بـاقـونَ .. أوْتـادًا / جُـذورًا
رجاء محمد الجاهوش
في غزَّة انفجرَ بركان كُفرهم، فتطايَرَت الأشلاء حِممًا، وسالت الدِّماء ـ رغمَ فورانها ـ باردَة زكيَّة !
تهدّمت بُيوت، وسَقطت جُموعُ القتلى نساءً ورِجالا وأطفالا، وسيقَ الجرحى إلى المستشفى بحرص وهَلع...
الموتُ حقّ، إلا أنّ لحياةِ العزّة والكرامةِ اليوم قيمَة عُظمى..!
ونحن...
خلفَ الشَّاشات نتابعُ بغضبٍ، نذرفُ الدموع حزنًـا، قهـرًا، وأسـى...
يلفنا الحنين، ونستعذب الأنين، فتصرخ الدِّماء: الله أكبر، الله أكبر، والنّصر للإسلام !
نردّدها في كلِّ نازلة، فلا عاصَم مِن أمر الله إلا حُسن الأوبَة إلى الله.
-
لم يكن هذا عُدوانهم الأوَّل، ولن يكون الأخير..!
فمنذ عشراتِ السِّنين وهم يحاولون كسرَ شوكتنا، تشريدنا، وتصفيتنا، علّ وجهَ الأرضِ يَخْـلُ لهم، وما علموا أنّهم لن يقدروا علينا، لن يقدروا..!
فمَن ذا الذي يَستطيع تحريك الجبـال الشّم الرّواسي من مكانِها؟!
ومَن ذا الذي يَستطيع حَجب نـور نجم ساطع في سمائه؟!
ومَن ذا الذي يوهِن عزيمة مُستمدَّة مِن إيمـانٍ بالله العزيزِ القهّار، ويقيـن بنصره؟!
جبالٌ نحن، نجومٌ نحن، غُرسَت عزائمنا في قلبِ الأرضِ أوتادًا / جذورًا..!
مَوتانا شهـداءُ، وجَرحانا أبطـالٌ شرفـاء، وجَميعنا مِن أجلِ إعـلاءِ كلمة الله فـداء.
هذا نحن، فأرُوني كيفَ لأيديكم أنْ تقتلِعنا..!
-
" لن تسْرقوا دَمَنا ، ولا حُلمَ السَّنابل " *
أتسمَعـون..؟
هل تفهَمـون..؟
ليتكم تعقلـون..!
أنَّنا قد خبّأنا في كلِّ حبَّةِ قمْح حُلمًـا، وفي كلَّ حبِّةِ زيْتون أمَـلا..
ثمَّ هَطلَ الغمامُ ليَسقيهم صَبرًا، وثباتًا، وحبَّ جهادٍ..
فكانت لنا ولأطفالنا زادًا، ونِعْـمَ الـزَّاد.
---------------------------------------------
* بيت من قصيدة: "في القدس قد نطق الحجر"</B></I>
الروابط المفضلة