أحبتي في الله
قد يخطر ببال أحدكم هذا السؤال :
هلا الصحابة رضوان الله عليهم كانوا لا يخطئون بحق بعضهم البعض ؟؟
لا .. قد يحصل بينهم اختلاف في وجهات النظر ..
مثل العين : ترى رؤى مختلفة .. وعيون لا تستطيع الرؤية من قريب ..
وعيون لا تستطيع الرؤية من بعيد ..
العقول أيضاً يحصل بينها اختلاف ..
ولكن ليس اختلاف القلوب ..
نعم .. قد أكون مختلفاً معك في هذا الرأي أو تلك الفكرة ..
ولكني أحبك في الله
سلامة الصدر لم أفقدها تجاهك ..
لأنك أحبك في الله
ولا يمكن أن أحمل لك في قلبي غير
الحب والود
فبعد موت
سيدنا عمر رضي الله عنه .. تحصل الفتنة الكبيرة التي حصلت للأمة ..
ولكن حتى هذه الفتنة ربما حصلت ليعلمنا رب العالمين كيف نتعامل في المحن ..
نعم .. ممكن أن تحصل فتنة .. ولكن انظر إليهم في خضم الفتن واشتعالها ..
كيف كانت قلوبهم على بعضهم البعض ؟؟
يقف الجيشان المسلمان أمام بعضهما البعض :
جيش فيه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجيش فيه الزبير بن العوام رضي الله عنه ..
ويأتي سيدنا علي لسيدنا الزبير فيقول له : أتذكر يا زبير حين قال لك النبي صلى الله عليه وسلم :
(( أتحب علياً يا زبير ؟ ))
فقلت : نعم يا رسول الله ..
فقال : (( ستقاتله وأنت ظالم له)) ..؟؟؟
فينتفض الزبير بن العوام ويقول : والله كنت قد نسيتها .. والله لا أقاتلك يا أخي !
ورجع سيدنا الزبير وقرر أن يترك المعركة .. ورجع عن خطئه ..
ولكن اليهود قتلوه لتبقى الفتنة جارية مشتعلة بين المسلمين ! ..
تماماً كما حصل بين الأوس والخزرج ..
وقامت الفتنة : من قتل الزبير .. حواري رسول الله ؟؟
وتشتعل الفتنة من جديد وتبدأ الحرب ..
وفي جيش سيدنا
الزبير كان سيدنا طلحة بن عبيد الله ..
ويموت سيدنا طلحة قتلاً .. فيأخذه سيدنا علي ويحضنه ويقول :
يا ليتني مت قبل ذلك اليوم بعشرين عاماً ..
عزيزٌعلي يا أبا محمد أن أراك في دمائك هكذا !
أسأل الله أن أكون أنا وأنت يا طلحة ممن قال فيهم :
(( ونزعنا ما في صدورهم من غل أخواناً على سرر متقابلين ))(الحجر : 15)..
ما أروعها من
كلمات ! ..
رضي الله عنكم يا صحابة رسول الله .. وجمعنا بكم في الفردوس الأعلى ..
أرأيت كيف كانت الأخوة .. وكيف كانت العلاقات الأخوية ؟؟
يا لذلك الزمان ..
زمن المحبة والإخاء ..
زمن التواصل والصفاء ..
يا لتلك القلوب النقية الطاهرة ..
يا لتلك المشاعر السامية ..
:: تعددت الأجساد والقلب واحد ::
آآآآآآآآآآآه يا أمتي ..
أما آن لنا أن نتحد ..
أما آن لنا أن نكون كالجسد الواحد ..
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ..
يا أخي ماذا تتنظر !!
بالله عليك .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
:: تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس ، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً ،
إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء ::
سبحان الله ..
ونحن تمر علينا الأسابيع والشهور ..
وبيننا وبين أخوتنا وأحبتنا حقد وضغينة ..
رغم أنفك يا هذا ..
خسرت الآخرة وحلاوة الجنة ..
خسرت لقاء ربك ونبيه المصطفى ..
خسرت شربة من يد سيدالخلق أجمعين ..
أرجوك يا أخي .. ضع يدك في يدي ..
وهيا بنا نمضي سوياً ..
نطهر القلوب .. ونداوي الجراح ..
فنحن أجساد متفرقة وألوان متباينة ..
ولكنا ..
قلب واحد
وروحاً واحدة
وأمة واحدة
وبإذنه تعالى ..
سيغير الله حالنا ويكتب عزنا من جديد ..
ختاماً
لا يسعني سوى أن أقول إني
أحبكم
في الله
واعذروني على هذه الكلمات المبعثرة ..
" كل الناس مني في حل "
فلا ندري متى تطوى صحائفنا ..
الروابط المفضلة