الصلاة و السلام على رسول الله :
نكمل القصّة :تمضي أيّامنا متشابهات , الذكيّ من يعرف طريقه لله فينشغل بما يجب و يدع عنه ما يلهي و يُمرِضْ.
ذكاء نجمة خانها , قوّتها دمّرتها هي , سيطرتها تحكّم بها هو كيف يشاء ,من حيث لا تدري !!
مرضت إبنته الصغيرة من زوجته الثانية , فكلّم نجمة يستشيرها فهي صاحبة خبرة في تربية الأولاد . لم تبخل عليه بالنّصائح و الإرشادات , ثم أشارت عليه ان ترافقه للمستشفى فهي تعرف ممرّضة قديمة قد تفيدهم و تسهّل عليهم عدّة إجراءات ؟؟!!
وصلوا للمستشفى ,فُحِصَت الصغيرة وتقرّر إدخالها المستشفى , قامت الممرضّة بكلّ الإجراءات بحكم معرفتها بنجمة ,التي لم تتوان عن إظهار براعتها أمام زوجها و زوجته , ربّما لتبيّن مكانتها و تقهر ضرّتها و ترسل لها عدّة مسجات أهمّها :
أنا أكرم منك يا خاطفة الرجال .
أنا أقوى منك ,أيّتها الثانوية .
أنت من تحتاجين لي و ليس أنا .
و ترسل لزوجها أهم فكرة وهي : أرأيت براعتي وفنّي و قوّتي ؟؟
كلّمتها بالهاتف لأسأل عن حال الصغيرة : فكان جوابها لا بأس .
قلت لها :كيف أحسست عندما رأيت ضرّتك , هل أحببت الصغيرة , هل وهل ؟؟.
كان جوابها : عادي جدّا .
قلت هل هي جميلة كما وصفوها لك ؟؟
قالت عادي .لم أركّز معها كثيرا , كنت منشغلة في إتمام الإجراءات مع الممرّضة .
المهم , بعد يوم كلّمت نجمة مرارا و تكرارا لم ترد , حتّى اليوم الموالي ردّت : سالتها غاضبة أين أنت ؟؟لم لم تردّي في جميع هواتفك ؟؟؟مابك ؟؟
كان صوتها حزينا , كئيبا يائسا : أنا في بيت أهلي , نسيت هاتفي الاول و الثاني لم أُرِد أن أَرُدّ .
لم ؟؟قلت لها .
قالت : لقد كرهت و يئست من وضعي , اريد الطلاق .
صمت من ناحيتي .
أكملت : لقد أكملت واجبي معه و معها , ذهبت لها المستشفى ومعي قهوتها وثياب جديدة للمولودة .
دخلت غرفتها فلم أجد إلّا الصغيرة نائمة , ثم سمعت صوت فلانة في الحمام , كانت تستفرغ (تتقيّأ)أكرمكنّ الله , خطرت ببالي كلّ الأفكار , من خير و شرّ , لم تحملني قدماي , فجلست على أقرب كرسيّ وأنا أحوقل و أستغفر , خرجت (لالّا)من الحمام , صدمت عندما رأتني , سلّمت عليها سلاما جافّا , أعطيتها فطورها , تمنّيت الشفاء لتلك البضعة الصغيرة ,وخرجت مسرعة , تسابقني دموعي .
سألتها : هل هي حامل من جديد ؟؟؟هل أقلقك موضوع الحمل يا نجمة ؟؟
قالت لي لا أبدا , بل ماعرّى مشاعري , وأطار عقلي و تمنّيت لو كان زوجي بجانبي كي أشبعه ركلا على قفاه هو لبسها !!!
لبسها يا تأمّلات كانت في أتمّ أناقتها و جمالها , بلباس نوم راااااائع ومحتشم ,رغم مرض صغيرتها , رغم وحمها من جديد , كانت تهتمّ بلبسها و هي في المستشفى ؟؟؟علمت حينها أنّني في منافسة شرسة لن أستطيع إكمالها بعدّتي الحالية .
تأمّلات : عندما رأيتها , خرجت مسرعة لسيّارتي , ركبتها لا أدر ي كيف ؟إنطلقت بها للبيت : بحثت عن (ب غ ل ي )وجدته يرتشف فنجان القهوة وهو يحمل هاتفه النقّال , سألته : هل تعلم بأنّ زوجتك حامل , قال نعم .
قلت :لِمَ لَمْ تخبرني ؟؟
قال : و لم أخبرك ؟؟هل كنت ستفرحين لنا ؟؟
لم أدر كيف ضربت الفنجان في يده حتّى سقط شظايا , وتطايرت القهوة في الزّرابي و الحيطان وعلى وجهه وهاتفه .
ثم نزلت مسرعة لأستقلّ سيّارتي و أذهب لوجهة لا اعلمها , سرت في الطريق الطويل غير مكترثة لا بإشارة ولا بمن ورائي أو امامي .
سرت مسافة الساعة , ودموعي رفيقتي , تذكّرت كلّ الحرمان منه , ووفائي له .
تذكّرت عزّي و كيف هنت عنده .
تذكّرت شبابي الذي ضاع في انتظار نزول طائرته في مطاري , لكن غيّر الوجهة بدون أن يخبرني أو يحاول الإحساس بي .
تعبت يا تأمّلات تعبت كثيرا , أريد الإنفصال .
لأوّل مرّة أبكي معها , لأوّل مرّة أحسّ بلهب غيرة الانثى , لأوّل مرّة أحسّ بثقل الضرّة و بلواها .
لم أجد ما أقول لها , سوى فكّري جيّدا , خذي لنفسك أسبوعا , رتّبي أفكارك , ضعي إيجابيات و سلبيات الإنفصال , فكّري في نفسك أوّلا ثم اولادك , ثم المجتمع , لا تتسرّعي بأي قرار , و : كان الله في عونك .
أقفلت هاتفي , لتنزل دموعي غزيرة ....
الروابط المفضلة