جعل الله العيد فرحة للطائعين الذين فازوا بقبول الطاعة:
{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}
(يونس: 58)،
فالطائعون يفرحون بما منَّ الله عليهم من تيسيره لهم فعل الطاعة، وترك المعصية، بل يزداد فرحهم بقبول الطاعة.
فيفرحون عندما يفعلون طاعة لله، ويحزنون عندما يقعون فيما يغضب الله، أو عندما لا يتيسر لهم فعل الطاعة؛
وهم كما يقول الحسن البصري رحمه الله: "كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد،
وكل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد"
(لطائف المعارف: 485).
وليس العيد بلبس الجديد - وإن كان لا حرج في ذلك بل هو مستحب-، ولكن العيد لمن اتقى وخاف يوم الوعيد؛
حتى قال بعضهم: "ما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه"
(لطائف المعارف: (299).
ومع هذا فالذي ينبغي للمسلم يوم العيد أن يفرح فرحاً شرعياً بما منَّ الله عليه ووفقه للصيام والقيام،
وفعل الطاعات، والابتعاد عن الحرام،
فيفرح بذلك، ويحاول أن يزداد من الطاعات والقربات التي تقربه من ربه.
ولاعتبار أن العيد نعمة من الله تعالى، فإنها بحاجة إلى الشكر القولي والعملي،
واجتناب ما يوجب حلول النقم وزوال ومزيل النعم،
وهذا أمر يخطئ فيه كثير من الناس، فلا يحققون الشكر كما يجب، بل لا يفكرون فيه،
فليس من الشكر في الأعياد اختلاط الرجال بالنساء في المنتزهات والحدائق وأماكن الزيارات،
والتوسع في الملهيات والرفاهية إلى درجة صرف أموال طائلة هم أحوج ما يكون إليها..
ومما يقع في العيد المصافحة لغير المحارم: كابن العم وابن الخال، وهذا محرم،
واستقبال العيد بالغناء والرقص والمنكرات بدعوى إظهار الفرح والسرور،
ولا من الشكر أيضاً المباهاة والتفاخر بالملابس والزينة
وخروج النساء متعطرات متجملات، وربما سافرات..
وكذا حلق الرجال للحاهم.
ولا من الشكر مثلاً إشعال النيران ليلة العيد لما فيه من التشبه بالمجوس في أعيادهم
ولما فيه من تلويث البيئة وإيذاء الناس.
وبعض المبتدعة يحيون ليلة العيد بالصلاة والقيام والقراءة، ويعتقدون أن لذلك فضلاً على غيرها من الليالي؛
وهذا لم يرد به دليل من الشرع،
وآخرون يسهرون حتى تضيع عليه صلاة الفجر..
الروابط المفضلة