بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باب قول ماشاء الله وشئت \الصفحة \402
عن قتيلة: ( أن يهوديا أتى النبي * صلى الله عليه وسلم * فقال : إنكم تشركون تقولون: ماشاء الله وشئت ، وتقولون: والكعبة ، فأمرهم النبي * صلى الله عليه وسلم * إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة ، وأن يقولوا: ماشاء الله ثم شئت ) رواه النسائي وصححه
وله أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( أن رجلا قال للنبي * صلى الله عليه وسلم * ماشاء الله وشئت ، فقال : " أجعلتني لله ندا ؟ بلى ماشاء الله وحده ) أخرجه أبن ماجة وأحمد ونسائي
ولابن ماجه عن الطفيل - أخي عائشة لأمها - قال : ( رأيت كأني أتيت على نفر
من اليهود قلت :إنكم لأنتم القوم ،لولا أنكم تقولون :عزير ابن الله قالوا : وإنكم لأنتم
القوم ،لولا أنكم تقولون :ماشاء الله وشاء محمد ،ثم مررت بنفر من النصارى فقلت :
إنكم لأنتم القوم ،لولا أنكم تقولون : المسيح ابن الله قالوا : وإنكم لأنتم القوم ،لولا أنكم تقولون :ما شاءالله وشاء محمد ،فلما أصبحت أخبرت ﺑﻬا من أخبرت ،ثم أتيت النبي * صلى الله عليه وسلم * فأخبرته قال :هل أخبرت ﺑﻬا أحدا قلت :نعم ،قال : فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " أما بعد ،فإن طفيلا رأى رؤيا أخبر ﺑﻬا من أخبر منكم ،وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا
وكذا أن أﻧﻬاكم عنها ،فلا تقولوا : ما شاءالله وشاء محمد ، ولكن قولوا : ما شاءالله وحده ) ابن ماجه ، أحمد الدارمي. ابن ماجه ، وصححه البوصيري
تلخيص درس الثاني من أسبوع العشرون
(((( الله الموفق والمستعان ))))
# قول ما شاءالله وشئت شرك في اللفظ والمشيئة ومن شرك الأصغر
# وهذا الباب فيها فوائد منها مع أن اليهود هم أهل الشرك ويقولون عزيز أبن الله أي يشركوت بالله تعالى مع ذلك يطعنون أهل الأسلام ويقولون يشركون فالهوى وطلب تنقص أهل الإسلام والنقد عليهم ومخاطبتهم بما يسوؤهم ، فالهوى وطلب تنقص أهل الإسلام والنقد عليهم ومخاطبتهم بما يسوؤهم ، وقال أهل التوحيد أنتم مشركون فردوا عليهم بما قالوا فصاحب الهوى يفهم الصواب فهم صواب فواجب أن نتقبل منهم ولو هم مشركين , يجيب أن نقبل بالحق ولوكان من يهودي أو نصراني فهم توجه بالقدح بالشرك في المؤمنين ولم ينمع شركهم النبي * صلى الله عليه وسلم * من القبول , حتى قبل ذلك وصاهم بترك التنديد لأن الحق هو ضالة المؤمن أين وجده أخذه فلا يمنعهم من قبوله ولو من قبل مشرك أو كافر أو فاسق كما قال النبي * صلى الله عليه وسلم * : (الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها )
# وفائدة حديث أبن ماجة عن طفيل أن صاحب الهوى والملة الباطلة مع أنه على باطل قد يرد على صاحب الحق بأنه على باطل فواجب على صاحب الحق أن يتجرد من هذا الباطل ولايرد هذا الحق لأنه أتى من أصحاب باطل لان قاعدة أهل السنة والإيمان أنه لايرد الباطل بالباطل ولا بدعة بالبدعة إنما ترد البدعة بالحق وإذا جهل فاليصبر حتى يتعلم أو يسأل أهل العم لأن حتى الشيطان قبل منه بعض الحق الذي جاء به وأرشد أليه أبا هريرة ،وهؤلاء اليهود والنصارى في هذين الحديثين قبلنا منهما حقا أرشدونا إليه في أعظم المسائل وأجل المطالب ،وهو توحيد الله - جل جلاله -.
# وعدم تقبل الحق من أصحاب الباطل يكون سببا في حصول البدع والشبهات والضلال كما في تأريخ الأسلام , فلما لم يقبل الحق صار يوجه الأدلة ويؤولها من أجل إبطال ذلك الحق وهذا كما فعله طائفة من أهل البدع
# وفي أخر الحديث ( قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أﻧﻬاكم عنها ) أي هذا المسائل من الشرك الأصغر وليس من شرك الأكبر , والنهي عن الشرك في الألفاظ أتى بالتدريج في تاريخ بعثة النبي عليهالصلاة والسلام وتبليغه أمته بالأوامر والنواهي ،فكان الحلف بالآباء جائزا ،ثم نهاهم عليه الصلاةوالسلام عن ذلك.وكذلك قول : ماشاء الله وشئت ،ثم ﻧﻬاهم عن ذلك أما إذا كان الشرك من شرك الأكبر فلا يجوز أن يؤخر أنكاره أما شرك الألفاظ فقد تكون منمصلحة فقه الدعوة وفقه ترتيبالأهم والمهم وتقديم الأهم على المهم - أن يؤخر بعضه لتتم المصلحة العظمى
ــــ
ربي زدني علما
الروابط المفضلة