مشاركة العضوة ابنة الشهيدة في مسابقة ** أجمل مقال اجتماعي **
زواج البنت الصغرى قبل الأكبر منها
على الرغم من زيادة الوعي والثقافة الدينية بين المجتمعات الإسلامية إلا أنه مازالت هناك بقايا بعض المعتقدات التي ليست لها علاقة بالشرع الإسلامي الحنيف
قبل زمن ليس ببعيد كان الخاطب لا يتقدم لخطبة فتاة قبل أن تتزوج أختها الكبرى لعلمه بأن هناك تقاليد لاتسمح بزواج الصغرى قبل زواج الكبرى
ولكن مع انتشار الوعي بين الناس وتفشي ظاهرة تأخر الزواج صارت كثيرا من العائلات لاتمانع تزويج الصغرى قبل الكبرى
هناك ثلاثة أطراف يتأثرون بزواج الصغرى قبل الكبرى وهم
الفتاة الكبرى ، الفتاة الصغرى ، عائلتهما
تواجه العائلة قرارا صعبا عند تقدم أحد الخطاب للابنة الصغرى وينقسمون إلى قسمين
منهم من يرفض تماما زواج الصغرى قبل الكبرى بغض النظر عن كون الخاطب رجلا مناسبا
وهذا إجحاف بحق الصغرى، كما أنه يخلق نوعا من الضغينة بينها وبين أختها الكبرى
ويُشعِر الكبرى أنها ستكون دوما عثرة في طريق اختها
وربما قبلت بأول خاطب يطرق بابها حتى تستطيع الصغرى الزواج أيضا
ومن العائلات من يقبل بزواج الصغرى ولكنهم في الوقت ذاته يجهلون كيفية التصرف في مثل هذه الحالات
فيعلنون حالة الطواريء في المنزل بحثا عن عريس للكبرى قبل أن يفوتها قطار الزواج والدعاء لها بصوت مرتفع بأن يرزقها الله زوجا عاجلا وسؤال كل قريب أن يدعو لها
وقد يخفون عنها أخبارا يعتقدون أنها قد تحزنها كحمل أختها
مما يجعلها تشعر بوجود مشكلة حقيقية وأن زواج أختها الأصغر منها يقلل من شأنها
أما المشكلة الأخرى التي تواجه الفتاة الكبرى هي تعليقات من حولها من أقاربها أوأصدقائها أو جيرانها
فهم إما أنهم يبالغون بحسن نية بإظهار الحزن والشفقة عليها والدعاء لها دائما مما يذكرها بهمها
وإما يظهرون الشماتة ويرمون كلاما جارحا متناسين أنه قدر الله
على الناس أن يعوا أن زواج الصغرى قبل أختها الأكبر منها أمر طبيعي تماما وأنه لاينقص أو يعيب من مقدار الكبرى أبدا فالزواج نصيب ورزق يرزقه الله لمن يشاء وعندما يشاء
وبناء على ذلك لابد من التعامل مع الموضوع بحكمة حتى لاينتهي الأمر بكارثة وجرح نفسي كبير
نصيحتي للوالدين أولا أن يتحدثا مع الابنة الكبرى بهدوء وإعلامها بخبر خطبة أختها الصغرى قبل أي شخص في المنزل وذلك حتى لا يكون الخبر صدمة لها
ثم تذكيرها بالله وأن هذا قدر كتبه الله وأنه لو كان لها نصيب فسيأتي في وقته التي حدده الله تعالى
وأنا زواج أختها الصغرى لن يقلل من معزتها عندهم وأنها ستبقى معززة مكرمة في بيتها حتى يأتيها نصيبها
ولابد بعدها أن يتم كل شيء بطبيعية تامة وأن لايتحدث شخص عن الموضوع مرة أخرى
وإلى أختي المسلمة تذكري أن لله حكمه في تقدير المقادير
دع الأيام تفعل ما تشـــاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجـــزع لحادثة الليالي
فمـــا لحوادث الدنيا بقاء
تستر بالسخــاء فكل عيب
يغطيه كمــا قيل السخـاء
ولا تر للأعـــادي قط ذلا
فإن شماتة الأعــداء بـلاء
للإمام الشافعي رحمه الله
الروابط المفضلة