انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 10 من 40

الموضوع: ¸.•´♥ رواية غريب الدار ¸.•´♥

Hybrid View

الرد السابق الرد السابق   الرد التالي الرد التالي
  1. #1
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    سمية مسحت دمعها ولم تتدخل بل نظرت إلى محمود وهزت رأسها، كأن محمود سأل و كأنها أجابته! معتز مسح الدم عن وجهه، ومشى بخطوات ثابته إلى غرفته، أما جمال فكان مهزوز الخطى ..مضطرب الوجدان..ذليلا تعصف فيه الأفكار يفكر متألماً: لا بد أنه سيبطش ولن يرحمني لأني قد آذيت أبنه، سيسد لي الصاع صاعين..فأنا في بيته، و تحت رعايته..إلى أين أهرب من قبضته..إلى كونزالس..والله لو أن محمود مزقني أو بقيت عبدا له طوال حياتي فلن أرجع إليه..أم إلى أبي الذي تخلى عني..أم إلى مؤسسة الأيتام..(ودعا وتضرع).يا رب..ارحم ضعف قوتي و قلة حيلتي.





    دخلت سمية إلى غرفة معتز وبدأت تطبب جروح وجهه، وملامحها غاضبة, نظر إليها معتز فتألم من غضبها وقال:أنا آسف..
    سمية مقاطعة غاضبة:لقد ارتكبت خطا جسيما يا معتز...ما كان عليك أن تتصنت علينا.
    معتز:لم أتصنت..كنت مارا فسمعت جمال يقول أنه سيضلل أبي فطار صوابي.
    سمية تهز رأسها بالنفي: ما قصد أباك أيها المتهور..وما كان حتى ليفكر بما تقول.
    معتز بدهشة:فمن كان يقصد؟
    سمية بغضب:فليكن من يكن.. المهم أنك سمعت نصف الكلام ولم تتحقق منه..ثم آذيته و أسأت إليه.
    معتز:لم أحتمل رؤيتك تتألمين.
    سمية بغيض:فزدت ألمي يا معتز.
    معتز وقد أمسك بيد سمية يقبلها، يبكي ويعتذر:أنا آسف يا أمي..لقد أخطأت...أرجوكِ سامحيني يا أماه، سأذهب إليه وأعتذر .
    وقف وأراد أن يتوجه إلى جمال، فقالت سمية:ارجع..لعل محمود يقدر عليه ، فيعود إلى رشده.





    لم تقدر قدما جمال أن تحمله ..فجلس منهكاً..دخل محمود وقال غاضباً:لم أسمح لك بالجلوس.
    فنهض مفزوعاً..وطأطأ رأسه وقال بصوت مرتجف:آسف لأني ضربت معتز...
    محمود بحزم:أنس أمر معتز الآن ..وأنظر إلى وجهي.
    ارتجف جمال وقد اشتد خوفه ثم قال بصوت متقطع: لا..لا أقدر.
    محمود بحزم: لماذا تخاف مني؟ لماذا تبتعد عني كلما اقتربت منك؟ هل ضربتك يوماً؟
    جمال: لــ... لـــ... لا .
    محمود:هل قمت بسبك وأسأت إليك؟
    جمال: لــ... لـــ... لا .
    صرخ محمود فيه فخلع قلبه:هل سجنتك؟ هل ذبحتك؟هل كنت أعطي ابني وأحرمك؟ هل حرمتك من دراستك؟هل حرمتك من أمك؟
    جمال بخوف:لا لم تفعل..
    محمود: هل جعلتك عبدا لي؟
    سكت جمال، وأشاح بوجهه فأمسك ذقنه بقوة نظر إلى عينيه الحائرتين..وسأل بغضب: تكلم هل جعلتك عبدا لي؟
    جمال بحزن: إجل( ثم قال) هل تذكر أول يوم في المدرسة..أمسكت بذراعي بقوة ...و صرخت آمرا" لا تملك الإرادة".. أليس العبد هو من لا يملك الإرادة؟
    محمود بهدوء:هكذا إذن؟؟فلم لم تحارب لأجل حريتك؟ لو طلبتها لكنت أعطيتك إياها، إنك يا هذا لم تكن عبدا لي... بل كنت عبدا لضعفك...(تنهد بحسرة) ياااه كنت أظنك أكبر من هذا بكثير..
    لم يرد جمال، طأطأ رأسه خجلا من نفسه فأكمل محمود وهو يفتح النافذة وينظر من خلالها:إذن اسمع ما سأقوله ...( وسكت لحظة ثم أكمل )عندما كنت بعمرك ، مات أبي و ترك لي إرثاً ثقيلا..ترك لي أم مريضة وترك أخي راشد وقد كان صغيراً هو وسائدة.. كنت أنا الأكبر وأنا المسئول عن عائلتي فكان علي أن أكافح لأجلهم..صرت أدرس أول النهار، لأني أحب العلم مثلك وحلمت بأن أصبح طبيباً (سكت برهه وأكمل)ثم... أعمل بعد المدرسة...و بسبب دراستي قصرت في عملي فأغضبت سيد العمل..فجاء يشكو لأمي المريضة..وهددني بالطرد أمامها ..فكافحته ..أمسك بذراعي بقوة وهزني وقال بقسوة :إما العمل وإما المدرسة..عليك أن تختار..حينها خافت سائدة واختبأت خلف راشد الذي كان يرتجف خوفا هو الآخر..ورأيت دموع أمي..شعرت بالضعف، تخليت عن المدرسة وتخليت عن حلمي .. فظل الندم يطاردني..
    ثم أردف بعد أن نظر إلى كفيه: عندما وقفتً ذاك الموقف..أمام ذاك المدير المتعجرف، وقررت أن تتخلى عن أحلامك، أثرت الذكريات في قلبي فهزت كياني .. أمسكت بذراعيك ..( وأمسك بذراعي جمال وهزه بهدوء)وكانت أعماقي تصرخ وتناديك ..إنك لا تملك الإرادة ..لا تخطئ الخطأ الذي ارتكبته أنا..حتى لا تندم مثلما ندمت أنا .
    رفع جمال رأسه ونظر إلى محمود الذي قال:أنا آسف ....قد كنت طوال تلك الشهور، أحاول الاقتراب منك، لأحتضنك وأعتذر(وبسط ذراعيه وتركها مبسوطة) ولكن كلما حاولت الاقتراب..ابتعدت.
    ولم يقترب جمال فهزه برفق وقال:إنك بين عائلة تحبك وتقدرك، فلماذا تفوت النعمة التي رزقك الله إياها،لماذا هذا الضعف وهذه الفجوة ،استيقظ أيها الصقر وكفاك سباتا،كفاك ضعفا( وهزه بعنف أكبر وقال)استيقظ يا ابن الصامدة سمية؟
    كانت الجملة الأخيرة قد هزت كيان جمال،فرمى جسده على صدر عمه وبدأ يبكي بحزن ومرارة، يبكي بصوت عالٍ وأنين أليم.
    قال محمود:ابكي يا جمال وأخرج أحزانك،ابكي يا ولدي وارمي آلامك خلف ظهرك،ابكي يا جمال وإنسَ الماضي يا ولدي، ولا تفوت الحاضر الجميل الذي يحتويك، فنحن نحبك يا ولدي، عد صقرا كما كنت، فنحن ننتظر تحليقك.
    قال جمال وهو يبكي ويشهق:حاضر يا عمّ ...سأنسى الماضي الذي أسأت إلى عائلتي بسببه..سامحني يا عم..سامحني..سأعود كما كنت..سأعود كما كنت...لأجلكم ولأجل أمي.
    فعانقه محمود وبدأ يمسح على ظهره، وكان محمود أيضا من بكي.
    ثم ترك ذراعي جمال وقال: أبق هنا فكر إلى حين الغداء.. اختر طريقك..إما العمل معي أو أي مكان تريده،أو المدرسة ..أنت حر في قرارك.
    جمال وقد ابتسم غبطة:عن أي قرار تتكلم..إن قراري أن أحمد الله على عائلتي التي أكرمني الله بوجودي بينها، وأن أعمل على اسعادها (ثم نظر إلى النافذة، فكر وابتسم) وقررت أن أدافع عنها حتى لو قُتلت دون ذلك.
    دخل معتز وقال:جئت أعتذر لجمال،فأنا من بدأت وآذيته.
    محمود:بل هو من سيعتذر.. لقد أدمى وجهك ..والآن يا جمال قّبل جبين أخيك وقال له آسف يا أخي الحبيب.
    أقترب جمال من معتز..قبل جبينه وقال:آسف.. يا أخي الحبيب.





    فاجتمعت العائلة حول محمود، وكان الصمت يخيم على المكان، أراد معتز أن يخرق الصمت كعادته فقال لجمال: لا تفكر أبدا وتحت أي ضغط ، أن تقول لي يا أخي الحبيب.
    نظر جمال مستغرباً:ولم؟
    معتز مازحاً: لقد حسبتك بصقت في وجهي وأنت تلفظ البيب التي في الحبيب.
    لم يعجب محمود بهذا التعليق لكن جمال قال بعد أن هز كتفيه بجدية:يا أخي.. كان بودّي..ولكني خفت من أبيك.
    همّ معتز بأن يرمي وسادة على وجه جمال..لكن جمال أنفجر ضاحكا فصرخ معتز: يا قوم ..ضحك جمال، هذا يوم تاريخي.


    ::
    ::
    ::



    كان جمال يدرس في ساعة متأخرة من الليل فسمع صوت معتز يناديه و يقول:بست ..بست..يا نور الدين زنكي.
    رفع جمال رأسه مستغرباً وقال:هل تناديني؟ أنا لست نور الدين زنكي.
    معتز:صح آسف نسيت بأن نور الدين زنكي لم يكن من حكام الأندلس..المهم أطفئ النور أريد أن أنام .
    أمسك كتابه و رج من الغرفة ثم همس وهو يضغط على مفتاح النور ليضيء غرفة الصالة :أنا لست نور الدين محمود زنكي..ذاك أبوك.

  2. #2
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    ¸.•´♥ غريب الدار ¸.•´♥ الحلقة السادسة.•´♥1 2 3 حلّق•´♥



    ::
    ::


    http://www.youtube.com/watch?v=SnQbnoDEHbU


    ::
    ::

  3. #3
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    كان جمال يسند ظهره على أحدى عواميد المسجد سارحٌ ويبتسم،اقترب منه الشيخ عبد السلام وسأله:بم تحلم؟
    جمال باسماً: أنا لا أحلم يا شيخي، ولكني فكرت برجل عظيم،فابتسمت.
    الشيخ عبد السلام: بمن فكرت؟
    جمال سارحاً: بالقائد العظيم نور الدين زنكي، الذي وحد الصف المسلم بعد تفرقه، جمع الأمة بعد تفتتها، قائد أرجع الناس للدين القويم بعد أن اعوجت الطرق في معرفته، كرم علماء الدين، وبني المدارس والمستشفيات للفقراء كانت تسمى بـ البيمارستانات (صمت برهة) ما يحزنني، أن شبابنا المسلم لا يكاد يعرف هذه الشخصية العظيمة ( حلق نظره بعيدا وسأل)تراه كيف فعل كل هذا؟
    الشيخ عبد السلام:بصدق النية يا بني، إن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
    جمال: أجل لهذا استطاع أن يغير، لأجل هذه الحكمة مهد الطريق لصلاح الدين الأيوبي حتى يحرر المسجد الأقصى، لقد كانت ثمرة رواها بجده وقطفها صلاح الدين، بجده وإخلاصه أيضا،أنا لا أنكر فضل صلاح الدين،ولكني أعتب على شباب أمتنا أنهم لا يعرفون الجبل الشامخ، نور الدين فكلما ذكر تحرير المسجد الأقصى، ذكر صلاح الدين ونظمت له القصائد، وكانت الأناشيد من نصيبه ونسي الناس أستاذه (نظر إلى شيخه وسأل) كيف يا شيخي ننسى القائد العادل الذي سجل التاريخ بأنه سادس الخلفاء الراشدين، كيف لنا أن ننسى نور الدين محمود زنكي؟
    وقف الشيخ عبد السلام وقال:إن نسينا ..فان الله لا ينسى.




    زائرٌ للمدير قد حضر، هو والد عبادة سالم، جاء يشكو عناد ابنه، وجرأته في الحديث معه، يطلب من المدير النصيحة، كان جمال يتابع البيانات قرب المكتب ويستمع، هو أيضاً يكره تصرفات عبادة الذي يؤذيه بأحكامه، وقف جمال ونظر إلى الفضاء من خلال النافذة، وعواصف الأفكار تلفه من كل جانب، بعضها يتعلّق بالطلبة وإساءتهم له، وبعضها من نصائح أمه، ونصائح الشيخ عبد السلام ومحمود.. فقرر الكلام وقال بأدب جم:أتسمح لي بأن أتكلم؟ حاول يا سيدي أن تفهم ابنك.
    سالم: عفواً.
    جمال وقد طأطأ رأسه تواضعاً: أن عبادة من الشخصيات القيادية التي في فصلنا، هو شخصية عقلانية،(عدل نظارته وتأمل) إنك يا سيدي إن حاورته بطريقة تشعره برجولته، سيشعر بقيمته، وقيمة من حوله(ابتسم)سترى منه ما سيعجبك، سترى منه الحكمة و حسن الخلق، وستكون فخوراً به، إنه مثل كل شباب فصلنا،يحتاجون لمن يسمعهم ويقدرهم ويفهمهم ويوجه طاقتهم.


    ::
    ::


    توجه المدير وجمال إلى الفصل فقال المدير: لقد أخبرني جمال أنكم تؤذونه في الفصل وكتب لي قائمةُ بأسمائكم وتصرفاتكم
    حامد: جاسوس..لقد قلت لكم أن هذا الفتى جاسوس، كنت أراه دائماً يتابع حركاتنا وتصرفاتنا.
    عبادة: انتظر يا حامد..لنرى ما لنا وما علينا.
    جمال بتحدي: سأبدأ مع ضياء يا سيدي المدير، ضياء يتحدى معلم الرياضيات بحلولٍ جديدة.
    ضياء مستنكراً: أهذا ما قدرت عليه؟
    جمال بتحدي:قالت لي أمي.. إن الحلول التي يحلها هذا الفتى يدرسونها في جامعات فرنسا..إن لديه عبقرية علمية تؤهله ( ابتسم) بأن يكون من أفضل علماء رياضيات،وهو عقلية علمية معملية فذة.
    عبادة: وضح لنا..كفى غموضاً.
    ابتسم جمال وقال:عدنان..قل الشعر الذي هجوتني فيه.
    قاله جمال لأن عدنان رفض،فأنتقد الشعر أدبياً! وبدأ يظهر الصيغ الجمالية فيه!
    ثم قال بعد أن جلس مكانه: حسن يحسن الرسم بطريقة إبداعية، مهند رياضي ممتاز، كما أن أخلاقه رياضية، جاسم خطيب مفوه، مسعود مبرمج بارع، وكامل كاتب يغزل القصص ببراعة، عماد معلم قدير فإن شرح يوصل المعلومة بطريقة سلسة واضحة، علي عالم أحياء ...
    ذكر كل من في الفصل ولم يذكر عبادة..الذي قال: أأنت من توجهنا؟
    جمال وهز كتفيه :لا..إنها أمي.
    فقاطعه الطلبة يضحكون إلا عبادة .. فقال جمال وهو ينظر بتحدي: هل علي أن أخجل؟إنها أمي صانعة الرجال؟ ألا تحبون أمهاتكم ..
    ثم أردف: اسمعوني جيدا..كنت أحكي لأمي عن حركاتكم وتصرفاتكم، فكانت تخبرني بما تبدعون وما ينقصكم، جربوا توجيهها، ولن تندموا.
    عبادة: لا نقدر أن نثق فيك بين ليلة وضحاها.
    جمال:لقد صدقت.. على كل حال...كنت مخطئ في التعامل معكم..وهاأنذا أعتذر لكم أمام المدير فهل تسامحوني؟
    عبادة:على أن تفتح صفحة جديدة تتواضع فيها، ولا تعزل نفسك.
    وافق كل الطلبة فقال جمال: سأغير أسلوبي، فتعاملوا بطريقة تحترموني فيها .
    عبادة: أجل لقد قلت قولا حسناً.





    دخل والد عبادة وابتسم..ثم ابتسم المدير ..نظر عبادة إلى جمال مستنكراً، فقال السيد سالم وهو يهز رأسه: القاضي الفاضل..

    عبادة مستغرباً:ما القصة؟ هل كانت تمثيلية!؟

    السيد سالم: لقد جئت أشكوك للمدير..تصرفاتك ..فإذا بجمال يقول يا سيدي ما أراه إلا القاضي الفاضل الذي حرر المسجد الأقصى مع صلاح الدين، فأراد أن يثبت لي حكمتك وحسن خلقك، فكما قال جمال، أنت قائد عظيم ولكني لا أفهمك.

    عدل جمال نظارته وتأمل ثم قال مبتسماً: يا سيدي لقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "نصرت بالشباب"اسمحوا لنا بفرصة ننصر الأمة فيها.

    ضياء:ما حملك على فعل كل هذا؟

    جمال: لقد كنت أنظر بنظارة عدساتها عين ذبابة، تصور لي سوء تصرفاتكم، فقمت بتغييرها واشتريت نظارة عدساتها عين نحلة، تصور لي حسن تصرفاتكم.

    السيد سالم مازحاً: أين بائع النظارات هذا لأشتري لكل من في الفصل؟

    هز جمال كتفيه وقال: سيكون سعيدا لأني جعلت دعاية لمتجره، على كل حال، سأطلب منه نسبة من المبيعات.

    ضحك الجميع ثم قال:وأنا على يقين، من أننا سنجني العسل من خلال نظارة النحل هذه.

    قال المدير:أجل يا ولدي، فكلنا سنلبس هذه النظارة، ونتعاون على جني العسل من خلالها

    ثم أردف: جمال يقترح أن نتعاون في بعض الأنشطة التي تبرز طاقاتكم فهل تقبلون

    وافق الطلبة..فصاروا مبدعون.

  4. #4
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    مرت شهور وقد تبدل حال جمال وحال كل من في الفصل، هو نفسه يجلس على درجه، ويبتسم لهم هذه المرة، وهو نفسه ينظر إليهم وهم يلعبون بحصه الرياضة لا يشاركهم اللعب، لكنه يبتسم، ولقد أثبت جمال للجميع قدرة شباب فصله على رقي المدرسة بأكملها، بل صار ترتيبها الأول من بين المدارس، وكانت يد الجندي المجهول سمية هي التي تقود المدرسة للتقدم..

    لكن! من قال بأن جمال لم يلقى العقبات؟ ولم يصطدم مع الطلبة، لكنه يحل المشكلة بحكمته، وجمع القلوب برقته وصدق إيمانه،كان المدير يراقب وحينما يرى الطلبة يثورون على جمال ويواجههم بالحلم يقول: لكم أعجب منك يا جمال! إنك مثلما قال الشافعي ..

    يقابلني السفيه بكل حمقٍ ......... فأرفض أن أكون له مجيبا

    يزيد سفاهة فأزيد حلماً ......... كعودٍ زاده الإحراق طيبا


    فيرد جمال:كنت أول من شم الطيب،قد شممت الطيب في يد عمي محمود، فتبدلت السفاهة بالحكمة.







    حينما يسهر آخر الليل، يجد ويجتهد في دروسه، يخرج من غرفته ويتوجه إلى غرفة الطعام، حتى لا يزعج معتز بضوء الغرفة، يضع كتبه فوق طاولة الطعام، ويجلس حولها، يغالبه النعاس أحياناً، فيضع رأسه فوق الكتب ويغفو، فيحس بيد عمه محمود الحانية، تلف الغطاء على كتفيه، تمسح على رأسه أثناء نومه، لكن جمال حينها، لا يقدر إلا أن يمسك تلك اليد الأبوية الحانية، فيقبلها، ويشتهي أن يقول له: شكرا يا أبتِ.

    فلا يقدر.





    كانت سمية تجلس على الأريكة ،و تتمتم متضرعة وحزينة:اللهم رد كيد من أراد بجمال سوءاً إلى نحره، اللهم رد كيده إلى نحره.

    فجلس معتز بالقرب منها لما رأى حزنها ولم ينتبه لدعائها فقال: لماذا تحبسين نفسك يا أماه؟منذ أن تزوجت أبي لم أرك تخرجين ولو مرة واحدة، ألا تخرجين فترين جمال الدنيا وزينتها؟ ألا تخرجين فترين الجنان التي في الأرض؟

    سمية وقد ابتسمت ابتسامة صافية: إني أرى جمال الدنيا وزينتها من خلالك يا بني، ومن خلال جمال.. لا تقلق علي، فأنتم جنتي التي لا تفارقني(صمتت لحظة وأمرته بلطف) أذهب الآن إلى غرفتك وأكمل دراستك .

    ذهب مشفقا عليها، أما هي فحدقت في السقف وابتسمت بمرارة ثم فكرت: كيف لصوت الحق أن يخرج وهم يتربصون به (مسحت جبهتها بأصابعها الباردة وقالت بألم)وبمن مضى معه.

    ثم قالت بثقة: سيخرج صوت الحق من جديد، سيخرج صداحاً هذه المرة، سيخرج من خلالكم، ولن يقدر أن يكتمه أحد مرة أخرى.. فلا تستعجل .








    كان ضياء يدرس في ساعة متأخرة من الليل في غرفته الفاخرة، فقال والده الدكتور رائد:ضياء، لكم أشعر بالسعادة عندما أحادثك، أشعر بأنك في الفترة الأخيرة قد تغيرت وصرت رجلا.

    ضياء:لست وحدي إنما كل في المدرسة، بدلنا طالب في فصلنا يا أبي، تبدل بين ليلة وضحاها و بدلنا جميعا.

    الدكتور رائد: سبحان الله طالب غريب.

    ضياء: هو غريب أيضا، يناديني ليداعبني "ضياء الفكر"، ينادي عبادة القاضي الفاضل، ينادي عدنان يا أصمعي، لا يترك شخصية في الفصل إلا ناداه اسما يكرمه فيه .

    الدكتور رائد:حدثني عنه أكثر.

    ضياء:صاحب خلق ودين، صادق الإيمان، مرهف الحس، متواضع، عبقري مثابر، عندما يحدث الشقاق يجمعنا بحكمته، وفي الوقت الذي نحتاج فيه إلى شجاعة وثبات، تراه في المقدمة، ويختفي حينما توزع الغنائم، كأنه جندي مجهول لا يذكر اسمه، لكن بصمته قوية في كل تقدم نحرزه، نقول له ربما تنسى المدرسة اسمك، وأنت من كنت قائداً لتقدمها، فيقول جملته التي تدل على أخلاقه النبيلة، إن نسيتم فإن الله لا ينسى.

    الدكتور رائد: وماذا أيضا؟

    ضياء:يحمل حزناً دفيناً، كلما طلبنا منه معرفة أحزانه قال،إنها أحزان ماضي وضعته في مقبرة النسيان، فلا تشغلوا بالكم بأمري.

    الدكتور رائد:جعلتني أشتاق لمعرفته، ما اسمه؟

    ضياء : جمال لمتونه.

    الدكتور رائد بدهشة: من!؟ جمال لمتونه!؟

    ضياء مستفسراً: هل تعرفه؟

    هز رأسه وشرد ذهنه، ثم خرج من الغرفة ولو يرد على ضياء، توجه إلى الصالة، وصوتٌ من الماضي يرن في أذنه، صوته هو الدكتور رائد يجهش في البكاء، ينادي في ذاك المشهد:اصمد يا ولدي..اصمد يا ولدي(و صوت صدمة كهربائية تجعله يزيد بكاءً وتضرعاً)يا الله ..يا الله...يا الله .. يا الله.

    أغمض عينيه بعنف وردد:اصمد يا ولدي..اصمد يا ولدي..

    ثم فتح عينيه وتبدلت ملامحه لابتسامة: ها قد صمدت..صمود الأسود مثل جدك الأسد، أسد المغرب والأندلس، ثم رابطت مثله، لله درك أيها اللمتوني.


    في آخر الليل كان جمال ينظر من خلال المرآة إلى نفسه، يقف على أطراف أصابع قدميه كأنه يتمنى أن يكبر أكثر، فقال معتز وهو مستلقٍ على سريره:يا عبد الرحمن الناصر..ماذا تفعل؟

    جمال باسماً: أنا هارون الرشيد.

    جلس معتز واعتدل في جلسته وسأل: متى تصالحت مع بني العباس؟

    هز كتفيه وجلس بالقرب من معتز وقال: أنا هارون الرشيد، وبعزم بإذن الله ..أكيد، بيد حكمة(هز رأسه نافياً) لا يد فولاذٍ و حديد(ثم بسط كفه ورفعها ) سأرفع شأن الأمة من جديد.

    معتز:ما رأيك يا هارون الرشيد، أن تنشد لجدك أبو جعفر المنصور صوت صفير البلبلِ التي نظمها الأصمعي لي أنا أبو جعفر المنصور.

    بدأ جمال ينشد بصوته الندي، فطرب معتز، وبدأ يطبل فوق مكتبه

    أنشد جمال:

    صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلِ

    المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلِ

    و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي وموللي

    فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي

    قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلِ

    فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولِ

    والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذاالرجلِ



    قال محمود حازماً بصوته الجهوري:كفى إزعاجا ،هيا أخلدا للنوم وإلا..

    فهمس الاثنان بصوت خافت:

    فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي


    ثم انفجر الاثنان ضاحكين.

    محمود:آه منكما

  5. #5
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    ¸.•´♥ غريب الدار ¸.•´♥ الحلقة السابعة¸.•´♥حكاية البداية و النهاية.•´♥

    ::

    ::

    http://www.youtube.com/watch?v=L9ZCWLLJe1o

    ::

    ::

  6. #6
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    صار جمال في الخامسة عشر من عمره,لا يعرف إلا أربعة أماكن البيت، المدرسة، المسجد الذي في الحي، ومسجد الشيخ عبد السلام في البلدة، يذهب كل خميس فيستمع إلى درسه، ينتظر بفارغ الصبر لقائه مع شيخه، يطلب من محمود أن يرافقه للمسجد، لكن محمود يرفض متعللاً بضيق الوقت. أما في المدرسة فصداقة حميمة نشأت بين جمال، ضياء، عبادة، اللذان يشعران بأن ألما دفيناً في قلب جمال، يروه ينشد في حصة الفراغ بعيداً عنهم، ويذرف الدموع، حينما يرى ضياء دموع جمال، يرجع حزينا إلى المنزل وحين يسأله أبوه عن السبب، يجيب ضياء، هي دموع جمال التي لا نفهمها.




    اقترب جمال من الشيخ عبد السلام وقال:يا شيخي(طأطأ رأسه)إن شبح المستقبل يرعبني، كلما خطوت خطوة، خوفني بأني مقتول لا محالة، فيأمرني بالركون وانتظار القضاء دون عمل،فماذا أفعل؟
    الشيخ عبد السلام: ارفع أكف الضراعة، وأخلص في الدعاء، أن يبعد وساوس الشيطان عنك.
    جمال: ليست وساوس يا شيخي إنها سهام الغدر، تنتظر اللحظة المناسبة لتنهش جسدي.الشيخ عبد السلام: تردها سهام الليل التي لا تخطئ، فالدعاء يرد القضاء.
    ابتسم جمال بألم: تذكرني بدعاء أمي، التي لا تفتأ تدعو الله بأن يرد كيد من أراد بي سوءً إلى نحره..لكني.. مازلت خائفاً مما سيكون.
    الشيخ عبد السلام: يا ولدي..إن رباً قد كفاك بالأمس ما كان، سيكفيك بالغد ما سيكون.





    كان جمال يغير قميصه في الغرفة،فدخل معتز دون أن يستأذن، فأمسك جمال غطاءه بحركة سريعة ولفه حول جسده وصرخ غاضباً:ألا توجد خصوصية في هذا المنزل.
    دخل محمود وسأل بحزم وتسلط:ما الحكاية؟
    معتز:يسأل عن الخصوصية، استيقظ يا فتى، إن هذه الغرفة غرفتي وأنت من انتهكت الخصوصية، فالدار داري والغرفة غرفتي.
    قام محمود بتأنيب معتز، لكن جمال قال وهو يحاول التخفيف من حدة التوتر:أرجوك يا عم لا تصرخ فيه،ما قال إلا الحق،داري هي الأندلس وسأعود إليها بإذن الله(والتفت إلى معتز)أنا أعتذر، ولكني يا معتز مازلت احمل أسراراً لا أقوى على ذكرها فلا تلح في معرفتها.
    وخرج ثم انفجر معتز ضاحكا من منظر جمال عندما لف الغطاء فقال محمود مغتاظا: لو كشف عن صدره، لاكتشفت بأنك قزم.
    أحس معتز بالخزي وحقد على جمال..




    كان جمال يجلس كعادته قرب الباب يقرأ كتابه، ثم دخل الدكتور رائد إلى الفصل ليتابع دراسة ابنه ضياء مع معلميه، مشى الدكتور إلى المعلم، وكان جمال خلفه، فتوتر جمال وغطى وجهه بالكتاب، وعندما انشغل الدكتور رائد تسلل ليخرج من الفصل، فقال الدكتور لجمال: لا بد أنك الطالب المتميز جمال لمتونه.
    توتر الفتى ..استدار ثم استدار الدكتور رائد، بدأ يعدّل نظارته بتوتر وينظر إلى الأرض، مشى الدكتور رائد نحوه و اقترب منه أكثر فأكثر وبدأ يتأمله .. رفع جمال رأسه ونظر إلى الدكتور رائد الذي قال برفق:هل أنت جمال لمتونه الذي يحبه ابني ويذكره بالخير دائماً.
    ضياء: أجل يا أبي.. بل كلنا نحبه ونقدره ونحترمه ..ولكنه شخصية حساسة وخجولة.
    الدكتور رائد وهو يتأمل جمال:أريد أن أشكر الفتى النبيل الذي قد بدل حال المدرسة إلى كل خير.
    جمال يهمس: أمثلك يشكر مثلي!؟
    تأمل الدكتور رائد وجه جمال وبدأت الذكريات تطوف حولهما، ابتسم الدكتور رائد وقال له: هل تعرف؟ أن مهنتي طبيب .
    ظل جمال متجمداً انحنى الدكتور رائد وضع رأسه على صدر جمال لثواني معدودة ثم رفع رأسه و ابتسم ثم قال مداعباً: سبحان الله! قلبك في صدرك؟!
    ضحك كل الطلبة وابتسم فأردف: تحمل قلباً ينبض بالحكمة .
    جمال يبتسم بلطف ويهمس:ويشكرك في كل نبضة، ويرجوك بأن لا تكشف سره.
    نزلت دمعه من عين جمال..فقال الدكتور رائد برقة: أتسمح بأن أحتضن الفتى الذي يحبه ابني.
    هز جمال رأسه بالموافقة..فعانقه الدكتور رائد وهمس:اسمع يا بني إن السر الذي تحمله شرف لك، فلا تخجل منه أو تحزن .

  7. #7
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    قبل أن يرجع جمال إلى المنزل، في أحد الأيام، ناداه ضياء وسأله: لدي مسالة في الفيزياء لا أعرف حلها، هل تساعدني قبل أن ترحل.
    رحب جمال بشدة ومشى نحو أقرب عامود خارج المدرسة واتكأ على العامود، فتح الكتاب...
    لكن فجأة قام عبادة بدفعهما وإيقاعهما على الأرض! لأن عربة تمضي بسرعة جنونية تتجه نحوهما،كانت ستدهسهما،أما صاحب العربة لم ينتبه للعامود، فصدم عربته، وأصيب إصابة بليغة، أسرع عبادة وجمال لإنقاذ الرجل، وإذا بجمال ينظر إلى الرجل ويمتقع وجهه..صمت لحظات، ثم نظر إلى ضياء متكدراً وقال عبادة: لنتصل في المستشفى فيحضروا عربة إسعاف.
    ضياء: التأخير ليس من صالح الرجل ..
    هرول المدير إلى الفتية فزعاً، ليكتشف الموقف، وأحضر عربته، فحمل مع الفتية الثلاثة السائق المصاب إلى داخلها، ومضت تبتلع الطريق لتصل إلى المستشفى، في أثناء الطريق كانت حالة السائق حرجه، فقام جمال بتدليك قلبه " بالإنعاش القلبي" حتى يتدفق الدم، فتح الرجل عينيه فذهل، وقال بصوت منهك: أأنت من ينقذني؟(لم يرد جمال فقال الرجل بألم)سامحني يا ولدي.
    جمال يدلك قلب الرجل ويبكي ويقول:أسامحك؟كيف لي أن أسامحك وقد دمرت حياتي؟ ثم جئت لتقتلي مرة أخرى،مع صديقي أيها الفاجر، كنت تلاحقني سنين لتقتلني بدون سبب..كيف لي أن أسامحك؟
    الرجل بصوت منهك:لست أنا.. كان كونزالس....وكانت ليديا.
    صمت جمال وبدأ يدلك القلب مذهولا، أما صديقاه والمدير... فلم يفهم أحد القصة؟




    عندما وصل الرجل إلى المستشفى أسرع الممرضون وضعوه على سرير وجروه في الممرات لينقلونه إلى غرفه العمليات، وجمال يجلس على السرير ويقوم بانعاش قلبه! فتعلق الرجل بقميص جمال الذي ملأ الرعب قلبه وتجمد الدم في عروقه، فلفظ عبارته الأخيرة:كنت الدليل الوحيد على مكانك، لن يصلوا إليك مرة أخرى.
    ثم مات..وصل الدكتور رائد متأخرا هو والدكتور راشد سوياً، قال ضياء: يا أبت, لقد أردنا إنقاذ الرجل أنا ورفاقي، لكنه قد مات.
    نظر الدكتور رائد إلى جمال، كان يجلس على الأرض يمد قدميه ويسند رأسه على الحائط، فضحك جمال في بلاهة ومرارة قال ببطء:قد جعل الله تدميره في تدبيره.
    المدير وقد اقترب من جمال وقال: ما حكايتك يا جمال مع هذا الرجل؟(لم يرد فقال)يا بني تكلم ولا تخف.
    جمال وهو يهز رأسه مذهولا: هما يعرفان الحكاية (نظر إلى الطبيبان وسأل)ألم تعرفاه؟ألم تتذكراه؟ هذا من طعن سمية.
    أمسك الدكتور رائد كتفي جمال وأوقفه ثم هزه بقوة وقال: أهو ..هو؟
    هز جمال رأسه بالموافقة، تملكت الدهشة الدكتور رائد وقال بذهول:لله درّك يا فتى..لماذا أنقذته؟
    جمال وقد اختنقت العبرة: خفت من الله أن أترك جريحاً دون أن أنقذه..
    لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا * * * فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
    تنام عينك والمظلوم منتبه * * * يدعو عليك وعين الله لم تنم
    وغاب بعيدا عن نظرهم، يمشي ببطء، ودماء الرجل تلطخ قميصه،يردد(وعين الله لم تنم) وسط دهشة من حوله





    دلف محمود ومعتز إلى المنزل وجلسا حول مائدة الطعام، صار معتز ينادي: يا قوم أنا جائع، أمي سمية..فتى الأندلس.. اجتمعوا حول أبي فهو لا يأكل إلا وعائلته حوله..
    جلست سمية متوترة .. محمود نظر حوله فلم يجد جمال فقال مستغرباً: أين جمال؟
    كانت يدا سمية ترتجف، تخفي رعبها فقالت: لم يعد بعد..
    فزع الاثنان، قفز معتز وقال مستعجلاً: أبي أبقى مع الخالة.. أنا سأبحث عنه في كل مكان..أعرف منازل أصحابه، لن أترك مكاناً دون أن أبحث عنه فيه.
    بدأ محمود يخفف عن سمية أما معتز هرول خارج المنزل يبحث عن جمال،وما أن خرج حتى اتصل راشد.



    رجع معتز بعد بحث مضني،وقد مضى وقت طويل وهو يبحث. وفي آخر المطاف علم أنه كان مع ضياء ولم يعرف أكثر من هذا،فرجع إلى المنزل, أول ما دخل رأى محمود يساعد جمال على الجلوس فسأل معتز:أين كنت؟
    جمال وقد استنشق الهواء وملآ رئتيه:كنت أتمشى وأشم ريح الحرية ؟
    اشتط معتز غضباً وقال: يا سبحان الله ! تشم ريح الحرية، وأنا أدور كالمجنون أبحث عنك..(هز رأسه ) لا بأس.. فذنب جمال مغفور..هو جمال الدين..جمال العلم ..جمال الأخلاق، أما أنا (وقال بمرارة)أما أنا يا أبي..لا شيء عندك...أن قيمتي عندك كهذه.
    وبصق على الأرض، فضحك جمال! ووقف بصعوبة، وقف مقابل معتز بعد أن أمسك بكتفيه كأنه يستند عليهما وقال: ما كنتَ يا معتز يوما كما قلت،وما ستكون(ثم ضرب صدره بلطف)إنك أكبر من هذا بكثير ولكنك لا تعلم، وما كان جمال يوما، جمال الدين والخلق والعلم، لولا أن رزقه الله أبا وأخاً يضمدان جراحه،إن كنت ترى نفسك هكذا فأنا أراك شيئا آخر،أراك أصغر مني عمرا، لكنك أكبر مني قدراً.



    لاحظ معتز توتر الغرفة، وانتبه إلى الدماء الملطخة على قميص جمال، فأمسك أطراف القميص وسأل: دم من هذا؟
    جمال: دم رجلٍ قتلته سمية(فزع معتز) قتلته بدعاء الأسحار، دعت عليه بأن يرد الله كيده إلى نحره، فجعل الله تدميره في تدبيره، قالها الشيخ عبد السلام، سهام الليل لا تخطئ، لله دره، أتطلع على الغيب؟ أم أنها من سنن الحياة التي لا جدال فيها،(ثم سكت) كنت أنا من أنقذته(وانفجر ضاحكا)تدعوا عليه سمية وينفذه ابنها، أعطيته ما يسمى بتدليك القلب، أدلك قلبه حتى إذا ما شفي غرس السكين في صدري وصدر سمية مرة أخرى.
    أراد معتز أن يتكلم لكن سمية وقفت، ضربت على الطاولة، صرخت في وجهه:هل حاولت إنقاذه لتتشدق..
    جمال ينادي بهذيان وهو يدور حول الغرفة:بل لأني مسلم عربي أندلسي، أنا حفيد يوسف بن تاشفين وعبد الرحمن الداخل، قرشي لمتوني، وأصل لمتونه يمني، أنا أموي أمازيغي،مشرقي مغربي، أنا ابن المشرق والمغرب وأبي قد ولد بينهما، إن نسي أبي فلن أنسى، إن ضاع أبي فلن أضيع، إن شط أبي فلن أشطت، ولأني ابن سمية (وضع كفيه على كتفي معتز هزه وسأله)أتعلم يا معتز من تكون سمية؟
    هز معتز رأسه ومط شفتيه ثم قال: حفيدة ماري أنطوانيت ولويس السادس عشر؟
    جمال هز رأسه نافياً: إنها من رسمت سطور المجد في كتاب البداية والنهاية، ولكن صاحبي ابن كثير نسي أن يذكرها .
    معتز هز رأسه ساخرا:إذن فأنت الكتاب الذي طعن صدر غلافه وسالت قطرات الدم على صفحاته؟
    قدّ جمال قميصه وصرخ: ((أجل))
    فذهل معتز من المنظر، ثم تجمد مكانه وقد ارتعدت أوصاله من الخوف،كانت الندب في جسد جمال متناثرة تدل على آثار طعناتٍ قديمة فقال:بل.. إنها طعنات غرست في صدر ابنها وصدرها، فاختلطت دمها ودمه على صفحات الكتاب...ثم أمسك الفاجر بذراعيها ثم...
    محمود صارخا وقد قاطعه:ثم كنا أنا وراشد ووالد ضياء أقرب إليها منه يا جمال،نقلناكما إلى المستشفى، عالجناكما، أحببت أمك وتزوجتها(قال بحزم)انتهى.
    قالت سمية بحزم: نعم ..كفي(اقتربت من ابنها وقالت وكأن معركة لم تكن)لقد روّعت معتز فكان يبحث عنك وأنت تتمشي، يجب أن تنال عقابك.
    جمال وقد هز رأسه: أجل، لنعد إلى معتز،سأعطيك نقوداً حتى تذهب إلى المطعم مع أصحابك..هيا يا رجل..اذهب واستمتع بوقتك.
    معتز وقد حاول أن يتماسك: لا شكراً أبقي نقودك لنفسك..أذهب وحدي بنقودك..سأغصّ في كل لقمة..
    محمود:إذن اذهب معه يا جمال ...(واستأذن من سمية) قتل الله من كنتِ تخشينه ..فارفعي الحظر عن الفتى..دعيه يعيش حياة طبيعية.
    فكرت سمية وقالت:لا.. سنذهب كلنا، بما أن الدليل قد مات، فأنا الأولى بأن أشم ريح الحرية.
    دهش الجميع، وذهبت لتلبس، فقال محمود لجمال ومعتز بتوتر:هذه المرة الأولى التي تخرج فيها سمية ,أقصد ..هل تسمحا بأن أخرج معها هذه المرة ..أقصد..
    معتز بخبث:سبحان الله! كنت تشفق على الفتى قبل قليل، والآن تريد أن تخرج معها وحدكما إلى المطعم!
    أحمرت وجنتيه خجلا وتوتر أكثر، فعدل جمال نضارته وتأمل محمود، ثم قال ببراءة ولم يفهم:لا بأس، اذهب معها وحدك،لا أفهم لماذا كل هذا التوتر؟
    معتز بخبث: أفلا يتوتر وقد تزوج امرأة أنت ابنها؟( وضع ذراعه حول رقبة جمال قاده إلى الغرفة)أعذرك، لن تجد سبب توتر أبي ، عاشق سمية في كتاب صاحبك ابن الكثير،(نادى مازحاً)سامحك الله يا أبي، أتذهب مع سمية وتتركني مع ابن سمية؟




    كان جمال يقف أمام المرآة يتذكر الحادث ويتأمل مكان الطعنات التي في جسده، كانوا ستة طعنات، واحدة في كتفه واثنتان في خاصرته، وأخرى عند ذراعه، واثنتان في صدره، دخل معتز في الغرفة فجأة، أراد أن يعتذر ويخرج لكن جمال منعه اقترب منه وقال بصوت متقطع، وكان صدره يعلو ويهبط من شدة الاضطراب: لقد..كنت..ضعيفا..لم أقدر على حماية أمي،طعنني..لا أعرف أصف الألم الذي كان في جسدي ثم..طعنها،أمسك ذراعيها أغمضت عيني(أغمض عينيه)وفقدت الرغبة في الحياة..كنا بلا مأوى لأن..
    اقترب معتز من جمال وقال بحنان: هشش..إن ما حدث هو كما قال أبي... أنا قزم أمامك أيها الجبل الشامخ، فسامحني لأني تطاولت عليك.
    عانق جمال و بكى..فاحتضنه جمال وقال: لا يا معتز،إني لأعجز.. عن شكر الله سبحانه بأن رزقني أخا مثلك؟

  8. #8
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    ¸.•´♥ غريب الدار ¸.•´♥ الحلقة الثامنة¸.•´♥عاصفة مجنونة.•´♥

    ::
    ::

    http://www.youtube.com/watch?v=y2JzFEAb7EE

    ::
    ::

  9. #9
    ام البنين1977's صورة
    ام البنين1977 غير متواجد كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الموقع
    الأردن
    الردود
    11,044
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    (أوسمة)
    جمال يهمس: وأسدل الليل ستارة، وأسدل الليل ستاره، وأسدل الليل ستاره
    نهض معتز من سريره وقال غاضباً:أجل، أسدل الليل ستاره، أترك ستار الليل، فقد أسدله حتى ننام ونرتاح، حتى إذا طلع الفجر، استيقظنا نشطين.
    جمال وهو يتأمل يديه اللتين سطع عليهما نور القمر وقال بإصرار:لا يا معتز..أريد أن أسحب الستار الذي أسدله الليل بيدي هاتين،حتى يطلع الفجر سريعاً.






    في اليوم التالي، عندما اجتمعت العائلة أثناء الإفطار حول محمود، قال جمال: لقد قررت يا أمي..قررت دراسة القانون، أريد أن أسلك الطريق الذي كنتِ قد مضيتِ فيه قبل سنين.
    سمية بهدوء: أدفعك لتأخذ العلم من الشيخ عبد السلام فتترك علمه وتحول طريقك.
    جمال: إن الأمة يا أمي تحتاج إلى الشيخ عبد السلام وبحاجة ماسة إلى قائد يحترم أمثال الشيخ عبد السلام، كانوا جنباً إلى جنب في بناء الأمة، ودفع المفاسد عنها، لقد كان العز بن عبد السلام مع قطز، وكان نور الدين زنكي بين العلماء، وكان يوسف بن تاشفين يقرب العلماء، إذا انفصل الحكم عن علماء الدين تفتت الأمة، ذاك هو مجد أجدادنا، علم ودين وخلق.
    سمية مستغربة: إذن تريد دراسة القانون لأجل المجد، هذا ليس طريق سمية، بل الطريق الذي سلكه أبوك فنسي وزاغ عن السبيل ؟
    تناول جمال لقمة: لن أكون مثل أبي، أريد أن أدرس القانون لأدافع أولا عن نفسي وعنك فمن يعجز عن الدفاع عن نفسه لا يستحق أن يكون قائداً.
    أراد معتز أن يمزح لكن محمود أمسك بركبته من تحت الطاولة فتوقف أما سمية قالت مستنكرة: تريد أن تدرس القانون لتدافع عن نفسك ! أي قانون؟ إن قانون الغاب هو من يحكم.
    جمال: بل قانون رباني هو قوله تعالى : (( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ))
    سمية مستنكرة: هل تعتقد أن الوصول إلى الإمامة أمراً سهلا وممهدا بالورود، إنك ستمضي بطريق مغموس بالدم، حوله ذئاب بشرية، تنهش جسدك من كل حدب صوب، أنك إن صممت على المضي فعليك أن تكون بقدر المسؤولية .
    جمال: لن أخيب ظنك يا أماه بإذن الله، سأكون قاضيا وإماما عادلا.
    وقف أما هي فقال: لن أمنعك، قبل أن ترجع للمنزل مر على المكتبة سأعطيك قائمة بكتب القانون الذي خطه جدي لويس السادس عشر.
    نظرت إلى معتز وانفجرت ضاحكة.
    وما أن خرج الجميع حتى رن صوت مطرقة القضاء وصوت شيطان مخيف ينادي: محكمة .





    كان جمال يستعد للسباق في المدرسة، فقرر أن يشارك في حصة الرياضة لأول مرة، بدأ الطلبة يشجعونه:هيا يا جمال..امض جمال.
    وقف الكل في خط جنبا إلى جنب،وضع جمال عصى طبلٍ أمامه فتخيلها مطرقة القضاء، لتكون خط النهاية و فكر:
    أجل.. امضِ جمال.. واحد..أستعد للمعارك..اثنان..كن قويا..ثلاثة ..أثبت.
    هيا أركض جمال...
    ::
    ::

    سمع معتز صوت الطلبة يحمسون جمال ليركض، فأحس بالقلق..نظر إليه المعلم وقال: معتز..اجلس مكانك..و انتبه لورقة الامتحان.
    جلس وفكره مشغول: أهو جمال يريد أن يركض؟ هل جن الفتى؟وماذا عن قلبه المريض؟أنا لا أفهم تصرفه، يا رب ارحمه.
    و سمع الطلبة يشجعون، فما أطاق الصبر و نظر من النافذة فرأى جمال يركض،لكن المعلم انتهره:إن لم تجلس فسأحسبك غششت.
    جلس لحظة، ثم وقف وقال بخوف: يا أستاذي..فكري مشغول على جمال،أخاف بأن يصيبه سوء.
    المعلم بسخرية: أف! لماذا كل هذا؟ ليتك تكون مثل جمال.
    ::
    ::

    وركض جمال مع الطلبة وهو يفكر
    أمضِ جمال ..لا تنظر خلفك..امضِ جمال..أنت في سباق مع الزمن..امضِ جمال.. أحرق حزن ماضيك وضعه في مقبرة النسيان.. امض جمال..لقد عرفت طريقك ..امضِ جمال..هدفك ينتظرك ..امضِ جمال.. ها هي مطرقة القضاء أمامك..أمضٍ جمال.. ستحاكم من ظلمك..أمضٍ جمال..ستكون الخطوة الأولى لتصل إلى الأندلس..أمضٍ جمال..ستكون صقراً مثل جدك عبد الرحمن الداخل ،امضِ جمال.. ستكون أسداً مثل جدك يوسف بن تاشفين،أمضٍ جمال ... أرجع مجد أجدادك..أمض جمال ..أمض جمال..أ..م...ض...ج..م..ا..ل
    وثنى جمال ركبتيه..سقط جمال...ولم يصل جمال لمطرقة القضاء
    ::
    ::

    المشجعون صاروا يصرخون، صرخ معتز من النافذة(أصمد يا أخي)وقفز إلى الساحة، حمل جمال مع ضياء وعبادة إلى غرفة التمريض، كان جمال يتنفس بصعوبة، فقال معتز بغضب: لماذا ركضت؟ ألم تتذكر مرضك؟
    جمال يتنفس بصعوبة: نسيت يا معتز ...
    معتز: كيف تنسى أيها المتهور..أين دواؤك هل هو في الحقيبة؟
    جمال هز رأسه وصار يهذي: لم أصل إليها يا معتز، لن آخذ الدواء، لقد هُزمت يا معتز، إن الألم ليس في قلبي، بل في نفسي الذي رجع اضطرابها..
    ووضع يده على صدره متألماً.
    المدير بغضب:كنت أظنك عاقلاً.
    حمله المدير بسرعة داخل مركبته مع معتز وأسرعا إلى المستشفى.






    هرع محمود إلى المستشفى وكان صديقه معه، جلس على كرسي بالقرب من الباب، وغطى وجهه بيديه، وإذا بصديقه يربت على كتفه، قال محمود آسفا وبصوت حزين مضطرب: لا أقوى على الدخول ورؤيته مريضاً(قال وقد تحشرج صوته) لقد ظننته حسم الصراع مع نفسه!
    لم تظهر إلا يد الرجل الذي قال: ومنذ متى يا صاحِ نحسم صراعاتنا مع أنفسنا؟إنما هي سقطة وسيقف بعدها، اذهب لتراه... سيكون بخير.
    محمود: هل ستدخل معي ؟
    الرجل: لم آتِ إليه..بل جئت لأطمئن عليك وأواسيك أيها الأب الحنون..
    ثم مضى، أما راشد فخرج مع المدير ومعتز من الغرفة، قال محمود بلهفة وقلق: كيف حال جمال؟
    الدكتور راشد ضاحكاً: مثل الحصان... ما أن أعطيته الدواء حتى تحسن.
    ::
    ::

    دخل محمود مع معتز وقد تجلّد فصرخ في وجه جمال مؤنباً: لقد رأيتك بالأمس حفيد عبد الرحمن الداخل ويوسف بن تاشفين، وما أراك اليوم إلا دونكيشوت يقاتل طواحين الهواء.
    كان جمال قد تخدر من الدواء فقال بهدوء: لقد نسيت أمر...
    قاطعه محمود معنّفا: صمتاً..سأعيدك إلى المنزل مع معتز حتى لا تشعر أمك بحماقتك التي ارتكبتها، ولا تكلمني طوال هذا اليوم(نظر إلى معتز وقال) ولا أنت يا معتز،إياك أن تتحدث معه هل فهمت.
    ::

    ::

    مضى به محمود إلى المكتبة ليختار المراجع التي طلبتها أمه، يرجعه في الوقت المحدد إلى المنزل، لم يصعد محمود حتى يخفون الأمر عن سمية، لكنه لم يقدر، فحينما دخل المنزل كان يخفي وجهه حتى لا تراه أمه، دخل ساكتا لا يتكلم،وبهدوء وضع المراجع على مكتبه وبدأ يقرأ، أما معتز توجه إلى سمية ليساعدها فقالت:ما الأمر؟(هز معتز كتفيه كأنه لا يعلم فقالت بحزم)تكلم بصراحة أنا أشم رائحة المستشفى.
    معتز بعد أن نفخ: ألا يفوتك شيء؟



مواضيع مشابهه

  1. الردود: 109
    اخر موضوع: 08-06-2015, 12:22 AM
  2. الردود: 92
    اخر موضوع: 11-09-2012, 06:44 PM
  3. الردود: 237
    اخر موضوع: 16-05-2011, 01:20 PM
  4. ♥♥♥♥فطيرة الدراق الفرنسية♥♥♥♥حلوان عودتي للمنتدى بعون الله تعالى بعد طول غياب ♥♥♥♥
    بواسطة عاشقة الحلويات في الحلويات والكب كيك والكيك وحلويات العيد
    الردود: 62
    اخر موضوع: 05-07-2010, 10:50 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ