اعتقد... اننا كلنا
توقعنا.. ان ذلك العشيق الاجنبي.. قد غسل دماغها..
واثر عليها بكلماته.. وكاد ان
يردها عن دينها....
ولكن الحقيقة التي ستصدم الجميع..
ان الاجنبي لم يكن يتدخل بدينها بشيء ابدا..
لم يكن يهمه سوى
علاقته بها..
ولو كان مكان هذا الاجنبي.. عربي.. او حتى هندي..
ملتزم او منحل..
لما شكل ذلك
فرقا على الاطلاق...
لانها مرحلة يصل اليها كل
مدمن على المعصية..
مرحلة انطماس البصيرة... وتشوه الفطرة السليمة..
فيصبح الحق
باطلا.. والباطل حقا!!!
أرأيت
خطواتِ الشيطان؟؟؟؟
أرأيتِ كيف ان
بابا مغلقا واحدا لن يكفي؟؟؟
لن يكفي...
وكيف يكفي..
وقد عدى الباب الاول على خير والدنيا ربيع والجو بديع...
فيا ترى ماذا يوجد خلف
الباب الثاني؟؟؟
هــه.. طيب
والباب الثالث؟؟
والرابع؟؟؟
ويزين لنا الشيطان... بابا تلو الباب... و
نغوص بالوحول والادناس وراء كل باب..
بكامل ارادتنا ودون وعينا للاسف!!!
سلوى قالت لي امرا.. اثار دهشتي حقا...
قالت لي بانها كانت مرة تقلب قنوات التلفاز.. ووقعت على قناة فيها داعية اسلامي مشهور..
وكان كلامه
عذبا رائعا..
كان يتحدث عن تقوى الله... ووجوب محاسبة النفس وصيانتها...
وان الدنيا زائلة... وان عذاب الله شديد...
و و و.....
وسلوى تسمرت تسمع كلامه.. وهي تشعر انه موجه
لها بالذات..
ولكنها لم
تفقه حرفا منه....!!!
تقسم لي... ان كلام الداعية الذي كان يثير مدامعها سابقا...
كان
كالغشاوة.. او الضباب... لا تستطيع ان تفهمه ولا تستوعبه!!!!
لسان حالها يقول:
((لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها))
((ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم ))
نعم.. هذا حال
المنغمس بالمعصية.. الذي انطمست بصيرته.. وطبع الله على قلبه.. واتبع اهواءه..
انها غشاوة حقيقية.. تجعله
لا يفهم ابدا اية نصيحة دينية او اخوية..
هو الان بشر يجري منه الشيطان مجرى الدم في العروق..
فكيف
يخرج من هذه المصيبة؟؟؟
كيف ينجو من هذه الكارثة؟؟؟؟
هي
رحمة من عند الله .. يصيب بها من يشاء...
وانك لا تهدي من احببت.. ولكن الله
يهدي من يشاء!!
نعم...
هي رحمة الله اولا واخيرا... لذلك العبد
العاصي...
وليست الاقدار ولا الصدف.. ولا عدت على خير..
ابداااا...
فسلوى..
ربما
انتهت قصتها على خير...
ولم يحدث الاسوأ ..
ولم يخر سقف بيتها فوق رأسها وعادت لاهلها بهتك عرضها او ورقة طلاقها..
ولكن..
ربما هي
دعوة من احد والديها.. في جنح الليل..
ربما هي
صدقة.. تصدقت بها بنية خالصة يوما...
ربما هي
ابتسامة عذبة.. في وجه طفل صغير محتاج...
ربما هي
دمعة ساخنة.. فاضت بها عينها يوما في خلوة.. من خشية الله..
من يدري...؟؟؟
ولكنها مصانع
المعروف.. تقي مصارع السوء...
((وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى))
وما نفعله من
خير في هذه الدنيا..
هو ذخيرة لنا في الدنيا والاخرة برحمة الله تعالى...
وتزودي بالتقوى...
تزودي بالتقوى..
الحقي نفسك... واجعلي بينك وبين الله فضل من
عمل صالح..
اخلصي النية في القول والعمل...
فهو ما
سينقذك يوما من براثن هذه الابواب او الانغماس فيها...
وان لم تفعلي..
ولم يكن لك هذه الذخيرة بينك وبين الله..
فأخشى
الا تدركك رحمة الله عز وجل
ولا حول ولا قوة الا بالله
لذلك.. اقول لكل اخواتنا الداعيات..
كل الامهات الصالحات اللواتي يودن ان
يغيرن حال اولادهن المنفلتين وبناتهن المنفلتات..
كل زوجة.. تعبت من زوجها العاصي المنغمس بالملذات والشهوات..
رفقا... رفقا....
رويدا رويدا....
ليس الامر سهلا
ابدا..
ومن تحاول كل جهدها وتظن انها فعلت كل شيء... فهي تحاول بالطريقة
الخطأ...
الحوار المتشدد مع العاصي.. المنغمس في معصيته وملذاته هو حوار طرشاااان..
طرشااااان..
لا يصلح معه الصراخ.. ولا الجدال.. ولا التأنيب.. ولا التأديب...
على عينيه
غشاوة.. ولن يفقه من كلامك المتشدد ووصمه بالدناءة والرذيلة شيئا للاسف....
سلوى كانت كل يوم تصبح
مسلمة .. ثم تمسي وهي لا تمت الى الاسلام
ذرة واحدة..
وهناك الكثير ممن يعيشون على هذا الحال في عالمنا الاسلامي..
الكثيرات من السلوات في مجتمعاتنا...
ولا اريد منكن ان تنظرن اليهن نظرة
ازدراء واحتقار...
بل افهمن الدوافع.. وخطوات الشيطان.. وانظرن اليهن نظرة
شفقة ورحمة...
فكلنا
بشر.. ولا احد معصوم من الانزلاق في هذه الابواب..
الا من رحم ربي...
و...
بشروا .. ولا تنفروا....
فالنساء هن اكثر اهل النار... ان لم ينقذهن المجتمع بكل حنان وحب وحرص..
و
ندع الى سبيل ربنا بالحكمة والموعظة الحسنة..
تحلي بالصبر..
والدعاااااء في جنح الليل..
فهو
سهم من سهام الليل.... يغلق الله به الابواب الفاسدة..
ويبدل به الله من حال الى حال!
واحتوي زوجك او ابنك او ابنتك العاصية.. احتويها ولا تفقدي الامل في هدايتها..
وتقربي اليها بكل حب وحنان.. واجعليها تعرف.. انك
ستكونين هناك داائما..
على عتبات
الباب المغلق..
عندما تعود وتخرج منه بحول الله وقوته...
كانت هذه
دردشة بسيطة..
تعقيبا على قصة سلوى..
من
فيض قلبي وحبي لكن...
فأرجو ان تكون قد وصلت الرسالة.. والدروس
المستفادة من قصة سلوى..
ولا نجعلها تمر مرور الكرام..
لنحدث بها احباءنا..
ونروي قصتها لبناتنا..
علّ الجميع يتعظ ويتعلم عواقب دخولنا
الباب المغلق!
بانتظار مشاركاتكن.. تعقيباتكن.. ومدى استفادتكن من هذه القصة
الروابط المفضلة