وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الساجدة التائبة :
أختي العزيزة : اخترت موضوعًا هامّا يندرج تحت قائمة الموضوعات الهامّة ، وبنفس الوقت يندرج تحت قائمة الموضوعات المهملة !!
الفراغ العاطفي كان ولازال سببا في الكثير من المشكلات التي غرق أصحابها في إيجاد حلول لها لكنهم عجزوا ، لسبب بسيط إلا وهو : أنهم لايعون معنى فراغ عاطفي أو أنهم يتعاملون مع المقابل على أنه قطعة من حجر !
المرأة هذا الكائن الرقيق الذي خلقه الله برقته وأنوثته يحتاج لتعامل يليق برقتها وإحساسها المرهف ، لا أن يحمل سكينا ويقطّع كل أوتار مشاعرها ليجعلها تسقط في أمرين هما : أما أن تصبح لعبه بيد كل عابث ، أو أن تصبح كتلة من جليد ، تمضي وتعمل وتعيش دون أن يحركها أي موقف !
نعم ، ممكن تكون نتاج لمواقف كثيرة أهملت فيها الجانب العاطفي
الفراغ العاطفي بحاجة لمن يغمره بالحب والاهتمام وإن لم يفعل المعني بذلك
سيتركها تتخبط تبحث عن حلول لشبع حاجتها العاطفية ورغبتها في أن تكون محبوبة لحبيبها الوحيد ( أمير قلبها وبيتها )
ستقع وقتها فريسة لشركات الإعلانات التي لاهم لها إلا استنزاف دخل المواطن العربي
وتمضي تبحث عن تغيير لشكلها وفمها وشفتها وعينها ونست أن التغيير لايمكن إلا أن ينبع من قلبها ، لم ينتبه الرجل لقضية أن إهماله لها سيؤدي لاستنزاف أمواله كلها في محاولات فاشلة لاستعادته !
وإن عجزت ستسلك طرقا أخرى غريبة وعجيبة وإن سألتها تجيبك : أريد أن أستعيد حبه
هي تريد إنقاذ حبها فتغرق في بحر من المتاهات والحيرة
ترميها تارة بيد جارة سوء ونصائح - لاتتقي الله فيها - وتارة أخرى ترميها بيد ساحر أو بيد قارئة فنجان وآخر المطاف
ترميها كروح متبلدة أمام تلفاز يعرض من الخرافات والمسلسلات الهابطة الشيء الكثير ..
فتغرق في بحر الإهمال وأحلام اليقظة
تعيش ساعات تحلم بأنها البطلة وتتمنى لو أن زوجها يكون البطل ( مهما كان هذا البطل ومهما كانت أخلاقه !!)
قد سَلّمَتْ فكرها كُله لوهـــــــــــــم
وأحبّتْ أن تعيش عليه لتعوض - فراغا - داخلها يصرخ بصمت ولا أحد يسمعه !
والطامة حين يتفشى هذا الداء لمن معها في المنزل
من الأبناء والأخوات والإخوة فتصيبهم جميعا
حمى المسلسلات !!
لم هذا كله ؟!!
ماهو سببه ؟!!
أولهما فقدان الوازع الديني وثانيهما التربية وتوابعها ثم انعدام الثقة بالنفس والمجتمع
أسباب كثيرة تتشعب وكلها تدور بنفس الفلك .
أختي الفاضلة :
يامن تبحثين عن الحب والاهتمام
اعطيه حبّا واهتماما صادقًا سيعطيك مثلهما
أعطيه خوفًا وحرصًا عليه سيعطيك مثلهما
أحبي نفسك وستجدينه يحبها مثلك
أحبي نفسك واجعليها راقية تترفع عن كل كلمة رخيصة
وتسمو فوق كل تصرف مشين
أحبي نفسك بأن اجعليها عزيزة كما خلقها الله
لاترضي لها إلا أن تكون ، راقية اللبس والمنطق والفكر
نعم هو الرقي الروحي
يجذب قلوب الآخرين لنا
ويمنحنا تأشيرة الدخول لقلوبهم دون عناء !
،،
عذرًا أختي الساجدة
أسهبت بالحديث لكني وجدته من الأهمية بمكان ولايحتمل الاختصار
موضوعك جميل ويغري بالنقاش
شكرًا لجميل طرحك
وفقك الله .
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة