[وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ]
جاء تعبير القرآن البليغ بكلمة ( النزغ ) لما فيها من معنى النغز والنخس , فكأن الشيطان يأتي بشيء محدد ينخسه في الإنسان , ويغرزه فيه ليثيره إلى ما لا يرضى الله – عز وجل .
فذلك هو شعور الإنسان بالوسوسة والتثبيط عن الخير أو الحث والإزعاج إلى الشر , فأمره إذا وجد في نفسه تلك الخواطر أن يستعيذ بالله فقد ضمن – جل وعلا – له أن يعيذه إذا استعاذ .
****
[ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ]
هذا جزء من آية من سورة الأنعام , وهى قول الله تعالى [الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ]هذه الآية فصل الله بها القضاء بين إبراهيم وقومه , ففصل الله بين الفريقين , وحكم لإبراهيم عليه السلام .
والظلم في قوله تعالى (بِظُلْمٍ ) هو الشرك , وما دونه من سائر المظالم , فالشرك هو أظلم الظلم , ويليه ظلم الإنسان للعباد , ثم ظلمه لنفسه بما دون الشرك , فمن سلم من أجناس الظلم الثلاثة كان له الأمن التام , والهداية التامة في الدنيا , وفى البرزخ , وفى الآخرة , ومن أشرك بالله – عز وجل – لم يكن له آمن ولا اهتداء على الأخلاق .
لماذا لا نشعر بالأمن التام , والطمأنينة في قلوبنا مع أننا لا نشرك بالله ؟
إن سبب ذلك هو التفريط ببعض أفراد الإيمان وشعبه , فقد يكون سبب ذلك الخوف , وقلة الأمن ارتكاب بعض الذنوب كالفواحش , والقطيعة , والعقوق والظلم نحو ذلك , فيعاقب الفرد والجماعة على ذلك , , ويشعر الإنسان بالاضطراب , وقلة الطمأنينة .
****
عناية القرآن بالحوار: في القرآن نماذج متنوعة من الحوار تبين أهميته , وقدمه , وشدة الحاجة إليه .
ومن الأمثلة على ذلك ما دار بين الرب – جل وعلا – وملائكته عندما أراد الله عز وجل أن يجعل في الأرض خليفة – كما في سورة البقرة :[وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ] {البقرة:30}
****
الثناء الصادق المعتدل دليل على كرم سجية المثنى , وعلى بعده عن الاثره والشح فهو من قبيل الكلمة الطيبة , والكلمة الطيبة صدقة , كما أن له ارتباطاً بخلق كريم ألا وهو الاعتراف للمحسن وعدم غمطه حقه .
وقد ورد في القرآن الكريم الثناء من الرب الكريم – جل وعلا – على بعض عباده الصالحين :
قال تعالى في حق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " [وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ]
ومما ينبغي التنبيه عليه مراعاة الفرق بين المديح المنضبط المعتدل الصادق , وبين الإطراء الكاذب الممقوت , وكذلك يراعى التوازن في المديح , لأن من الناس من يزيده المدح إقبالا وجداً , وفضلاً ونبلاً , ومنهم من يبعث فيه المديح غروراً وطيشاً .
وهذا راجع لحكمة الإنسان , ومعرفته بطبائع النفوس , وربما كان الفضل بينهما رهين كلمة مدح مقدرة أو مبالغ فيها
الروابط المفضلة