متابـــــ ع ــــــه
جزاكـــم الرحمـــــن خيـــــر
للبحث في شبكة لكِ النسائية:
|
متابـــــ ع ــــــه
جزاكـــم الرحمـــــن خيـــــر
اشتقتْ لـ آحبتيآمطروني بـ دعواتكم .. احتاجها
الجواب :
وجزاك الله خيرا
قد تكون الذنوب هي سبب الهمّ والحزن ، ومع ذلك فهو مأجور على صبره ، ومُكفّر عنه من سيئاته .
وذلك أنه ما وقع بلاء إلاّ بِذنب ..
وسبقت الإشارة إلى هذا المعنى في مقال بعنوان :
هذا بذنبي
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/76.htm
وأما استشعار حلاوة الإيمان فيكون بالتسليم لله في مواضع القَدَر .
قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ لابْنِهِ : يَا بُنَيَّ ، إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ . رواه أبو داود .
ويكون استشعار حلاوة الإيمان بتقديم محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على كل محبة ، وتقديم طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على كل طاعة ، وتقديم رضا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على رضا كل أحد .
ويكون أيضا بالحبّ في الله والبغض فيه .
ويكون أيضا بمعرفة نِعمة الله على ذلك الإنسان إذ أنعم عليه بأعظم نِعمة ، وهي نعمة الهداية والإنقاذ من الكُفر .
وفي الصحيحين من حديث أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ .
قال ابن رجب رحمه الله : فهذه الثلاث خصال من أعلى خصال الإيمان ، فمن كملها فقد وَجَد حلاوة الإيمان وطَعِم طعمه ، فالإيمان له حلاوة وطعم يُذاق بالقلوب كما يُذاق حلاوة الطعام والشراب بالفم ، فإن الإيمان هو غذاء القلوب وقوتها كما أن الطعام و الشراب غذاء الأبدان وقوتها ، وكما أن الجسد لا يجد حلاوة الطعام والشراب إلاَّ عند صحته فإذا سقم لم يجد حلاوة ما ينفعه من ذلك . اهـ .
وسئل وهيب بن الورد : هل يجد طعم الإيمان مَن يَعصي الله ؟ قال : لا ، ولا مَن هَمّ بالمعصية .
وينسى الإنسان مرارة الألم وقوّة الهمّ إذا كانت حلاوة الإيمان أكبر من ذلك كله ، كما قال بلال رضي الله عنه : مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان .
والله تعالى أعلم .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يُقال : دَوام الْحَال مِن الْمُحَال .
وللنفوس إقبال وإدبار ، كما قال عمر رضي الله عنه .
أحيانا يجد الإنسان من نفسه هِمّة ونشاطا ، وأخرى يجد عكس ذلك ، إذ يجد فتورا وكسلا !
وهذا من طبيعة هذه النفس البشرية .. ومن طبيعة هذه الحياة التي لا يدوم على حال لها شأن .
والمؤمن بين هذين الشعورين لا يُخرجه الفرح إلى حدّ البَطَر ، ولا يُخرجه الحزن والضيق إلى حد اليأس والقنوط ..
والله تعالى أعلم .
الجواب :
السعادة وراحة النفس وطمأنينة القلب لا تكون إلاّ بِطاعة الله .
قال تعالى : (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) .
وكل ضيق وضنك إنما يكون بسبب الإعراض عن طاعة الله ، كما قال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) وهذا في الدنيا وفي القبور ، كما في تفسير الآية .
وقد يَبْتَلِي الله عبدَه أو أمَتَه بالبلاء ليتقرّب إليه عبده وتتقرّب إليه أمَتَه ، إلاّ أن من الناس من إذا ابتُلِي أعرض عن الله ، وربما ترك بعضهم الصلاة في حال مرضه ، فيجتمع عليه البلاء وذهاب الأجر ، وهذه مُصيبة مُضاعفة ، ولذا لَمَّا حضر ابنُ السمَّاك جنازة فعزَّى أهلها ، قال : عليكم بتقوى الله والصبر ، فإن المصيبةَ واحدةٌ إن صبر لها أهلُها ، وهي اثنتان إن جزعوا ؛ ولعمري للمصيبة بالأجر أعظم من المصيبة بالميت ، ثم قال : لو كان مَنْ جَزِعَ على مَيِّتِهِ رُدَّ إليه لكان الصابرُ أعظم أجراً وأجزل ثواباً .
ومِن كَرَم الله تعالى أن بابه مفتوح ، فمن تاب إليه فَرِح الرّب تبارك وتعالى بِتوبته .
عودي إلى سالف عهدك ، واستمسكي بشعائر دينك ، وحافظي على صلواتك فرضا و نفلا .
قال ابن القيم :
وأنت تشاهد كثيرا من الناس إذا أصابه نوع من البلاء يقول : يا ربي ما كان ذنبي حتى فعلت بي هذا ؟!
ثم قرر ابن القيم أن " هذا امتحان منه ليرى صدقك وصبرك هل أنت صادق في مجيئك إليه وإقبالك عليه فتصبر على بلائه فتكون لك العاقبة أم أنت كاذب فترجع على عقبك " .
والله تعالى أعلم .
جزاكم الله خير ونفع بكم وجعلكم مباركين حيثما كنتم
الجواب :
بل السعادة موجودة ، ولو مشى الإنسان على الشوك !
ومن أعجب ما رأيت سعادة العلماء والصالحين ..
لقد عاش شيخ الإسلام ابن تيمية حياة أشبه ما تكون بِشَظف العيش مع التضييق عليه حتى سُجِن ، ومع ذلك كان يقول وهو في سجنه : لو بذلتُ ملء هذه القلعة ذهبا ما عَدَل عندي شُكر هده النعمة ، أو قال : ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير !
وكان يقول : ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري إن رُحت فهي معي لا تفارقني ، إن حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة !
ويُـزجّ بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في السجن فما يزيد على أنْ ينظر إلى سور القلعة التي سُجن فيها ، وقال : فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب .
فلله درّه من إمام يرى في السجن خلوة بِـربِّـه
وفي القتل شهادة
وفي النفي سياحة
ويقول عنه تلميذه ابن القيم رحمه الله : وعَلِم الله ما رأيت أحدا أطيب عيشا منه قطّ ، مع كل ما كان فيه من ضيق العيش ، وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها ، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق ، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشا ، وأشرحهم صدرًا ، وأقواهم قلبا، وأسرهم نَفْسًا ، تلوح نضرة النعيم على وجهه ؛ وكُـنّا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه ، فما هو إلاَّ أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله !
والله تعالى أعلم .
الجواب :
وجزاك الله خيرا
هذا الشعور هو بداية التصحيح ، فمتى ما أحسّ الإنسان بالتقصير دَفَعه ذلك إلى الاجتهاد ، بِخلاف ما إذا رأى أنه مُجتَهِد فإن ذلك سيدفعه إلى التكاسل ..
وتذكّري فضل النوافل لئلا تتكاسلي عن أدائها ..
وكنت أشرت إلى شيء من فضل نوافل الصلاة هنا :
لماذا أُصلي النوافل بقية يومي إذا فاتني قَصْر في الجنة ؟
http://www.lakii.com/vb/showthread.php?t=270823
وتأمّلي في تهافت أهل الدين على دنياهم وكيف يتسابقون في المساهمات التي ربما تخسر .. وهم مع ذلك – ربما – من أزهد الناس في الباقيات الصالحات !
ليكن عندك مثل هـمّ أهل الدنيا مع دُنياهم ، مع الفارق .. لأن الآخرة لا تُقارَن بالدنيا ، ولأن الآخرة خير وأبقى ..
تذكّري أن رفعة المنازل في الآخرة إنما تكون بالأعمال الصالحة ..
قال تعالى : (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
وقال عزّ وَجَلّ : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
قال القرطبي في تفسيره : ومعنى (أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي : ورثتم منازلها بعملكم ، ودخولكم إياها برحمة الله وفضله .
وقال ابن كثير : أي: بسبب أعمالكم نالتكم الرحمة فدخلتم الجنة ، وتبوأتم منازلكم بحسب أعمالكم .
وقال رحمه الله : أي: أعمالكم الصالحة كانت سببا لشمول رحمة الله إياكم ، فإنه لا يدخل أحدًا عمله الجنة ، ولكن بفضل من الله ورحمته . اهـ .
ألا تريدين مرفقة سيد المرسلين في الجنة ؟
إذا فاعملي على رفعة منْزِلتك في الجنة ، وذلك بالأعمال الصالحة ، وأخصّها كثرة السجود ، كما تقدّم في " تزكية النفس في الكتاب والسنة " , وهو هنا :
http://www.lakii.com/vb/showthread.php?t=414294
والله تعالى أعلم .
واشكر كل أخت سجّلت حضورا أو مرورا أو أضافت مشاركة
مع العلم أن الموضوع مفتوح للجميع لإثرائه والإفادة مما لدى الجميع ..
حفظكن الله ورعاكن
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
تسجيل متابعة
الروابط المفضلة