغبطة الحقيقية تكون في حفظ القرآن ففي الحديث :"لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار".......الحديث".
    12. أن حفظ القرآن وتعلمه خير من الدنيا وما فيها، ففي الحديث :"أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل".
    13. حافظ القرآن أكثر الناس تلاوة فهو أكثرهم جمعا لأجر التلاوة ففي الحديث:"من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها".
    14. حفظ القرآن سبب لحياة القلب ونور العقل فعن قتادة قال: "أعمروا به قلوبكم, وأعروا به بيوتكم" وعن كعب رضي الله عنه قال :"عليكم بالقرآن فإنه فهم العقل , ونور الحكمة , وينابيع العلم , وأحدث الكتب بالرحمن عهدا وقال في التوراة:"يا محمد إني منزل عليك توراة حديثة تفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا".
    أسأل الله أن ينفعنا بما قلنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    القرآن استمع لاي شيخ






    القران الكريم مكتوب






    القران الكريم 3

    القرآن الكريم تفسير






    أحكام تجويد القرآن الكريم





    الاعجاز العلمي في القرآن



    حمل جداول القرآن من هــــــنـــا

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    maroc
    الردود
    874
    الجنس
    رجل
    جزاك الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك
    اللهم جعل ملء قلوبنا دكر الله و جعلنا من حفظة القران

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الموقع
    فلسطين
    الردود
    127
    الجنس
    ذكر
    لنجعل شعارنا لهذا اليوم ( الدعاء )
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
    فهذه رسالة مختصرة في: " الدعاء وفضله " أسأل الله تعالى أن ينفعنا بها، وأن يكتبها في موازين أعمالنا، إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    فضل الدعاء
    قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، وقال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، وقال : { الدعاء هو العبادة }، ثم قرأ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60].
    وقال : { أفضل العبادة الدعاء }.
    وقال : { ليس من شئ أكرم على الله تعالى من الدعاء }.
    وقال : { إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يداه إليه أن يردهما صفراً خائبين }.
    وقال : { لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر }.
    وقال : { ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها }، قالوا: إذاً نكثر الدعاء، قال: { الله أكثر }.
    وقال : { إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه }.
    وقال : { أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام }.
    شروط وآداب الدعاء وأسباب الإجابة
    1- الإخلاص لله تعالى.
    2- أن يبدأ لحمد الله والثناء عليه، ثم بالصلاة على النبي ويختم بذلك.
    3- الجزم في الدعاء واليقين بالإجابة.
    4- الإلحاح في الدعاء وعدم الاستعجال.
    5- حضور القلب في الدعاء.
    6- الدعاء في الرخاء والشدة.
    7- لا يسأل إلا الله وحده.
    8- عدم الدعاء على الأهل، والمال، والولد، والنفس.
    9- خفض الصوت بالدعاء بين المخافتة والجهر.
    10- الاعتراف بالذنب، والاستغفار منه، والاعتراف بالنعمة، وشكر الله عليها.
    11- تحري أوقات الإجابة والمبادرة لاغتنام الأحوال والأوضاع والأماكن التي هي من مظان إجابة الدعاء.
    12- عدم تكلف السجع في الدعاء.
    13- التضرع والخشوع والرغبة والرهبة.
    14- كثرة الأعمال الصالحة، فإنها سبب عظيم في إجابة الدعاء.
    15- رد المظالم مع التوبة.
    16- الدعاء ثلاثاً.
    17- استقبال القبلة.
    18- رفع الأيدي في الدعاء.
    19- الوضوء قبل الدعاء إذا تيسر.
    20- أن لا يعتدي في الدعاء.
    21- أن يبدأ الداعي بنفسه إذا دعا لغيره.
    22- أن يتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أو بعمل صالح قام به الداعي نفسه، أو بدعاء رجل صالح له.
    23- التقرب إلى الله بكثرة النوافل بعد الفرائض، وهذا من أعظم أسباب إجابة الدعاء.
    24- أن يكون المطعم والمشرب والملبس من حلال.
    25- لا يدعو بإثم أو قطيعة رحم.
    26- أن يدعو لإخوانه المؤمنين، ويحسن به أن يخص الوالدان والعلماء والصالحون والعباد بالدعاء، وأن يخص بالدعاء من في صلاحهم صلاح للمسلمين كأولياء الأمور وغيرهم، ويدعو للمستضعفين والمظلومين من المسلمين.
    27- أن يسأل الله كل صغيرة وكبيرة.
    28- أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
    29- الابتعاد عن جميع المعاصي.
    أوقات وأحوال وأماكن وأوضاع يستحب فيها الدعاء
    1- ليلة القدر.

    2- جوف الليل الآخر ووقت السحر.
    3- دبر الصلوات المكتوبات ( الفرائض الخمس).
    4- بين الأذان والإقامة.
    5- ساعة من كل ليلة.
    6- عند النداء للصلوات المكتوبات.
    7- عند نزول الغيث.
    8- عند زحف الصفوف في سبيل الله.
    9- ساعة من يوم الجمعة، وهي على الأرجح آخر ساعة من ساعات العصر قبل الغروب.
    10- عند شرب ماء زمزم مع النية الصادقة.
    11- في السجود في الصلاة.
    12- عند قراءة الفاتحة واستحضار ما يقال فيها.
    13- عند رفع الرأس من الركوع وقول: ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.
    14- عند التأمين في الصلاة.
    15- عند صياح الديكة.
    16- الدعاء بعد زوال الشمس قبل الظهر.
    17- دعاء الغازي في سبيل الله.
    18- دعاء الحاج.
    19- دعاء المعتمر.
    20- الدعاء عند المريض.
    21- عند الاستيقاظ من النوم ليلاً والدعاء المأثور في ذلك وهو قوله: { لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شئ قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي ـ أو دعا ـ استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته }.

    22-- إذا نام على طهارة ثم استيقظ من الليل ودعا.
    23-- عند الدعاء بـ { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }.
    24- دعاء الناس عقب وفاة الميت.
    25- الدعاء بعد الثناء على الله والصلاة على النبي في التشهد الأخير.
    26- عند دعاء الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.
    27- دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب.
    28- دعاء يوم عرفة في عرفة.
    29- الدعاء في شهر رمضان.
    30- عند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر.
    31- عند الدعاء في المصيبة بـ: { إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها }.
    32- الدعاء حالة إقبال القلب على الله واشتداد الإخلاص.
    33- دعاء المظلوم على من ظلمه.
    34- دعاء الوالد لولده.
    35- دعاء الوالد على ولده.
    36- دعاء المسافر.
    37- دعاء الصائم عند فطره.
    38- دعاء المضطر.
    39- دعاء الإمام العادل.
    40- دعاء الولد البار بوالديه.
    41- الدعاء عقب الوضوء إذا دعا بالمأثور في ذلك. وهو { أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله }، فمن قال ذلك فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء.
    42- الدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى.
    43- الدعاء بعد رمي الجمرة الوسطى.
    44- الدعاء داخل الكعبة، ومن صلى داخل الحجر فهو من البيت.
    45- الدعاء في الطواف.
    46- الدعاء على الصفا.
    47- الدعاء على المروة.
    48- الدعاء بيت الصفا والمروة.
    49- الدعاء في الوتر من ليالي العشر الأواخر من رمضان.
    50- الدعاء في العشر الأول من ذي الحجة.
    51- الدعاء عند المشعر الحرام.
    52- والمؤمن يدعو ربه أينما كان وفي أي ساعة، ولكن هذه الأوقات والأحوال والأماكن تخص بمزيد عناية، فإنها مواطن يستجاب فيها الدعاء بإذن الله تعالى.

    أخطاء تقع في الدعاء

    1- أن يشتمل الدعاء على شئ من التوسلات الشركية أو البدعية.

    2- تمني الموت وسؤال الله ذلك.
    3- الدعاء بتعجل العقوبة.
    4- الدعاء بما هو مستحيل أو بما هو ممتنع عقلاً أو عادة أو شرعاً.
    5- الدعاء بأمر قد تم وحصل بالفعل وفُرغ منه.
    6- أن يدعوا بشيء دلّ الشرع على عدم وقوعه.
    7- الدعاء على الأهل والأموال والنفس.
    8- الدعاء بالإثم كأن يدعو على شخص أن يبتلى بشيء من المعاصي.
    9- الدعاء بقطيعة رحم.
    10- الدعاء بانتشار المعاصي.
    11- تحجير الرحمة، كأن يقول: اللهم اشفني وحدي فقط وارزقني وحدي فقط.
    12- أن يخص الإمام نفسه بالدعاء دون المأمومين إذا كانوا يؤمنون وراءه.
    13- ترك الأدب في الدعاء كأن يقول: يا رب الكلاب ويا رب القردة والخنازير.
    14- الدعاء على وجه التجربة والاختبار لله عز وجل، كأن يقول: سأجرب وأدعو لأرى أيستجاب لي أم لا، وقول بعضهم: سأدعو الله فإن نفع وإلا لم يضر.
    15- أن يكون غرض الدعاء فاسداً.
    16- أن يعتمد العبد على غيره في الدعاء دائماً، ولا يحرص على الدعاء بنفسه.
    17- كثرة اللحن أثناء الدعاء، وخاصة إذا كان اللحن يحيل المعنى، أما الجاهل بالمعنى وليس له معرفة باللغة فهو معذور.
    18- عدم الاهتمام باختيار أسماء الله أو صفات الله المناسبة للدعاء.
    19- اليأس وقلة اليقين من إجابة الدعاء.
    20- التفضيل في الدعاء تفضيلاً لا لزوم له، كأن يقول: { اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا وخالاتنا …} وهكذا ويستمر في ذكر تفصيل الأقارب والجيران وغيرهم. أما إذا كان التفصيل معقولاً ومحدوداً فلا بأس بذلك.

    21- دعاء الله بأسماء لم ترد في الكتاب والسنة.
    22- المبالغة في رفع الصوت.
    23- قول بعضهم عند الدعاء: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه.
    24- تعليق الدعاء على المشيئة كأن يقول: اللهم اغفر لي إن شئت والواجب الجزم في الدعاء.
    25- تصنع البكاء ورفع الصوت بذلك.
    26- ترك الإمام رفع يديه إذا استسقى في خطبة الجمعة.
    27- الإطالة بالدعاء حال القنوت، والدعاء بما لا يناسب المقصود فيه.
    للاستماع

    الدعاء

    الدعاء 2

    الدعاء 3

    الدعاء المعلم

    شجرة التصنيفات الذكر والدعاء


  5. #15
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    maroc
    الردود
    874
    الجنس
    رجل
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرا
    اللهم جعلنا من من يدعونك دعاءا صحيح وقلوبهم خاشعة وواجلة لك يارب العالمين
    اللهم بلغنا ليلة القدر

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الموقع
    فلسطين
    الردود
    127
    الجنس
    ذكر
    لنجعل شعارنا لهذا البوم بر الوالدين

    بر الوالدين

    اهتم الإسلام ببر الوالدين والإحسان إليهما والعناية بهما، وهو بذلك يسبق النظم المستحدثة في الغرب مثل: ( رعاية الشيخوخة، ورعاية الأمومة والمسنين ) حيث جاء بأوامر صريحة تلزم المؤمن ببر والديه وطاعتهما قال تعالى موصيا عباده: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً [الأحقاف:15]، وقرن برهما بالأمر بعبادته في كثير من الآيات؛ برهان ذلك قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الإسراء:23]، وقوله تعالى: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [النساء:36]، وجاء ذكر الإحسان إلى الوالدين بعد توحيده عز وجل لبيان قدرهما وعظم حقهما ووجوب برهما. قال القرطبي رحمه الله في قوله تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الأنعام:151]، أي: ( برهما وحفظهما وصيانتهما وامتثال أوامرهما ).

    أنواع البر:

    أنواع بر الوالدين كثيرة بحسب الحال وحسب الحاجة ومنها:
    1 - فعل الخير وإتمام الصلة وحسن الصحبة، وهو في حق الوالدين من أوجب الواجبات. وقد جاء الإحسان في الآيات السابقة بصيغة التنكير مما يدل على أنه عام يشمل الإحسان في القول والعمل والأخذ والعطاء والأمر والنهي، وهو عام مطلق يدخل تحته ما يرضي الإبن وما لا يرضيه إلا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
    2 - لا ينبغي للإبن أن يتضجر منهما ولو بكلمة أف بل يجب الخضوع لأمرهما، وخفض الجناح لهما، ومعاملتها باللطف والتوقير وعدم الترفع عليهما.
    3 - عدم رفع الصوت عليهما أو مقاطعتهما في الكلام، وعدم مجادلتهما والكذب عليهما، وعدم إزعاجهما إذا كانا نائمين، وإشعارهما بالذل لهما، وتقديمهما في الكلام والمشي إحتراماً لهما وإجلالاً لقدرهما.
    4 - شكرهما الذي جاء مقروناً بشكر الله والدعاء لهما لقوله تعالى: وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الإسراء:24]. وأن يؤثرهما على رضا نفسه وزوجته وأولاده.
    5 - اختصاص الأم بمزيد من البر لحاجتها وضعفها وسهرها وتعبها في الحمل والولادة والرضاعة. والبر يكون بمعنى حسن الصحبة والعشرة وبمعنى الطاعة والصلة لقوله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14]، ولحديث: { إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات } [متفق عليه] الحديث.
    6 - الإحسان إليهما وتقديم أمرهما وطلبهما، ومجاهدة النفس برضاهما حتى وإن كانا غير مسلمين لقوله تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً [لقمان:15].
    7 - رعايتهما وخاصة عند الكبر وملاطفتهما وإدخال السرور عليهما وحفظهما من كل سوء. وأن يقدم لهما كل ما يرغبان فيه ويحتاجان إليه.
    8 - الإنفاق عليهما عند الحاجة، قال تعالى: قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ [البقرة:215]، وتعتبر الخالة بمنزلة الأم لحديث: { الخالة بمنزلة الأم } [رواه الترمذي وقال حديث صحيح].
    9 - استئذانهما قبل السفر وأخذ موافقتهما إلا في حج فرض قال القرطبي رحمه الله: ( من الإحسان إليهما والبر بهما إذا لم يتعين الجهاد ألا يجاهد إلا بإذنهما).
    10 - الدعاء لهما بعد موتهما وبر صديقهما وإنفاذ وصيتهما.

    فضل بر الوالدين:
    دلت نصوص شرعية على فضل بر الوالدين وكونه مفتاح الخير منها:
    1 - أنه سبب لدخول الجنة: فعن أبي هريرة عن النبي قال: { رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه }، قيل: من يا رسول الله؟ قال: { من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة } [رواه مسلم والترمذي].
    2 - كونه من أحب الأعمال إلى الله: عن أبي عبدالرحن عبدالله بن مسعود قال: سألت النبي أي العمل أحب إلى الله؟ قال: { الصلاة على وقتها }. قلت: ثم أي؟ قال: { بر الوالدين }. قلت: ثم أي؟ قال: { الجهاد في سبيل الله } [متفق عليه].
    3 - إن بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله عز وجل: عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: ( أقبل رجل إلى النبي فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى، فقال : { هل من والديك أحد حي؟ } قال: نعم بل كلاهما. قال: { فتبتغي الأجر من الله تعالى؟ } قال: نعم. قال: { فارجع فأحسن صحبتهما } ) [متفق عليه] وهذا لفظ مسلم وفي رواية لهما: { جاء رجل فاستأذنه في الجهاد، فقال: أحي والداك؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد }.
    4 - رضا الرب في رضا الوالدين: عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي قال: { رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين } [رواه الترمذي وصححه إبن حبان والحاكم].
    5 - في البر منجاة من مصائب الدنيا بل هو سبب تفريج الكروب وذهاب الهم والحزن كما ورد في شأن نجاة أصحاب الغار، وكان أحدهم باراً بوالديه يقدمهما على زوجته وأولاده.

    التحذير من العقوق:
    وعكس البر العقوق، ونتيجته وخيمة لحديث أبي محمد جبير بن مطعم أن رسول الله قال: { لا يدخل الجنة قاطع }. قال سفيان في روايته: ( يعني قاطع رحم ) [رواه البخاري ومسلم] والعقوق: هو العق والقطع، وهو من الكبائر بل كما وصفه الرسول من أكبر الكبائر وفي الحديث المتفق عليه: { ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين. وكان متكئاً وجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يرددها حتى قلنا ليته سكت }. والعق لغة: هو المخالفة، وضابطه عند العلماء أن يفعل مع والديه ما يتأذيان منه تأذياً ليس بالهيّن عُرفاً. وفي المحلى لابن حزم وشرح مسلم للنووي: ( اتفق أهل العلم على أن بر الوالدين فرض، وعلى أن عقوقهما من الكبائر، وذلك بالإجماع ) وعن أبي بكرة عن النبي قال: { كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الموت } رواه الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك وصححاه].

    البر بعد الموت:
    وبر الوالدين لا يقتصر على فترة حياتهما بل يمتد إلى ما بعد مماتهما ويتسع ليشمل ذوي الأرحام وأصدقاء الوالدين؛ { جاء رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله. هل بقي من بر أبواي شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما } [رواه أبو داود والبيهقي].
    ويمكن الحصول على البر بعد الموت بالدعاء لهما. قال الإمام أحمد: ( من دعا لهما في التحيات في الصلوات الخمس فقد برهما. ومن الأفضل: أن يتصدق الصدقة ويحتسب نصف أجرها لوالديه ).

    أحكام شرعية خاصة بالوالدين:
    لا حد على الوالدين في قصاص أو قطع أو قذف. وللأب أن يأخذ من مال ولده إذا احتاج بشرط أن لا يجحف به، ولا يأخذ شيئاً تعلقت به حاجته. ولا يأخذ من مال ولده فيعطيه الولد الآخر [المغني:6/522]، وإذا تعارض حق الأب وحق الأم فحق الأم مقدم لحديث: { أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك } [رواه الشيخان]، والمرأة إذا تزوجت فحق زوجها مقدم على حق والديها.
    وقال في المقنع: ( وليس للإبن مطالبة أبيه بدين، ولا قيمة متلف، ولا أرش جناية ) قلت: وعلى الوالدين أن لا ينسيا دورهما في إعانة الولد على برهما، وذلك بالرفق به، والإحسان إليه، والتسوية بين الأولاد في المعاملة والعطاء. والله أعلم.




    بر الوالدين


  7. #17
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    maroc
    الردود
    874
    الجنس
    رجل
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله عني وعن جميع المسلمين بخير والله يجعل هدا العمل الرائع في ميزان حسناتك
    والله يجعلنا من البارين بوالدينا والله يديم طاعتي لهم بعد طاعة الله يارب وخليهملي بركةوتاج فوق راسي يا رب اميييييين

  8. #18
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الموقع
    egypt
    الردود
    56
    الجنس
    امرأة
    جزاك الله كل خير على ما كتبتة

  9. #19
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الموقع
    فلسطين
    الردود
    127
    الجنس
    ذكر
    ليكن شعارنا لهذا اليوم صلة الأرحام

    صلة الأرحام

    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
    قال الله تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1].
    وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه } [متفق عليه].

    من هم الأرحام؟
    سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: من هم الأرحام وذوو القربى حيث يقول البعض إن أقارب الزوجة ليسوا من الأرحام؟
    فأجاب سماحته: الأرحام هم الأقارب من النسب من جهة أمك وأبيك، وهم المعنيون بقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال والأحزاب: وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ [الأنفال:75]، وأقربهم الآباء والأمهات والأجداد والأولاد وأولادهم ما تناسلوا، ثم الأقرب فالأقرب من الإخوة وأولادهم، والأعمام والعمات وأولادهم، والأخوال والخالات وأولادهم، وقد صحّ عن النبي أنه قال لما سأله سائل قائلاً: من أبر يا رسول الله؟ قال: { أمك } قال: ثم من؟ قال: { أمك } قال: ثم من؟ قال: { أمك } قال: ثم من؟ قال: { أباك، ثم الأقرب فالأقرب } [أخرجه الإمام مسلم في صحيحه]، والأحاديث في ذلك كثيرة.
    أما أقارب الزوجة فليسوا أرحاماً لزوجها إذا لم يكونوا من قرابته، ولكنهم أرحام لأولاده منها. وبالله التوفيق. [فتاوى إسلامية].

    بأي شيء أصل أرحامي؟
    صلة الرحم تكون بأمور متعددة، فتكون بزياراتهم، والإهداء إليهم، والسؤال عنهم، وتفقد أحوالهم، والتصدق على فقيرهم، والتلطف مع غنيهم، واحترام كبيرهم، وتكون كذلك باستضافتهم وحسن استقبالهم، ومشاركتهم في أفراحهم، ومواساتهم في أحزانهم، كما تكون بالدعاء لهم، وسلامة الصدر نحوهم، وإجابة دعوتهم، وعيادة مرضاهم، كما تكون بدعوتهم إلى الهدى، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، يقول ابن أبي حمزة: ( تكون صلة الرحم بالمال، وبالعون على الحاجة، وبدفع الضرر، وبطلاقة الوجه، وبالدعاء ).
    وقال النووي: ( صلة الرحم هي الإحسان إلى الأقارب على حسب الواصل والموصول؛ فتارة تكون بالمال، وتارة تكون بالخدمة، وتارة تكون بالزيارة والسلام وغير ذلك ).

    صلة الرحم واجبة وإن قطعوك
    عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ، فقال النبي : { إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملّ، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك } [رواه مسلم].

    ثمرات صلة الأرحام

    صلة الرحم سبب لمغفرة الذنوب
    عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتى النبي رجل فقال: إني أذنبت ذنباً عظيماً، فهل لي توبة؟ فقال النبي : { هل لك من أم؟ } قال: لا. قال: { فهل لك من خالة؟ } قال: نعم. قال: { فبرّها } [رواه الترمذي والحاكم].

    صلة الرحم سبب لزيادة الرزق وطول العمر
    عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي قال: { من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله، وليصل رحمه } [رواه الحاكم والبزار بسند جيد].
    وعن أنس أن رسول الله قال: { من أحب أن يبسط له في رزقه، ينشأ له في أثره، فليصل رحمه } [رواه البخاري ومسلم].

    صلة الرحم من أحب الأعمال إلى الله تعالى
    عن رجل من خشعم قال: أتيت النبي وهو في نفر من أصحابه فقلت: أنت تزعم أنك رسول الله؟ قال: { نعم }. قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: { الإيمان بالله }. قال: قلت يا رسول الله، ثم مه؟ قال: { صلة الرحم }. قال: قلت يا رسول الله، أي الأعمال أبغض إلى الله؟ قال: { الإشراك بالله }. قال: قلت يا رسول الله، ثم مه؟ قال: { ثم قطيعة الرحم } الحديث [رواه أبو يعلى بسند جيد].

    صلة الأرحام سبب لدخول الجنة والنجاة من النار
    عن أبي أيوب أن أعرابياً عرض لرسول الله وهو في سفر، فأخذ بحطام ناقته أو بزمامها ثم قال: يا رسول الله - أو يا محمد - أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني من النار؟ قال: فكف النبي ثم نظر في أصحابه، ثم قال: { لقد وفق أو لقد هدي } قال: كيف قلت؟ قال: فأعادها، فقال النبي : { تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم، دع الناقة } وفي رواية: { وتصل ذا رحمك } فلما أدبر قال رسول الله : { إن تمسك بما أمرته به دخل الجنة } [رواه البخاري].

    صلة الرحم ليست من باب المكافأة
    من الناس من يصل أقاربه إن وصلوه، ويقطعهم إن قطعوه، وهذا في الحقيقة ليس بواصل، وإنما هو مكافئ للمعروف بمثله، وهو حاصل للقريب وغيره، فإن المكفأة لا تختص بالقريب وحده. والواصل حقيقة هو الذي يصل قرابته لله سواءً وصلوه أم قطعوه ولهذا قال : { ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها } [رواه البخاري ومسلم].

    عقوبة قاطع الرحم
    قاطع الرحم لا يدخل الجنة:
    عن جبير بن مطعم أنه سمع النبي يقول: { لا يدخل الجنة قاطع } قال سفيان: ( يعني قاطع رحم ) [رواه البخاري ومسلم].
    عن أبي موسى أن النبي قال: { ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر } [رواه أحمد وابن حبان].
    قاطع الرحم لا يقبل عمله:
    عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله قال: { إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم } [رواه أحمد].

    منع الزوجة من صلة رحمها
    سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان: هل يجوز للزوج أن يمنع الزوجة من صلة رحمها، وخصوصاً الوالدة والوالد؟
    فأجاب فضيلته: صلة الرحم واجبة، ولا يجوز للزوج أن يمنع زوجته منها؛ لأن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب، ولا يجوز للزوجة أن تطيعه في ذلك؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، بل تصل رحمها من مالها الخاص، وتراسله وتزوره؛ إلا إذا ترتب على الزيارة مفسدة في حق الزوج، بأن يخشى أن قريبها يفسدها عليه؛ فله أن يمنعها من زيارته، لكن تصله بغير الزيارة مما لا مفسدة فيه. والله أعلم [المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان].
    ----------------------------------
    الواجب مقاطعة هذه المجالس
    سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: في مجالسنا التي تجمع الأسرة غيبة ودخان ولعب بالورق ومشاهدة مسلسلات، وأنا لا أستطيع الإنكار عليهم خوفاً من تماديهم ووقوعهم في أعراض الدعاة والعلماء كعادتهم في بعض المجالس. فهل أترك مجالستهم وأقاطعهم أما ماذا أفعل؟
    فأجاب فضيلته: الواجب عليك إذا كنت لا تستطيع تغيير المنكر الذي وقع فيه هؤلاء أن تقاطع مجالستهم؛ لأن من جالس فاعل المنكر له مثل إثمه؛ لقول الله تبارك وتعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ [النساء:140]. ولا يضر أنهم قاطعوك وقطعوا الصلة بينك وبينهم في المستقبل بناء على مقاطعة مجالسهم التي تشتمل على المنكر، وإذا قاطعوك وقطعوا صلتك في هذه الحال فصلهم بما تستطيع، ويكون عليهم إثم القطيعة ولك أجر الصلة [فتاوى إسلامية].

    لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
    سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: نويت الذهاب إلى مكة لأداء العمرة، ولكن قيل لي عند الذهاب إلى مكة لا بد من زيارة أقاربي حتى لا يقطع الرحم، فرفضت الذهاب للعمرة ابتغاء لوجه الله عز وجل حتى لا أقابل أخا زوجي الذي أضطر إلى مقابلته بواسطة أقاربي، وأضطر كذلك إلى كشف وجهي أمامه، فهل هذا صحيح أم لا؟ وبماذا تنصحوني؟
    فأجاب فضيلته: قال الله تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ [النساء:59]. فجعل طاعة أولياء الأمور تابعة لطاعة الله ورسوله، فإذا تعارضت طاعة الله ورسوله مع طاعة أولي الأمر فالمقدم طاعة الله ورسوله. ولهذا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ ولا يحل لك كشف الوجه أمام أخي زوجك وأنت تعلمين أنه حرام، فالواجب عليك ستره حتى لو أدى إلى قطيعة بينك وبين أقاربك؛ لأنهم هم الذين قطعوا، وهم ليس لهم طاعة في معصية الله عز وجل، فعليك أن تؤدي ما أوجب عليك، واعلمي أنك منصورة عليهم إذا قطعوك من أجل إقامتك لحدود الله عز وجل، والواجب عليهم أن يقولوا في أحكام الله سمعنا وأطعنا، وألا يغلبوا العادات على شريعة الله؛ لأن الشريعة هي الحاكمة وليست محكوماً عليها، والعادات محكومٌ عليها وليست حاكمة.
    وليعلموا أن من أخطر الأشياء على المرأة أقارب الزوج، فقد يكونون أخطر عليها من الأجانب، لقول النبي حين نهى عن الدخول على النساء وحذر منها فقال: { إياكم والدخول على النساء } قالوا: يا رسول الله! أرأيت الحمو؟ قال: { الحمو الموت } يعني أنه هو الشر الذي يجب الفرار منه - أي من الخلوة به - وكذلك لأن { الحمو } هو قريب الزوج يدخل على بيت قريبه دون أن يفكر عليه أحد لكونه قريباً، ويدخل وهو يعتقد أن البيت بيته ولا يبالي، فيجري منه الشيطان مجرى الدم، ويوسوس له في الفتنة حتى تحصل الفتنة، وكم من قتيل للشيطان في هذه المسألة. لهذا يجب الحذر وغاية الحذر من التعرض للفتنة في أقارب الزوج.
    وخلاصة الجواب: أنه يجب على المرأة السائلة أن تغطي وجهها عن أخي زوجها ولو أدى ذلك إلى غضبهم وإلى هجرهم، لكن هي عليها أن تقوم بالواجب من صلة الرحم، وإذا قصروا فالإثم عليهم:
    قال الشاعر:

    وكن واصل الأرحام حتى لكاشح *** توفر في عمر ورزق وتسعد

    ولا تقطع الأرحام إن قطيعة *** لذي رحم كبرى من الله تبعد

    ذكّرهم بحق القرابة
    سئل فضيلة الشيخ ابن جبرين: حينما كنت عند أخي الكبير مع إخوتي جلسنا نتذاكر بعض المواضيع، وفجأة حصل خلاف بسبب موضوع عن تربية الأطفال. ثم قال لي أخي الكبير: أخرج من بيتي، ثم بعد ذلك قام وضربني، وقام إخوتي كذلك لمساعدته في ضربي. هل مقاطعتي لأخي الكبير وإخوتي بعد ضربي وإهانتي فيه إثم عليّ؟ وإذا كان عليّ إثم فماذا أفعل وأنا حساس جداً؟
    فأجاب فضيلته: لا بد أن يكون هناك أسباب حسية لهذا الضرب؛ فيمكن أنك أسأت الأدب معهم أو عبتهم في تصرفهم أو أحفظتهم بشيء من الانتقاد مما نتج عنه أن ضربك الأكبر وأعانوه لعلمهم أنك تستحق الضرب. فإن كان الأمر كذلك فأرى أن ترجع إليهم معتذراً متنصلاً مما بدر منك، مظهراً للأسف والندم فلعلهم أن يعذروك ويعودوا إلى مقتضى الأخوة، ثم أرى حتى ولو كانوا خاطئين أن تراجعهم وتبدي عذرك، وتقرّ بأنك أخطأت في حقهم، طالباً منهم التقاضي عن الخطأ، ذاكراً ما حملك على الكلام على وجه الاعتذار، مذكراً لهم بحق القربة وذوي الأرحام، وأن من قطعها قطعه الله، فلعل ذلك يكون له الأثر البليغ. والله الموفق [مجموع فتاوى الشيخ ابن جبرين].

    لا تقطع الرحم مجاملة
    سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: لي أختان متزوجتان من ابني عمهما، وقد حدثت خلافات بين الأسرتين أوجبت منع الزيارة، وامتنع أخي عن زيارة أختيه وكذلك فعلت والدتي مجاملة له حتى لا يغضب منها؟ فما الحكم؟
    فأجاب فضيلته: نعم عليهم في ذلك إثم، لأن قطيعة الرحم محرمة وهي من كبائر الذنوب، والمراد بالرحم القرابة، وكلما قربت القرابة كانت صلتها أوجب وأوكد، ولا يجوز أن تقطع رحمها مجاملة لأحد، بل عليها أن تصل رحمها وأن تقوم بما أوجب الله عليها، ثم إن رضي أحد بذلك فقد رضي بما أوجب الله وهو خير له، وإن لم يرض فإنه لا عبرة بسخطه، وصلة الرحم واجبة لا ينبغي أن تقطع مراعاة الناس أو محاباة لأحد [فتاوى إسلامية].

    أنت السبب في هذه المقاطعة
    سئلت اللجنة الدائمة: لي عمات شقيقات والدي وعددهن ثلاث، وقد أجمعن كلهن على مقاطعتي بسبب إرث مشترك بيننا أردن بيعه بدون إذن مني؛ لكوني شريكاً لهن في ذلك الإرث، ودون أن يعرف أحد منا حقه، وفعلاً منعت المشتري وأرجعت له ماله الذي دفعه لهن، وأنا لا أستفيد من ثمن هذه الأملاك ولا أنتفع بأي شيء منها، وقد تركتها لهن وسافرت، وأريد أن يعشن بما تنتجه المزارع ويسكن البيت على شرط ألا يتصرفن في شيء، وأنا بعد أن قاطعنني عزلت نفسي عنهن وبقيت وحدي، وأنا أخاف من قطع الرحم حيث أكون معرضاً لعقوبة الرحم، فما الحكم؟
    فأجابت: منعك لعماتك أن يبعن حقهن من ميراثهن من أبيهن ظلم وعدوان منك؛ فإن لكل واحدة منهن حق التصرف شرعاً فيما تملكه، وليس لأحد أن يمنعها من ذلك ما دامت أهلاً للتصرف شرعاً، وأما المقاطعة التي حصلت بينك وبينهن فأنت السبب فيها، فعليك أن تستغفر الله وتتوب إليه من هذا الذنب العظيم، وأن تستسمحهن وتزورهن، فإن الله عز وجل أمر بصلة الرحم، فقال تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ [النساء:1]، وقوله تعالى: وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ [الإسراء:26].
    وأجمع العلماء على أن صلة الرحم واجبة وأن قطيعتها محرمة، وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة أن رسول الله قال: { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه.. } الحديث [فتاوى إسلامية].

    لا تمنعها من زيارة أختها
    سئل فضيلة الشيخ ابن جبرين: رجل تزوج من فتاة لها أخت تكرهه وتحقد عليه وحاولت ألا يتم زواجهما بشتى الصور، ولكن قدر الله لهذا الزواج أن يتم، وطلب الرجل من زوجته عدم الإتصال بأختها تجنباً منه للمشاكل والخلافات التي قد تُثار بسببها، ولكن الزوجة أصرت ألا تقطع علاقتها بأختها بحجة أنها لو فعلت ذلك لقطعت صلة الرحم، وبهذا تكون قد خالفت الشرع والدين. علماً أن الزوج يصر على هذه المقاطعة من قبل زوجته. أفيدونا ولكم خير الجزاء.
    فأجاب فضيلته: على الرجل أولاً أن يصلح نيته وقصده وعمله، فيحافظ على العبادات ويبتعد عن المحرمات، ويجتنب ما يجلب له سوء السمعة وما يقدح به في عدالته، وعليه ثانياً أن يحسن صحبة زوجته ويعاشرها بالمعروف، ويجلب لها أسباب الراحة ومتطلبات الحياة الطيبة، ويبتعد عن أسباب النزاع والشقاق وما يثير الغضب ويوقع في الأحقاد والضغائن والبغضاء. فمتى فعل ذلك فإن زوجته سترغب في صحبته وتحمد العاقبة وتجد الراحة في حياتها، وسوف ترد بقوة على من يطعن فيه وبرميه بما يشينه، ويقول فيه ما هو بريء منه إفكاً وبهتاناً، سواء أختها ولا يشخى عليها إحداث فرقة أو بغضاء، بل عليها أن تصل أقاربها ولا تهجرهم لما في القطيعة من الوعيد، ولعلها تذهب ما في قلب أختها على الزوج من الشنآن والكراهية، وتحثها على التوبة وحسن الظن، وتذكر لها حسن خلقه وما يعاملها به من الأخلاق الشريفة والقيم الرفيعة. والله الموفق.
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


    صلة الرحم والإحسان للأقربين

  10. #20
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    maroc
    الردود
    874
    الجنس
    رجل
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سبحان الله كنت اتوقع هدا الشعار وعندما رايته ابتسمة وقلت سبحان الله جزاك الله خيرا وقبل ان اكتب ردي قمة بصلة بعض ارحامي والله يعينني على صلة رحمي والسال عنهم ولو حتي بالهاتف

مواضيع مشابهه

  1. خلف أقدار الله الكثير من الخير والحكمة التي قد لان
    بواسطة ناااصحة في تغريدات لكِ (تويتس - تويت - تويتر - twitter)
    الردود: 2
    اخر موضوع: 18-09-2011, 11:26 AM
  2. الردود: 45
    اخر موضوع: 29-09-2008, 05:25 PM
  3. اعطيني القليل من وقتك ولك الخير الكثير
    بواسطة nawal2006 في ركن الأشغال اليدوية والخياطة
    الردود: 5
    اخر موضوع: 20-02-2007, 11:57 AM
  4. الردود: 3
    اخر موضوع: 25-06-2006, 08:39 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ