السَّـلامُ عليكُـنَّ ورحمـةُ اللهِ وبركاتُـه ،،
)(
|| مِـن آدابِ الإسْـلام ||
{ 10 } توقـيـرُ العُـلَمـاء ~
~
العُلماءُ المقصودون هُنا هم عُلماءُ الشريعة الذين هم ورثةُ النبىِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، فلا بُدَّ مِن توقيرهم واحترامِهم ، والرفع مِن شأنهم ، وطاعتهم ، لأنَّهم حَمَلَة العِلم والدين ، وهم مُتَمَيِّزون على غيرهم مِن عامَّةِ الناس ، يقولُ رَبُّنا سُبحانه : ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ الزمر/9 .
====
يقولُ الشيخُ محمد بن صالِح العُثيمين رحمه اللهُ تعالى : ‹‹ وبتوقير العُلماء تُوَقَّرُ الشريعة ، لأنَّهم حامِلُوها ، وبإهانةِ العُلماء تُهانُ الشريعة ، لأنَّ العُلماءَ إذا ذلُّوا وسقطوا أمام أعين الناس ذلَّت الشريعةُ التي يحملونها ، ولم يبقَ لها قيمةٌ عند الناس ، وصار كُلُّ إنسانٍ يحتقرهم ويزدريهم ، فتضيعُ الشريعة ›› .
====
وبعضُ الناس لا يحترمون العُلماءَ ولا يُوقِّرونهم ، بل لا يذكرونهم إلاَّ بشَرّ ، ويتتبَّعون أخطاءَهم ، ويبحثون عن عَثَراتِهم ، فيُصبِحُ هذا هَمّهم ، وينشرون ذلك بين الناس ، فيُبغِّضونهم إليهم ، ويُقلِّلون مِن شأنهم أمام العامَّة ، فيفقدون الثقةَ بهم . وقد يحدثُ هذا - للأسف - مِن طويلب عِلمٍ مُبتدئ ، ويظُنُّ أنَّه بهذا يفعلُ شيئًا حَسَنًا . وقد قال الإمامُ أحمد رحمه الله : ‹‹ لحومُ العُلماءِ مَسمومة ؛ مَن شمَّها مَرِض ، ومَن أكلها مات ›› .
====
فليحذر مَن يفعلون ذلك مِن عاقبةِ فِعلهم ، وليعلموا أنَّ الخطأ وارِدٌ على البشر .. وإنْ كان العالِم قد أخطأ في مسألةٍ أو أكثر ، فهذا لا يُقلِّلُ مِن عِلمه ، لأنَّه اعتمد في ذلك على الدليل ، وقد يكونُ أخطأ في فهمه ، أو لم يصله الدليلُ الصحيح ، فإنْ أصابَ فله أجران ، وإنْ أخطأ فله أجرٌ واحد . واللهُ تعالى يغفرُ لعباده زلاَّتِهم وأخطاءَهم ، فكيف لا تغفرها أنتَ لعالِمٍ عَرف الله ، واجتهد ، وعمل على نشر الدين الصحيح بين الناس ..؟!!
====
وقد يسمعُ الشخصُ كلامًا لأحد العُلماء ، ولأنَّه يسمعه لأول مرة يظُنُّ أنَّ هذا العالِم قد أخطأ ، فيذهبُ ويتحدَّثُ بذلك في المجالِس ، مع أنَّه بإمكانه أنْ يتَّصِلَ على هذا العالِم أو يذهبَ إليه ويفهمَ منه ما التبس عليه ، وقد يكونُ هذا تسرُّعًا منه ..
====
فلنفهم قبل أنْ نَخَطِّئَ غيرنا ، وخاصةً عُلماءَنا . فالدينُ لا يُؤخَذُ بالأهواء ، ولنوقِّر عُلماءَنا ، فهم أخشى الناس للهِ وأعرفهم به ، ولولاهم بعد الله سُبحانه ما وصل إلينا شئٌ مِن العِلم والدِّين ، وفي مُقدِّمته " كِتابُ الله سُبحانه " و " سُنَّة رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم " ، وعلى رأس هؤلاء العُلماء : صحابةُ نبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ثُمَّ التابعون لهم بإحسان .
====
جعلنا اللهُ وإيَّاكُم مِمَّن يُوقِّرون عُلماءهم ، وينهلون مِن عِلمهم النافع ، فيَسعدون في الدنيا والآخِرة .
()
بقلم / الساعية إلى الجنة
1431 هـ
الروابط المفضلة