بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. وصلاةً وسلاماً على أشرف الأنبياء والمرسلين .. سيدنا محمد .. وآله وصحبه أجمعين ..
اللهم آرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه .. وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ..
طيب ..
في البداية ..
لي عندكِ أختي الكريمة طلبين .. أتمنى عليكِ لو تُلبينهما لأخيكِ ..
أولهما : أن تُنسقي ردكِ ولا تجعلي الكتابة متتابعة ومتلاصقة .. لأن ذلك يجعل قراءتي لردكِ صعباً ومُتعباً .. بل إجعليه على شكل فقرات كما أفعل أختي .. إذا لم يكن في ذلك مشقة عليكِ ..
وثانيهما : أتمنى عليكِ أختي الكريمة .. وحتى يستقيم الحوار ويكون بناءً ومتسلسلاً ومُنساباً فيحصل بذلك الفائدة لنا جميعاً .. أن تكتفي بالرد على ما جاء من أسئلة .. وعندما يتم ذلك سننتقل إلى ما تريدين .. لأنه ليس من مصلحة الحوار أن نتشعب إلى أكثر من مسألة .. فإنه بالإضافة إلى ذلك التشعب سيكون الرد طويلاً ومملاً ..
نأتي الآن إلى ما جاء في ردكِ الكريم ..
كتبتي أيتها الفاضلة :
لماذا ذكرت بان هذا إيمان هذه افعال أمرنا الله أن ناتي بها هناك فرق بين الإيمان و بين الأفعال
فأقول :
أختي الكريمة .. أنا سألت سؤالاً واضحاً عن أركان الإسلام .. والتي من المفترض أن يعرفها كل مسلم .. كيف لا وهي الدعائم التي يقوم عليها دينه .. فلا داعي لتبرير عدم معرفتكِ لها حفظكِ الله ورعاكِ .. فقد واضحاً أمام الجميع أنكِ لا تعرفين ما تؤمنين به من أركان الأسلام ..
طلبتي أختي الكريمة ما يلي :
طيب اخي هات حديث عند أهل السنة كما ذكرت حديث الذي عند الشيعة ، فقط أردت أن اعرف من حددها
فأقول لكِ .. أبشري .. تفضلي إليكِ ما طلبته من أصح كتب أهل السنة :
حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان البخاري .. باب الإيمان ص7 ..
وغيره كثير .. منها ما هو في صحيح مسلم وغيره من كتب أهل السنة .. غير أني أكتفي بهذا ..
ثم تفضلتي بالقول :
ثم سؤالي الآخر ؟ من هو ابو جعفر هذا ؟ هل تعرفه ؟ أذكر لي اسمه الكامل و لا تذكر لي كنيته
اردت أن أعرف هل تعرفه أم لا ؟
فأقول :
حقيقةً أعجب كثيراً لهذا المطلب منكِ أختي الكريمة .. فما علاقته بالموضوع .. وما يضيرني إن أنا لا أعرفه .. المهم أنكِ تعرفينه أنتِ فهم ممن تدَّعون أنه من الأئمة
المعصومون عندكم وأن معرفتهم لازمة عليكم وكذا الإيمان بولايته .. ولا أعلم كيف أنكِ لا تعرفيه !!! ..
ومع ذلك .. وحتى أُريح بالك .. فسأوضح لكِ من يكون أبو جعفر رضي الله عنه :
أبو جعفر رضي الله عنه هو : محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم جميعاً .. ويُسمى أيضاً بـ(محمد الباقر) .. وهو الإمام الخامس عندكم ..
ثم ..
كنت قد طلبت منكِ أن تأتينا بدليل من القرآن على وجوب الجنة لمن آمن بالولاية لأهل البيت .. أو بدليل من القرآن بوجوب النار لمن لم يؤمن بها .. فأجبتي قائلة :
و كذلك اقول لك بأنه لم يرد في القرآن
وهنا سؤال مُلح وضروري :
ألستم تدًَّعون أن الإمامة منصب إلهي ؟! .. فكيف لا يوجد ثواب ولا عقاب لمن يؤمن أو لا يؤمن بها ؟! .. أليس هذا ينسف قولكم بأن الإمامة هي منصب إلهي ؟! .. ألستم تقولون إنها ركن من أركان الإسلام .. بل هي عندكم من أهم أركان الإسلام ولا يقوم الإسلام إلا بها ؟! ..
ولذلك .. فلا مكان لما قستي عليه في باقي ردكِ .. مع العلم بأننا سنأتي على ما تفضلتي بطرحه حول قصة الغدير .. ومع العلم (وهذه معلومة أُضيفها إليكِ) .. أن القياس عندكم لا يجوز !!! ..
ثم تفضلتي بالقول :
الشيعة يكفرون من لا يؤمن بالإمامة
فممكن تذكر لي نص صدر عن أهل بيت رسول الله ذلك مذكورة في كتبهم ، لا من مؤلفات علمائهم ، فانا لا آخذ
بكل ما يقوله علماء الشيعة و لا أعتبرهم كرسول الله و آله ، فعلماء الشيعة ليسوا افضل من رسول الله و آله عندي .
تفضلي :
وروى سليم بن قيس افتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي: « ياعلي أنت مني وأنا منك سيط لحمك بلحمي، ودمك بدمي... من جحد ولايتك جحد الله ربوبيته، ياعلي أنت عَلَم الله بعدي الأكبر في الأرض، وأنت الركن الأكبر في القيامة، فمن استظل بفيئك كان فائزاً ، لأن حساب الخلائق إليك، ومآبهم إليك، والميزان ميزانك، والصراط صراطك، والموقف موقفك، والحساب حسابك، فمن ركن إليك نجا، ومن خالفك هوى وهلك، اللهم اشهد اللهم اشهد». كتاب سليم بن قيس ص244-245.
وغير ذلك كثير مما لا يتسع المقام لذكره ..
أما قولكِ :
لا من مؤلفات علمائهم ، فانا لا آخذ
بكل ما يقوله علماء الشيعة و لا أعتبرهم كرسول الله و آله ، فعلماء الشيعة ليسوا افضل من رسول الله و آله عندي .
فأقول :
علماؤكِ يزعمون أن العلم الذي لديهم إنما هو ما ورثوه ممن قبلهم من آبائهم وأجدادهم في سلسلة طويلة تربطهم بالأئمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبالتالي .. فإن كل ما يوجد في كتبكم يُنسب إلى الأئمة ويُزعم بأن الأئمة ورثوه من أبائهم وهكذا .. وأنا أُحاجكِ بكتبكِ وهي حجة عليكِ طالما أنتِ تؤمنين بذلك المذهب ..
ثم .. كنت قد طالبتكِ بالتكريم بموافاتي بما تؤمنين به من أركان الإيمان .. والتي هي أيضاً يعرفها عندنا (أهل السنة) أبناؤنا ممن يدرسون في المرحلة الإبتدائية ولله الحمد .. ولو سألتي أي سني في المرحلة الإبتدائية عن أركان الإيمان سيسردها لكِ دون أي تردد .. فما بالكِ تُحيليني على سورة البقرة .. أولستِ تعرفين أركان الأيمان ؟؟!! .. فإن كنتِ تعرفينها فلماذا لا تذكرنيها ؟! .. وإن كنتِ لا تعرفينها .. فلا بأس قولي لا أعرفها وسأذكرها لكِ بكل ترحاب ..
أما عن سؤالكِ عمَّا يُنسب إلى بعض الأئمة رضي الله عنهم -وإن كان هذا خارج موضوع نقاشنا الآن- .. فإننا أهل السنة لا نقبل منها إلا ما صح عندنا .. لأن هناك الكثير مما يُنسب إليهم وهو غير صحيح .. وخصوصاً تلك الأحاديث التي رواها زرارة عن الباقر وهي حولي الثلاثة آلاف حديث .. في حين أن جعفر ابن الباقر قال بأنه لم يره عند أبيه قط .. ويُقال بأن زُرارة هذا ما هو إلا نصراني !!! .. فكيف تُريدين منا أهل السنة أن نحيد عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما صح عندنا إلى ما يُكذب على الأئمة ؟؟!! ..
تقولين أختي الكريمة :
و قال أخونا ناصح أيضا : لقد جعلتم من الإمامة ركناً من أركان الإسلام .. وأزحتم الشهادتين والعياذ بالله و أقول له الشهادتين في قلبي و الله العظيم و على لساني و رب العالمين اعلم بي منك ، و إن لم يذكر هنا .
فأقول :
يا أختي .. أنا هنا لا أتحدث عن شخصكِ الكريم .. بل عمَّا هو من أصول دينكم .. والله يعلم ببواطن العالمين ..
أما ما تطرقتي إليه أيتها الفاضلة عن معاوية رضي الله عنه .. فسيكون لذلك وقته بإذن الله عندما ننتهي مما نحن فيه الآن .. وعندما نتفق على وقت نناقش فيه ما يُنسب زوراً وبُهتاناً لمعاوية رضي الله عنه ..
لذا ..
فإني أرجو منكِ أختي الكريمة .. أن لا تعتبري المسألة مسألةً شخصية بيني وبينكِ .. بل هو نقاش يدور حول مذهبكِ الذي تنتمين إليه ..
ثم أعود وأكرر طلبي منكِ .. أن لا تُشعبي الموضوع حتى لا يتشتت النقاش .. ومتى ما أردتي أن ننتقل إلى نقطة أخرى فما عليكِ إلا ان تُخبريني بذلك .. وسيكون لكِ ما أردتي إن شاء الله ..
وأعتذر عن الإطالة ..
تحياتي ،،،
الروابط المفضلة