رقائق وخواطر
الحمد لله الذى أراد لوصالنا معكم أن يدوم ولقائاتنا بكم أن تستمر وبعد
أن أُعلِن َ الموعد ....... وفرح الجميع ..... واستعد من استعد
وانطلقت المنابر تردد آيات الصيام .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"
فجاشت الخواطروفرح قلب المؤمن بحلول شهر التقوى
علنا نتزوّد من زاد التقوى وعلّنا نغتم فرصة
" لعلكم تتقون "
فالتقوى الشرعية هى اتقاء المعاصى لأن الصوم يربط القلوب بالله عز ّوجلّ عن طريق المراقبة
كما يلطف الدوافع الشهوانية ويرتقى بالمسلم إلى أوجّ العالم العالم الروحانى حيث صفاء الروح والقرب من الله تعالى
فلعل تفيد التمنى وأحيانا ً الجهالة أما إذا ذكرها الله عز وجلّ تفيد الغاية البعيدة
أى أن التقوى هى الغاية المرجوّة من الصوم
فما شُرِع َ الصيام إلا ليعلم الناس التقوى وأن يتحلوا بصفات المتقين
وحتى نحصل على التقوى لابد من استعداد خاص وأول الاستعدادت أن نعرف ماهى التقوى ؟
التقوى هى الخوف من الجليل , والرضا بالقليل , والعمل بالتنزيل , والاستعداد ليوم الرحيل
أى أن التقوى هى الخوف من الله عز وجلّ والمراقبة له والحرص على رضاه
والرضا برزقه وعطائه مهما قلّ أو كَثُر
والعمل بكتاب الله وسنة رسوله
والاستعداد للموت ..
والتقوى لابد أن تصحب المؤمن فى كل حياته وكل لحظاته فكل فعل يحتاج
لتقوى , وإلا كيف يتقبل الله العمل بدون تقوى
أما قال الله عز وجل ّ
"إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين"
سئل الإمام أحمد عن معنى المتقين في هذه الآية فقال : يتقي الأشياء فلا يقع فيما لا يحل له .
وعن أبي الدرداء قال :
لإن أستيقن أن الله تقبل مني صلاةً واحدةً أحب إليّ من الدنيا وما فيها إن الله يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين}.
وقال علي رضي الله عنه : لا يَقِلّ عمل مع تقوى وكيف يَقِلّ ما يُتقبل .
كتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل : أوصيك بتقوى الله الذي لا يقبل غيرها ولا غيرها ولا يرحم إلا عليها ولا يثيب إلا عليها فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل .
دخل سائل على ابن عمر رضي الله عنه فقال لابنه اعطه ديناراً فاعطاه ، فلما انصرف قال ابنه: تقبل الله منك يا أبتاه فقال:
لو علمت أن الله تقبل مني سجدةً واحدةً أو صدقة درهم لم يكن غائب أحب إلي من الموت تدري ممن يتقبل الله
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} .
سبحان الله يشك فى أنه تقى ّ ؟ فأمثالنا ما فِعْلُه ؟
وروى ابن جرير عن عامر بن عبدالله العنبري أنه حين حضرته الوفاة بكى، فقيل له ما يبكيك فقد كنت وكنت ؟ فقال يبكيني أني أسمع الله يقول
{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين}
فمن منا أشغله هذا الهاجس !! قبول العمل أو رده , في هذه الأيام ؟ ومن منا لهج لسانه بالدعاء أن يتقبل الله منه رمضان ؟
يقول الغزالى رحمه الله
" تأمل أصلا ً واحداً وهو : أنك قد قضيت جميع عمرك فى العبادة وكابدت حتى حصل لك ماتمنيت , أليس الشأن كله فى القبول والله تعالى يقول
{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين}
فرجع الأمر كله للتقوى "
ففيما مضى من الأيام هل شعرنا بثمرة التقوى هل حققنا التقوى التى هى جماع كل خير ؟
رمضان صناعة المتقين
فهل نخرج من رمضان قبل أن نحقق التقوى ؟
تعالو معنا هنا
لنكن على موعد مع التقوى عسى الله أن يتقبل منّا
فانتظرونا فى اللقاءات القادمة فى نفس الموعد
فى الأسبوع القادم
دمتم فى رعاية الرحمن
الروابط المفضلة