رسالة من زوجة :
قالت إصبري و احتسبي .
قلت : إنا لله و إنا إليه راجعون .. في من ؟
قالت : في زوجك .
صرخت و قلت : مات .. قالت: بل .. تزوج .
فلا أدري هل الدنيا تدور حولي .. أم أنا التي أدور حولها .. لا أدري ؟ سمعتها تهتف وتقول : إنما الصبر عند الصدمة الأولى !
ارتطم جسدي بعدها بالشيء الذي كان تحتي و يسمونه مقعداً .. جلست .. أبكي و تبكي معي إلى أن تمالكت نفسي و قلت لها : الآن .. الآن .. بعد ثلاثين عاماً .. بعد أن وهن العظم مني .. و ابتعد الأولاد عني .. الآن يتزوج .. بعد أن أنفقت جلّ وقتي عليه ، و على تربية أولادي ..نعم هي رسالتي الأولى و أنا أؤمن بها و لكن لم أعط نفسي حقها حتى من حفظ كتاب الله ، و ذلك لإنشغالي الدائم به و بضيوفه .. الآن يتزوج و أنا في أشد الحاجة إليه !
قاطعتني و قالت: هل تعترضين على شرع الله ، و قضائه .. فالتعدد جائز بل هو سنة ؟
قلت : أنا لست ضد التعدد ، و لكن ضد توقيت التعدد .. لمَ لم يفكر في التعدد عندما كنا نسكن في غرفة واحدة بشقة والدة ؟؟ لِمَ لم يفكر في التعدد عندما كنت أخدم و الديه ، و إخوته الصغار؟؟
الآن يتزوج بعد أن مات الكبار .. و كبر الصغار ، و تزوجوا ؟ هل يريد أن يعيد شبابه على حسابي ؟ أم أن الأحوال قد تغيرت .. فالغرفة الصغيرة أصبحت فيلا كبيرة ..و المصروف القليل أصبح راتباً كبيراً فماذا يفعل بكل هذه النعم سوى أن يعيد الكرة و يتزوج الثانية ؟
صمتت محدثتي طويلاً و بعدها قرأت قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر و الصلاة إن الله مع الصابرين )) سورة البقرة 153
انصرفت و دموعي تتسابق مع دقات قلبي كأنها طبول حرب تنذر بالخطر !!
المجتمع - 1345
الروابط المفضلة