التردد يقتلني ..وجهلي بأحوال ازدهار يزيد من تعذيبي ..أخيراً فاتحتُ سامر في
الموضوع ..وحكيتُ له ماحكى لي عمي سالم ..وعن تردد ازدهار ..فاجأتني إجابته كثيراً .
:توقعت ذلك ياسمير..إزدهار مازالتْ شابة ..ووفاة علاء رحمة الله ليستْ بعيدة ..ولن
تستطيع نسيان زوجها مهما حدث ..خاصة أنها كانت تحبه ..وقضاء الله فوق كل شئ.
:سامر ..أنا طلبتُ إزدهار للزواج لسبب واحد ..والجميع يعرف ذلك .
:أعرف يا سمير ..أعرف جيداً عما تتحدث ..وضع كثير من الفتيات أصبح
مخزياً ..والحمد لله الذي يسر لنا الفتيات الصالحات ..سمير أنصحك بالصبر ..قد تقتنع
ازدهار ولو بعد حين.
:لم أتوقع منها كل هذا التردد .
:سمير أنتَ لاتعي ماتقوله ..أظن أن سعادتك أغفلتك عن هذه الظروف
الطبيعية ..مارأيكَ أن تكلمها أنتَ ..وتوضح لها وجة نظرك..
:هل تقترح ذلك؟
:نعم بالتأكد يجوز لكَ أن تكلمها في موضوع زواجكما ولكن قبل ذلك حاول أن
تستجم ..أنتَ متوتر كثيراً ..وكلامكَ غير مرتب .
تعال نخرج للمسجد سوياً..قد ترتاح هناك ..أظن أن هناك حلقة بعد الصلاة.
..........................
جميل جداً أن تجد شخصاً يعيش ظروفك ..أو يتعايشها من أجلك ..هذا ما شعرتُ به بعد
لقائي بهناء ذلك المساء..
ارتحتُ كثيراً هذه الأيام خاصةً أنه لا أحد يذكر سمير على مسامعي ..وجهتُ جُل
اهتمامي للصغيرين ..وخصصتُ وقتاً أطول للعب معهما .
أرى الأسئلة في عيني أمي ..أمي إنسانة طيبة جداً.. لكن فكرة أن البنت سترها في
الزواج لاتفارق رأسها ..على العموم المهم أني مرتاحة الآن ..
في عطلة نهاية الاسبوع يحتار زياد في الطلبات ..لكنه اليوم لم يطلب الخروج أو
اللعب ..على غير عادته..استغربتُ هدوءه ..لكني لم أسأله ..فضلتُ البقاء في البيت ..
صنعتُ كعكة صغيرة نتناولها مع الشاي أنا وأمي ..أظن أن أبي هم بالخروج للمسجد ..
بعد خروج والدي طُرق الباب ..كانت هناء ..جاءتْ في وقتها.
سُرّتْ أمي بحضور هناء ..وجلستْ هناء تحتسي الشاي معنا ..وبعد فترة استغلتْ
هناء غياب أمي في المطبخ وسألتني: ما الأخبار؟
قلتُ بلامبالاة:لاجديد .
:هل غيرتِ رأيكِ؟..... هل وافقتِ؟
أومأتُ برأسي ..بالنفي.
:هل تعنين أنكِ رفضتِ الزواج.
:لا هذا ولاذاك.
:إذن مازال الأمر معلقاً......وماذا تشعرين؟
:لا أعرف..
:هل تريدين الزواج ؟
:لا أدري.
:إزدهار لماذا حضر والداكِ الى هنا ؟
:حتى لا ابقَ وحيدة.
:وهل سيبقيان على هذه الحال للابد ؟
كأني أفقتُ من غيبوبة ..يا إلهي كيف نسيتُ ..والدي تكبد الكثير من المتاعب هو
وإخوتي من أجلي ..
:وماذا لو لم تنته معاملاتكِ ؟ هل ستبقين هنا للابد؟
:وماذا عن حال الصغيرين بعد أعوام ؟هل ستبقين في وظيفتك حتى تعيلي أسرتك التي
تركها علاء؟
أخبرتني بأنك لاتحبين الخروج من البيت للعمل لكنك مجبرة..
ماذا عن مستقبل زياد لو بقيتِ هنا أو عدتِ للوطن؟ ألا يحتاج من يقوم مقام والده ؟
هل سيتولى أعمامه العناية به ؟ هل أنتِ واثقة من أن أسلوبهم سيعجبكِ..وكيف
ستناقشيهم في الوضع وهم أجانب عنكِ..؟
وهل توافقين على الزواج إذا أجبرتك الظروف يوماً ما؟
هل فكرتِ جيداً في مستقبل الصغيرين ؟
لم تعد أمي من المطبخ ..أظن أنها تعمدتْ التأخر ..كانتْ هناء صادقة في كل
حرف ..لقد وضحتْ الصورة أمامي الآن ..كم كنتُ أنانية ..كنتُ أفكر في
مشاعري ..وأفكر في فقدان علاء ..ونسيتُ الصغيرين وأهلي ..بدأتْ الدموع تترقرق
في عينيّ من جديد ..
قلتُ:هناء ..لقد وضعتِ النقاط على الحروف .
عادتْ أمي بأكواب الشاي ..مسحتُ دموعي بسرعة وتناولتُ عنها الصينية.
.....................
وعند خروج هناء همستْ في أذني :وهناك شخص اخير لم أنسه ..يحتاج اليكِ..... فلا
تخذليه.
كم احبك يا هناء تمنيتُ لو أني عرفتها من قبل ..ليتها كانت صديقة عمري.
ودعتُها وعدتُ لداخل البيت بروح جديدة.
..............................
هدا الجزء عشان عيون ايمان ..
بنات اعذروني تعبت من الصور...
الروابط المفضلة