لماذا النمص؟!
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد هذا البيان:
لماذا تتنمص الفتاة؟
والجواب أن كثيراً من هؤلاء الفتيات يعتقدن أنهن يصبحن أكثر جمالا ًوفتنةً
مع أن شكل الحواجب المنتوفة لا يتناسب مع شكل الوجه الذي خلق الله أجزاءه بتناسب
ودقة وإحكام،
مما يجعل من نتفها إخلالاً بهذا التناسق البديع في خلقة الله،
قال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [التين:4]
ولو تأملنا في وجه المرأة المتنمصة قبل وبعد النمص، لوجدنا أن وجهها
قبل النمص أجمل
وأقرب للنفس منه بعد النمص حيث تبدو عندما تتنمص أكبر من عمرها
بالإضافة إلى ظهورها بمظهرالنساء الفاسقات الماجنات،
ولكن من تصدق ما أقول والشيطان سول لكثير من النساء وزين لهن هذا الفعل القبيح.
الجمال الحقيقي:
ولتعلمي يا رعاك الله أن الجمال شيء نسبي
لا يمكن أن تضع له مقاييس وتحد له حدوداً، وإنه لمن الجهل أن نحكم على إنسان ما بالقبح المطلق،
فقد يجد هذا القبيح الشكل من الناس من يعجب به ويرى فيه ميزات ليست موجودة في غيره،
وإن جمال الشكل إلى زوال بينما يبقى جمال النفس والخلق،
ولله در القائل:
ليس الجمال بمئـزر فاعلمْ وإن رُدَّيت برداً
إن الجمالَ معـادنٌ ومناقبٌ أورثن حمـــداً
فـ لتعتبر المتنمصات فـ الجمال الحقيقي يكمن في الجوهر النقي لا القشور المزينة المزيفة.
أسباب النمص وعلاجه :
وهذه الأسباب عامة في جميع المعاصي :
أولاً : ضعف الوازع الديني:
وهو نقص الإيمان ، وقلَّة الخوف من الله ..
فهذه الفتاة عندما وقعت في المعاصي فإن هذا بسبب نقص الإيمان في قلبها
وقلة الخوف من الله ..
فلو أن في قلبها خوف من الله ما عصتهُ وما تلذذت بأكل ولا شرب والرب عليها غضبان .. ..
فأيُّ نَفْس تبارز الله بالذنوب والمعاصي ثم تأكل مِن رزقه ..
وتستظل سمائه .. وتمشي فوق أرضه .. وهي آمنه هانئة .. فهل تأمن مكر الله؟!
{ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ (97) أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98)
أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّالْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }
[الأعراف : 97-99 ] .
واعلمي يا أخية أن من عقيدة أهل السُّنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
فكلما كان إيمانك بالله كبير وخوفك من الله عظيم لن يغلبك الشيطان – بإذن الله – في الوقوع في النمص ..
وأنتِ تعلمين أنَّ فاعلتهُ ملعونة عند الله ،
ومطرودة من رحمة الله .. وكلما كان إيمانك أقل ..
فالوقوع سهل ؛ لأن الشيطان يُزيِّن لك ذلك .. ويدخل عليك من باب الجمال والزينة ..
ويقول .. لا عليكِ ، فكل النساء جميلات يفعلن هكذا .. فاتقي الله وراقبيه ..
ثانياً : التربية السيئة:
إن للتربية دور في توجيه الفتاة إما إلى الخير أو إلى الشر ،
فالفتاة التي تعيش في بيئة صالحة .. الأم صالحة .. والأب كذلك ..
فلا شك أنها تستحي ولا تجرؤ على فعل محرم .. وما هذا إلا نتيجة للتربية الصالحة ..
أما إن كانت الفتاة تعيش في بيئة الأم فيها منشغلة بأمور المنزل، وكذلك الأب مشغول خارج المنزل
لا يعرف أبناؤه وبناتهُ إلا على مائدة الطعام .. فلا شكَّ أن هذه الأجواء تُهيئ بيئة خصبة للأبناء والبنات خاصة لفعل المحرمات ..
فكلاً منهم يفعل ما يحلو له دون رقيب .. ولا حسيب .. وبهذا تنشأ الفتاة منحرفة والعياذ بالله ..
فكل معصية تفعلها لاأحد يُنكرها عليها .. وربما يتدرج الأمر بها حتى تصل إلى كبائر الذنوب والعياذ بالله .
بهذا ينعدم التوجيه والإرشاد إلى الطريق الصحيح .. فلا تجد هذه المسكينة من يوجّهها أو يردعها ، وبالتالي تنفتح عليها أبواب المعاصي والمنكرات من كل مكان ..
ثالثاً : التقليد الأعمى: فالنامصة تُقْدِم على هذا الفعل المُحرم نتيجة التقليد الأعمى ،
فهي دون وعي أو إدراك لِمَا تفعله ، ودون تفكير في العواقب أوالأضرار ..
فهي تقلد الصاحبات والصديقات والفنانات .. العاهرات .. الفاجرات ..
ولوكلَّفها ذلك بيع دينها بدنياها .. لو كلَّفها ذلك مخالفة الشريعة الإسلامية .
والتقليد هذا ناتج من شعور " النامصة " بـ النقص في شخصيتها ، فهي تعيش فراغاً روحياً ..
وهذا الفراغ الذي تجدهُ في نفسها تسعى لإكمالهُ بتقليد ومحاكاة الآخرين ..
وأكثرهذا التقليد ناتج من التشبُّه بغير المسلمين غير الصالحين في اللباس والحركات والشكل .
وهذا يدل على ضعف الإيمان والانهزام والانبهار بمظاهر الحياة الغربية .. " فالنامصة " تسعى لإكمال شخصيتها بهذا الفعل .
رابعاً : وسائل الإعلام: سواء كانت المقروءة أو المرئية أو المسموعة .
فهي تُعدُّ سبباً كبيراً وعظيماً في انحراف الشباب والفتيات .. وبالأخص الفتيات ..
فهُنَّ أكثر مكوثاً في المنزل من الشباب .. فإن كثرة البقاء فيه مع عدم استغلال الوقت في النافع المفيد ..
يُحْدِث ذلك فراغاً كبيراً لديهنَّ ..
وبالتالي يُقْدِمنَّ على ملئه بما هو سيئ..
ومما يحزن لهُ القلب أن فتيات المسلمين يُقْدِمن على " الموضة " قبل أن تُقْدِم عليها الكافرات في دول الغرب ..
فبمجرد مشاهدتها في المجلات أوالفضائيات لا يلبثن إلا أن يتهفتن عليها تهافت الفراش على النار ..
فتأثرن بهن وتمردن على الدين وخرجن عن الحق وتشبهن بأخلاق الكافرات.. وتصرفاتهن دون تفكير أورويَّة أو تمييز بين الخير والشر..
أصبحت الفتاة في زمن وسائل الشر والإفساد دُمية يُلعب بها كيف شاء دُعاة " تحرير المرأة "،
إن شئت فقُل دعاة " تخريب المرأة "،
يرتضونها لأهواءهم .. يرونها جسداً بلا روح ..
فيضعون عليها ما شاءوا من المساحيق والأصباغ والنمص بأشكال مختلفة حتى غدت
" كالوحش الكاسر " .
أصبحوا يشترون جسدها المُتعب بثمن بخس دراهم معدودة .. وهذه المسكينة تُطيعهم وتفعل كل هذا ..
وتدَّعي السعادة .. و والله إنها في قمَّة التعاسة ..
ثم ماذا؟!
نرى فتيات المسلمين يتمنين أن يكُنَّ مثل فلانة في ملابسها .. وعِلانة في شكلها ..
وأخرى في شهرتها . وما ذاك إلا من تأثير هذه الوسائل .. التأثير الضار على العقيدة ..
على الأُمَّة برمَّتها . والله المستعان ..
خامساً : رفيقات السوء: رفيقات السوء سبب من أسباب الوقوع في النمص ،
وهُنًّ أضرَّ على الفتاة من القنوات الفضائية والمجلات الخليعة ..
لماذا؟! لأن رفيقات السوء كُثر .. وكل واحدة منهن لها أساليب مختلفة في الزينة ..
وسلوكيات مختلفة .. وكل واحدة منهن لها طريقتها الخاصة في التَفَنُّن والحِيل والشيطانيَّة
في الوقوع في المعاصي والمنكرات بأسلوب غير مباشر .. وفي بعض الأحيان مباشر ..
وما يكون من هذه المسكينة وما يتحتم عليها أمام هؤلاء الصديقات " صديقاتُ السوء "
إلا أن تتبع كل شيء منهن ، وتقلد كل واحدة منهن ..
وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال : (( مَثَل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ..
فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة .
ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة )) [ رواه البخاري ومسلم ] .
الروابط المفضلة