أخواتى الحبيبات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مشاركتى فى " أنات صامته "

"يا إلهى لقد فعلتها ثانية " صرخت مريم بهذه العبارة وهى تنظر بأسى للوردة الحمراء الصغيرة التى قطفها أخيها الصغير وأمسكها بن يديه .. نظر لها أخوها قليلا قبل أن يقول .. لم كل هذا ؟ .. إنها مجرد وردة .. نظرت له بغضب قائلة .. ماذا تقول ؟؟ .. إنها مجرد وردة !!! .. أوليست كائن حى مثلى ومثلك .. ولها شعور مثلنا .. وربما تكون تتألم الآن .. نظر لها أخيها فى دهشة للحظات ثم قرب الوردة إلى أذنه ووقف يستمع قليلا ثم ضحك طويلا وهو يمد يده بالوردة لمريم قائلا .. يالك من خيالية .. انظرى بنفسك .. إنها صامته تماما .. ولا أسمعها تتألم .. نظرت له مريم قائلة بغضب .. يالقسوتك .. ألأنها لا تتكلم فهى بلا شعور ؟؟.. من قال لك هذا ؟ إنها ليست جماد .. فهى كائن رقيق تتأثر بما حولها .. نظر أخيها للوردة قائلا .. ولكنها جميلة جدا ويعجبنى شكلها .. أجابته مريم .. لكنها كانت تبدو أكثر جمالا قبل أن تنزعها من مكانها .. والآن لن تعيش طويلا ولن يدوم جمالها وستذبل أوراقها وتتساقط و ... قاطعها أخيها بضيق قائلا .. كفى .. كفى .. لقد أفسدت متعتى بمنظرها الجميل .. ثم ألقى بالوردة على الأرض قائلا .. لم أعد أريدها .. وتركها وإنصرف دون إهتمام .. إنحت مريم على الأرض وإلتقطت الوردة الصغيرة وربتت على أوراقها برفق وهى تقول .. معذرة أيتها الصغيرة .. إن أخى ما زال صغيرا ولا يفهم شيئا .. ولكنى سأمنعه من قطف أخواتك وإفساد جمالهن.. لكنى لا أملك لك شيئا الآن .. سامحينى .. وتركتها مريم بجانب شجرة كبيرة فى الحديقة وإنصرفت .. بينما رقدت الوردة الصغيرة فى ظل الشجرة وهى تطلق أناتها الصامته .. التى لن يسمعها أحد ...
بقلم الغاليه//رشا محمود