(
الحمدُ لله أنّا
مُسلمون
)
...
الحمد لله نحمده ونستعين به ونشكره بكرة وأصيلا
الحمد لله على نعمه التي لا تحصى ولا تعدّ
ومن بين نعمه السفر والهجرة في أرض الله الواسعة
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام ،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للأنام ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأئمة الأعلام
......1433 هجري.......
قال الله تعالى في صورة النحل الآية 41 :
{ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ }
الصبر واليقين لتحقيق الهدف
تناولنا في درسنا الماضي موضوع الهجرة بكل معانيها
واخذنا أمثلة كثيرة على ذلك من الصحابة رضوان الله عليهم
لكن مالم نتطرق إليه أن للهجرة ثمن غالٍ جدا لا يُستهان به
هاجرت يعني تركت أهلها وذويك ووطنك وربما اولادك إخواتك ، أمّك وأبوك
فهل يعوّضهم شيء هناك بالهجرة ؟؟؟
لا شيء يعوضهم ملموس أبدا أبدا مهما كسبت ومهما طالت يدّك
لكن هناك شيء رزقنا الله به وأكرم خلقه به و للأنبياء خير المختارين تجربة في ذلك
ألا وهو
الصبر
نعم الصبر كلمة تقرأ بسرعة جدا لكن بين طيّات احرفها بحار المشاعر المكبوثة
لا نتكلم الآن عن سبب هجرتنا ، خلاص نحن مهاجرين الآن
إنّ استمرار الصدق والصبر يعجّل تحقيق هدفك لأنك تضع الله سبحانه وتعالى نصب عينك
لا تقل أنني في رفاهية بل أنت في موقف صعب ، موقف تزرع فيه وقليل ما تجني
وهذا شعور لا يُحسد عليه بصراحة ، فالخوف على المهاجر هنا أن يتملّكه اليأس والإحباط
في هذه الحالة ندخل اليقين بالله
لما هاجر الصحابة امتثالا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم
كان عندهم يقينا بالنصر وبلوغ الهدف ، لم يتسرب الشك إليهم أبدا
هكذا يجب ان تكون انت ، يجب أن تصبر صبرا يقينا بنجاحك في الدنيا والآخرة
أن تزرع دوما في نفسك الآمل والنجاح حتى ولو قمتا بخطوة واحدة وصغيرة
ربما انت تكتب شيء فيه خير ولم يرد عليك أحد ، لكن قرأه المئات
وربما يؤثر في نفس أحد ويجعله يعيد حساباته من جديد
كل هذا مقدّمة لقصص معبّرة عن صحابتنا رضوان الله عليهم
كيف صبروا وتيقّنوا بالنصر من الله تعالى بعد الهجرة ،
فتابعوا معنا أحلى وأروع القصص
بعد سنوات من الاضطهاد والابتلاء قضاها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة
يهيأ الله تعالى لهم طيبة الطيبة ، ويقذف الإيمان في قلوب الأنصار ،
ليبدأ النصر والتمكين لأهل الصبر واليقين
{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر : 51] .
إن طريق الدعوة إلى الله شاق محفوف بالمكاره والأذى .
لكن من صبر ظفر .. ومن ثبت انتصر .. { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون } .
الصحابية الجليلة أم حكيم بنت الحارث
الوفية الصابرة المجاهدة
أنعم الله عليها بالعديد من الصفات الحميدة ، وبأفضل الخصال ، فأصبحت رمزاً للتضحية والفداء ..
صابرة محتسبة ، وفي زمن الجهاد والغزوات فارسة منتصرة.استشهد في المعركة أخوها وأبوها ..
كما استشهد أزواجها الثلاثة في سبيل الله ، ونالوا جميعا شرف الشهادة وكان آخرهم أمير المؤمنين عُمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
كانت أم حكيم رضي الله عتها تشارك في المعارك .. تسقي الجنود ، وتداوي الجراح وفي إحدى المعارك
نزعت عمود خيمتها ، وانطلقت تقاتل به.. قتال الأبطال وقتلت من جنود الروم سبعة رجال ،
وأدخلت بشجاعتها الرعب في قلوب الأعداء ، ورفعت معنويات فرسان الإسلام ، حتى أحرزوا النصر المبين
أعجب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشجاعتها وإخلاصها ووفائها ، فتزوجها،
وعاشت معه مدة قصيرة حتى انتقل بعدها إلى جوار ربه.. رضي الله عن أم حكيم بنت الحارث المخزومية وأرضاها..
هجرة عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه:
وكان عياش بن أبي ربيعة ممن هاجر مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
وعياش بن أبي ربيعة هو أخو أبي جهل من أمه،
وبعد أن وصل عياش إلى المدينة علم أبو جهل بهجرته،
فماذا فعل أبو جهل؟لقد أخذ أخاهم الثالث الحارث بن هشام وانطلق إلى المدينة المنورة،
سفر بعيد ( خمسمائة كيلو متر ) وعملية خطرة، ومجازفة كبيرة، وبذل ومجهود وعرق ووقت
{إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لَا يَرْجُونَ}[النساء:104].
وصل أبو جهل إلى قباء والتقى بأخيه عياش بن أبي ربيعة في وجود عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
قال أبو جهل: إن أمك قد نذرت أن لا يمس رأسها مشط، ولا تستظل بشمس حتى تراك، فرقَّ لها عياش،
وكان بارًا جدًا بأمه.فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا عياش، إنه والله إن يريدك القوم إلا ليفتنوك عن دينك،
فاحذرهم، فوالله لو آذى أمك القمل لامتشطت، ولو اشتد عليها حر مكة لاستظلت، فقال عياش (وقد خُدِع بكلام أخويه):
أبر أمي، ولي مال هناك آخذه.فقال عمر: خذ نصف مالي ولا تذهب معهما.
ولكن أبى عياش إلا أن يعود ليبر قسم أمه.فقال له عمر: أما إذا قد فعلت ما فعلت فخذ ناقتي هذه فإنها ناقة نجيبة ذلول،
فالزم ظهرها، فإن رابك من القوم ريب فانج عليها.وخرج عياش وأخواه أبو جهل والحارث بن هشام إلى مكة،
حتى إذا ابتعدوا عن المدينة دبر الأخوان الكافران خدعة وأمسكا بعياش وقيداه بالحبال، ودخلوا به مكة موثقًا،
ثم قالا لأهل مكة: يا أهل مكة هكذا فافعلوا بسفهائكم، كما فعلنا بسفيهنا هذا.
وحُبِس عياش بن أبي ربيعة فترة من الزمان، ولم ينجُ إلا بعد أن أرسل له رسول الله أحد الصحابة وهو الوليد بن الوليد لإنقاذه
ننتظر كالعاد أحلى القصص والعبر منكن
والنقاشات حول الموضوع
الروابط المفضلة