غرنـاطــــــة (Granada)
آخر مدن المسلمين في الأندلس ..و قصر الحمراء
تقع مدينة غرناطة على بعد 267 ميلا
جنوب مدينة مدريد (عاصمة أسبانيا)، تعلو عن سطح البحر حوالي 669متر،
مما يجعل مناخها غاية في الروعة واللطف،
أسست على موضع مدينة رومانية اسمها (أليبيري).
تعتبر غرناطة آخر مملكة
من ممالك المسلمين في الأندلس، آخر من سُلّمت بعد حروب وحصار مرير.
مملكة غرناطة:
ازدهرت مدينة غرناطة على يد بني الأحمر،
وذلك عندما دخلها (محمد بن يوسف بن نصر)
استجابة لمطلب أهلها سنة 635هـ/1238م (وفي تاريخ آخر 629هـ/1232م)
لحمايتها من الصليبيين.
ضمت مدينة غرناطة ثلاث ولايات هي كل
ما تبقى للمسلمين في الأندلس، وكانت تمتد ما بين شاطئ البحر المتوسط
حتى مضيق جبل طارق:
- غرناطة في الوسط (وبها العاصمة).
- المرية في الشرق.
- مالقة في الغرب والجنوب.
وبالرغم من صغر مساحتها
وقلة سكانها إلا أنها تمكنت من الاستمرار والمقاومة
ضد اتحاد كل من (إيزابيلا) ملكة قشتالة و(فرديناند الخامس)
ملك أراجون عندما تزوجا، وقررا إنهاء أي وجود إسلامي
في أسبانيا وكان ذلك متمثل في مملكة غرناطة.
وبقوة تعصبهم الديني وبضعف الأمراء
المسلمين في غرناطة وصراعاتهم، استطاعا الاستيلاء على مالقة
ثم وادي آش ثم المنكب والمرية، لكنْ بقيت غرناطة..
وبسبب إصرار (أبي عبدالله الصغير)
أمير غرناطة على الدفاع والصمود وحماية الدين الإسلامي
امتدت الحرب من سنة 895هـ إلي 897 هـ حين حاصر الأسبان المدينة
ومنعوا عنها الامدادات الغذائية برًا وبحرًا..
وأوشك المسلمون على الموت،
فقرر أمير غرناطة التفاوض والاستسلام،
ووقعت اتفاقية الاستسلام لآخر معقل إسلامي في الأندلس
في 21 محرم سنة 897 هـ - 25/11/1491م.
وبالطبع لم يحترم الأسبان الاتفاقية،
وأجبروا المسلمين على الهجرة أوالتنصر.
معالم غرناطة:
قصور الحمراء (Alhambra Palace)
سبب التسمية:
وثمة خلاف بشأن سبب تسمية هذا المعلم البارز باسم قصر الحمراء،
فهناك من يرى أنه مشتق من بني الأحمر، وهم بنو نصر الذين كانوا يحكمون غرناطة،
بينما يرى آخرون أن التسمية تعود إلى التربة الحمراء التي يمتاز بها التل الذي تم تشييده عليها.
وهناك تفسير ثالث وهو أن بعض القلاع المجاورة
لقصر الحمراء كانت تعرف منذ نهاية القرن الثالث الهجري،
الموافق للقرن التاسع الميلادي؛ باسم المدينة الحمراء.
الحمراء مدينة ملكية تتخذ شكل الحصن
الذي يقام في موقع مرتفع منيع يتميز بحصانته بفضل الأبراج والأسوار المحيطة به،
ويبلغ ارتفاع الهضبة التي شيدت عليها القصور 736 مترا، وتشغل نحو خمسة وثلاثين فداناً.
وبالرغم من اندثار حضارة المسلمين إلا أن قصور الحمراء..
لا تزال شاهدة على جمال وقوة الحضارة الإسلامية،
لا تزال تمثل إلى اليوم أسطورة وأعجوبة من أعاجيب الحضارة الإسلامية.
فقصور الحمراء؛ معلم غرناطة السياحي الأول،
الذي يجعل ما يزيد عن 2.2 مليون سائح سنويًا يتوافدون إليه.
الروابط المفضلة